الموقع قيد التحديث!

شخصية تاريخية: المرحوم الشيخ أبو يوسف زيدان حلبي

بقلم الأستاذ الشيخ يوسف زيدان حلبي
نجل المرحوم
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

المرحوم الشيخ أبو يوسف زيدان حلبي
1918-1964


شاء القدر أن يرى والدي النور في بيت المختار المرحوم الشيخ زيدان يوسف حلبي حفيدا أُطلق عليه نفس الاسم أملا أن يكون خير خلف لخير سلف. وبالفعل تحققت تلك الأمنية فقد ظهرت عليه علامات النباهة والذكاء كجدّه منذ الصغر وعندما التحق بالمدرسة عام 1924 برز بتفوّقه الخارق على أقرانه، مما حدا مدير المدرسة الأستاذ بولس بولس أن يتبناه ويأخذه معه إلى كفر ياسيف لإتمام تعليمه بعد أن أنهى المدرسة في القرية التي كان أعلى صف فيها الصف الرابع. ولسوء الحظ لم يحصل على مصادقة الأهل إلا أنه ومن شدة رغبته في العلم اجتهد وقرأ ما تسنى له من الكتب حتى أنه تملّك من اللغة كتابة وتعبيرا. وقد كان من أنصار العلم فقد أرسلني كابنه البكر إلى قرية كفر ياسيف للدراسة في المدرسة الثانوية وبذلك أكون أول من أنهى وتخرّج من مدرسة ثانوية من دالية الكرمل.
هذا وقد خصّ الله الوالد بالإضافة إلى الذكاء والنباهة، خصّه بالجرأة والشجاعة والرؤية المستقبلية وبرزت صفاته القيادية منذ الحداثة وأصبح من العصاميين القلائل الذين تحمّلوا عبء المسئولية ومشاكل الناس والمجتمع والعمل الدؤوب على حلها.

ونظر ا لهذه الصفات المميزة تمّ تعيينه في التاسع من شهر شباط عام 1951 عضوا في المجلس المحلي عن عائلته زيدان، وقد قام بواجبه على أحسن وجه حيث تشير محاضر جلسات المجلس المحلي إلى أنه كان ذا آراء سديدة وله بصمات عديدة في تخطيط وإنجاز المشاريع الأولى الضرورية للقرية وفي التعاون والتفاهم مع الرؤساء والأعضاء وفي مقدمتهم الرئيس الشيخ المرحوم أبو علي قفطان حلبي والمرحوم الشيخ الرئيس أبو علي قاسم رفعات حلبي وعضو الكنيست السابق السيد الرائد أبو لطفي أمل نصر الدين والمرحوم الشيخ أبو فوزي حسين حسون والمرحوم الشيخ أبو وليد سامي حسون وغيرهم.
لقد كان له نشطات جمّة في مجال الاجتماع والسياسية إذ كان عنصرا ناشطا في تطوير القرية وعمل في حقل السياسة فكان فعّالا في ذلك حيث كوّن لنفسه معارف وأصدقاء ورفقاء، كثيرون منهم من قضى نحبه ومنهم ما زال على قيد الحياة يذكرونه بالخير والسيرة الحميدة.
وبفضل رؤيته الثاقبة والمستقبلية تم تحقيق وإنجاز أهم تطلعاته الخالدة وذلك حصوله على موافقة وزارة الأديان على تعيين إمام لخلوة عائلة زيدان ألا وهو المرحوم الشيخ أبو حسين هاني قبلان زيدان ابن المرحوم الشيخ الإمام أبو سليمان قبلان زيدان حلبي، وذلك بعد جهود جبارة.

مع أعضاء المجلس المحلي دالية الكرمل


عاش المرحوم ستا وأربعين عاما وكانت وفاته في السابع والعشرين من شهر تمزز عام 1964 إثر مرض عضال ألمّ به، نُقل على أثره إلى مستشفى رامبام في حيفا، حيث لبّت روحه نداء الخالق وأسلمت نفسها راضية مرضية. وقد شُيع جثمانه في موكب مهيب ومؤثّر وألقى المؤبّنون وفي مقدمتهم فضيلة القاضي الشيخ أبو كامل سلمان طريف والشيخ جلال الدين قمر رئيس الطائفة الأحمدية في حيفا والأستاذ كمال منصور كلمات مؤثّرة عدّدوا في مناقبه وصفاته وأشادوا بأخلاقه وتفانيه في خدمة الطائفة والمجتمع. وألقى المرحوم الشيخ أبو سميح نايف ناطور القصيدة التالية:

رزايا الموت أعباء ثقال مرير الوقع دكناء الظلال
إذا ما المرء وافته المنية تلاشى الطيف منه كالخيال
ومهما كان معتزّا قويًّا أمام القدر يحظى بانخذال
نداءُ الموت وضاحٌ جليٌّ ضحيّته تسارع في انتقال
وما المرحوم إلا من الضحايا اصطفاه الموت من بين الرجال
فقدناه ومعه قد فقدنا شبابا زاخرا جمّ الفعال
عزيزٌ في نعمته وحيدٌ لأم لم تذق طعم الثكال
وأبناءٍ تفاءلوا في الأبوة فذاقوا اليُتم من بعد المعالي
مجال العيش ممتدٌّ فسيحٌ إلى الفقدان من داء سجال
ذوى في دوحة الآمال غصنٌ قضى وقتا عصيب الاحتمال
سموم الداء في الدنيا وبالٌ حمانا لله من هذا الوبال
فيا زيدان فقدك عَم حزنًا وأسبغ حزن كرملنا التلال
تؤبّنك الرجال ببيت شعر يعيد الروح عن حسن الفعال
لقلنا فوق نفسك كل قولٍ من الأشعار قصدانً الطوال
تشيّعك جموع الناس تبكي من الأعماق حزنا بانفعال
تودع فيك مرتحلا فتيًّا قصير العمر مهدوم الآمال
فإن تبكيك دالية الدروز بوقع الحزن والخطب الجلال
حشود الجمع معناها عزاءٌ لأهل الدار صبرا باتكال
لذا رحماك يا ربي وعفوك لدرء الداء والمرض العضال
فارحم في جنانك كل فانٍ وللباقيين سلوى كامتثال


مقالات ذات صلة:

نشاطات طائفيّة – العدد 161

إفراد معرض للصّور التّوحيديّة في مقام سيّدنا الّنبيّ شعيب (ع) مع اقتراب موعد الزّيارة السّنويّة لمقام سيّدنا النّبيّ شعيب عليه