الموقع قيد التحديث!

متفرّقات من “الذّاكرة الدّرزيّة”

بقلم المرحوم الشيخ سميح ناطور
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

جمعها المرحوم الشيخ سميح ناطور

والّتي ستصدر قريبًا ضمن كتاب شرع بإعداده قبل وفاته تحت عنوان: “الذاكرة الدرزيّة”   
وهو مشروع لجمع وتدوين ونشر قصص من تراث وتاريخ أهل التوحيد


لماذا اهتم المستشرق سلفستر دي ساسي بتأليف كتاب عن الدين الدرزي؟

البارون أنطوان إيزاك سلفستر دي ساسي، مُستشرق فرنسي (1785-1838)، من كبار المستشرقين في الغرب، لقّبه الدكتور عبد الرحمن بدوي “شيخ المستشرقين الفرنسيين”. فقد حاول أن يجعل من باريس مركزًا للدراسات الإسلاميّة والعربيّة والفارسيّة والشرقيّة، اهتمّ دي ساسي كثيرًا بدراسة المذهب الدرزي ومحاولة فهمه وتفسيره، ويعود اهتمامه بالدروز إلى أيّام الثورة الفرنسيّة، وربّما لفت نظره محاولة نابليون بونابارت طلب المساعدة من الدروز، عندما حاصر مدينة عكا في فلسطين ولم يستطع فتحها. وكان نابليون قد وجّه رسالة إلى الدروز يطلب منهم المساعدة في فتح مدينة عكا. وقد ألهب هذا الموقف خيال الباحث دي ساسي فأخذ يحاول البحث عن جذورهم وتاريخهم وأصلهم وعاداتهم وكُتبهم المقدّسة. وقد وصل إلى علمه أن طبيبا سوريا اسمه الدكتور نصر الله ابن جلدة، كان قد حصل بطريقة ما، على أربعة كتب من كتب الدروز، سافر إلى فرنسا في 15 تموز عام 1700 وأهداها إلى الملك لويس الرابع عشر (تشرشل، جبل لبنان مجلد 1 ص205) وقام أستاذ اللغة العربيّة بتي دي لا كرواه بترجمتها من العربيّة إلى الفرنسيّة. ويُقال إن دي ساسي اعتمد على هذه الكتب الأربعة، واهتمّ بدراسة الدين الدرزي، وألّف كتابًا بهذا الخصوص بالفرنسيّة، مؤلَّفا من مجلديْن بعنوان “دين الدروز” نُشر في باريس عام 1838، يحوي تفسيرًا مستفيضًا من وجهة نظر دي ساسي للدين الدرزي والعقائد الدرزيّة أصبح، فيما بعد، مرجعًا أساسيًّا اعتمد عليه الخبراء والباحثون عندما تحدّثوا عن الدروز وديانتهم.

المرجع: مجلة “العمامة” – العدد 103


كيف احتُفِلَ بعيد الأضحى في الماضي?

كان العيد حقيقيًّا، فقد كانت تجري له التحضيرات قبل أيام وأسابيع، وكان الجميع في كلّ بيت يشعرون أن هناك شيئًا هامًّا قادم علينا. فكان الكلّ يعيش أجواء العيد قبل العيد. وكان للعيد طعم ونكهة تظلّ عدّة أيّام بعد العيد. نعم لقد كانت القرى صغيرة وكان عدد السكان قليلا، فكان بإمكان كلّ عائلة أن تزور كلّ العائلات الأخرى يوم العيد، وهذه الزيارة لم تكن مجرّد واجب أو فرض أو التزام، وإنما كانت رغبة شديدة عند كلّ إنسان، أن يتفقّد أهله وأقاربه وجيرانه وأبناء بلده. وكانت الزيارات تُنتظم على مستوى أفراد أو عائلات. وأحيانًا كانت تُنتظم تجمّعات أكبر تقوم بزيارة غالبيّة البيوت في القرية، إذا لم يكن كلّها، فكان هذا العمل يُكسِب العيد جوًّا إضافيًّا من الاحتفاليّة، ومن الابتعاد عن هموم الدنيا ومشاكلها، والتفرُّغ لاستقبال الضيوف ولقائهم وتكريمهم. وكثيرًا ما كان يسود جوّ القرية نوع من الفرح والسرور، يعبّرِ عنه الشباب المتحمِّس بدبكات أو بلقطات فنيّة عفويّة بريئة مقبولة.

ومن أكثر علامات العيد ودلائله، كان كعك العيد، الذي كان هاجس كلّ ربّة بيت في الأيّام التي تسبق العيد. فكنتَ تمرّ بين البيوت حيث تصدر عنها روائح لذيذة لأنواع الكعك المختلفة، التي كانت تعبق في كلّ الشوارع والبيوت. وكان هذا يضيف إلى جوّ العيد من علامات ودلائل مثل رائحة اللحوم المشويّة في أيّام الوقفة الكبيرة، التي كانت توحّد كلّ البيوت بعد عودة المتديّنين من الخلوة، إيذانًا ببدء احتفالات العيد. وكان كلّ كبير وصغير، وكلّ رجل وامرأة، يعيش أجواء العيد. فالمتديّن يعيشها في الخلوة وفي البيت وفي شوارع القرية. وغير المتديِّن يعيشها في كلّ بقعة من القرية، حيث لا بدّ أن تجري هناك عمليّة متعلِّقة بالعيد. وكانت الشوارع تغصّ بالمارّين، والأولاد يلهون ويلعبون، ويتوجّهون مئة مرّة إلى الدّكّان القريب، ليشتروا ما يحلو ويطيب لهم من أشياء تعبّرِ عن فرحتهم في هذا العيد.

المرجع: مجلة “العمامة” – العدد 103


ماذا قيل عن الست فاخرة البعيني؟

قال المرحوم الشيخ أبو زين الدين حسن العقيلي: “كانت الست أم علي فاخرة، رحمها الله تعالى، أفضل نساء عصرها، وكان أمرها يمشي في البلاد كالشيوخ الكبار، وما كان أحد في وقتها يتقدّم عليها”. ومثلما كانت تنفرد بشخصيّة اجتماعيّة متفوّقة على الكثير من شيوخ عصرها، كان لها الرأي النافذ في أمر الدين وأمور الطائفة، وكلّ ما يؤول إلى الخير والصلاح، فمن ذلك أنها عَلِمت بأنّ خِلافا على مطحنة ماء وقع بين أهالي مجدل شمس وأهالي بقعاثا في الجولان، وكاد أن يتطوّر إلى ما لا تُحمد عُقباه، فأرسلت سُعاةَ الخير إلى مشايخ البيّاضة ومشايخ جبل الدروز، مصحوبة برسائل تحثّهم فيها على حلّ الخِصام، وقد تمّ لها ما أرادت فتلاقت القلوب، وتصافحت الأيدي وزالت الكُروب، وكانت كما وصف السيد الأمير (ق) السيّدة الرئيسة، راجحة العقل، طاهرة النفس، سليمة القلب، نقيّة السرّ، شريفة عفيفة. سافرت في درجات التعاليم الإلهيّة واتّخذت لنفسها المسالك الروحانيّة، على هُدى سيّد البَرِيّة. v

المرجع: كتاب “مناقب الأعيان” للشيخ فرحان العريضي

مقالات ذات صلة: