الموقع قيد التحديث!

العميد الدكتور طريف بدر

Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

رئيس قسم الطب والصحة في جيش الدفاع الإسرائيلي
إبن الطائفة الدرزية ومن قادة الدولة الذين يجابهون وباء الكرورونا

يُعتبر الدكتور طريف بدر اليوم، أحد الشباب الناجحين المتألّقين في الطائفة الدرزية في إسرائيل، وبالتالي في الطائفة الدرزية ككل. فقد اعتمد على مواهبه، وقدراته، ونشاطه، وإمكانياته الذاتية، وطموحاته، وشقّ طريقه إلى القمّة، وحصل على مكانة رفيعة، ليس في الطائفة فقط، وإنما في الدولة كلها، حيث درس مهنة الطب، وتخرّج بتفوّق، والتحق بالخدمة العسكرية، وضحّى، وسهر الليالي، وتقدّم في سلّم الدرجات، إلى ان وصل إلى درجة عميد، ونال ثقة الإدارة العسكرية العليا والمسئولين، وأُلقيت على عاتقه، مهمّة إنسانية صعبة، فيها تحمّل مسئولية كبيرة، وهي رئيس قسم الطب والصحة في جيش الدفاع الإسرائيلي، وهذا يضمّ كافّة فروع الصحّة والطب والسلامة، سواءً في الحروب، وفي التدريبات، وفي الضغوطات النفسية، وفي الأوبئة، وفي الحياة اليومية، لكل جندي أو جندية، أو ضابط أو ضابطة، يخدمون في جيش الدفاع الإسرائيلي.

وفي الآونة الأخيرة، حلّ ما لم يكن متوقّعا أبدا، ووصل إلينا وباء الكورونا الهدّام، الذي شلّ كل حركة في العالم، وأقعد الناس، وفرض جوّا من الرهبة والخوف من عمل أي شيء، لئلاّ يتعرّض الإنسان للمرض. وكل إنسان مهما كان جبّارا، أو خبيرا، أو متعلّما، يخشى دائما المجهول والمخفي، وما زال هذا الوباء مغلّفا بالغموض، ولم تُصدر أي هيئة معلومات مرتّبة موثوقة عنه بشكل كامل حتى الآن، وكل شيء يُتّخذ يظل دائما في طور المحاولة، أو التجربة، او التخفيف. وفي هذه الظروف الصعبة، أُلقيت على عاتق العميد طريف بدر، مهمات شاقّة، فهو المسئول الأول والأخير عن سلامة ومعالجة أول وآخر جندي، أو ضابط، او موظف في نطاق جيش الدفاع الإسرائيلي. وها هو يواجه المشاكل والصعوبات التي يعاني منها العالم بأسره، ولم نسمع حتى الآن، عن أي مشكلة، أو تقصير في تقديم الخدمات اللازمة لمكافحة هذا المرض في جيش الدفاع الإسرائيلي، مما يدل أنه مهما كانت المهمة شاقة وصعبة، فإن كتفي العميد أكبر وأوسع من المهمة، وباستطاعته أن يقوم بهذا الواجب، مستخدما خبرته المهنية، وحنكته، وتجاربه، وثقته بنفسه، واعتماده على الله، سبحانه وتعالى، حيث نشأ العميد طريف، في بيئة دينية مؤمنة، وفي دوحة معروفية عريقة، فهو سليل لعائلة من أكثر العائلات احتراما في الطائفة الدرزية، تمتد جذورها إلى سوريا ولبنان، وهي في البلاد تسكن عدة قرى، ونشأ منها مع التاريخ، شخصيات دينية عريقة، منها مشايخ من أركان البياضة الزاهرة، أهم مؤسسة دينية في الطائفة الدرزية، وبرز مشايخ من حرفيش، كان لهم مكانة بارزة في المجتمع، وفي الكيان السياسي الذي ساد في حينه، ويكفي أن الشيخ مصطفى بدر ،تحدى في أواخر القرن الثامن عشر، أشرس حاكم، وأقسى مسئول، ظهر في الشرق الأوسط على مدى قرون، وهو أحمد باشا الجزار، الذي عُرف بشراسته، وبطشه، وفظاظته، لكنه كان صغيرا أمام الشيخ التقي، مصطفى بدر، واتخذه صديقا له، بينما ذبح وأعدم الآخرين من الطوائف الأخرى.

