الموقع قيد التحديث!

الشيخ أبو محمد (محاسن) قاسم محمد قاسم

بقلم د. هادي قاسم
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram
الشيخ أبو محمد (محاسن) قاسم محمد قاسم
1878–1937

من وجهاء قرية الرامة الدروز في النصف الأول من القرن العشرين. ولد في عائلة قيادة ودين وعاصر كبار الزعماء الدروز من القرى الأخرى أمثال: فضيلة الشيخ طريف محمد طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، والشيخ كنج علي قبلان، والشيخ علي يوسف اسعد وغيرهم.  نشأ وترعرع في بيت معروفي درزي عريق صالح ومتدين.   وتلقى التربية الصالحة من والديه، واتسمت فيه قوة الشخصية القوية والميل للعلم والمعرفة، ولذا عمل والداه على ارساله إلى الأمير أمين بك ارسلان في لبنان لطلب العلم والثقافة والمعرفة.  وقد قام الرئيس الروحي الخامس للطائفة الدرزية آنذاك الشيخ طريف محمد طريف بإرسال كتاب توصية إلى الأمير أمين ارسلان في سنة 1893 يرجو منه أن يدعم الطالب وأن يسجله في مدرسة مناسبة. وقد استجاب المير وتعلم الشاب من الرامة لمدة سنتين في مدينة عاليه وعاد بعد ذلك إلى اهله.

اتفق الجميع من أهالي القرية والمنطقة على تسمية الشيخ قاسم عندما كبر، بابي المحاسن وذلك لكثرة محاسنه وإحسانه للناس. وجاء هذا الوصف على لسان عدد كبير من وجهاء الرامة من كافة الطوائف ومن خارجها. فقد كان الشيخ بهي الطلعة، قوي البنية، وقورا، متسامحا، كريما، مكرمّا في قريته وبين أبناء طائفته المعروفية الكريمة، فكان وبحق في الصف الأول من وجهاء الطائفة الدرزية في الرامة وفلسطين.

كان يعتني بشؤون المجتمع وحل مشاكله، فقصده القاصي والداني يستشيرونه ويتعلمّون من خبرته وحكمته، فكان بيته محط العشرات والمئات من الضيوف ووجهاء المجتمع. كان يستشار في حل الخلافات على مستوى العائلات في القرى المجاورة، فكان له موقف وموقع القاضي يقبل الجميع رأيه وينفذونه ولا يحتاجون، بفضله من تدخل الشرطة أو اللجوء إلى القضاء. ولا يزال الوجهاء والمشايخ في المنطقة يذكرون فضله ومحاسنه عليهم، وعلى كافة أبناء المجتمع حتى هذه الأيام. وعند وفاته قال عنه السيد جميل نخلة: ” لقد خسرت الطائفة الدرزية أحد رجالاتها الكبار وكان ظاهرة فريدة لم ولن تتكرر مستقبلا”. وبكاه أيضا وجهاء المنطقة من قرى: حرفيش وجولس وبيت جن وغيرها، اعتبروه القائد والزعيم والإنسان وحافظ الكرم والكرامة وصاحب الإحسان والمتسامح الكريم يحمي، المظلوم وطالب المساعدة. ومن أشهر الأمثلة التي تشير إلى مكانته الاجتماعية ونفوذه واحترام الناس وتقديرهم له نورد الحادثتين التاليتين:

 تعرض في إحدى السنين أحد شيوخ القرية لمضايقة أبناء الناس له حتى وصل به الأمر إلى عدم مقدرته من الخروج من بيته، فما كان منه إلا أن وجه رسالة استغاثة للشيخ قاسم محمد قاسم يعترف في مضمونها باحترامه ومكانته بين أبناء الطائفة وان لا أحد غيره يستطيع مساعدته وحمايته. وفعلا عمل الشيخ قاسم محمد قاسم على مساعدته فدعا إليه بعض المسئولين من أبناء الطائفة وغيرهم وطالبهم بالكف عن ملاحقته أو مضايقته. وكان له ما أراد وأصبح الشيخ يتجول بحريه في شوارع القرية دون حرج أو ملاحقة أو توجيه كلام مهين له.

وفي سنوات العشرين، اعتقلت الشرطة البريطانية بعض رجالات الطائفة واودعتهم السجن في مركز الشرطة في الرامة في بناية المدرسة الابتدائية القديمة (مقر مجلس محلي الرامة اليوم). وعندما وصل الخبر إليه عمل وبسرعة من اجل إطلاق سراحهم وتقديم الطعام والشراب لهم خلال مكوثهم في السجن حتى انه كان في بعض الأحيان يقوم بنفسه بإيصال الطعام لهم شخصيا.

كان الشيخ شخصية معتبرة ولها اسم وشهرة في التجمعات الدرزية خارج البلاد وكان يستقبل كل طارق فقد كان بيته مفتوحا دائما لكل ضيف. وكان الوجهاء الدروز في الخارج يحترمونه ويبجلونه ويعتبرونه عنوانا لهم في البلاد. وقد استقبل وفودا كثيرا، نذكر من بينها الوفد عالي الشأن الذي قدم من سوريا ولبنان في اليوم الرابع عشر من شهر تشرين الثاني عام 1934 في مهمة حل الخلاف الذي كان قد حصل بين أبناء الطائفة الدرزية في موضوع الرئاسة الدينية وإحلال السلم الأهلي.

وأدى الخلاف إلى انقسام الطائفة على بعضها. فقام الشيخ كنج لجانب المشايخ أبو محاسن قاسم محمد قاسم من الرامة وسلمان طريف وسلمان خير وبرفقة وفد من الدروز على رأسهم سماحة الشيخ حسين حمادة شيخ عقل الدروز في لبنان وآخرين بالتوسط في حل الخلاف وتمت المصالحة على يديهما في مقام النبي شعيب عليه السلام.

أعضاء الوفد:

1.                سماحة الشيخ حسين حمادة شيخ عقل الدروز في لبنان ونجله رشيد بك من بعقلين.

2.                أبو حسن بشير العقيلي من السمقانية.

3.                أبو سليمان محمد عبد الصمد من عما طور.

4.                أبو محمد قاسم أبو شقرا من عما طور.

5.                أبو محمود سلمان ضو من دير كوشة.

6.                أبو علي ملحم أبو الحسن من القلعة.

7.                أبو محمد سعيد شهيب من عاليه.

8.                أبو يوسف احمد راغب من بيضون

9.                أبو محمود حسن ألبنا من خربة المتن

10.             أبو يوسف علي عبد اللطيف من بشامون

11.             أبو سليمان صالح مكارم من رأس المتن

12.             أبو محمد علي مسعود الغريب من كفر متى

تلخيص

لا شك أننا نقف أمام شخصية كبيرة تركت بصمات ايجابية داخل القرية وخارجها ومن خلال الحوادث والقصص واستقبال الوفود وكونه بمثابة القاضي في الخلافات الفردية والعائلية ومعالجته للأمور بحنكة وبعدل منقطع النظير تعكس شخصية تتمتع بمكانة مرموقة ومركز واحترام وتقدير كبير وواسع ليس فقط بين أبناء الطائفة الدرزية في الرامة وإنما أيضا في كافة القرى الدرزية والعربية في إسرائيل.  

مقالات ذات صلة:

العميد الدكتور طريف بدر

رئيس قسم الطب والصحة في جيش الدفاع الإسرائيليإبن الطائفة الدرزية ومن قادة الدولة الذين يجابهون وباء الكرورونا يُعتبر الدكتور طريف