الموقع قيد التحديث!

فضيلة الشيخ موفق طريف يشارك في قمة السلام العالمية في كوريا الجنوبية

Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

شارك فضيلة الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في قمة السلام العالمية المنعقدة في عاصمة كوريا الجنوبية – سيؤول. وتأتي مشاركة فضيلة الشيخ تمثيلا لطائفة الموحدين، حيث يشارك في القمة ممثلون عن أكثر من مائة وخمسين دولة من مختلف أنحاء العالم، من رؤساء دول وحكومات وقادة ذوي تأثير.

وتهدف القمة إلى تقريب وجهات النظر في مناطق النزاع في العالم عبر تعزيز لغة الحوار بين الشعوب وبين أبناء الديانات والمعتقدات المختلفة.

الشيخ طريف تحدث إلى المشاركين في المؤتمر عن الحوار الحضاري بين الأديان وسبل تعزيز القواسم المشتركة كوسيلة لحل الصراعات، وقد خَصَّ قسما من مداخلته عن الأوضاع في سوريا وحَثَّ فضيلته المجتمع الدولي على التعاون والعمل على محاربة التنظيمات الإرهابية وخاصة جبهة النصرة وداعش وعودة الأمن والأمان إلى كافة مناطق الدولة السورية الى سابق عهدها.

يذكر أنه حضر القمة السكرتير العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون وممثلون عن الكونجرس الأمريكي والاتحاد الأورويي وعشرات الشخصيات من الدول العربية والإسلامية من الشرق الاوسط وأفريقيا.

هذا وشارك في المؤتمر من البلاد شخصيات دينية وجماهيرية من البلاد، ويعتبر الأكبر من نوعه في العالم حيث يشارك به نحو ٣٠٠٠ شخص ويُنَظَّم من قبل اتحاد السلام العالمي (UPF) والذي يعمل في كل دول العالم منذ أكثر من ٢٥ عاما.

الكلمة التي القاها فضيلة الشيخ في المؤتمر:

“بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم من ارض المحبة والسلام، يطيبُ لي أن ارفع لكم أرقى الصلوات واطيب التحيات من الارض المقدسة التي خصّها الباري، عز وجل، بِنِعَمِهِ، فجعلها مبعث الديانات السماوية ومهداً لأنبياء اسرائيل والسيد المسيح، ومسرى الرسول الكريم عليهم السلام.  

السيدات والسادة الكرام – أنتمي الى طائفة الموحدين الدروز التي يسكن غالبيتها في سوريا وإسرائيل ولبنان والاردن، نُؤْمِن بأسس الديانات السماوية، بالله الواحد الاحد، نُقدس الله سبحانه، ونحترم الانسان وحياته، ونصون خصوصياته، ونرى في العقل البشري مصدر الحكمة للإنسان ومنارة دربه، ندعو الى التسامح والاحترام المتبادل، والمحبة والتعايش بسلامِ ووئام بين كافة أبناء البشر.

فلو عملنا معاً على طريق المحبة وبما اوصتنا به الاديان لاستطعنا تجنب الحروب والويلات والدمار في العالم اجمع والوصول الى السلام المنشود. المحبة، أيها السيدات والسادة، هي ركنٌ من أركان الديانات والإنسانية، وفي هذا قيل: ” لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبُّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ”, ومعنى لا يؤمن هُنا أنهُ لم ولن يكتمل ايمانهُ بالله إلا بحبه للغير مِن بني البشر. 

لقد خَلَقَ الله الإنسانَ في احسن تقويم، وقرّبهُ مِنهُ وكرّمهُ وجعله مُتساوياً في خَلْقِهِ وفي إنسانيته، وأرسل أنبياءه ورسله يدعون الناس إلى عبادته، وحَرَّم على بني البشر الاقتتال فيما بينهم، وحرَّم القتل، والجنوح إلى الفتن، والشر، وحرم التفريق بين الإنسان وأخيه الإنسان. فكل من آمن بالله أخاً لأخيه المؤمن، وله الحق في المجاهرة بمعتقده، وإقامة شعائره الدينية بحريّة تامة. جميعنا مُطالبون بتقديس النفس البشرية التي أبدعت بأمر الله.

ألاخوة الاعزاء – السلام هو هدف تصبوا له الأمم والشعوب منذ بدء التكوين وفي نفس الوقت وسيلة وطريقة للتعامل بين أبناء البشر – فالسلام لا يقتصر على معاهدات بين دول بل يبدأ في الانسان نفسه واحترام ذاته وتعامله بسلام مع خالقه ومع أخيه الانسان بغض النظر عن الانتماء الديني أو العرقي أو القومي. الدين والايمان أيها الاخوة هو مصدر وطريقة لعبادة الله وليس سببا للتنافس او التناحر بين الشعوب او فرض القوة. علينا أن نأخذ الأديان ونجعلها وسيلة لإيصال السلام وأسسه وأن نجعل الأديان قاعدة واسعة لنثر بذور المحبة والإنسانية في كل مكان وزمان. وان كل هذا ليحدث عبر تعزيز الحوار بين الأديان، وعبر اظهار المشترك والتوافق وعدم التطرق الى خلافات عقائدية لا جدوى منها ولا تساهم في الحوار.

