الموقع قيد التحديث!

المرحوم الشيخ أبو يوسف حسين هاني

Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

أحد المشايخ المحترمين المبجلين، الذين نعمت بوجودهم القرى الدرزية في لبنان. ولد ونشأ ي قرية بعذران لأسرة متدينة، تمتاز بالورع والتقوى، فشبّ إنسانا متديناً وقوراً، يعرف كل ما له وما عليه. وقد حدّثنا عنه الشيخ أبو صالح وهيب قائلاً: إن الشيخ أبو يوسف حسين هاني، سكن في خلوة القطالب، وكان موصوفاً بالزهد والتقشف والتعفف والابتعاد عن ملاذ الحياة، والانصراف عن تناول كل ما هو طيب ولذيذ. وقد آل على إلاّ يتزوج، وظلّ في عزلته يتعبد الله، سبحانه وتعالى، ويطلب رحمته وغفرانه، ويحاسب نفسه، ويحاول مساعدة الآخرين. وقد قضى الخمسة وثلاثين سنة الأخيرة من عمره، لم ينم فيها مستلقيا على ظهره، وإنما كان كل نومه وهو متربع، وجالس ورأسه فوق ركبتيه، وذلك كنوع من الزهد. وكان يعيش في خلوة القطالب، ويستقبل فيها كبار مشايخ الدين والزوّار، وكان في نفس الوقت حجة في الدين، ومرجعاً  ونموذجاً ومثالاً وعلماً. وقد سخّر له الله حية كبيرة، كانت تعيش معه في الخلوة تحرسه وتخدمه، بأن تقضي على الحشرات والزواحف المضرة. وقد حدّث الشيخ أبو صالح فرحان العريضي قائلا:” ذهبنا لزيارة الشيخ أبو يوسف حسين هاني في الخلوة، وما أن اقتربنا من المدخل إلا وثعبان مخيف كبير منتصب أمامنا، ارتبك البعض منا، وحدثت ضجة، فخرج الشيخ، وهدّأ من روعنا قائلا :” يا خيي هذه بس حية تنفعني لا تخافوا”. وأشار إليها بيده فانسلت وجلست بهدوء على بعد.

وحدّث الشيخ أبو صالح فرحان عريضي، عن الشيخ أبو يوسف قوله: إنه كان في طريقه من الخلوة للقرية، فمرّ بجانب بيت ابنة أخيه، وكانت هذه تخبز الفطائر، وصدرت عن الفطائر المخبوزة رائحة شهية لذيذة، وقد ضعف الشيخ أمام سلطان الرائحة والجوع، ومالت نفسه لأن يتناول من هذه الفطائر عند إصرار ابنة أخيه على ذلك، لكنه انتبه إلى نفسه، فتقدّم من نبتة طيّون قريبة امتشق قسما منها، والطيّون معروف بأنه نبات سامّ ومُرّ، وتتجنبه حتى الثعابين، لكن الشيخ ولكي يعاقب نفسه التي ضعفت، ومالت إلى الطيبات، أخذ الطيّون وقدّمه لابنة أخيه، وقال لها: اخبزي فطيرة من هذه النبتة. وقد ذاع صيته في البلاد لزهده وتقواه وتعففه، وكان يأكل الخبز اليابس، ولا يتلذذ بنعم الحياة، وقد زاره أحد المشايخ فجلس ليتعشى، وأخرج من خزانته بعض الخبز اليابس القديم وبلله في الماء، وعزم على الشيخ فشكره الشيخ، وفجأة تقدّمت الحية من رقبته، والتفت حولها ثم نزلت إلى حجره وهو يتناول طعامه، وتجمّد الشيخ الزائر في مكانه، حتى أنهى الشيخ طعامه، وتركته الحية لتقبع في مكانها.  وكان الشيخ أبو حسين محمود عبد الباقي، وهو من كبار المشايخ في لبنان، قد حصل نفور بينه وبين الشيخ أبو يوسف، فطلب الشيخ عبد الباقي من فضيلة الشيخ أبو حسين محمود فرج، أن يرافقه ليطلب صفو خاطر الشيخ أبو ويوسف. وصل الشيخان فوجدا الباب مغلقاً، فقالا ننتظر، وقام الشيخ أبو حسين محمود فرج وهمس بصوت خافت :” أبو يوسف! ابو يوسف! وكان أبو يوسف في كرمه على بعد مئات الأمتار، لكنه شعر بفؤاده، أن هناك شيئا ما يناديه في البيت. هرول إلى البيت، فلمح أولا الشيخ أبو حسين محمود عبد الباقي، وكان كما قلنا على خصام معه، وفوجئ بوجوده، فبادره الشيخ أبو حسين عبد الباقي وقال له: جئت طالبا صفو خاطرك ومعي الشيخ أبو حسين محمود فرج. بكى الشيخ أبو يوسف، وانكبّ على عنق الشيخيْن وطلب منهما السماح، وأعلن أن خاطره ليس مكدرا على أحد، وأنه يرحب بهما وهو سعيد بوجودهما. 

مقالات ذات صلة:

تمهيد

لقد وقع حدث كبير، في أواخر عام 2006 في أوساط رجال الدين في الطائفة الدرزية، أدّى إلى حدوث موجات انفعال