الموقع قيد التحديث!

رسالة الشفاء

بقلم الشيخ يوسف زيدان حلبي
دالية الكرمل
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

رسالة الشفاء هي زاد التقوى المنسوبة لأسد الأسود هرمس الحكيم، جَمعت بين طيّاتها الدواء الشافي وأوعت الأدواء. وما جاء في قول هرمس الحكيم وهو قول من عيون الحكمة في معالجة الأبدان، وما هي محتاجة إليه من الدواء لأدواتها:

لقد أجمع العلماء والفلاسفة الحكماء، الذين كشفت عنهم الأغطية، على أن الإنسان مركّبٌ من مزاجات معتدلة، وهو محتاج إلى أغذية وأشربة إن فقدها تلفت نفسه وساء حاله، وفسد خلقه وعاد حاله إلى المعالجة، وإن أمعن الإكثار منها أو الإقلال أورثته الأسقام والوهن، وإن اقتصد فيها، نفعته ونفعت جسمه وقوّته، وقد اتّفقت آراؤهم جميعًا على أنّ مَن جاوز الحدّ في الامتلاء، أو الخلاء، أو النوم، أو السهر الطويل، أو الحركة، أو السكون، أو إسهال البطن فهو لم يأمن من هجمات العلل ونفثات الآفات. 

ولقد تعلّقت تلك الأسباب في أسباب تماثلها وفيها حياة هذا الإنسان ولا بدّ من ذكر بعضها مثل المياه والشراب والأغذية والمعالجة والدواء وتركيبه وصفات الدواء وأوقات المعالجة.

وممّا ذُكر أيضًا أشياء تقوّي البدن وأشياء تسمّنه، وأشياء تهزله، وأشياء تضعفه، وأشياء ترطّبه وأشياء تيبّسه، وأشياء تنشّطه وتهيّجه، وأشياء تورثه الملالة والفتور.

فما تقوّيه الأغذية المعتدلة اللطيفة والأشياء الخفيفة الموافقة، إذا استعملها الإنسان في أوقاتها وعند الحاجة لها. وأمّا ما يسخّنه ويرطّب بدنه فالراحة والأطعمة الحلوة الرطبة، وأما ما يُهزل البدن وييبّسه ولا يسقمه قلّة الطعام والشراب وكثرة التعب والحركات في الشمس والحرّ والسموم والسهر الطويل. وقد وصف بعض أطبّاء الهند والفرس والروم شيئًا إذا استعمله الإنسان ولزمه نَفَعَه وصرف وأبعد عنه الأدواء، وأمّا الذي اختاره الهندي عصارة نبات الإهليلج الهندي، والذي اختاره وأشار إليه الفارسي هو الحُرف وهو حبّ الرشاد وهو الخردل الفارسي، والذي أشار به الرومي هو شرب جرعات من ماء حار عند كل غداة دون إبطاء، والمشي بعد ذلك خطوات.

وأمّاما أوصى به الحكيم أرسطوطاليس لتلميذه الاسكندر قوله: “مَن أمسى وليس في بطنه ثقل الطعام، لم يَخَفْ الفالج ولا وجع المفاصل ولا آلام الظهر، من أكل كلّ غداة تسع مثاقيل من زبيب صادق الحلاوة لم يخفْ شيئًا من أدواء البلغم ووجع الصدر، وجاد حفظه وفاق ذهنه. ثم أضاف في قوله للإسكندر أن يحتفظ بالحرارة الغريزيّة والقوى الطبيعيّة، لأنّه ما دام في الإنسان حرارة معتدلة ورطوبة غير مفرطة تغتذي بها تلك الحرارة فالبقاء والصّحّة بذلك مضمون.

وممّا قاله للإسكندر أيضًا: إنّ الزمان وأرباعه وتغيّرات الهواء واختلاف الأمكنة مواقعها لكلّ ذلك تأثير على الأنفس وعلى الأجسام وأمّا أرباع الزمان فهي أربعة فصول وهي:

1-       فصل الربيع ومدّته 93 يومًا و23 ساعة و15 دقيقة من 22 آذار إلى 32 حزيران، هذا الفصل حارّ ورطب معتدل ينفع فيه أكل كل شيء معتدل القوى.

2-       فصل الصيف ومدّته 92 يومًا و32 ساعة و20 دقيقة من 24 حزيران إلى 24 أيلول، وهذا الفصل حارّ يابس فينبغي أن يُتوقّى فيه كلّ حارّ من الأطعمة والأشربة والأدوية.

3-            فصل الخريف ومدّته 88 يومًا و17 ساعة و5 دقائق من 25أيلول إلى 22 كانون أول، وهذا الفصل بارد يابس فينبغي أن يُتوقّى فيه كلّ بارد يابس

4-       فصل الشتاء ومدّته 89 يومًا و14 ساعة من 23 كانون أوّل إلى 21 آذار، وهذا الفصل بارد رطب رخو ويفضَّل الميل به إلى الأغذية والتوابل الحارّة.

وأهمّ ما قاله الحكيم أرسطوطاليس لتلميذه الاسكندر : لا أريد أن أكتمك يا إسكندر الدواء يُعرف :بالعصمة” وهو كنز الحكماء المكنون، ولم أقف على أوّل من ركّبه: فطائفة أخذت أنه موحى به، وطائفة زعمت أن طائفة حكماء اليونان الثمانية الذين هم: اسقلابيوس، هرمس الأوسط، برس بالي، داد سطيوس، باشورريش، أيلق، زويوريس، فاطروس، هم الذين اطّلعوا على العلوم الخفيّة وما بعد الطبيعة من الخلاء والملاء والنهاية، اتّفقوا على تركيب هذا الدواء الجليل وقسّموه ثمانية أقسام، ثم مزجوه فنتج من ذلك دواء شمسي (أبهجيمر)وسُمي أيضًا الدرياق وبالعاميّة الترياق، ومنه جاء المثل (حتّى يجي الترياق من العراق يكون المقروص فارق). والحقيقة أن هذا الدواء استعمله بالوحي هرمس الأكبر وإليه تُنسب كلّ حكمة سرّيّة وعلوم علويّة فَصُنْهُ يا إسكندر فهو من أجلّ وأثمن الذخائر.

أمّا صفته الذي يُركّب منه هذا الدواء الجليل يؤخذ من عصارات العديد من الأعشاب والنباتات وثمار الأشجار المنتشرة في بقاع الأرض، ثم يضاف إليها من مساحيق اللؤلؤ والياقوت والزمرد والذهب، فإذا كمل التركيب على هذه الموصوفة، فقد حصل كنز من كنوز الدنياـ لأنّه لا يمكن إحصاء جميع منافع هذا الدواء الجليل.

وأمّا خير ما في هذا الدواء: هو خاصّيته الشاذّة في توليد الدماغ والذكاء ويشحذ الفريحة ويحسّن الفكر ويغذّيه، ولا يُعرف دواء دبّره وركّبه الحكماء أحفظ للصحّة ولا أبقى للقوّة ولا أشدّ حفظًا للأجساد والأرواح منه.

هذا بعض من فيض من رسالة الشفاء التي إن اتّبعنا ما جاء بها نحصل على ما ينفع الجسم ويقوّيه، فسيروا على هذا الوصف والله ولي التوفيق.     


ملحق:

أيام وفصول السنة

  • فصل الربيع – 10 أيام من آذار + 30 يوم من نيسان + 31 يوم من حزيران = 94 يومًا.
  • فصل الصيف – 7 أيام من تموز + 31 يوم من آب + 24 يوم من أيلول = 93 يومًا.
  • فصل الخريف – 6 أيام من أيلول + 31 يوم من تشرين أول + 30 يوم من تشرين ثانٍ + 22 يوم من كانون أول = 89 يومًا.
  • فصل الشتاء – 9 أيام من كانون ثانٍ + 31 يوم من كانون أول + 28 يوم من شباط + 21 يوم من آذار = 89 يومًا.

المجموع 365 يومًا

عدد الساعات والدقائق لكل فصل من فصول السنة 

  • فصل الربيع – 93 X 24 ساعة لليوم + 23 ساعة + 15 دقيقة = 2255 ساعة + 15 دقيقة.
  • فصل الصيف – 92 X 24 ساعة لليوم + 23 ساعة + 20 دقيقة = 2231 ساعة + 20 دقيقة.
  • فصل الخريف –88 X 24ساعة لليوم + 17 ساعة + 5 دقائق = 2129 ساعة + 5 دقائق.
  • فصل الشتاء – 89 X 24 ساعة لليوم + 14 ساعة = 2150 ساعة + 0 دقائق

المجموع = 8765 ساعة + 40 دقيقة.

8765 ساعة على 24 ساعة لليوم = 365 يوم + 5 ساعات.

فتكون السنة الشمسيّة =365 يوم + 5 ساعات+ 40 دقيقة.

بروج فصول السنة

  • برج الحمل البدء 22/3، برج الثور، برج الجوزاء تقع في فصل الربيع.
  • برج السرطان البدء 24/6، برج الأسد، برج العذراء تقع في فصل الصيف.
  • برج الميزان البدء 25/9، برج العقرب، برج القوس تقع في فصل الخريف.
  • برج الجدي البدء 32/12 برج الدلو، برج الحوت تقع في فصل الشتاء. v

مقالات ذات صلة:

نشاطات طائفيّة – العدد 159

فضيلة الشّيخ يهنّئ سماحة الشّيخ سامي أبي المنى بعد تنصيبه شيخَ عقلٍ للطّائفة الدّرزيّة في لبنان جرى صباح السّبت الموافق