الموقع قيد التحديث!

المرحومة السّتّ أم ألمازة هنا أمين طريف

Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

في موقف هزّ القلوب حزنًا وشجنًا، وأرعش الأبدان شوقًا وألمًا، ودّعت الطّائفة الدّرزيّة في السّادس من شهر آذار الماضي، الدّرّة اليتيمة المصون، ذات السّر العامر المكنون، آخر عنقود سيّدنا الشّيخ الأمين، ومرجع الأتقياء من رعيل الأقدمين، المرحومة السّت المكرّمة المفخّمة أم المازة هنا أمين طريف، شريفة النّسب والجذور، وخالدة الذّكر والبركة والحضور.

لم يكن يوم الثّلاثاء ذاك كغيره من الأيّام والدّقائق والسّاعات، إذ أصبح النّاس على بيانِ نعوةٍ بلغ الآفاق وأدمع الآماق، نعى فيه رئيس الطّائفة الدّرزيّة ورئيس المجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى فضيلة الشيخ موفق طريف وفاة السّتّ الطّاهرة عن عمر ناهز المئة عامٍ قضتها على الإخلاص والطّاعة، محبوبةً في الأرض مشهورةً في السّماء:

“بنفوسٍ راضية بحكم الله، وقلوبٍ صابرةٍ على ما قضاه، ننعى وفاة صاحبة الفضل والفضيلة، والدّيّانة الطّاهرة الجليلة، السّؤدد المشهورة الحكيمة، والدّرّة التّوحيديّة اليتيمة، السّابقة الصّادقة العابدة، والمخلصة المتوكّلة الزّاهدة، العفيفة العالمة العاملة، والعارفة المستأنسة الواصلة، النّقيّة الولّيّة التّقيّة، الوفيّة الرّضيّة الصّفيّة، سليلة الأعيان ذوي العرفان والدّيانة، المشهورة بالعفاف والارتقاء والرّزانة، الغنيّة عن الشّهادة والوصف والتّعريف، المرحومة السّتّ أم ألمازة هنا امين طريف”.

وما أن بلغ البيان العيون والآذان حتّى هرع النّاس من مختلف القرى لحضور مأتمها العظيم، فغصّت بالوافدين باحات جولس وطرقاتها الفسيحة، واجتمع إليها المئات المئات من المشاركين الّذين حضروا من كلّ مكان. وقد كان لاجتماع ذلك الحشد منظر يذيب الاكباد ويحرّك الجماد، لما كان في الجوّ من شعائر الحزن وسمات الأشجان الظّاهرة على أوجه الحاضرين، فكنت كيف نظرتَ ترى قلبًا خافقًا وجفنًا مقروحًا وفؤادًا بالحزن مجروحًا، يستذكرون ما كان للمرحومة من أيادٍ بيضاء في خدمة الطّائفة وعموم أهل الدّين، ومشيرين إلى ما سُمع وتناقل عن قصص فضلها وتقواها، الّذي أثبت عند النّاس علوّ درجتها، ورسّخ في قلوب المؤمنين أواصر تقديرها ومحبّتها.

وقد اجتمعت وفود المعزّين في مزار سيّدنا الشّيخ علي الفارس رضي الله عنه في جولس، المحاذي لدارة سيّد الجزيرة سيّدنا الشّيخ أبي يوسف امين طريف رضي الله عنه، فامتدّت الجموع في ساحات المزار أفواجًا أفواجًا، يقدّمون التّعازي لعائلة المرحومة الطّاهرة وذويها، مترحّمين على هذا الفقد الدّينيّ الكبير. على ألحان قصائد الوداع المؤثّرة الّتي ردّدتها أصوات الشّعراء مرّة تلو الأخرى، مستهلّينها بالبيت الشّعري المشهور: “يا من يخبّرني عن جيرةٍ رحلوا – أين استقاموا وأيّ الأرض قد نزلوا”. هذا الشّاهد الشّعريّ المتوارث الّذي صار على مرّ التّاريخ التّوحيديّ سطرًا خالدًا لتوديع كبار الطّائفة وشيوخها. كانت تنقطع التّلاوة بين الفينة والأخرى، ليتقدّم الخطباء تالين على مسامع النّاس برقيات تعزية ونعي كانت تصلُ كلّ لحظةٍ بلحظة من شيوخ الطّائفة وأعلامها من سوريا ولبنان والأردن ودول المهجر، ناقلةً مشاعر حزنهم الّتي حضرت جليّةً واضحة على الرّغم من الحدود الفاصلة وبُعد الطّرق والمسافات.

ولمّا أزفت ساعة الدّفن واقتربت، هلّت الوفود من مزار سيّدنا الشّيخ علي الفارس إلى باحة بيت سيّدنا الشّيخ الأمين، وتعالت أصوات التّهليل الممزوجة بالحرقة والألم ومعه الرّضى والتّسليم.  فوق الأكتاف الّتي تهافتت لتشارك في كسب الأجر والثّواب، حُمل النّعشُ الأبيضُ وتحرّك الموكب بين وفودٍ من الجالسين والواقفين على الأراضي والأسطح في المحيط، يراقبون هذا الوداع الأخير بقشعريرةٍ روحيّة شعر بها كلّ من حضر هذه المراسم.

بعد الصّلاة الّتي حضرها الوفود ونُقلتها المكبّرات صوتًا وضّاحًا جهورًا، تقدّم الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة فضيلة الشّيخ موفّق طريف، يشكرُ باسم العائلة حضور المعزّين والمشاركين من كلّ مكان، مؤكّدًا أنّ في هذه المشاركة تخفيف الألم والمصاب بعد رحيل هذه الهامة التّوحيديّة الكبيرة، الّتي كانت مقصدًا ومحجًّا للقاصي والدّاني من الموحّدين في أنحاء العالم في شتّى الأمور والقضايا دينيًّا واجتماعيًّا.

لم يكن الكلام في هذا الموقف أشدّ ممّا شاهده البصر من التّأثّر الّذي بدا على فضيلته وهو يقف أمام النّعش المسجّى أمامه، مودّعًا مرجعيّة روحيّةً كبيرة الشّأن والمعارف، وفي ذات الوقت خالةً وفيّة مخلصةً قضى عمره في كنف تربيتها آخذًا عنها خير السّلك والحكمة. وقد عبّر فضيلته عن هذا الفقد المضاعف في كلمةٍ هزّت مشاعر الحاضرين وهيّجت أشجان المستمعين جاء فيها:

” في مثلِ هذا الموقفِ الرّهيبِ الحقّ، نبكي خسارةَ المجتمعِ التّوحيديِّ في شتّى أنحاءِ الجزيرة، لمن أخلصتْ سَلْكَهَا في سبيلِ الهدى والسّلامة، وارتقَتْ معارجَ القُرب بنهجِها طريقِ الاستقامة، مُعمّرةً قلبَها بذكرِ الله في السّر والعلانيّة، هاربةً إليه تعالى من الدّنيا الفانية الدّنيّة، قاطِعةً مفاوزَ القُربِ في ظلمةِ اللّيالي، وساهرةً على تأديبِ نفسِهِا من أجلِ نيل المعالي، كثيرةَ التّفكّرِ والصَّمت، عجيبةَ السَّلك والسّمت، دوحةَ الفضائلِ والمزايا، محمودةَ الأخلاقِ والسَّجايا، كثيرةَ الأَفضالِ والعطايا، قاطعةً قرنًا من عمرها في سبيلِ خدمةِ الدّين وأهل الدّين، وحاصلةً على ثقةِ والدِها سيّدنا الشّيخ الأمين، الّذي أشارَ إليها مرارًا بالبَنان، وأوصى عليها جميعَ الأهلِ والإخوان، متوسّمًا في شخصِهَا الكريم صِدقَ النّيّةِ وقوّةَ البَصيرة، ومحمّلًا إيّاها بعدَ رحيلِهِ أعباءَ الخِدمةِ من أجلِ إكمالِ المسيرة، فاتحةً بيتَهُ وديوانَهُ وقائمةً بعد رحيلهِ بمسؤوليّاتِ بيتهِ الكثيرة.

فالحسرةُ الحسرة على هذا الرّحيلِ الّذي هزَّ القُلوبَ وأبكى العُيون، والأسفُ الأسف على هذا اليومِ الّذي تمنيّنا ألّا يكون، والشّوقُ الشّوق إلى من كنّا نستشِفُّ البركَةَ من فيضِ فضلِهَا ودُعائِها، ونستلهمُ الحكمةَ من جليلِ وعْظِها وكَلامِهَا، قاصدينَ مَوْضعَ جُلوسِها في كلّ مساءٍ وصَباح، ومُستمعينَ إلى ما رسَخَ في ذِهنِها الثّاقبِ من سيرةِ أهلِ الفَضْلِ والتُّقى والصّلاح، وطالبين منها الدّعاَء الّذي فاضَتْ علينا بركتُه بطيبِ الخيرِ والفَلاح، فإلى من تَرَكْتِنا بعدَك يا خالتي وقد كُنتِ لنا بمثابةِ العينِ واليد، وآخرَ نسمةٍ جوهريّةٍ من سُلالة السّيّدِ الحبيبِ الجدّ، فيا لها مِنْ ركضةٍ إلى الفِردَوسِ الأعلى الّذي أخْلَصْتِ لهُ الطَّلَب، ويا لها من رحلةٍ قَصَدْتِ فيها النّجاةَ وأصبْتِ مِنها الأَرَب”.

ثمّ بعد الانتهاء من مراسم التّوديع والتّشييع، رُفع النّعش مجدّدًا قاطعًا ساحة الدّار للمرّة الأخيرة، حيث وري الثّرى في غرفةٍ بجانب غرفة مدفن سيّدنا الشّيخ أمين طريف رضي الله عنه، لتكون السّتّ هنا كريمة سيّدنا الشّيخ الوحيدة الّتي تُدفن قرب مدفن أبيها رحمة الله تعالى على روحهما الطّاهرة. خلال الأيّام التّالية، استقبل فضيلته برفقة أفراد عائلته مئاتٍ من الأفراد والوفود والبرقيات، الّتي وصلت معزّيةً بالسّت العفيفة الطّاهرة، ومعدّدةً مناقبها الجليلة الشهيرة الّتي في وصفها إطالة وفي تفصيلها تعب.

ضمن برقيّات التّعزية الرّسميّة الكثيرة الّتي وصلت فضيلته خلال أيّام، وردت برقيّة بعثها شيخنا الشّيخ أبي يوسف أمين الصّايغ الّذي كتب وشهد في فضل المرحومة موجزًا: “لقد كانت السّتّ أم ألمازة ممّن تمسّكوا بالحقيقة، فسلكوا طرقها الضّيقة واستناروا بالسّراج الوهّاج. لقد وهب الله تعالى فقيدتنا أمانةً صانت بها إرث بيتٍ توحيديّ عريق، ويا عجبًا لهذا البيت ما أكرمه، وأكبره، وأشهره، وأقدره، وأبصره، لم يزل كان، كان معطاءً منذ القدم ولم يزل مذكورًا في الكرم، خصّه الله عزّ وجلّ، للسّلف فيه واخلف برحلة عطاءٍ لا تنتهي”.

كذلك، فقد وصلت برقيّات معبّرة أخرى أبرقها مشايخ عقل الطّائفة الدّرزيّة في سوريا الشّيخ حكمت الهجريّ والشّيخ يوسف جربوع والشّيخ حموّد الحناوي جاء فيها: “بالرّضى لقضاء العزيز الحكيم والتّسليم بقدره، تلقّينا خبر وفاة السّتّ العابدة الزّاهدة الطّاهرة الجليلة، سليلة الأعيان ذوي العرفان والدّيانة المرحومة السّت أم ألمازة هنا أمين طريف رحمها الله وحشرها في زمرة من والاه، وطيّب بالذّكر الحميد ثراها، وتغمّدها الله بواسع رحمته وفيض كرمه”.

موقف تأبيني للمرحومة في خلوات البياضة الشريفة
موقف تأبيني للمرحومة في جبل الدروز

 برقيّة أخرى وصلت من الشّيوخ والأهل في الأردن، إضافةً إلى برقيّة تعزية ورثاء وردت عن شيخ عقل طائفة الموحّدين الدّروز في لبنان سماحة الشّيخ نعيم حسن الّذي كتب معزّيًا يقول: ” بسم الله الرحمن الرحيم

فضيلة الرئيس الروحي لطائفة الموحِّدين الدّروز سماحة الشيخ موفّـق طريف الجزيل الاحترام،

﴿وَالَّذينَ يُؤتُونَ مَا أتَوا وقُلُوبُهُم وَجِلَةٌ أنَّهُم إلَى ربِّهِم راجِعُون * أُولَئكَ يُسارعُونَ فِي الخيْراتِ وهُم لَهَا سَابِقُون﴾. وعهدُنا بجولس أنَّها منارةُ زكاةِ النّفوس بخالِص الأعمَال وحميد المسالِك والخصال من الأيّام المباركة الغابرة التي حلَّ في أرجائها شهيد الشّوق والطّاعة إلى أيَّام الشَّيخ الجليل العيْن الرفيع المقام الفاضِل الشيخ أبي يوسف أمين طريف رحمات الله عليه، وداركم دار بركَة وإخلاص وصلة شريفة بصدق الطاعات، وحِفظ عهود المفتَرَضات الأثيلة والأمانات. إنَّنا، بنِعمةِ الرِّضى والتّسليم لقضَاء الله، نشارككم ونشارك أهلنا في الجليل وسائر الأرجاء، جليل المصاب بوفاة الفاضلة الزاهدة العابدة العفيفة سليلة بيت التحقّق الرّوحي بالطاعةِ التي تؤتى ثمارها الطيّبة في معبر الدّنيا وفي دار البقاء المرحومة الستّ أمّ ألمازة هنا أمين طريف رحمات الله الواسعة عليها. نسأل الله تعالى أن يتغمّدها بوسيع الرحمات، وأن يلهمَكُم ويُلهمَنا وكافَّة الإخوان الصَّبر الجميل بما يُحيي النفوس بلطائف المعاني ويوصلُها بما ينفعها في معراج السلوك إلى أشرف الغايات. إنَّـا لله وإنَّــا إلـيه راجِعُــون”.

   أمّا سماحة الشّيخ نصرالدّين الغريب فوردت عنه برقيّة تعزية جاء فيها: “بمزيدٍ من الرّضى والتّسليم لمشيئته تعالى، تلقّينا نبأ وفاة السّتّ الفاضلة الطّاهرة الفاخرة والدّرة اليتيمة النّادرة، الطّائعة لربّها العزيز القدير، الّتي لها كلّ المكانة والتّقدير في قلوب المؤمنين الطّاهرين، السّتّ أم ألمازة هنا كريمة العالم الجليل الشّريف، والعامل الدّيّن العفيف المرحوم سيّدنا الشّيخ أبو يوسف أمين طريف. لقد عُرف عن السّتّ الفقيدة الفاضلة اتّباع نهج سلفها في صبرها وديانتها وطهارتها وفضلها”.

يُشار أنّ برقيّات أخرى وردت عن ديوان الأمير لؤي الأطرش والأمير طلال مجيد أرسلان.

يذكر أنّ برقيات التّعزية الّتي وصلت فضيلة الشّيخ لم تقتصر فقط على الشّيوخ والقادة أبناء الطّائفة وحسب، وإنّما وصلت أيضًا عن كبار رجالات الدّين من الطّوائف الأخرى، مخصّين بالذّكر غبطة بطريرك المدينة المقدّسة ثيوفيلوس الثّالث، وسيادة المطران يوسف عبدالله متّى رئيس أساقفة عكّا وحيفا والنّاصرة وسائر الجليل للرّوم الملكيّين الكاثوليك الّذي عزّى فضيلة الشّيخ كاتبًا:

” لا يغيب عنّا ما برزت به الشّيخة السّتّ أم المازة في ثقافتها ورجاحة عقلها، ورزانة وحسن اطّلاعها، ومعرفتها وتضامنها مع سائر النّاس. بالإضافة إلى تفقّهها وقيامها في واجباتها الدّينيّة على الوجه الأمثل، فقد اشتهرت بكونها مرجعًا دينيًّا وإنسانيًّا واجتماعيًّا للطّائفة المعروفيّة الموحّدة وسواها”.

