الموقع قيد التحديث!

الزيارة المباركة لمقام خطيب الأنبياء سيدنا شعيب (ع)

بقلم الشيخ أبو صلاح رجا نصر الدين
دالية الكرمل
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله حمدًا كثيرًا طيّبًا طاهرًا مباركًا وصلى الله على جميع الأنبياء والرسل الكرام وعلى سيّدنا شعيب عليه السلام

في المستهلّ وفي هذه المناسبة الكريمة العطرة الجليلة، زيارة مقام سيدنا شعيب عليه السلام، وهذه الأيام المباركة لا يسعني ونحن نستعيد ذكرى سيدنا شعيب عليه السلام الّا أن ارفع بأسمى واحر التهاني والتبريكات لجميع أبناء الطائفة المعروفية في البلاد وخارجها مبتهلا إلى الله العليّ القدير أن يعيد هذا العيد علينا في العام المقبل، والجميع ينعمون بتمام الصحة والسعادة والرخاء، عسى أن تكون جائحة الكورونا قد ولّت تماماً وأصبحت من ورائنا لنواصل الاحتفال بهذه الزيارة كما في الزيارات الماضية بحضور آلاف المشايخ الأجلاء وقيادات ورجالات وأبناء الطائفة الكرام.

إنّ هذه الزيارة المباركة لمقام خطيب الأنبياء سيّدنا شعيب عليه السلام في شهر نيسان الربيعي، ما هي إلّا لقاء إخوانيّ شامل، نستعيد ونستذكر فيه مناقب الأولياء الصالحين والأنبياء والرسل الكرام، وما منحوه وقدّموه للإنسانية جمعاء على كافّة الصعد، وكم بالحري عندما نتحدّث عن خطيب الأنبياء سيّدنا شعيب عليه السلام، الذي يحتلّ مكانة مرموقة وخاصّة لدى كل الديانات السماويّة، خصوصاً وأنه  تميّز بطلاقة لسانه وفصاحته، وحسن كلامه وقدرته على الإقناع، ودعا قومه إلى نبذ الأصنام والأوثان، وإلى توحيد الله جلّ جلاله، وأمرهم وحذّرهم من التلاعب بالكيل والميزان، وناشدهم المحافظة على حقوق الناس، وإقامة العدل، وبث السلام والألفة والمحبة فيما بينهم. إن رسالة سيدنا شعيب (ع) إلى الإصلاح بمفهومها الحقيقيّ تشمل إصلاح القلوب بالعقائد الصحيحة وأبرزها الإقرار بوجود الله الواحد الأحد الفرد الصمد، وإتباع تعاليمه وتعاليم رسله وأنبيائه عليهم السلام، والتقيّد بأوامره والانتهاء عـن نواهيه، وإصلاح المعاملات بين الناس، ولذلك أدعو الجميع في هذا الموقف الدينيّ الروحانيّ العظيم إلى النظر إلى تاريخنا المشرق بالخير والبركات والخشوع والرجوع إلى تعاليم سيّدنا شعيب عليه السلام، وما قدّمه لبني البشر وإلى تعاليم ديننا التوحيديّ وتقاليدنا المعروفيّة الأصيلة كي تصفو القلوب وتستنير بالحكمة وتزول منها كل الشوائب والعلل والحسرات.

ولعل ما يثلج الصدور ويبعث على السرور، هو رؤية المشاريع العمرانية التي أُنجزت ويتم إنجازها في مقام سيدنا شعيب الشريف، والأعمال الكبيرة والنشاطات الواسعة التي يقودها فضيلة الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، مع الجهاز الديني لراحة الزوار، حيث أضحى المقام الشريف مؤهّلاً وجاهزاً بقاعاته وساحاته وإمكاناته لاستقبال الآلاف خلال فترة الزيارة وفي كافّة أيّام السنة الأخرى، وتحوّل إثر هذه الأعمال والجهود التي تستحقّ الشكر والثناء مع مرور الزمن، إلى معقل ومنارة دينيّة توحيديّة تثقيفيّة تعليميّة تنير سماء المنطقة وترتكز بالأساس على تعاليم سيدنا شعيب (ع).

لقد ودّعتُ على الصعيد الشخصيّ في الفترة الأخيرة، بمزيد من الخشوع والتسليم والرضى والحزن والأسى، العم الشيخ التقي الورع الديان المرحوم أبو يوسف سلمان زيان نصرالدين وزوجته الفاضلة الشيخة جميلة عباس زيان نصرالدين واثنين من إخوتي الشيخ أبو فايز راجي نصرالدين ورجل الأعمال أبو رشدي علي نصرالدين طيب الله ثراهم جميعاً. ومن هنا أتقدم بالشكر الجزيل لكل من قدّم لنا التعازي والمواساة الحسنة، وشاركنا مصابنا الأليم من الجليل والجولان والكرمل. لا أراكم الله مكروها بعزيز لأمد بعيد.

إننا نحتفل هذا العام بهذه الزيارة لمقام سيدنا شعيب (ع) وبهذا العيد، في وقت يعاني فيه أبناء ديننا وطائفتنا في أماكن أخرى وبلدان مجاورة من مآسي وويلات الحروب ومن أوضاع اقتصاديّة صعبة للغاية تحتّم على جميعنا التعاطف والتعاضد واللحمة وحفظ الإخوان، ولذلك ابتهل الى الله في هذه الأيام المباركة أن يحمي ويصون الطائفة وجميع مركّباتها أينما وُجدوا، وأدعو الجميع إلى القيام بواجباتهم تجاه أنفسهم وطائفتهم واتجاه الطوائف والشعوب من حولنا على أمل أن تتبدّل الأمور إلى الأحسن وتتغيّر الأحوال إلى الأفضل في أسرع وقت ممكن، ويتمكّن إخواننا من الدول المجاورة من المشاركة في المستقبل في هذه الزيارة لمقام سيدنا شعيب المقدس الشريف راعينا وهادينا منذ آلاف السنين. 

 زيارة مقبولة للجميع وكل عام وأنتم بألف خير.  

مقالات ذات صلة: