بالأمس القريب انتهيتُ من مطالعة. كتاب إشراقات نورانيّة من أخبار الأنبياء والأولياء والحكماء وشرح لأسماء الله الحسنى من تأليف نسيب أسعد الأسعد وإصدار دار رسلان سوريا جرمانا. هذا الكتاب هو أحد الكتب القيِّمة والمُثرية الّتي اطّلعت عليها مؤخّرًا، لما يحتويه من جواهر ودرر الكلام، فوددتُ أن أشاطركم بعض ما جاء فيه من معلومات وحِكم، علّها تلقى قبولًا لديكم.
يقع الكتاب في 324 صفحة من الحجم الكبير بغلاف أخضر وجميل وطباعة أنيقة مقسَّم إلى عدّة أبواب:
الباب الأوّل: يسرد أخبار الأنبياء، بدءًا من النّبي هابيل عليه السّلام وانتهاء بالنّبي محمد صلى الله عليه وسلم.
الباب الثّاني – الأولياء: يسرد فيه قصص الأولياء الصّالحين مبتدئًا بإبراهيم ابن أدهم ومنتهيًا بقصّة وزير الخليفة المأمون رضي الله عنهما.
الباب الثّالث – أخبار الحكماء: يستعرض فيه العديد من سيرة الحكماء خاصّة في اليونان كفيثاغورس وسولون ولقمان وسطيح.
الباب الرّابع – إشراقات نورانيّة: يشرح فيه أسرار البسملة وأسماء الله الحسنى وحِكم ومواعظ جاءت على لسان الله سبحانه وتعالى وبعض الحِكم المتفرّقة.
كلّ ذلك معتمِدًا فيما ألّفه على العديد من المصادر خاصّة الكتب الدّينيّة كالتّوراة والإنجيل والقرآن، أسرار الحِكم ومحاسن الكَلم، وشمس المعارف الكبرى، وبعض المخطوطات المذهبيّة.
فعلى سبيل المثال يروي قصّة هرمس المثلّث بالنّبوّة عليه السّلام هذه الشّخصيّة الّتي تقدّسها كلّ الدّيانات لِما له من أهميّة لتعاليمه العالميّة الّتي تصلح لكلّ زمان ومكان، ويروي قصّة بناء الأهرامات وما تحتويه من أسرار في مقاييس بنائها، وما تحتويه من علوم حول أسرار الكون وتكوينه
ويورد بعض ما قيل في الأهرام:
أنظر إلى الهرميْن واسمع منهما ما يرويان عن الزّمان الغابر
لم ينطقـــــــا بالخبر إّلا اّلذي فعل الزمــــــــــان بأّول وآخر
خليليّ ما تحت السّماء بُنيةً تشاكل في اتقانها هرميّ مصر
بناه وهندس أركانه ســـــيّد مثّلث الحكمة هرمس الفخر
ويروي خبر النّبي صالح والنّاقة، وسيّدنا إبراهيم وقصّة الذّبيح، وخبر النّبي يوسف الصّديق ومعاناته وما ضربه من مثال في العفو والتّسامح، والنّبي أيّوب الذي أصبح رمزًا للصّبر على قضاء الله وما كتبه، والنّبي موسى والعشر وصايا الّتي أصبحت دستورًا أخلاقيًّا، ووثيقة إنسانيّة عالميّة في تنظيم علاقة الإنسان بالإنسان وما حوله، وقصّة النّبي الخضر الّذي يحتلّ مكانة مرموقة وتقدّسه كلّ الدّيانات وقصّته مع النّبي موسى، والنّبي داوود ومزاميره، والنّبي سليمان وحكمته وما وهبه الله من مُلك وقدرة غريبة للتّحكّم بالظّواهر الطّبيعيّة والتّكلُّم مع كلّ المخلوقات بلسانها، وقصّة يوحنا المعمدان وتعميده للسّيّد المسيح وما عاناه حتّى قُطع رأسه بسبب تمسُّكه بالفضيلة ،والنّهي عن المنكر، وسيرة السّيّد المسيح الّذي ضحّى بنفسه، وعانى الصّلب من أجل محو خطايا البشر، والنّبي محمد الّذي أرسله الله لمحو الشِّرك والإيمان بالله الواحد الأحد
أمّا من الأولياء فيسرد قصصهم وعزوفهم عن شهوات ومتعة ومتاع الدّنيا، والتّوجُّه نحو النّسك والعبادة طمعًا بالوصول إلى الهداية ورضى الله والفوز بالجنّة
وقصّة السّيّدة رابعة العدويّة الّتي ضربت مثالًا بالزّهد والعبادة والحبّ الإلهيّ
أمّا في سيرة الحكماء، فيورد عظمة الفيلسوف فيثاغوروس وهذا بعض ما قاله، نورده لعلّنا نتّعظ بما قاله: “كما أنّ بدء خلقنا ووجودنا من الله تعالى، هكذا ينبغي أن تكون نفوسنا منصرفة إلى الله، وإن أردتَ أن تعرف الله سبحانه وتعالى، فلا تصرف عنايتك إلى معرفة الناس، فإنّه قد يمكنك أن تعرف الله باليسير من الكَلِم، وليس لسان الحكيم متقدِّمًا عند الله تعالى بالتّكرمة، ولكن أفعاله وأعماله”.
وَعَنْ أبي هُريْرة عَبْدِ الرَّحْمن بْنِ صخْرٍ قَالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: إِنَّ الله لا يَنْظُرُ إِلى أَجْسامِكْم، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وأعْمَالِكُمْ رواه مسلم. فهلا لنا أن يكون في هذا عبرة لنا في هذه الأيّام.
هذا غيض من فيض اترك للقارئ فرصة اقتناء الكتاب والاطّلاع على فحواه. والله من وراء القصد.
يذكر انه صدر للكاتب نسيب اسعد الاسعد أيضا كتب اخرى:
– كشف الستار – بحث موثّق في مذهب التوحيد – تاريخه، فلسفته، عقائده، شخصيّاته: بحث في موضوع لفّه الغموض لفترة طويلة وحجبت جوهره النّفيس ظروف تاريخيّة وأهواء شخصيّة، وها قد حان الوقت لإعادة كشف الستار عن مذهب التّوحيد الّذي هو مذهب عقلانيّ أخذ الرّوح الإسلاميّة الصّافية فأغناها بنتاج الحضارات الإنسانيّة المتعاقبة من يونانيّة ومسيحيّة وصوفيّة. سيجد القارئ الكريم في هذا الكتاب بحثًا دينيًّا فلسفيًّا تاريخيًّا متعمّقًا، قريبًا إلى روح المتلقي بعيدًا كلّ البعد عن الغموض أو محاولة إخفاء الحقيقة. – ثالوث الشّفاء (قمح البرعم – النّباتات الطّبيّة – اليوغا): يقدّم هذا الكتاب دليلًا تطبيقيًّا سهلًا للّذين يرغبون في الحفاظ على أجسادهم وعقولهم سليمة معافاة بالاعتماد على ثلاث طرائق أساسيّة وهي: تناول القمح المبرعم ،ممارسة رياضة اليوغا، العلاج بالنباتات الطبيعيّة
