الموقع قيد التحديث!

الصدق جوهرة تاج التوحيد

بقلم السيدة سهام ناطور (عيسمي)
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

تعريف الصدق:

هو النّطق بالحقّ، وصدق اللفظ في الكلام، وقول الحقيقة المتفقِّة مع اللِّسان والقلب، وهو عكس الكذب. تترافق عادة مع الصدق خصال حميدة مثل: الأمانة، الاستقامة، الوفاء، الإخلاص، التسامح، النزاهة، العفّة والشجاعة، ويمكن تعريفه أيضا أنه كلّ المواقف الخالية من التصنّع والتكلّف والكذب وأن يصدق الإنسان في نيته، وأن تخلو جميع أقواله وأفعاله من الخداع والغشّ. وهو يُعدّ من أبرز مكارم الأخلاق، وسمة وميزة حسنة لها مكانة رفيعة في كل المجتمعات والأديان، وفضيلة من أهمّ الفضائل،

الصدق هو أوّل ركن، وأول وصيّة وأعظمها، وأول خصلة وميزة، ورأس الفضائل، وأهمّ صفة وسمة طالّب بها وحثّ وحضّ عليها دين التوحيد الحنيف، لأن الصدق أعلى وأرفع القيم الأخلاقية، وأكثرها فاعلية على أرض الواقع، لأنّه جوهرة تاج القيم الأخلاقية والإنسانية التي يتقوّم بها الاعوجاج في كل شيء، والصدق من الإيمان كالرأس من الجسد.، فلا جسد يحيى بلا رأس، وكذلك لا إيمان بدون صدق، وتُعتبر صفة الصدق والأمانة من أهم الصفات التي يجب على الإنسان أن يتحلّى بهما، وذلك لأنّ الشخص الصادق والأمين هو شخصٌ نزيه، من المستحيل أن يتسبّب بالأذى لنفسه أو للآخرين، ولقد حضّ  وحثّ الله سبحانه وتعالى الإنسان على الالتزام بهاتين الصفتيْن في جميع كتبه السماويّة واعتبرهما رمزًا لكل إنسان مؤمن في هذه الحياة.

أنواع الصدق:

  • الصدق مع الله: وهو صدق العبد مع ربه بالالتزام بالفروض الدينية وأدائها بإخلاص حقيقي بعيدًا عن الرياء.
  • الصدق مع النفس: وهي أن تعترف بأخطائك ولا تخدع نفسك.
  • الصدق مع الناس بقوله وعمله، وأن يفي بوعوده، ولا يماطل فيها. وأن يبتعد عن الغشّ والخداع في البيع والشراء. ويتمسّك بالوفاء بالعهد.
  • الصدق في العزم والنيّة والإرادة.

يجب تعليم الأطفال الصدق منذ الصغر لنبعدهم عن الكذب الذي إن تعوّدوا عليه سيبقى مرافقًا لهم حتّى يكبروا.

كيفية تعليم الطفل الصدق:

  • التعامل بصدق من قِبل الأهالي مع محيطهم لأنهم هم القدوة الأولى لأطفالهم.
  • الإجابة على أسئلة الطفل بصدق مهما كان عمره حيث يُمكن الإجابة عن بعض أسئلته بطريقة تُناسب عقله وسنّه، وعدم إجابة الطفل إجابة كاذبة مهما كان سؤاله.
  • الانتباه لما يقوله الطفل، والتصرّف تجاه أي كذبة قد تبدر منه.
  • عدم وعد الطفل بعمل شيء لا ينوي الأهل فعله، فيشعر الطفل بأن والديه قد كذبوا عليه.
  • مدح الطفل عندما يتكلم بصدق.
  • حثّ الطفل على الاعتراف بالخطأ دون خوف.
  • معاقبة الطفل الذي يُكرّر الكذب بعدم الكلام معه لفترة مُعينة، وبعد انتهاء مدّة العقاب يجب أن يتمّ تذكيره بأهميّة الصدق، ومدى غضب وحُزن والديه من تصرّفه الخاطئ هذا، والطفل عادة يسعى لإرضاء والديه عنه، وعدم غضبهم عليه.
  • سرد القصص التي تتحدّث عن الصدق أمام الطفل.

وجاء في الموسوعة التوحيدية للصغار من تحرير المرحوم الشيخ سميح ناطور (صدرت عام 2005) عن صِدْقُ الْلِسانِ:

“هِيَ أوَّلُ وَأهَمُّ الْوَصايا الْمُلْزَمُ بِها الْمُوَحِّدون الدُّروز، فَعَلى الإنْسانِ أنْ يَكونَ صادِقاً مَعَ نَفْسِهِ، مَعَ خالِقِهِ, وَمَعَ بَقِيَّةِ النّاسِ. وَمَنْ تَجَرَّدَ مِنَ الصِّدْقِ، يَكونُ قَدْ فَقَدَ كُلَّ الأشْياءِ الأُخْرى، لأنَّ الصِّدْقَ هُوَ الْقاعِدَةُ لِكُلِّ الأخْلاقِيّاتِ. وَعَلى الإنْسانِ الْمُؤْمِنِ, أنْ يَقولَ الصَّحيحَ وَالْحَقَّ دائِماً. وَفي بَعْضِ الأحْيانِ يُبالِغُ الْمَشايِخُ الدُّروزُ في قَوْلِ الْحَقيقَةِ، فَإذا سَأَلْتَ أحَدَهُم عَنِ ابْنِهِ مَثَلاً، إنْ كانَ مَوْجوداً في الْبَيْتِ، يُجيبُكَ بَقَوْلِهِ: عِنْدَما تَرَكْتُ الدّارَ، كانَ مَوْجوداً بِالْبَيْتِ، وَذَلِكَ مُراعاةً لِلدِّقَّةِ، وَحِرْصاً أنْ يَكونَ صادِقاً.

 وَمَنْ يَكونُ صادِقَ الْلِسانِ، لا يُمْكِنُ إلاً أنْ يَتَحَلّى بِالصِّفاتِ الأُخْرى، وَأْن يَقومَ بِكُلِّ الْفَرائِضِ وَالْوَصايا الَّتي أَنْزَلَتْها الدِّياناتُ السَّماوِيَّةُ، فَمَثلاً لا يُمْكِنُ لإنْسانٍ مُؤْمِنٍ، أنْ يَسْرِقَ أوْ يَقْتُلَ، لأنَّهُ إنْ سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ، عَلَيْهِ أنْ يُجيبَ بِالضَّبْطِ عَنْ السُّؤالِ، وَالصِّدْقُ يُجْبِرُهُ عَلى قَوْلِ الْحَقيقَةِ، وَلِهَذا فَإنَّهُ لا يَسْرِقُ وَلا يَقْتُلُ.”

مقالات ذات صلة:

الخير

قال أبو العلاء المعري: الخَيْرُ يَفْعَلُهُ الكَريمُ بِطَبْعِهِ   وَإذا اللَّئيمُ سَخا فَذاكَ تَكَلف عَلَيْكَ بِفِعْلِ الخَيْرِ لو لم يَكُنْ له