الموقع قيد التحديث!

وزراء الدفاع الدروز في سوريا

بقلم المرحوم الشيخ سميح ناطور
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

لقد عرف عن الدروز أنهم رجال حرب يمتازون بالشجاعة والصبر والبأس والمقدرة العسكرية والاقدام والحنكة وسرعة الخاطر وقوة الملاحظة واتخاذ القرارات الصحيحة بسرعة، وغير ذلك من الخصال العسكرية. وهذا ليس غريبا عن الدروز، فقد عاشوا طوال ألف سنوات وجودهم، مطاردين مهددين، لم يستمتعوا بالراحة والهدوء، وإنما كانوا طوال الوقت على أهبة الاستعداد للدفاع ولصد كل هجوم. ويشهد التاريخ، أنهم لم يبادروا يوما إلى حرب أو توسع أو اعتداء، وإنما عاشوا مع الجميع مسالمين، كل همهم المحافظة على دينهم وأرضهم وعائلاتهم. وقد حاربوا فقط، عندما هوجموا واعتدوا عليهم. وقد تألق الدروز في اشتراكهم بمعركتي حطين ضد الصليبيين، ومعركة عين جالوت ضد التتار، وانتصروا مع الجيوش الإسلامية. كما ذاع صيتهم في حروبهم ضد إبراهيم باشا المصري وضد الجيوش العثمانية الجبارة، التي كانت تغزو جبل الدروز في سوريا. وبرزوا في الثورة السورية الكبرى، وفي حروب ومناسبات أخرى في القرن العشرين. لذلك لا غرابة إن نشأت فيهم مواهب تؤهلهم لتبوأ مناصب عسكرية رفيعة المستوى. وقد تم حتى الآن في الجمهورية العربية السورية، تعيين ستة وزراء دفاع في الحكومات السورية المختلفة هم:

عبد الغفار باشا الأطرش

عبد الغفار باشا الأطرش

وهو زعيم جبل الدروز في العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين. كان من قادة الثورة ولكنه بقي في الجبل لإدارة الشؤون حين كان سلطان الأطرش في النبك. عيّن في الأربعينات وزيرا للدفاع في حكومة سوريا. ترأس عام 1939 وفدا مرموقا قدم إلى فلسطين لإتمام مراسيم الصلح في مدينة شفاعمرو بعد مقتل الشيخ أبو صالح حسن خنيفس بأيدي الثوار. قام بعقد راية الصلح ثم قام مع الوفد بجولة في القرى الدرزية، عاقدا راية الصلح في بعض القرى التي وقعت فيها خلافات داخلية وداعما المواطنين الدروز في الكرمل والجليل.

الأمير حسن الأطرش

الأمير حسن الأطرش

زعيم من سوريا، (1905-1977) ولد في قرية عرى من جبل الدروز، درس في السويداء ودمشق. اشترك في الثورة السورية الكبرى، ونزح إلى الأردن. عُين حاكما للجبل بين 1937 – 1941 وعين وزيرا للدفاع في حكومة سوريا سنة 1942 وانتخب في البرلمان السوري نائبا عن السويداء سنة 1943. عين مرة أخرى حاكما للجبل. عين وزيرا للزراعة سنة 1954 ووزيرا للأوقاف سنة 1955.

اللواء شوكت شقير

اللواء شوكت شقير

قائد من لبنان (1912-1982) ولد في بلدة أرصون في المتن. والده الميرالاي فؤاد بك شقير، المفتش العام للدرك في سوريا ولبنان عام 1920، وجده البكباشي سليمان، قائد الطابور الأول في الجندرمة اللبنانية في عهد المتصرفية، وجد والده الشيخ حسن شقير، عضو مجلس إدارة جبل لبنان. تعلم في المدرسة الحربية لقوات الشرف الخاصة، وتخرج فيها ملازما سنة 1932. سنة 1936 رفع إلى درجة ملازم أول، تقدم في الرتب العسكرية، فنال رتبة مقدم في الجيش اللبناني سنة 1946. عين عام 1947 مندوبا للجيش اللبناني في اللجنة العسكرية التابعة لجامعة الدول العربية. انتقل عام 1949 للخدمة في الجيش السوري، وعين رئيسا للفرقة العسكرية في رئاسة الجمهورية، ثم تدرج في الرتب وفي عام 1952 عين قائدا للواء المشاة الرابع وفي سنة 1953 رفع إلى رتبة زعيم رئيسا للأركان العامة في الجيش السوري حتى سنة 1956 حيث أحيل على التقاعد، حسب طلبه. أحرز وسام الحرب ذا السعف اللبناني ووسام الاستحقاق السوري من درجة ممتاز، ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى من مصر، ووسام الكوكب الأردني من الدرجة الأولى. تولى منصب رئيس الأركان لجيش الإنقاذ سنة 1948. أسهم في إنشاء القيادة الميدانية المشتركة بين الجيشين المصري والسوري. وشغل فترة منصب وزير الدفاع في الحكومة السورية. قاد انقلابا ناجحا في دمشق، وسلم الرئاسة إلى مدني واستقال وعاد إلى لبنان. كان القائد الأعلى للقوات المسلحة في ثورة سنة 1958. كان صديقا خاصا للرئيس جمال عبد الناصر.