د. طريف بدر مع والده الشيخ سلمان بدر

 والعميد طريف، هو نجل إحدى الشخصيات المرموقة في الطائفة الدرزية والدولة، فوالده الشيخ سلمان بدر، أنهى عمله قبل سنوات، كمدير للمحاكم الدينية الدرزية. فقد تسلّم هذه الوظيفة، في فترة من أصعب الفترات، حيث انتقل أوائل القضاة في المحكمة الدينية، وكانوا أكبر المشايخ في الطائفة الدرزية في حينه، وعُيّنوا قضاة في المحكمة، بسبب تضلعهم ومعرفتهم بالقوانين الدينية، عندما تأسست المحاكم عام 1963، فقد انتقل غالبيتهم إلى رحمته تعالى، في أوائل الثمانينات، عندما تسلم الشيخ سلمان بدر إدارة المحاكم، فاستطاع مع فضيلة سيدنا المرحوم الشيخ أمين طريف، أن يتغلبا على الضغوط الصعبة، والنقص في ملكات القضاة، وتجاوزا هذه الفترة، مع القاضي المرحوم الشيخ نور الدين حلبي، والقاضي الشيخ أبو كامل نعيم هنو، أطال الله في عمره، وتم بعد ذلك، انتخاب قضاة، وإكمال النصاب القانوني للمحاكم. وفي هذه الفترة الصعبة الحرجة، استطاع الوالد الشيخ أبو طريف، أن يؤمّن مسيرة المحاكم على أحسن وجه.

د. طريف بدر يقلّد نجله وسام انهاء دورة الضباط

وتزخر عائلة بدر في حرفيش بشخصيات هامة، كما أن العميد طريف، كان الأول بين إخوته، فوراءه طبيب ومحامٍ، كما أن نجل العميد طريف درس طب الأسنان ويسير في نفس الطريق. ويمكن القول إن طريف والعائلة، يمثّلون الوجه الجديد للطائفة الدرزية، الذي بدأ يلمع ويتلألأ في العهد الأخير. ففي السابق، كان اهتمام الطائفة الدرزية بالفروض الدينية، وبالتبحر في الدين والأمور المذهبية، وبرزت العائلة في ذلك. وفي تلك الفترات، اتسم الدروز بصفة الشجاعة والكرم، وبرزت العائلة بذلك كذلك. أما اليوم، فالتوجّه الرئيسي لجميع أبناء الطائفة، هو التعليم، والثقافة، والهايتك، والتكنولوجيا، وتدخل عائلة طريف هذه المجالات، من أوسع الأبواب، بفضل العميد طريف، ونشاطاته، وشخصيته، وأعماله ومكانته في الدولة.

ولد طريف في قرية حرفيش عام 1967، تعلم في المدرسة الابتدائية في حرفيش، وفي المدرسة الثانوية في ترشيحا، وحصل على تأجيل من الخدمة العسكرية، في نطاق تنظيم التاجيل الأكاديمي (عتودا أكاديميت)، وقُبل لدراسة الطب في جامعة بئر السبع، ولم يكن هذا من السهل، على شاب في سنه، يعيش في أقصى الشمال، ان يدرس في الجنوب، لكنه تغلب على كل المشاكل، وأنهى دراسته بتفوّق، فقُبل لفترة تدريب في مستشفى برزيلاي في أشكلون، وتخصص بعد ذلك بطب الأطفال في مستشفى نهاريا. وفي عام 2001 أُرسل في بعثة كطبيب باحث إلى المعاهد الوطنية للصحة في ميريلاند في الولايات المتحدة، واكتسب هناك خبرة كبيرة، وعاد للبلاد، ودرس للقب الثاني في موضوع إدارة هيئات صحية في جامعة بن غوريون، وتخرّج بتفوّق، كما درس للقب ثانٍ آخر في جامعة حيفا، موضوع الأمن القومي، وتخرج بتفوق أيضا. وبين السنين 2009 و2011 عُين نائب مدير المركز الطبي هيليل يافي في الخضيرة. وكان طريف قد أنهى في الجيش دورة ضباط طب عام 1993 بتفوق، وبدأ خدمته العسكرية كطبيب عسكري في لواء جولاني، وتقدم في الدرجات بين السنين 2011 و2014 وكان قائد الخدمات الطبية في لواء الشمال، وفي هذه الفترة أقام باسم جيش الدفاع الإسرائيلي، مستشفى ميدانيا لمعالجة اللاجئين السوريين، وجرحى الحرب الأهلية السورية. كما عُين ضابطا رئيسيا في ألوية وفرق عسكرية كبيرة، حتى تم تعيينه نائب ضابط الطب الرئيسي في الجيش، وبعد ذلك ضابط الطب الرئيسي. وقد كان محاضرا كبيرا في كلية الطب في الجامعة العبرية في القدس، في نطاق مسار القمة لتأهيل طلاب الطب المجندين. وقد اشترك كعضو، وكرئيس، في عدة بعثات طبية إسرائيلية في العالم، لتقديم مساعدات طبية للمنكوبين من حوادث طارئة، ابتداء من تايلاند بعد الهزة الأرضية والتسونامي عام 2004 وعُين رئيس قسم الأولاد في مستشفى ميداني في مدينة بورت أُف برينس في هاييتي، بعد الهزة الأرضية 2010، وعُين عام 2015 قائد البعثة الطبية والمستشفى الميداني لمساعدة المنكوبين في نيبال. وشارك عام 2016 في نقل المصابين الإسرائيليين جراء الهزة الأرضية في تركيا إلى البلاد. وقام في شهر شباط 2019، بإلقاء سلسلة محاضرات في الولايات المتحدة، وفي شهر تموز 2016، تقرر تعيينه ضابط الطب الرئيسي في الجيش، ورقي لدرجة عميد. وفي شهر آذار 2019 ألقى كلمة باسم دولة إسرائيل في المؤتمر الوزاري الذي ضم قوى السلام في الأمم المتحدة والجمعية العامة. وكان أول ضابط إسرائيلي يقوم بهذا العمل.  وعندما تسلم وظيفته كمسئول أول عن الطب في الجيش، أجرى إصلاحات وتغييرات، مؤمنا أن أي جندي مصاب، يجب أن يتلقى أول علاج له في البيئة التي يعمل فيها في الجيش، فوضع خطة لتأهيل أكبر عدد من الجنود والضباط وأصحاب الوظائف، أن يكونوا خبراء في تقديم الإسعافات الأولية، وأن يعرفوا متى وكيف يستعملون الضمادات وأمور أخرى، لسد الأوردة والشرايين، وتخفيف الأوجاع، وإعطاء حقن مخففة. ويضع العميد طريف كل ثقله واهتمامه، في أن يحافظ الجندي والضابط اثناء خدمته على اتزانه النفسي، وليس فقط على سلامته الصحية، فهو يهتم بكل هذه الأمور، ويطلب الميزانيات والإمكانيات لكي تتوفر لأفراد جيش الدفاع الإسرائيلي الشروط القصوى للمحافظة على سلامة الجنود والضباط الإسرائيليين. وكانت إدارة الجيش قد فكّرت في الأشهر قبل تسلمه الوظيفة، في خصخصة الخدمات الطبية العسكرية، وتحويلها إلى صناديق المرضى في البلاد، لكن العميد طريف، وقف كالأسد، شارحا للمسئولين ان ذلك يضر بسلامة الجنود، وأن الميزانيات سترهق، ولن تكون هناك جدوى من هذا الموضوع، وأقنعهم بأن يقووا الأجهزة الطبية في المعسكرات، وفي أماكن قريبة من تجمعات الجيش، وهذه أفضل طريقة للمحافظة على سلامة الجنود، فكل مصاب في نطاق خدمته العسكرية، يعتمد نجاح علاجه على السرعة في تقديم هذا العلاج. ولذلك يُعتبر طريف شخصية مهنية مرموقة في الجيش، ويحظى بدعم القادة العسكريين والمسئولين عنه في قيادة أركان الجيش. وقد برز في الأشهر الأخيرة، في مواجهة الكورونا، وهو بلا شك أحد الشخصيات المركزية في مكافحة هذا الوباء في البلاد، وسوف يتم التغلب والتحرر من هذا المرض، الذي تفشى في كل العالم، والذي أثبتت دولة إسرائيل، أنها من الدول الراقية والمتقدمة علميا في مواجهته. وسيبقى العميد طريف بعد الكورونا، المسئول الأول في جيش الدفاع الإسرائيلي، عن سلامة جميع الذين يخدمون في نطاق الجيش الإسرائيلي، كما أنه سيستمر في تقديم مساعدات دولية، في أماكن منكوبة في العالم إن حصلت.

ولا يمكننا أن ننهي هذا المقال، إلا بذكر حادثة مما حصل للعميد طريف في مساعدته في الخارج، لا ينساها، وهو أنه في أول مهمّة دولية له في جزيرة هاييتي، كان عضوا في إدارة البعثة، واستطاعوا هناك خلال أربعة أيام، إقامة مستشفى ميداني، وأجرى عشرات العمليات، وعالج أكثر من 1100 مصاب. وهو لا ينسى حدثا وقع هناك، وهو أنه حينما كانوا يحفرون الأنقاض بحثا عن مصابين أحياء تحت الأنقاض، وصل إلى طفل صغير، كانت يده تحت الأنقاض، ولا يستطيع ان يسحبها. فبذلوا جهدا كبيرا في معالجته، وفي سحب يده من الأثقال التي كانت عليها، وعاد الطفل إلى بيته معافى، وهو يقول إن صورته مع هذا الولد الصغير ما زالت حتى اليوم في مكتبه، ذاكرا وضعا غريبا، انت موجود في بلد منكوب، بعيد آلاف الكيلومترات، وأنت طبيب وضابط ومندوب دولة إسرائيل، ولكن أنت في الدرجة الأولى أب، وشعور الأبوة هذا، يجعلك تبذل المستحيل لإنقاذ هذا الطفل، كأنه ابنك.

مقالات ذات صلة:

اعتراف جاء متأخِّرا

كان كايد حسون درزيا خدم في جهاز المخابرات (شاي) وتمّ إرساله مع ابن عمّه أثناء حرب التحرير لمهمّة استخبارات عبر