الموقع قيد التحديث!

الزّيارة السّنويّة المباركة لخطيب الأنبياء هي  فرصة للتّأمُّل والتّعالي الرّوحيّ والوجدانيّ والأمل والتّفاؤل

بقلم الشّيخ أبو صلاح رجا نصر الدّين
دالية الكرمل
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد والشّكر لله في كلّ حال، والسّلام على أنبيائنا الصّالحين، وعلى كلّ من اتّبع الهدى، وسلك مسالك التّوحيد وبنورها اهتدى وبعد،

رغم الحرب وقساوة المرحلة الّتي تعيشها البلاد بشكل خاصّ والمنطقة بشكل عامّ، والّتي تنعكس سلبًا على حياة البشر في أغلب الأحيان، فأن الاحتفال بالزّيارة السّنويّة الرّسميّة المباركة لمقام خطيب الأنبياء سيّدنا شعيب عليه السّلام، يُعتبر فرصة للتّأمُّل والتّعالي الرّوحيّ والوجدانيّ والأمل والتّفاؤل والتّطلُّع نحو مستقبل أفضل تعيشه شعوب المنطقة في أجواء أكثر سلامًا وأمنًا وأمانًا، بروح تعاليم سيّدنا شعيب، عليه السلّام، الّذي نبذ الاقتتال، والتّلاعب بالكيل والميزان والفساد، ودعا إلى الألفة والمحبة والسّلام والعدل والحفاظ على حقوق النّاس، وفوق كلّ ذلك، توحيد الله وترسيخ الإيمان به حيث دأب سيّدنا شعيب على الدّوام على تذكير قومه بنعم الله سبحانه وتعالى.

إنّ مجتمعنا التّوحيديّ مؤمن ومتديّن ويعرف، بنصح وبمشورة شيوخه وقادته، كيفيّة مجاراة الظّروف مهما قست وصعبت، وسبل التّعامل معها في كلّ حين وأوان، وليس أفضل وأروع في مثل هذه الأيّام المباركة من أن نبتهل إلى الله العليّ القدير، جماعة وأفرادًا، ليصون بلداننا وأبناء عشيرتنا المعروفيّة، ويبعد عنهم العنف والمحن وقساوة العيش في كلّ مكان، ويتقبّل دعاء وصلاة مشايخنا الأفاضل والأكارم الّذين يفدون إلى هذا المقام الشّريف خلال هذه الزّيارة المباركة، وقلوبهم مفعمة بالتّقوى والورع والإيمان يسبّحون بحمد الله جلّ جلاله.

وممّا لا شكّ فيه، فإن زيارة مقام سيّدنا شعيب، عليه السّلام، في الظّرف الرّاهن الّذي نتعايش معه في الأشهر الأخيرة، تضفي على حياتنا الطّمأنينة والهدوء وراحة البال والسّعادة، خصوصًا وأنّ المقام الّشريف قد أضحى مع تعاقب السنين، وفي ضوء المشاريع العمرانيّة والرّوحانيّة المستمرّة فيه، منارة دينيّة توحيديّة ثقافيّة مشعّة يرنو إليها القاصي والدّاني، وهنا لا بدّ لي من كلمة شكر وثناء للرئيس الروحيّ للطّائفة فضيلة الشّيخ أبي حسن موفّق طريف، وللمجلس الدّينّي الأعلى، ولكلّ شخص يسهم في دفع عجلة هذه المشاريع الهامّة قدمًا.

إنّ كلّ وافد لمقام سيّدنا شعيب عليه السّلام، سواء خلال هذه الزيّارة المباركة أو في الأيّام الاعتيادّية يشعر بأهميّة ما تمّ إنجازه في السّنوات الأخيرة من توسيع لمساحة المقام الشّريف، وتهيئته لاستقبال الآلاف من الزّوّار، وتوسيع وإنارة وتعبيد الطّريق المؤدّي إليه، هذا فضلًا عن العناية الدّائمة بالأشجار والورود والطّاولات والمقاعد على أعلى المستويات لتوفير كلّ وسائل الرّاحة للزوّار، ولتأهيل الأبناء ومنحهم المناخ الدّينّي الملائم الّذي يستند إلى تعاليم التّوحيد وتعاليم كافّة أنبيائنا عليهم السّلام وفي طليعتهم خطيب الأنبياء سيّدنا شعيب، بالإضافة الى إعداد القاعات على أفضل نحو، والبرامج والمخطّطات المستقبليّة والّتي ستشمل إقامة مكتبة تحتضن آلاف الكتب والدّراسات الهامّة حول شؤون الطّائفة المختلفة والعديد من المشاريع الهامّة التي تليق بالطّائفة وبالمقام الشريف.

وفي هذه الأيّام المباركة، وفي مثل هذه الأحوال الّتي نمرّ بها في البلاد والمنطقة أتقدّم بالتّهاني إلى مشايخنا الأجلّاء ولعموم أبناء العشيرة المعروفيّة بمناسبة حلول الزّيارة السّنويّة لمقام سيّدنا شعيب عليه السّلام، داعيًا لكافّة أبناء الطّائفة بالسّعادة والصّحّة وراحة البال ومتمنيًّا أن يحفظ الله عزّ وجلّ طائفتنا و يصون أبناءها برحمته ومحبته ورعايته وهدايته ويبعدهم عن كلّ أذى، عسى أن تزول العداوات والحروب في منطقتنا ويحلّ السّلام بين كافّة شعوبها ليمهّد ذلك الطّريق أمام إخواننا من الدّول المجاورة مشاركتنا مستقبلًا، كما حدث في السّابق الاحتفال في هذه الزيارة وهذه المناسبة الّتي تغمر القلوب بالسّعادة والإيمان في هذا المقام المقدّس الشّريف الّذي تحوّل إلى حصن منيع شامخ يأتيه الآلاف من أبناء الطّائفة والزّوّار من كلّ حدب وصوب للتبرّك والتعبّد وإيفاء النذور. زيارة مقبولة للجميع وكلّ عام وأنتم بخير.

مقالات ذات صلة:

العدد 8 – تموز 1988

العدد 8 – تموز 1988 Share on whatsapp Share on skype Share on facebook Share on telegram لتحميل العدد Pdf