بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله أقصى مبلغ الحمد والشكر لله من قبل ومن بعد،
ممّا لا شكّ فيه فإنّ ذكر الأنبياء والأولياء الصالحين، هو غذاء للروح، وقوت للقلوب، لما فيه من دعوات للخير، واعتزاز بالنفس، وروحانيّات مطمئنة، وسبل للوفاء لهم ولنهجهم، وكم بالحري في هذه الفترة التي يحيي فيها أبناء الطائفة المعروفيّة الذكرى الثلاثين لرحيل أمينها سيّد الجزيرة وشيخ العشيرة الأمثل فضيلة الشيخ أمين طريف، وكذلك سلسلة من الزيارات السنويّة لمقامات النبي سبلان عليه السلام وقبل ذلك أسيادنا الأنبياء يهودا واليعفوري في الجولان وبهاء الدين في بيت جن وأبو إبراهيم في دالية الكرمل عليهم السلام جميعًا.
إن عشيرتنا المعروفيّة الّتي هي من أشرف الأمم وأكرمها، وتبذل الغالي والرخيص من أجل حقوقها وعزّتها، تمرّ في هذه الحقبة الزمنيّة في البلاد وفي أماكن أخرى أيضًا بعقبات ومشاكل عدّة، تحتِّم وحدة الكلمة والصفّ لمواجهتها حيث يتوجّب على الجميع، كلّ في مكانه وفي موقعه، التحلّي بالصبر والحكمة، ورباطة الجأش، والابتعاد عن العنف، والتروّي كي نجتاز هذه المرحلة ويدنا عليا وحقوقنا مصانة، وهنا لا بدّ لي من أشيد بالمواقف الحقّة والحكمة في القيادة التي يتمتّع بها فضيلة الشيخ أبو حسن موفق طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية الذي ينضوي الجميع تحت رايته حيث يقوم بعمل جبّار وهائل لصون عزّة وحقوق الطائفة وحفظ مكانتها خصوصًا وأنّنا طائفة لا تتعدّى على أحد ولا تقبل أن تنام على ضيم.
إن ما ذُكر آنفا من قيادة رشيدة ومواقف جبّارة وتميّز في إدارة الأمور والأزمات ليس بغريب على فضيلة الشيخ أبي حسن خصوصًا وأننا اعتدنا عليها أيضا في فترة سلفه جدّه سيدنا الشيخ أمين رضي الله عنه ونفّعنا ببركاته، الذي تحيي الطائفة الدرزيّة في هذه الأيام كما سبق وأشرنا الذكرى الثلاثين لرحيله بقلوب مفعمة بالحزن على فقدان وليّ طاهر ديّان عالم عامل مفضال وعنوان التقى والأمانة والذي كرّس كلّ حياته في سبيل الحفاظ على مصالح الطائفة في كلّ مكان حيث تقاطر إليه رجال الدين من كلّ الديانات والقادة والسياسيين من كلّ حدب وصوب للأخذ بمشورته والاستماع إليه وإلى نصائحه ومواقفه الحكيمة.
إنّنا نقف في هذه الأيام على أعتاب الانتخابات للسلطات المحليّة أيضًا وهنا لا بدّ لي أن أدعو الجميع إلى نبذ واستنكار كلّ المظاهر السلبيّة وخوض هذه المعركة الانتخابيّة بنزاهة وباحترام متبادل من قبل كافّة الأطراف المتنافسة في كافّة مدننا وقرانا، بعيدًا عن التصريحات والأعمال غير اللائقة، وأن يبتعد الجميع عن كافّة مظاهر العنف الجسديّ والكلاميّ وعن نشر أشرطة الفيديو التي تأجّج الخواطر والمضلّلة. إنّني على ثقة تامّة بأنّ كافّة المرشّحين للسلطات المحليّة يضعون نصب أعينهم مصلحة مدنهم وقراهم، وعلى استعداد لبذل كلّ الجهود من أجل الصالح العام سواء فازوا في الانتخابات أم لا، ففي نهاية المطاف الانتخابات يوم والبلد دايم دوم، وتعاليم التوحيد تلزم الإنسان بأخلاقيّة العمل وبأخلاقيّة النيّة أيضًا والتي تعتبر شرطًا مسبقًا لنهج مسار الحقّ والنجاح للشخص العامل ومن حوله والوفاء بما تقتضيه أخلاقيّة العمل. ورغم بعض الصعاب التي تمرّ بها الطائفة في الآونة الأخيرة في أكثر من مكان، والتي سبق وأشرت إليها، وفي عود على بدء فأنّ ما يثلج الصدور ويدعو إلى الفخر والطمأنينة هو مشاركة ورؤية حشود مشايخنا الأفاضل الأجلّاء تعود كما في كلّ عام لتلتقي لتحيي، في مزاره وتحت صورته، ذكرى سيّدنا الشيخ أمين طريف رضي الله عنه الوليّ الطاهر صاحب الفضل والفضيلة، وتنهل ممّا خلّفه من إرث وصالح الأعمال، وكذلك الاحتفال بالزيارات المباركة للمقامات المختلفة والتي كان آخرها مقام سيّدنا سبلان عليه السلام. آمل أن تعود علينا كلّ هذه المناسبات في العام القادم بالخير واليمن والبركات وجميع أبناء عشيرتنا المعروفيّة في أحسن حال.