وقد وافق هذا الوابل من البرقيّات المعبّرة الكثيرة إقامة مواقف عزاء مؤثّرة عُقدت في خلوات البيّاضة الزّاهرة في حاصبيا وفي دار عرى من ريف السّويداء الغربيّ، تخليدًا لذكرى السّتّ المرحومة وقيامًا بواجب العزاء الجماعيّ عن بُعد.

ولأنّ الشيء بالشّيء يذكر، نستطلع مرّة أخرى ما كان قد نُشر على صفحات “العمامة” في عددها التّاسع والسّبعين الصّادر عام 2007 من نبذة عن المرحومة السّتّ أم هنا بقلم المرحوم الكاتب الشّيخ سميح ناطور:

 “هي السّيدّة هنا طريف، كريمة فضيلة المرحوم الشّيخ أمين طريف، وهي واحدة من خمس كريمات رُزق بهنّ الشيخ، حيث لم يتسن له أن يكون عنده ولد ذكر، ولكنّ السّتّ أم ألمازة وأخواتها قمن بقدر الإمكان بدور كبير لسدّ هذه الفجوة في حياة فضيلة الشّيخ، فقد كنّ له خير المرشد والمعين والمساعد. والكريمات هنّ: السّيّدة أم كمال مياسة، السّيّدة أم ألمازة هنا، السّيّدة أم رحاب جوهرة، السّيّدة أم علي منيرة والسّيّدة أم نبيه فاطمة. وقد برزت في هذا الدّور السّت أم ألمازة لثقافتها ورجاحة عقلها، ورزانتها وحسن اطّلاعها، ومخالطتها وشعورها مع النّاس، وتفقّهها وقيامها بكل واجباتها الدّينيّة. وقد زاد دورها أهميّة بعد وفاة والدتها عام 1982، وزاد أكثر أهميّة بعد وفاة والدها فضيلة سيّدنا الشّيخ عام 1993. وكانت الجموع الدّرزيّة قد تعوّدت أن ترى في فضيلة الشّيخ وأبناء بيته العنوان والمقصد والمرجع، فكان كل من يتوجّه للسّتّ أم ألمازة وكأنه توجه لفضيلة سيّدنا الشّيخ، وكانت بسبب ذلك محيطة بكل ما يجري، وعلى علم بتقلّبات الأمور، ولها معرفة للأوضاع الاجتماعيّة والتغيّرات والمستجدّات في أوساط الطّائفة ولا نقصد بذلك شؤون المرأة فقط، وإنّما كان لها رأي في كثير من الأمور العامّة. لذلك عندما انتقل المرحوم والدها إلى رحمته تعالى، زادت أهمّيتها وكبرت قيمتها، وظلّ الجميع يعترفون بمكانتها ومنزلتها، وخاصة جمهور النّساء الدّرزيّات اللّاتي يعتبرنها مرجعًا ومصدرًا لكلّ سؤال أو فتوى أو نصيحة.

 لقد عالج فضيلة سيّدنا الشّيخ كافة أمور الطّائفة، ولم يقتصر ذلك على الشؤون الدّينيّة فقط، ممّا تطلّب من السّيّدة السّتّ أم ألمازة أنّ تلمّ بكلّ هذه الأمور، فقد كانت ضليعة بالأمور الدّينيّة، قارئة حافظة عالمة، تستطيع أن تجد في خضمّ بحور الحكمة الشريفة كلّ البراهين والشّواهد والنّقاط الّتي كان يتطّلب لها فضيلة سيّدنا الشّيخ من أجل إيجاد الحلول والفتاوى للمسائل الّتي كانت تعرَض عليه”.

من الجدير بالذّكر أنّ مراسم الجنازة تمّت بناءً على تعليمات وزارة الصّحّة وتوجيهاتها.

مقالات ذات صلة: