الموقع قيد التحديث!

بركة الأمير السيد جمال الدين عبدالله التنوخي (ق) حلت على بيت جن قبل اكثر من خمسة قرون

بقلم الأستاذ علي صلالحة
بيت جن
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

ولد الأمير السيد سنة 1392م في عبية ونشا فيها وتوفي سنة 1479.

الأمير جمال الدين عبدالله التنوخي، علم كبير من اعلام الموحدين، طبقت شهرته الافاق بالورع والتقوى والزهد والإصلاح،فهو ولي من أولياء الله الطاهرين المعدودين ومصدر خصب من مصادر الفقه والتشريع وعنوان كامل لأسمى صفات الخلق التوحيدي وفيلسوف واديب ولغوي.

اما المؤرخ الشيخ حمزة بن شهاب الدين احمد بن سباط فعرفه بالشيخ العامل، العالم، الورع، التقي المفيد، الزاهد،العابد،المخلص، الرباني، المحقق، الفاضل، اللبيب، السيد الكبير، امير الامراء النجباء، جمال الدين والدنيا عبدالله بن سليمان بن محمد بن يوسف بن خضر بن تنوخ بن قحطان… ابن ادم عليه السلام.

كان رجلا عاقلا خيرا، ذا مناقب حميدة، متواضعا، قليل الثروة، محبا لأقاربه واهله، يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم.

تزوج امرأتين الأولى ابنة عمه الأمير ناصر الدين الحسين  فلم تطل اقامتها ولم تلد عنه والثانية ريمه ابنة الأمير شهاب الدين احمد، فولدت له عبدالخالق، وتقي الدين إبراهيم وبنات.

توفي والده الأمير علم الدين سليمان بن بدر الدين محمد بن صلاح الدين عندما كانت زوجته في مقتبل العمر فربت أولادها تربية حسنه واشتهر منهم بالذكاء والتدين الامير عبدالله، اسمه الحقيقي عبدالله ولكن لقب بجمال الدين ولقب في دمشق بالسيد، اما حمزة ابن سباط فقد لقبه بجمال الدين والدنيا، ينسب الأمير عبدالله الى اشرف القبائل العربية بني تنوخ المناذرة اللخميين الحافل تاريخهم بالمجد والفخار.

ومن المفيد ان نذكر بعض المعلومات عن مسقط راس الأمير السيد، وهي بلدة عبيه- التي تقع في اسفل جبلها المسمى “المطير” وهو من اجمل المواقع في لبنان على الاطلاق، يشرف على ساحل البحر الأبيض المتوسط من صيدا الى عكا ومن بيروت ال طرابلس، واتخذها التنوخيون موقعا استراتيجيا لرد غارات الفرنخ (الصليبين ) عن شواطئ البحر الأبيض المتوسط.

بنوا فيها الصروح الفخمة ومن اشهرها بالفخامة والمتانة، القصر الكبير الذي شيده الأمير شرف الدين موسى البحتري التنوخي سنة 1466م والمنقوش على بلاطة فوق رتاجه هذان البيتان :-

قسما بما ضمت اباطح مكة     ومنى وآيات الكتاب المنزل

ما شيدتها طمع الخلود وانما    هي زينة الدنيا لأهل المنزل

بقيت عبية مزدهرة بحكامها، وبسلطتها وبمكارم اخلاق رجالاتها زمنا طويلا وبالأخص أيام الأمير عبدالله، فقد بلغت ذروة مجدها وعزها وتألق نجم سعودها بالإمامة التوحيدية التي دامت لأكثر من ثلاثة ارباع القرن، يرعاها صاحبها وامامها الأمير جمال الدين عبدالله التنوخي.

ولما افضل علينا الأمير جمال الدين عبدالله بالمرور في بلدنا العامر باهله وذويه قرية بيت جن، زاد بكرمه وبركته وتقاه على بلدنا البركة والبر والخير والسعادة فعاش اجدادنا واباؤنا بهذه الهالة منذ تلك الايام وحتى يومنا هذا.

للذين لا يعرفون قصة الأمير جمال الدين عبدالله التنوخي فاذكرهم بان الأمير (ق) كان ديانا ورعا، حكيما، عاقلا قاد جماعته ونمى بهم الصفات الحميدة المبنية على أسس ومزايا ومناقب ديننا الحنيف، دين التوحيد لنكسب منه التواضع، التسامح، محبة الاخرين واحترامهم والذود عنهم والحفاظ على اثمن ما نملك الا وهو صدق اللسان وحفظ الاخوان.

الأمير السيد شرع قوانين الأحوال الشخصية المبنية على دين التوحيد، على الحكمة والعقل بحيث ساوى الامرأة بالرجل في جميع مرافق الحياة ولذلك منع تعدد الزوجات ولما لم ينصع لهذا القرار احد الموحدين من قرية المغار، بالرغم من المحاولات لثنيه عن الاستمرار في زواجه من امرأتين فقرر ان يقوم هو بنفسه بزيارة قرية المغار وشاءت الاقدار ان يمر بطريق جبل الجرمق مارا بمنطقة الزابود الشامخ وبالقرب من بركة الزابود وبحسب الرواية كان قد استراح بظل شجرة سنديان عامرة وافرة الظل والظلال، منتصبة شامخة شموخ من جلس مع رفاقه تحت اغصانها، شجرة مقدسة ما زالت موجودة لغاية الان بالرغم من حاجة أهلنا منذ تلك الفترة الزمنية ولغاية هذه الأيام للأخشاب لاستعمالها في التدفئة وخاصة في فصل الخريف والشتاء الباردين واللذين تصل مدتهم لنصف سنة وبالإضافة الى استعمال الحطب والخشب للطهو والخبيز وغيره من حاجيات الاهل، بقاء هذه الشجرة لم تكن بالصدفة بالرغم من ان القلائل من أهلنا يعرفون ذلك..اذا لدينا قدرة قادر وحكمه باري ليحجم ويمنع بني البشر من النيل بهذه الشجرة العامرة التي تباركت بقدسية اميرنا وشارح ديننا وكبير عقلاءنا وحكماءنا الأمير السيد الملقب بجمال الدين والمسمى بعبد الله أبو عبد الخالق ابنه الوحيد الذي توفي ليلة زفافه وابقى على هذا الحدث وبالاتفاق مع زوجته ليلة كاملة سرا الى ان اطعم كل من دعي لحضور الزفاف ومن ثم اخبرهم وابن ابنه وحيده بكلمات تنم عن ايمانه العميق وورعه وصلته بباريه لتكن هذه الحادثة اختبارا له من باريه وليعلمنا درسا نردده ونتعلم  منه يوميا،الصبر الجميل على مصائب الدنيا الفانية الى حين لقاء بارينا يوم الدين.   

بعد ان بارك هذه الشجرة وهذه الأرض اكمل طريقه الى منطقة راس العقبة ومنها نزل الى كعب العقبة مارا بارض عين الأسد التي لم تكن قائمة في تلك الفترة الزمنية ومنها الى مفرق عين الأسد المغار وحين وصل الى مشارف قرية المغار وسمع بقدومه ذلك الرجل الذي رفض الانصياع والانقياد لتشريعه وتعاليمه فعرد بعد ان طلق احدى زوجاته ومنذ ذلك الزمن سمي اتباعه ال عرايدة من كلمة عرد التي تعني ترك بسرعة قبل ان يصل الأمير السيد جمال الدين عبدالله التنوخي، الذي علمنا القيم الإنسانية والاخلاقيات والقوانين التي استمرت لأكثر من خمس مئة عام بمعنى بان الأمير السيد كان اول من أسس الديموقراطية الحقيقية المبنية على احترام وقبول الاخر ومساواة الذكر بالأنثى، الفقير بالغني والقوي بالضعيف.

بيت جن العامرة باهلها، كسبوا طيبة قلوبهم ونقاوة ضمائرهم ومعاملاتهم الصحيحة من كبير عقلائنا جمال الدين عبدالله التنوخي طيب الله ثراه.من علمه وتقاه ومن بركته ودعاة نستمد ايماننا، قوتنا وعزيمتنا لنبقى اخوة صامدين في ارضنا، محبين لأخواتنا واخواننا نستقي العلم والمعرفة الى حين تزف الساعة ونقف امام بارينا متضرعين ان يكون رصيد حسناتنا واعمالنا الصالحة اكثر من سيئاتنا ولو بمثقال ذرة.

وأخيرا أتمنى على كل موحد وموحدة، صغير وكبير ان يرجع لتعاليم الأمير السيد قدس الله سره لينهل العلم والمعرفة وعندها سنسلك الطريق القويم والصحيح، اما وبخصوص أولادنا وبناتنا فما علينا الا بناء برنامج توعية توحيدية عمادها تعاليم ومسلك وتشريع الأمير السيد جمال الدين عبدالله التنوخي قدس الله سره. امل ان يقدرني الباري عز وجل مع اهل الخير، البر والتقوى ان ننجح لإقامة مركز الأمير السيد للنهوض بالطائفة المعروفية قريبا بإذنه تعالى.n

مقالات ذات صلة:

الشيخ جابر شنان

الشيخ جابر شنان هو أحد وجهاء الطائفة الدرزية في عهد والي عكا، أحمد باشا الجزار، في أواخر القرن الثامن عشر،