الفريق عبد الكريم زهر الدين

الفريق عبد الكريم زهر الدين

قيادي عسكري سوري (1919-2009) ترأس أركان الجيش السوري بعد انفصال الوحدة بين مصر وسوريا. ولد في قرية الصورة الكبيرة، ابنا للشيخ حسين زهر الدين، عضو المجلس النيابي لدولة جبل الدروز. وقد نشأ في مدينة السويداء، وتعلم فيها، حيث سكن والده بحكم وظيفته، وانخرط في صفوف جيش الشرق عام 1937 واسترعى انتباه رؤسائه لتفوقه، حيث رغب أن يكون ضابطا، وتخرّج من الكلية الحربية عام 1942. وبدأ يتسلم وظائفه القيادية في أفواج المشاة والمدرعات والعشائر، حتى أصبح مديرا لدورة الضباط. وتسلم مصلحة التجهيز، وأرسل ببعثة دراسية إلى فرنسا للدراسة في كلية الإدارة العليا في باريس. وترفع حتى وصل درجة عقيد، وأثناء الوحدة رُفع إلى رتبة عميد، وتسلم مديرية الشؤون الإدارية والمالية في الجيش الأول، وكان المعاون الإداري لقائد الجيش. ثم رُفع إلى رتبة لواء، حتى عُين رئيسا للأركان. وبعد تقاعده ألف كتابا شرح فيه أعماله ومواقفه.

اللواء حمد عبيد

اللواء حمد عبيد

وهو أحد كبار القادة العسكريين في سوريا (1928-1942). ولد ونشأ في محافظة السويداء، وانتسب إلى الكلية العسكرية في حمص عام 1949، وتخرج منها برتبة ملازم عام 1952. تدرج اثناء خدمته العسكرية، في مختلف الرتب، حتى بلغ رتبة عقيد، في ثورة آذار عام 1963، وتسلم بعد الثورة، منصب قائد اللواء السادس عشر، ثم رقي إلى رتبة لواء (جنرال) في الأول من شهر كانون اول عام 1964، وعين وزيرا للدفاع في 23 أيلول عام 1965. منح الأوسمة التالية: وسام الإخلاص، وسام ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة، وسام نوط النصر، وسام نوط يوم جيش التحرير الفلسطيني، وسام ذكرى قيام ثورة 8 آذار ووسام الجيش العربي السوري.

السيد متعب شنان

السيد متعب شنان

متعب شنان، شاب من السويداء برز بهدوء واحدا من قادة حزب البعث العربي الاشتراكي وكواحد من النخبة التي تدير الحكم في سوريا منذ السبعينات، عندما قام الرئيس حافظ الأسد باستلام الحكم وحتى اليوم. وكان متعب قد التحق مع أخيه فوزي بجامعة دمشق، فدرس فوزي الفلسفة وعين مدرسا للعلوم الفلسفية في المدارس الثانوية، اما متعب فقد برزت فيه الصفات القيادية، فكان نشيطا في حزب البعث في الجامعة، ثم تنافس على رئاسة اتحاد طلاب جامعة دمشق، وانتخب بعد ذلك رئيس الاتحاد الوطني للطلاب الجامعيين في القطر السوري كله. وقد كان ضمن المجموعة التي دعمت حافظ الأسد في تسلم الحكم عام ،1970 وكان عضوا في القيادة القطرية لحزب البعث، وقد عين متعب في أول حكومة شكلت في عهد حافظ الأسد برئاسته، وزيرا للعمل والشؤون الاجتماعية، وذلك بتاريخ 21.11.1970 وعندما وكل حافظ الأسد تشكيل الحكومة لعبد الكريم خليفاوي بتاريخ 3.4.1971 عينه وزيرا للدفاع، وعندما شكل عبد الكريم خليفاوي حكومته الثانية بتاريخ 22.3.1972 عين متعب وزيرا للصناعة. ولم يعين بعد ذلك في أي وزارة وإنما أصبح واحدا من القياديين لحزب البعث وانتخب عام 1987 رئيسا لقيادة حزب البعث القطرية.  وكان يتولى جانباً من عمليات التنسيق بين الأحزاب العراقية المعادية لعهد صدام حسين في العراق والمقيمة في سوريا، وبعد زوال حكم صدام حسين انتقل للعراق وتولى هناك وظائف في حزب البعث العراقي، وعندما عقد في شهر أيار 2017 حزب البعث العربي مؤتمره الرابع عشر في دمشق، وصلت وفود من الدول العربية تضم البعثات التي تمثل حزب البعث في الدول العربية، وترأس الوفد العراقي السيد متعب شنان.  

مقالات ذات صلة: