الموقع قيد التحديث!

قطرات من بحر المعرفة

بقلم الشيخ وجدي خليل حسون
مأذون في دالية الكرمل
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

جاء في حكمة هرمس الحكيم: لم يولد الإنسان لمعنى من المعاني إلّا للعلم والعمل به.  وقيل: المعرفة أساس الخير كلّه.

 وعلى لسان أفلاطون الحكيم: العلم مصباح النفس ينفي عنها ظلمة الجهل فما أمكنك أن تضيف إلى مصباحك مصباح غيرك فافعل.

ما أصدق الفلاسفة اليونانيين حين أدركوا أنّ معرفة النفس لحقيقة ذاتها هي أولى درجات المعرفة، حيث إنّك حين تعرف نفسك على النحو العقلانيّ المستقيم فإنّك تعترف بالذّلّ والضعف والزوال لنفسك، وتقرّ بكلّ تأكيد بعظمة الخالق الرازق المعبود الموجود.

إنّ المعرفة التي يكتسبها الإنسان العاقل لا بدّ أن توصله إلى محبّة الخالق لكونه مصدرًا للخير والحقّ والجمال، وبالتالي فإنّ هذه المحبّة تفضي إلى طاعة المحبوب بإخلاص واجتهاد على الدوام.

إنّ العلم هو المطلب الساميّ الّذي ليس فوقه مطلب لدى أولي الألباب، ولا بدّ للمخلوق الراقي بالفكر والمنطق والحقّ أن يبذل الجهد كي يسلم من آفة الجهل والظلمة، وكم كان الشافعي صادقًا حين قال:

إنّي ابتُليت  بأربع  لم  يخلقوا                 ألا لعظم  مصيبتي  وشقائي

ابليس والدنيا ونفسي والهوى                كيف السبيل وكلّهم أعدائي حقًّا يجدر بالإنسان العاقل أن يختار الطريق الّذي فيه النجاة من آفات هذه الدنيا الفانية. فالعلم الحقيقيّ كفيل أن يقود صاحبه إلى شاطئ الأمان ما دام جسم العلم يقترن بهذه الأعضاء: رأسه التواضع، عيناه النزاهة من الحسد، أذنه الفهم، ولسانه الصدق، قلبه حسن النيّة، يداه الرحمة، رجلاه زيارة العلماء، سلطانه العدل، مملكته القناعة، سيفه الرضى، قوسه المسالمة، سهامه التّحيّة، جيشه مشاورة الحكماء، حُكمه الورع وكثرة البر، ماله الأدب، رفيقه مودّة الأخيار، وذخيرته اجتناب الذنوب.

مقالات ذات صلة: