جرت قبل أيام معدودة، الزيارة السنوية التقليدية لمقام سيدنا الخضر عليه السلام في قرية بقعاثا، بحضور جماهير غفيرة من الجليل والكرمل وقرى الجولان، يتقدمهم فضيلة الشيخ أبو حسن موفق طريف ومشايخ البلاد، حيث تمّت الصلوات والابتهالات المألوفة، وتُليت الأشعار الدينية الروحانية، واجتمع الشمل، وجرى الحديث بين الزائرين حول أوضاع الطائفة العامة.
وقد تمّ إقامة هذا المقام الشريف في بيت كان يُعتقد أنه مصاب بسحر ما، بسبب عدم حصول الذين سكنوا فيه بالتوفيق والراحة والأمن وعدم الإنجاب. وقد تواجدت في هذا البيت غرفة عُثر فيها على مقعد لسيدنا نبي الله الخضر عليه السلام. وقد اكتشف ذلك في حينه المرحوم الشيخ أبو محمد عقاب المغربي، فعرض الموضوع أمام مشايخ عصره من قرية بقعاثا والجوار، واتخذ قرار جماعي بترميم المقام، وهبّت المشايخ الأفاضل، وعلى رأسهم الشيخ أبو محمد عقاب المغربي، والشيخ أبو علي حسين أبو شاهين، والشيخ أبو علي يوسف شمس، وغيرهم فحددوا معالم المكان المقدس، وموقع غرفة الجلوس، ومكان وضع المقعد، وكافة الترتيبات الأخرى.
وقد تم تعيين الشيخ أبو علي حسين أبو شاهين، أحد المباشرين بترميم وتأهيل المقام ليكون قيّما يدير شؤونه ويشرف. عليه وقد حصل ذلك عام 1950، فبذل الشيخ كل جهد لكي يظل المكان جاهزا لاستقبال أعداد كبيرة من الزيارات، حيث كان مفتوحا لأداء الصلوات. وقد توفي الشيخ أبو علي حسين شاهين، وانتقل إلى رحمته تعالى عام 1995، فاستلم الإدارة والمسئولية ابنه الشيخ أبو غسان سلمان أبو شاهين، الذي سعى إلى تشييد المبنى الموجود حاليا، وقد خدم المقام وادار شؤونه حتى وفاته عام 2018، وتم الاتفاق على تعيين ابنه آصف سلمان أبو شاهين، وقد تم مؤخرا تعيين زيارة سنوية للمقام تجري في تاريخ 25 حزيران من كل سنة.
