الموقع قيد التحديث!

سلام على أرض خلقت للسلام.. ولا زالت تبحث عن السلام..

بقلم عضو الكنيست السابق أمل نصر الدين – دالية الكرمل
رئيس مؤسّسة الشهيد الدرزيّ والكلّيّة قبل العسكريّة
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

أبناء العائلات الثّكلى وأبناء طائفتنا الغالية

سلام على أرض خُلقت للسّلام، ولا زالت تبحث عن السّلام..

في هذه الأيّام العصيبة الّتي تدور فيها رحى الحرب في قطاع غزّة وفي الجبهة الشّماليّة ويتخلّلها فقدان خيرة الشّباب الجنود الشّهداء ويسودها الاقتتال وعدم هداوة البال، نحن إذ نبتهل الى الباري جّل جلاله إنهاء الحروب البغيضة والمقيتة ورجوع الضّباط والجنود الى عائلاتهم سالمين.

إنّنا نتمنّى من إخواننا في كلّ مكان التّغاضي عن الأغلاط السّابقة إذا وُجدت، والعمل على رصّ ووحدة الصّفّ واحترام الآخرين، انطلاقًا من كوننا أمّة تعتزّ في قيمها التّاريخيّة ونضالها وحبّها للحياة المليئة بالوقار والاحترام، وكذلك حبّ وحفظ الإخوان وفي نفس الوقت ندعو إلى السّلم والتّآخي والتّعاضد بدلًا من الخلافات وإن كانت أحيانًا كلاميّة.

نحن في فترة من الأعياد الرّبّانيّة المباركة الّتي تجمع في آن واحد تقريبًا بين جميع الطّوائف في البلاد، عيد الفصح لدى إخواننا اليهود وعيد الفطر لإخواننا المسلمين وعيد النّبيّ شعيب لإخواننا بني معروف، إنّ في ذلك لعبرة للجميع، هي ليست بالشّيء العفويّ، بل فيها حكمة إلهيّه تحتّم علينا جميعًا التّمعّن والتّمحيص والتّدقيق فيها واستخلاص العبر منها واحترامها سويًّا. 

إنّ هدفنا هو أن تدوم المحبّة بين كافّة الأطراف وأن يبقى الاحترام المتبادل سيّد الأحكام متربِّعاً على سلّم أولويّات الحياة حتّى نتمكّن من بناء مجتمع له مبادئه يحترم عقيدته ويعمل على احترام العادات والتّقاليد الّتي تربّينا عليها كسلفنا الصّالح من الأجداد والآباء.

‏لقد توجّهتُ في كتاب أرسلته إلى جميع المنتخِبين من أبناء الطّائفة وطلبت منهم التّضحية والعمل على خدمة المجتمع وخصوصًا الأبناء والبنات الّذين يتطلّعون إلى مستقبل أفضل، وأكّدت لهم بأنّهم هم المسؤولون عن تطويرهم ودعمهم وخلق الظّروف الملائمة لهم كي تُصبح أمالهم وأمانيهم أكثر قابليّة للتّحقيق، وأيضًا تشجيعهم على النّشاط والعمل الدّؤوب لأنّه هذا أساس التّطوّر الاجتماعيّ والعلميّ والاقتصاديّ.

‏لأخواني أعضاء الكنيست السّابقون والحاضرون أقول عليكم أن تعلموا بأن لكلٍّ منكم ملفّ خاصّ منه تنالون الاحترام والتّقدير من جمهوركم الّذي يطلب منكم التّضحيّة والاستمراريّة في الخدمة المطلوبة لأبناء بلدكم مع تنوير دربهم إلى الأفضل، ‏أقول ذلك لأنّنا نرى الفوضى القائمة في قرانا، الفوضى الّتي ليس لها صلة بماضينا ولا بعاداتنا ولا بثقافتنا كأبناء الطّائفة المعروفيّة.

‏نحن كنّا وأرجو أن نبقى مواظبين على تعاليم خلواتنا ومشايخنا لنبقى متمسّكين في عاداتنا وتقاليدنا وكرمنا المعروف لدى جميع مَن عرفنا، وأودّ في هذا المقام أن أقوم بتقديم التّهاني والتّبريكات إلى جميع الطّوائف الّذين يحتفلون بالأعياد ولإخواني أبناء العائلات الثّكلى لكم محبّتي واحترامي وتقديري الّذي عوّدتكم عليه منذ الماضي وحتّى الحاضر والمستقبل.

وما من شكّ بأنّ الطّائفة الدّرزيّة في هذه الحقبة الزمنيّة قد قامت بواجباتها تجاه الدّولة، الّتي تعيش فترة حرب لا يستهان بها، استشهد خلالها سبعة من الضّباط والجنود الدّروز الأبطال من خيرة أبنائها والّذين دافعوا بشجاعة وبسالة لا نظير لهما عن وطنهم. إنّ هؤلاء الضّبّاط والجنود الأبرار قد منحوا الحياة لمئات لا بل لآلاف الأشخاص الآخرين من خلال أعمالهم البطوليّة وما قدّموه من أجل دولتهم، وقد بات يشعر الجميع بإن لأبناء الطّائفة الدّرزيّة في البلاد دور محوريّ في هذا المجال، وقد أصبحت الطّائفة الدّرزيّة في إسرائيل تحظي بتأييد وتقدير بالغيْن لم يسبق لهما مثيل، هذا الأمر ليس بغريب على طائفة لها مكانة مركزيّة عبر التّاريخ ليس فقط محليًّا وإنّما شرق أوسطيًّا أيضًا وقد لعبت دورًا أساسيًّا في الكثير من الحقب الزمنيّة في العديد من الأماكن. ولا يسعنا هنا إلّا الابتهال إلى الله تعالي أن يتحقّق السّلام وتنعم المنطقة بالهدوء والازدهار. ختامًا يسرّني أن أهنّئ الجميع بمناسبة حلول الأعياد المباركة سائلًا الله أن يتقبّل من المحتفلين بالأعياد صالح الأعمال وكلّ عام وأنتم بخير.

مقالات ذات صلة: