الموقع قيد التحديث!

استحضار الأرواح

بقلم د. منير عطا الله – يركا
عن موسوعة: “العقل البشري وقدرات جسم الإنسان”
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

استحضار الأرواح Necromancy, Spiritism)) ظاهرة شبه علميّة نشأت في منتصف القرن التاسع عشر، وانتشرت في العالم بعد ذلك، وأعلن بموجبها الاعتقاد، أن الروح بعد الموت تظلّ حيّة فعّالة، ويمكن التحدّث معها والاستفسار عن أحداث ومعلومات ووقائع في حياة الإنسان المتوفى. وقد بدأت الظاهرة في الولايات المتحدة، عام 1948 في بيت عائلة الأختيْن فوكس، اللتيْن بدأتا تسمعان طرق أبواب وأصواتًا في البيت الذي سكنتا به، حيث تبيّن أن روح بائع متجوّل كانت تزعج الساكنين في البيت، لأنّه حصلت جريمة قتل لهذا البائع، وتمّ دفن جثّته في الطابق الأرضيّ للبيت. وقد دلّت التحقيقات أنّ الجريمة كانت واقعيّة، وأنّ بائعًا متجوّلًا قُتل في البيت، وأنّ جثتّه دُفنت في البيت. وقامت الأختان فوكس بعقد أوّل جلسة للبحث في موضوع استحضار الأرواح، وذلك في يوم 14 من شهر نوفمبر 1949. وقد كان لهذه الجلسة صدى كبيرًا في الأوساط العلميّة والطبّيّة في الولايات المتّحدة، ومنها انتقلت الظاهرة إلى إنجلترا والبلدان الأوروبيّة وباقي أنحاء العالم. ومع الوقت، تطوّر موضوع استحضار الأرواح، ودُرِّس في الجامعات، وأخذ عدد كبير ممّا يسمى الوسطاء بالتحدّث إلى الأرواح وسؤالها عن حياتها في حينه، وأصبح هذا الموضوع وسيلة تسلية أمام الجماهير، أو طريقة لاستقصاء أسرار ومعلومات، أو لأغراض طبّيّة أو لأشياء مشابهة.

وجاء في الموسوعة الحرّة: استحضار الأرواح هي عمليّة يقوم بها بعض الناس ليحاولوا أن يتّصلوا بأرواح الموتى ممّن يعرفونهم ويتواصلوا معهم من العالم الآخر، ولكن تحضير الأرواح ليس له أي أصل في الواقع، ولكن نال ميولُا كبيرًا في الخيال والأفلام والألعاب. وما يقوم به المشعوذون هو استحضار جان وليس روح من توفي، لأن أرواح المتوفيين ما إن تغادر الجسد لكي تذهب، إلى البرزخ. والدليل على كذب ذلك الادّعاء، أنّ تحضير الأرواح يتمّ بطرق مختلفة من مجتمع لآخر، بعضهم بآيات من القرآن، وبعضهم بترانيم ليس لها معنى، وبعضهم يستعمل أجزاء من جسم أو أدوات المتوفى.

 وورد في كتاب “الإيمان بالملائكة” للكاتب “أحمد عز الدين البيانوني”:

“لقد شغل استحضار الأرواح المزعوم أفكار الناس في الشرق والغرب، فكُتبت فيه المقالات بلغات مختلفات، نُشرت في مجلّات عربيّة وغير عربيّة، وأُلِّفت فيه مؤلّفات، وبحث فيه باحثون، وجرّبه مجرّبون، اهتدى بعد ذلك العقلاء منهم إلى أنه كذب وبهتان ودعوة إلى كفر وطغيان”.

وعن تاريخ موضوع استحضار الأرواح، ورد في موقع “البابا يو” القول:

“قد نشأ تحضير الأرواح منذ عصور كثيرة، حيث كان الشرق القديم يشخّص آلاف القوى الغامضة، التي كان يتصوّرها وراء الشرور التي تصيب الإنسان. ففي البابليّة كان هناك تعليم متشعّب عن الشيطان، وقد كانوا يمارسون التعاويذ من أجل تخليص الأشخاص الممسوسين والأشياء والأماكن المسكونة، حيث كانت هذه التعاويذ شعائر تعتمد بالأساس على السحر، ولكن نشوء تحضير الأرواح فقد كان في أمريكا سنة (1848م) ثم انتشرت بعد ذلك في أوروبا والعالم، حتّى أُلِّفت فيها الكتب وصارت علما يُدرَّس في الجامعات وصدر في الخمسينات في مصر مجلّة باسم (الروح) وكان يحرّرها الدكتور رؤوف عبيد  الأستاذ في كليّة الحقوق جامعة عين شمس،  وهو من أكثر الناس تحمُّسًا لهذا الموضوع والداعين إليه والمولعين به، وله في هذا الموضوع عدّة مؤلّفات أشهرها كتاب “الإنسان روح لا جسد”.

وتتلخّص هذه الدعوى في أنّ علم تحضير الأرواح علم شريف وفن راقٍ يقوم على أسس علميّة غفل الناس عنها في القديم، وأنّ طبيعة هذا العلم هي السيطرة علي الأرواح بعد موتها واستحضارها في أيّ وقت لتخبر عن حالها في عالم الأرواح الذي تعيش فيه، وبالمناسبة فإنّ المشتغلين بهذا العلم يعتقدون بتناسخ الأرواح بمعنى: أن روح الإنسان بعد الموت تحلّ في شخص آخر”.

أشكالها، ولها شكلان:

الشكل الأول: التقمُّص بالوسيط وذلك بحلول الروح في جسد أحد الوسطاء بعد دخوله في غيبوبة والتكلُّم على لسانه، وإملاء ما يريد إملاءه من عالم الأرواح، ويذكرون أن الشاعر أحمد شوقي، قد أملى على وسيطة من المنصورة تدعي (مدام روفائيل) مسرحيّة شعريّة تتكوّن من أكثر من ألف بيت اسمها (عروس فرعون) وأنّ (برناردشو) كتب مسرحيّة وهو في العالم الآخر، وكذلك الحال بالنسبة ل (فيكتور هوجو) و(دانتي) و(تشارلز ديكنز).

الشكل الثاني: التجسُّد: وهو أن تظهر الروح مجسّدة في صورة مطابقة لصورة صاحبها في الدنيا، ويزعمون أنّ هذه الروح تمتلك القوى، وأن من الممكن أن تمشي في الغرفة وتتحدّث مع الحضور وتمازحهم، وقد تعزف على البيانو، وأنّه من الممكن التقاط صور بواسطة الأشعّة تحت الحمراء لهذه الأرواح، وهذه الدعوى منتشرة في أوروبا وأمريكا انتشارًا شديدًا، ويمارس الروحانيّون هناك نشاطهم بمكاتب خاصّة مرخّصة من الحكومة”.وجاء في موقع العالِم الفلكي “محمود فرح”، القول: “إنّ استحضار الأرواح أو مناجاتها علم قديم جدًّا فقد كان يعرفه قدماء المصريين. وقد انتشر علم مناجاة الأرواح انتشارًا عظيمًا في البلاد الأوروبيّة، وخاصّة أثناء الحرب العالميّة الثانية وما بعدها، فهو الوسيلة الوحيدة لراحة الموجودين على الأرض، وذلك بمخاطبة ورؤية أعزّاءهم الذين انتقلوا إلى عالم الأرواح أثناء الحرب. قد يخطئ البعض في فهم استحضار الأرواح فيظنّونه علم الرجم بالغيب، أو يظنّون أنّ الأرواح تنبّئهم بما سيحدث لهم في حياتهم المستقبليّة لذلك تراهم في جلسات تحضير الأرواح يسألون أسئلة تدلّ على جهلهم المطبق. فالحقيقة التي لا تحتاج إلى تبيان أن علم الغيب هو لله وحده، لا يعلمه إلّا هو، فلا ملائكة ولا أرواح ولا شياطين ولا جن تقدر أن تتنبّأ بالغيب. أّما اتصالنا بالعالم الأثيريّ وبمملكة الأرواح ما هو إلّا لتثقيفنا وإرشادنا ولما كان لكل فرد في هذه الحياة موهبة كامنة فيه، فهذه الموهبة قابلة للتجلّي إذا نشطت وقويت. فإنّنا نرى كثيرين لهم موهبة الشفاء الروحي، ونرى لدى آخرين موهبة الاختراع، ولدى الآخر قراءة الأفكار وهكذا، فإن الوساطة الروحيّة موهبة من تلك المواهب، وتختلف درجاتها من شخص إلى آخر. فلذلك نرى وساطة شخص لتحضير الأرواح تتمّ بسرعة ونجاح، وآخر ببطء، وآخرين لا تتمّ لهم، مهما عملوا وقد علّل العلماء حديثًا بعد اتّصالهم بالأرواح، بأنّ هذا ناتج عن مقدار المائع الحيويّ (الاكتوبلازم) فالشخص الموجودة بداخله هذه المادّة بكثرة، يُعتبر وسيطًا روحانيًّا ناجحًا. وأنّ موهبة الوسطاء الروحانيين تخلق مع الشخص عند ولادته وتنمو، وقد تزول هذه الهبة من عند الوسيط إذا أساء استعمالها، فعندئذٍ تنفر منه الأرواح ولا تعود للظهور بواسطته، فلا غرابة أن نرى في بعض الأحيان من كانوا وسطاء روحانيين ناجحين، انقلبوا الى مشعوذين بعد أن تخلّت عنهم الأرواح”.

مقالات ذات صلة:

الصدق جوهرة تاج التوحيد

تعريف الصدق: هو النّطق بالحقّ، وصدق اللفظ في الكلام، وقول الحقيقة المتفقِّة مع اللِّسان والقلب، وهو عكس الكذب. تترافق عادة

الحرز

الحرز (Mascot) هو عبارة عن وسيلة يؤمن بها عامّة النّاس بأنّها يمكن أن تردّ عنهم المرض، أو الكوارث، أو الموت،