من هذا المنطلق، أقمنا في بلادنا مجلساً لرؤساء الاديان، يضم رؤساء الطوائف والديانات اليهودية والمسيحية والاسلامية والدرزية والبهائية والاحمدية والشركسية، نعمل مِن خلاله معا على حوار دائم ومستمر ونشر بذور المحبة بين أبناء المجتمع من كافة الطوائف ولدى أبناء الشبيبة على وجه الخصوص. نعمل على تقريب وجهات النظر، وفض الخلافات، إذا وجدت. كما ونزور بعضنا البعض في المناسبات الرسمية والاعياد، مُهنئين متقاربين مُتحابين.

قد يَتَخَيل لبعض الحضور هنا، وبشكلٍ عام، اننا، في الديار المقدسة، نعيش في حالة حرب دائمة، والحقيقة غير ذالك، فهناك نتعايش فيما بيننا بسلامٍ ووئام ومحبة وننعم بحرية الأديان والعدل، أتينا معا الى سيؤول وفدا واحدا: رجالات دين يهودا ومسلمين ومسيحيين ودروز وقادة جمهور وأصحاب مناصب من مختلف التيارات السياسية.

أخذنا على عاتقنا، رؤساء الأديان في الأراضي المقدسة، مهمات ليست بالضرورة من وظيفتنا كرؤساء روحيين، بل لأننا رأينا أنه باستطاعتنا ان نفعل ونعمل، بحكم موقعنا الديني والروحي، فقمنا بمبادرات عِدةِ، استطعنا مِن خلالها الوصول الى كوادر الشبية والعامة من مختلف الطوائف، وتوجيههم الى الطريق الصواب، ليس فقط في مجال التآلُف والمحبة للآخر وحل النزاعات والمشاكل، بل في التعامل اليومي والمجتمعي، مستندين الى مضامين الاديان وخلاصتها في كيفية تعامل الانسان مع اخيه الانسان.

الحضور الكريم : في سوريا تدور حرب أهلية دامية منذ عشر سنوات، أزهقت فيها ارواح مئات الالاف من المدنيين، وأدت الى نزوح الملايين من اللاجئين. الحرب في سوريا لم تنته بعد ولا زالت دامية ومقلقة في الشمال السوري بمحاذاة الحدود مع تركيا ولا زال الالاف يُقتلون ويهجرون، وهناك محاولات لتشريد وقتل وتهجير أبناء الاقليات العرقيَّة المختلفة كالمسيحيين والاكراد والدروز من مناطق سكناهم، على يد تنظيمات إرهابية مختلفة مثل جبهة النصرة وداعش. الاقليات في سوريا لا زالت في خطر، خاصة في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات الارهابية.  أدعوكم، كلٌ من منصبه وموقعه ودولته، العمل على احلال السلام والأمن والأمان لكافة سكان سوريا، في كل مناطقها، لأبناء جميع الاديان والمذاهب.  لو أخذنا مثلا الجهود الدولية والتعاون فيما بينها هذه الأيام لمحاربة آفة الكورونا وكلنا امل ان تثمر هذه الجهود ويستطيع العالم الحد من انتشار المرض، فاني أتسائل وبصوت عالي لماذا لا نرى هذه الجهود الدولية لوقف الحروب في كافة مناطق النزاع في العالم، فالحروب ليست اقل فتكا ودمارا من وباء الكورونا بل قتلى الحروب والمهجرين تصل الملايين سنويا في كل أرجاء العالم.

الحضور الكريم – ان الرسالة المركزية التي يحملها هذا المؤتمر ومؤسسيه هي رسالة السلام هذي هي رسالة الاديان السماوية، حيث تتفق جميعها في الدعوة إلى التآخي والمحبة، ونبذ العنف ومحاربة الإرهاب، والتعامل بالحُسنى بين البشر، ونبذ كل ما من شأنه المس بكرامة الإنسان وحقوقه المشروعة.

علينا جميعنا، أن نعمل ونبذُل أكثر في سبيل زرع روح المحبة والأخوة والتسامح والوئام والسلام بين الناس جميعهم. قال تعالى في كتابه العزيز: ” وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا، وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ”. وقال السيد المسيح، عليه السلام: “طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ”.

أحييكم وأثَمِّنُ اعمالكم الانسانية غالياً، وهنا لا بد من تقديم الشكر الجزيل للقيمين والمبادرين لعقد هذه القمة وعلى عشرات الفعاليات التي يقومون بها في دول العالم المختلفة. آمل أن يسود الخير بين بني البشر مُنتصراً على الشر، والحق على الباطل. أتمنى على المولى العلي القدير، واضرعُ اليه لإحلال السلام والأمن والأمان في جميع اقطار المعمورة. شكراً لكُم على اصغائكم، دمتم بخير، حفظكم الله ورعاكم.”

مقالات ذات صلة:

العدد 160 – نيسان 2022

Share on whatsapp Share on skype Share on facebook Share on telegram لمشاهدة وتحميل العدد Pdf لجميع اصدارات المجلة