الموقع قيد التحديث!

من زياراتي لبلاد الأرز.. مستشفى الإيمان في مدينة عاليه

بقلم الشّيخ د. نجيب سلمان صعب
ابو سنان
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

حديث شامل مع أمين سرّ جمعيّة “الإيمان” للطّائفة الدّرزيّة هناك

تأسّست هذه الجمعيّة بتاريخ 18-1-1980، وبتاريخ 13-9-1981 جرى افتتاح مستشفى الإيمان في مدينة عاليه، وشمل هذا المستشفى جميع أقسام العلاج الطّبّيّ، عمل فيه 46 طبيبًا، واحتوى في المرحلة الأولى على 60 سريرًا، بعد أن أقيم بفضل تبرّعات الخيّرين وذوي البرّ والإحسان. في حديثي مع أمين سر ّالجمعيّة قال: “بيننا وبين إخواننا عبر الحدود علاقات تاريخيّة نأمل في تطويرها وخاصّة في الجانب الإنسانيّ”.

 لقد سمعت كثيرًا عن مستشفى الإيمان للطّائفة الدّرزيّة في عاليه، وقد صمّمت أن ازور هذه المدينة الجميلة لأقف على حقيقة الأمر عن كثب، وحقًّا سافرنا إلى عاليه الّتي ترتفع 850 مترًا عن سطح البحر ، وأخذنا نتسلّق  المرتفعات إلى أن وصلنا المكان ودخلنا المستشفى الأمر الّذي يدلّ فيما يدلّ، على عزيمة صادقة من قِبل الإخوة المشايخ الّذين قطعوا شوطًا بعيد المدى من المسؤوليّة  والمثابرة لإيجاد مستشفى من هذا القبيل للطّائفة الدّرزيّة في مدينة عاليه، ولجمع المعلومات والاستماع إلى المزيد من التّفاصيل التقيتُ بالشّيخ سلمان عبدالخالق أمين سرّ جمعيّة الإيمان والمسؤول عن شؤون النّشر والإعلام في المستشفى، وذلك بعد أن قمت  بزيارة المستشفى والتّحدّث إلى الشّيخ جميل صالحة أحد أعضاء الهيئة التّأسيسيّة للجمعيّة والّذي اصطحبني إلى منزل الشّيخ سلمان عبدالخالق الّذي تعذّر عليه القدوم إلى المستشفى إثر وعكة صحّيّة حالت دون ذلك ودار بيننا الحديث التّالي:

 س- شيخ سلمان أرجو من حضرتك أن تعطي القرّاء الكرام لمحة عن جمعيّة الإيمان الّتي انبثق عنها المستشفى؟

ج- بكلّ اعتزاز واحترام نرحّب بك أنت وصحبك الكرام، بتاريخ 18-1-1980 صدر العلم والخبر رقم 11 والقاضي بتأسيس جمعيّة الإيمان للطّائفة الدّرزيّة، الصّيغة القانونيّة لرغبة الجماعة المؤمنة بالخير وحفظ الإخوان في معناها الإنسانيّ والاجتماعيّ، وقد تمّ تشكيل الهيئة الإداريّة للجمعيّة على النّحو التّالي مع حفظ الألقاب والكرامة لجميع الإخوة:” نعيم شهيّب رئيسًا، محمد الريس نائبًا للرّئيس، بشير مكارم أمينًا للمال، سلمان عبد الخالق أمينًا للسّرّ، وعضوية كلّ من: يوسف شهيّب، محمود عبد الخالق، جميل صالحة ونجيب الصّايغ “.

 وتابع الشّيخ عبد الخالق حديثه مشيرًا إلى أنّ الجمعيّة هي مؤسّسة درزيّة قامت بمباركة المشايخ نتيجة للواقع الّذي عاشته طائفتنا في السّنوات الأولى من الأحداث، خاصّة وأنّ مناطق المتن – الشّوف وعاليه تخلو جميعًا من مستشفى أو مركز صحّيّ لتامين الخدمات الصّحّيّة، حيث إنّه كان لا بدّ هنا من الاعتماد على النّفس خاصّة وإنّ الطّائفة لها من الإمكانيّات والطاقات الفكريّة والإنسانيّة والماديّة والحمد لله، وقد ولدت هذه الجمعية وكانت من أولى مهمّاتها إقامة مستشفى الإيمان والحمد لله قد تمّ بفضل الخيّرين وبفضل تبرّعاتهم وبفضل إحاطتهم بالحِنوّ والعطف.

س- وهل توجد هنا مؤسّسة لبنانيّة أخرى للطّائفة غير هذه المؤسّسة حضرة الشّيخ؟

ج- أرجو أن أنوّه هنا إلى أنّه توجد مؤسّسة ثانية وهي المؤسّسة الصّحّيّة للطّائفة الدّرزيّة والّتي يشرف على إقامتها شيخ عقل الطّائفة الدّرزيَة في لبنان الشّيخ محمد أبو شقرا في منطقة الشّوف، ونحن عندما نقول المؤسّسات الخيريّة في الطّائفة، ففي العمل الجماعيّ المنظّم وكذلك العمل الأفقيّ جميعها مشتركة على صعيد البلاد لأنّه لا توجد خدمات عامّة، فكان لا بدّ أن نتحرّك عبر عمل جماعيّ اجتماعيّ إنسانيّ كهذا.

 س- تقول إنّ هذا المشروع أُقيم عن طريق الخيّرين وتبرّعاتهم، ماذا تقصد بذلك شيخ؟

 ج- أقصد أنّ الخيّرين من أبناء الطّائفة الّذين جادوا بأموالهم وتبرّعوا بالنّقود والتّطوّع من أجل إخراج هذه الفكرة إلى حيّز الوجود، ومئات بل آلاف الأفراد والشّخصيّات المرموقة الخيرّة الّتي تبرّعت كلّ حسب طاقاته وإمكانيّاته مشكورًا، وقد تراوحت التّبرعات بين 500 ليرة لبنانية و50 ألف ليرة لبنانّية جزاهم الله خيرًا جميعًا.

س- متى بدأت المستشفى في العمل شيخ سلمان؟

ج- كان يوم 12-9-1981 يوم افتتاح المستشفى وتحقيق الأمل المنشود، ويُعتبر هذا اليوم يوم المحبّة والكرامة يلتقي فيه أبناء معروف في انطلاقة جديدة إلى دور جديد تأخّرنا كثيرًا في تمثيله، وهو وجود المؤسّسات الخيريّة الطّموحة الّتي تستقطب طاقاتنا المبعثرة هنا وهناك في تنظيمه للخدمة العامّة.

س- أيّة أقسام من العلاجات توجد في المستشفى هذه الأيّام شيخ؟

ج- في المستشفى هذه الأيّام أقسام وأجهزة حديثة حيث إنّ المشاريع العامّة تنجح بمقدار ترجمتها لأفكار الجماعة الّتي تمثّل، وقيمة أيّة مؤسّسة للخدمات هي فيما تغطّي من حاجات، وفي حقل الطّبّ والاستشفاء الخدمات غير محدودة لتنوّعها وهنا تكمن الصّعوبة، ونحمد الله ان ما تحقّق هو أكثر من خطوة على الطّريق الطّويلة اللّامتناهية في ميدان الطّبّ والعلم، فقد نفّذت جمعيّة الإيمان ما وعدت به في بيانها الأوّل وأقامت المستشفى حيث غطّى فعلًا معظم الحالات المرضيّة في سائر الأقسام، وذلك مع نخبة من الأطبّاء كان لهم دورهم في العمل الجيّد ليصبح هذا المستشفى في الصّفّ الأوّل رغم حداثة عهده، وأقسام المستشفى هي : 

_ القسم الأوّل، قسم الجراحة وجناح العمليّات – فيه ثلاث غرف للعمليّات تغطّي جميع أقسام الجراحة التّالية: الجراحة العامّة، جراحة العظام، جراحة الشّرايين، جراحة العين، جراحة الجهاز العصبيّ والدّماغ، جراحة التّجميل وجراحة الأنف الأذن والحنجرة. وقد زُوّدت غرف العمليّات بجهاز أشعة تلفزيونيّ يغطَي كافّة العمليّات المعقّدة.

  • القسم الثّاني هو جناح التّوليد والأمراض النّسائيّة.
  • القسم الثّالث جناح العناية الفائقة.
  • القسم الرّابع، الطّوارئ والّذي يؤمّن الخدمة المتطوّرة على مدار السّاعة بواسطة فريق عمل طبّيّ حيث جُهّز بمعدّات متطوّرة تغطّي ما يستجدّ من حالات طارئة وجراحة لقاء بديل يتناسب مع أهداف المستشفى بأقلّ كلفة ممكنة، ممّا يوفّر على المرضى وأوليائهم مشقّة الانتقال وذلك لارتباط هذه العيادات بجناح الطّوارئ والعمليّات والمختبر وقسم الأشعة، نأمل أن يتطوّر بأحدث مركز للدّراسات والأبحاث ومكتبة طبّيّة في المستقبل القريب إن شاء الله.
  • القسم الخامس هو، المختبر وبنك الدّمّ: ويغطّي أكثر من 200 نوع من الفحوصات في فروع الدّمّ والكيمياء الحياض، والبكتريولوجيّة وبذلك يؤمّن ما تتطلّبه أقسام المستشفى من تحاليل وعلى مدار السّاعة، وقد زُوّد المخيبر بآلات وأجهزة آليّة حديثة. ويعتبر مختبر مستشفى الإيمان من أحدث المختبرات في لبنان، وإلى جانب المختبر هناك بنك الدّمّ الّذي يغطّي حاجة المستشفى بكلّ ما يتطلّبه من دّمّ ومن كافّة الفئات.
  • القسم السّادس وهو، جناح المراقبة القلبيّة حيث يستوعب هذا الجناح خمسة أسرّة ويحتوي على أحدث الأجهزة الالكترونيّة للمراقبة القلبيّة المتواصلة كما وننقل معلومات هذه الأجهزة إلى مركز المراقبة الأساسي الّذي تتابعه أعين الممرّضات الاختصاصيّات دقيقة بدقيقة على مدى 24 ساعة.

س- وماذا تقول شيخ سلمان عن طاقم الأطباء والممرّضات في المستشفى؟

ج- الأطبّاء في المستشفى نوعان: منهم دائمون في المستشفى وهؤلاء يتقاضون رواتب شهريّة وعددهم 6 أطبّاء ومنهم اختصاصيّون وعددهم 40 طبيبًا يغطَون جميع أقسام المستشفى على مدار الّسنة، ويعمل في المستشفى حوالي 60 ممرّضًا وممرّضة ويحتوي المستشفى على 60 سريرًا 52 لمختلف الأقسام، و8 أسرّة للأطفال.

 س- وماذا عن النّشاطات في المستشفى في السّنة الأولى للافتتاح؟

 ج – عدد المرضى الّذين عولجوا خلال السّنة يصل إلى 1784 منهم 100 عولجوا مجّانًا وجزئيًّا، 486 عمليّة جراحيّة و1124 صورة شعاعيّة، وعدد الفحوصات المخبريّة 11414 خلال السّنة.

س- وما هو دور الحكومة اللّبنانية شيخ سلمان لو سمحت؟

ج- دور الحكومة هو فقط في العلم والخبر لقيام الجمعيّة من حيث الرّخصة القانونيةّ للمستشفى.

 س- وهل يعمل في المستشفى أطبّاء ممرّضين وممرّضات دروز؟

ج- في الواقع الأغلبيّة السّاحقة من العاملين هم من الدّروز والمهمّ هنا النّوعيّة والاختصاص المطلوب، ونحن في المستشفى نحاول ان يكون شبابنا اختصاصيّين، وفي الأساس لا تهمّنا طائفة الطّبيب أو الطّبيبة لأنّ المهمّ العمل الإنسانيّ، والمهمّ أن يكون الطّبيب نظاميًّا وبارعًا في اختصاصه ويؤدّي الخدمة الإنسانية المطلوبة والمجرّدة وجميع الأطبّاء هنا والحمد لله من هذه النّوعيّة.

 س- وأخيرًا فضيلة الشّيخ هل لك ما تقوله لأبناء الطّائفة الدّرزيّة في إسرائيل؟ ج- بالطّبع أشكرك جزيل الشّكر على إهدائي كتابك “القرى الدّرزيّة في إسرائيل والجولان ” والّذي سأقرأه بتلهّف وأودّ أن أقول: “هناك بيننا وبين إخوتنا عبر الحدود علاقات تاريخيّة نأمل أن نتمكّن من أن نطوّرها وخاصّة من الجانب الإنسانيّ، وآمل أن يرتفع العمل الاجتماعيّ وأن يشعر إخواننا أينما كانوا بأنّ التّرابط صحبة لفلسفة التّوحيد لأنّنا إخوة أينما كنّا وفيما حللنا على أمل أن يرتفع العمل الإنسانيّ والاجتماعيّ ويشعر كلّ منّا بالاكتفاء والمشاركة بالانتماء إلى هذه الطّائفة العريقة إن شاء الله عزّ وجلّ”.

مقالات ذات صلة: