الموقع قيد التحديث!

شعر: العِيدُ الكَبِير

بقلم الشيخ د. سامي أبي المنى
أمين عام مؤسسة العرفان التوحيدية لبنان
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram
العيدُ ما العيدُ؟ إنَّ العيدَ مَعناهُ
مظاهرُ العيدِ ليستْ غيرَ زينتِه
قد يفرحُ الناسُ في ثوبٍ وزَخرفةٍ
ويَسعدُ المرءُ في جَمعٍ وبهرجةٍ
لكنَما العيدُ أسمى من مظاهرِه

إنْ كانَ للعيدِ معنى أنَّه فرحٌ
فَلْنُدركِ السرَّ في الأضحى لنحمِلَه
محطةٌ، عِبرةٌ من عهدِ خيرِ أبٍ
وهَمَّ أن يَذبَحَ الطفلَ البريءَ رضىً

وسيِّدُ الفِصح ضحّى وﭐفتدى بشراً
والحجُّ كرّسَهُ الإسلامُ، أسّسَهُ
والحرفُ أثمرَ من معناهُ حكمتَه
للعيدِ روحٌ، ولا روحٌ بلا جسَدٍ
كما الجنينُ نَما الأضحى لغايتِه
وأصبحَ العيدُ ذكرى وﭐنتظارَ غدٍ

إنْ هَمَّ طوعاً نبيُّ اللهِ مُرتقِباً
فتلكَ رحمةُ ربِّ الكونِ دانيةً

فلنجعلِ العيدَ فينا توبةً وهُدى
ولْنَبلُغِ السَّعدَ في سعيٍ وتضحيةٍ
إنَّ السعادةَ عيدٌ لا حدودَ له

أيحسَبُ المرءُ منّا عيدَه فرَحاً
أم يَحسَبُ العيدَ عِصياناً وحفلَ غِنى
لا أيُّها القومُ فاْسمُ العيدِ تضحيةٌ
وأنْ نُقدِّمَ بعضاً من سعادتِنا

أينَ المحبةُ في الأعيادِ نزرعُها
إنْ نَكسبِ المالَ لا نُعطِ الفقيرَ ولا
وإنْ سعِدنا ووُفِّقنا لعافيةٍ
وإنْ بلغنا مقاماً في العُلى ﭐحتدمتْ
وإنْ جمَعنا علوماً وﭐرتقت فِكَرٌ
فلا نُزكِّ بعلمٍ نافعٍ كرماً

من يَخدعِ الناسَ يَخدعْ ربَّه، وإذا
إنْ قال صوموا لقلنا الصومُ يُضعِفُنا
أو قيلَ فاعتدلوا قُمنا إلى شِبَعٍ
نَمضي وللعَرَضِ الفاني معيشتُنا

ربِّ رجوتُكَ لطفاً، إنَّ لي ثقةً
لا عيدَ إلَّا بما يُرضي الضميرَ، ولا
لولا العقيدةُ لا روحٌ ولا أملٌ
لا يُعرَفُ العيدُ إنْ ما غابَ جوهرُه

في ما نجودُ به، لا ما أخذناهُ
وزينةُ العيدِ لا ترقى لمرقاهُ
وفي طعامٍ وما قد طابَ سُقياهُ
ويَحسَبُ السَّعدَ في عيشٍ تبنَّاهُ
وجوهرُ العيدِ بالتوحيدِ نلقاهُ


ففرحَةُ العيدِ في إدراكِ مغزاهُ
في الفكر والقلبِ إرثاً، ليس نَنساهُ
أوحى له اللهُ أنْ أقدِّمْ فلبَّاهُ
ناداهُ ربُّ البرايا: قد فديناهُ

وأفصحَ الحقُّ عن حقٍّ تولَّاهُ
على تراثٍ من التقوى وأغناهُ
فأُكمِلَ الدينُ، والتوحيدُ فحواهُ
وليس يحيا سوى بالروح مبناهُ
والروحُ حلَّتْ فحُلَّ اللُّغزُ إيَّاهُ
مَن يزرعِ اليومَ يحصُدْ ما تمنَّاهُ

والابنُ أذعنَ، لم تُسمعْ له الآهُ
لمن أطاعوا، ومَن لم يصبِروا تاهوا

ولْيتَّقِ اللهَ مَن طابتْ سجاياهُ
وفي عطاءٍ نراهُ في مراياهُ
إلّا المُضحِّي بصدقٍ خابَ مسعاهُ

والحقدُ أعماهُ والإسرافُ أرداهُ
وشربَ خمرٍ ولهواً في حناياهُ
لا مَلءَ رغبتِنا ممَّا ﭐشتهيناهُ
ليَسعدَ الناسُ ممَّا خصَّنا اللهُ

أين التراحُمُ هل تَصفو نواياهُ
نرُدَّ عنه الأذى ممَّن تحدّاهُ
نرَ المريضَ فلا نأبهْ لرؤياهُ
فينا الحميَّةُ وﭐستشرى بنا الجاهُ
تخُاطبُ العقلَ كي تلقى عطاياهُ
ولا نُضحِّ فنَجنِ الشَّهدَ أحلاهُ

لم نفهمِ العيدَ لم نسعدْ بلُقياهُ
أو قال قوموا وصلُّوا ما سمِعناهُ
في كلِّ ما نَشتهي نختارُ أغلاهُ
وإنْ دُعينا لعيشِ الروحِ نأباهُ

بأنَّك العدلُ، نَحيا حين نحياهُ
يُعَدُّ عيداً متى ضاعتْ مزاياهُ
والعيدُ لولا التآخي ما شهِدناهُ
والحقُّ لا تُعرَفُ الأشياءُ لولاهُ.

مقالات ذات صلة: