الموقع قيد التحديث!

إشعال شمعة أفضل من لعن الظلام

بقلم د. جبر أبو ركن
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

الحالة الأولى الصحة والمرض:

 مجموعة بشرية عاشت أجيالا لا تعاني من الأمراض والآلام بدون معرفة صحية وطبية لمعالجة تلك الأمراض وحل مشاكلهم الصحية منها مشكلة موت أطفال في جيل مبكر والأمراض المُعدية، حتى وصلت إليهم الحضارة المدنية الحديثة مع الأطباء والدواء والمراكز الصحية. قال أحد أفراد المجموعة حديثا: كان البعض سابقا يلعن ويشتم المرض والآلام… أما اليوم وبعد أن انتقلنا من عصر الأمراض إلى عصر الصحة بسبب الطب والعلم والأدوية، هذا التغيير والانتقال هو بمثابة إشعال شمعة الطب والدواء التي طردت ظلام الأمراض والآلام.

الحالة الثانية الجوع والفقر مقابل الشبع والغنى:

وهي إحدى المشكلات والقضايا التي ما زالت تواجه الإنسان والعالم منذ القدم وحتى أيامنا هذه في عدة دول ومناطق وعلاجها وتطوير الاقتصاد وزيادة الإنتاج الغذائي، والحد من تكاثر السكان، والاجتهاد والعمل ومحاربة الكسل وعدم الاتكال على الغير…

ذات يوم لم يخرج الثعلب للصيد من أجل الطعام واستلقى على ظهره تحت شجرة في الغابة وقال لنفسه كل شيء قسمة ونصيب في الدنيا واليوم سأنتظر نصيبي من الطعام ليحضر أمامي وإلى فمي. مرّت الساعات وكانت تمر بجانبه حيوانات صغيرة وطيور، وتكاسل تماما عن صيد أي منها، وكان يلعنها ويلعن نصيبه في ذلك اليوم، حتى أشرف النهار على الانتهاء والشمس عند الغروب حيث شعر بالجوع الشديد، وعندها انتفض وانقضّ على آخر دجاجة كانت بالقرب منه وقال: أنتِ قسمتي ونصيبي الآن، وأنا أقرر ذلك وكانت طعامه ذلك النهار وعاهد نفسه ألاّ يتكاسل في تحصيل رزقه وطعامه. وكانت إرادته ووثبته على الفريسة وإشباع جوعه بمثابة الشمعة التي طردت ظلام الجوع والفقر ولو ليوم واحد. قانون الغاب يعتبر طبيعي بين عالم الأحياء (الأبقى للأقوى والأذكى)

الحالة الثالثة العلم والجهل:

 قضية أخرى ما زالت تواجه البشر والعالم هي الجهل من جهة والعلم والمعرفة من جهة ثانية. إن معرفة المور على حقيقتها وصحّتها ليست سهلة فيبعض المواضيع والحالات. ما زال الجهل يؤثر على سلوك وقرارات البشر والدول والمجمعات بدرجات مختلفة. ويؤدي أحيانا إلى صراعات ومشاكل عديدة. جماعة من العميان طُلب منهم لمس فيل بجانبهم بدون أن يعرفوا بأنه فيل. وكل واحد يقول ما هو الشيء الذي لمسه، قال أحدهم: لمست جدار. وقال آخر لمست جذع شجرة، وآخر هذا حبل وآخر هذه عريشة من أربع عمدان وكلها أجزاء من المعرفة ومن الحقيقة الكاملة للشيء عند الإنسان البصير تكتمل الصورة الحقيقية وتكون المعرفة الحواس والعقل وسائل للمعرفة والعلم، وهي بمثابة نور الشمعة الذي طرد ظلام الجهل في العالم وعند البشر.

الحالة الرابعة الحرب والسلم:

هذه القضية والمعضلة ما زالت تشغل الإنسان والأمم والشعوب والدول منذ عصر العائلة والقبيلة والطائفة والشعب حتى الممالك والدول والإمبراطوريات… في حالة الصراع بين طرفيْن أو أكثر يكون إمّا الحل الحربي وتكون نتيجته الخسائر أو الأرباح، أو السلمي والصلح بدون خسائر بينهما. كل من يسعى ويعمل من أجل صلح وسلام بين متنازعين ومختلفين في المستوى الفردي والجماعي والعالمي هو بمثابة من يشعل شمعة السلام والأمن والهدوء حيث نورها يطرد ظلام الشر والحرب والصراعات والخلافات كثيرة هي الجمعيات والمنظمات التي يعمل أفرادها ومديريها على إشعال شموع السلام والصلح بدل لعن وشتم ظلام الحرب والصراع والخلاف والمجاعات والجهل.

الحالة الخامسة الخوف والإيمان:

لا وجود للخوف إلا في نفوس البشر وعقولهم بدرجات مختلفة لا شيء يخيف أكثر من فكرة الخوف ذاتها أو الإحساس بالخوف ذاته وعندها لا يتمكن الإنسان من القيام بفعالياته ونشاطاته وأعماله على الوجه الأفضل والأحسن علاج الخوف يكون بإشعال شمعة الإيمان في نفس الإنسان وعقله وقلبه مع الإرادة والشجاعة لطرد ظلام الخوف. والإيمان يشمل الثقة بالنفس والقدرات الباطنية الداخلية عند الإنسان… وكذلك القوى المختلفة في الحياة والطبيعة والوجود هم قوى طبيعية وروحانية وعقلية وعلمية. وأهمها تنمية وتطوير الإيمان في الباري تعالى مصدر كل القوى والطاقات الداخلية والخارجية في الإنسان وفي العالم وفي الكون. ومَن يستمدّ إيمانه وقواه من الله تعالى ويتوكل عليه من قلب ورب فلن يعرف الخوف في حياته وتبقى شعلة الإيمان نورا وسلاحا روحانيا وعقليا كدرع له في حياته ومماته يساعده على طرد الخوف والقلق والشكوك، وتحرير ذاته وشخصيته منها، وهكذا يكون الإيمان بمثابة نور الشمعة الذي طرد المخاوف والشكوك والمصاعب والمشقات بدلا من لعنها وشتمها وعرقلة مسيرة حياة الإنسان.

 الحالة السادسة مجلة العمامة

لمجلة العمامة دور هام وقسط كبير في نشر الوعي والمعرفة والثقافة بكل ما يتعلق بجماعة الموحدين الدروز في العالم خلال عشرات السنين الماضية حتى أيامنا هذه. ومحتوياتها بمثابة الشموع التي أنارت وتنير طرق ووسائل المعرفة والعلم والوعي داخل جماعة الموحدين الدروز وخارجها بين الشعوب والدول.

مقالات ذات صلة:

الأشعّة الكونيّة

الأشعّة الكونية (Cosmic Ray) هي مجموعة مركّبة من إشعاعات مختلفة تصل إلى الكرة الأرضيّة من مناطق مختلفة في الفضاء الخارجي.

مثلٌ في الجهل

حين يبلغ أحدُهم منصبًا أو مركزًا، يُخيَّل إليه أنّ اللهَ أوجدَ العالم من أجله، وأنّ الكونَ سُخِّر له وحدَه. وقد