الموقع قيد التحديث!

يوم دراسي في مقام سيدنا النبي شعيب عليه السلام بمناسبة مرور 1000 عام على دعوة التوحيد

Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

عقد  في مقام النبي شعيب عليه السلام، يوم دراسي هام بمناسبة مرور ١٠٠٠ عام، على دعوة التوحيد ابان فترة الحكم الفاطمي، والتي أسست مذهب الموحدين الدروز.

وقد افتتح اليوم الدراسي فضيلة الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، بكلمة روحانية مؤثرة ومعبرة، سرد من خلالها مزايا الموحد والتوحيد، وما جاءت به الدعوة من تعاليم واصول واجتهادات للعالم بأسره، يفتخر بها العالم اليوم، في حين تأسس مذهب التوحيد عليها قبل الف عام. ودعا الشيخ طريف للعودة الى ذات الموحد التي تجمع بين العلم والدين، ودعا الى الحفاظ على ركائز مسلك التوحيد في هذا الزمان، الذي يكثر فيه الابتعاد عن الجوهر والتمسك بالقشور والمظهر.

 وتحدث ايضا للمشاركين في اليوم الدراسي الشيخ يعقوب سلامة مدير قسم الطوائف الدينية في وزارة الداخلية قائلا:

“نجتمع اليوم في رحاب المقام الشريف لنحيي ذكرى مرور الف عام على الدعوة التوحيدية، هذه الدعوه التي رسم لنا اصحابها اسس دين التوحيد، واعطوا الفرصة لكل من اراد ان يدخل في الدعوة ويقبل نظامها وينتسب الى الموحدين عرضا وليس فرضاً.  ثم اقفلت ابوابها وغاب أصحابها، اللذين ابقوا لنا التعاليم والاوامر والفروض اللازمة التي هي الطريق الاسلم والمنارة الى رضى رب العالمين، وطالبونا بالحفاظ عليها والقيام بواجباتها. وفي خلال الالف عام ارسلوا لنا، رسلاً ودعاة يذكرونا بما عهدنا على انفسنا، وبحفظ إخواننا، ويرشدوننا الى السراط المستقيم، ويصححون لنا مسارنا، ويحذرونا من متاهات الزمان، والانغماس بالدنيا الفانية وشهواتها، التي تؤدي الى هلاك النفوس.  فهذه الامور حافظت علينا، وفي اصعب الازمنة التي مرت علينا، وقد كانت كثيرة وصعبة، ولكن بعونه تعالى، قطعنا هذه الحقبة وحافظنا على كياننا ووجودنا، بفضل تعاليمنا واسيادنا.

فاين نحن اليوم من تعاليم اصحاب الدعوة، ومن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، والحفاظ على قيمنا التوحيدية ووحدتنا المعروفية، فباسم العولمة والانفتاح، حطمنا قيمنا الدينية ورسالتنا التوحيدية، واصبح الدولار إمامنا، والحاسوب هادينا ومرشدنا.

فسباقنا اليوم، ليس الى طريق هادينا، وإنما الى التعري من زينا وتقاليدنا، وهو سباق الى الهاوية، حيث النجاة منها صعب. فلا باس من التقدم والانفتاح، ما دام وفق القيم الاخلاقية والتعاليم التوحيدية.

فهنيئاً لكم اخوتي، واهل عشيرتي المعروفية، على بقائكم، تغلبكم على العادات والافكار الدخيلة علينا، التي من شأنها ان تهدم مبادئنا ومستقبلنا، وكل عام والطائفة بألف خير، لان راعيها صالح لا يتخلى عنها. زياره مقبولة للجميع.”.

وشمل اليوم الدراسي محاضرات قيمة وعلمية عديدة، بدأها الدكتور يسري خيزران – محاضر في كلية شاليم وباحث مشارك في معهد ترومان- الجامعة العبرية  حول تاريخ الدولة الفاطمية وما جاءت به من تجديدات وحضارات.

وألقى الشيخ نور الدين شمس محاضرة روحانية شاملة حول نشوء وتطور مبدأ التوحيد منذ فجر التاريخ حتى إعلان الدعوة في مستهل القرن الحادي عشر ذاكرا العوامل والعناصر والأحداث والدوافع التي مهدت السبيل لظهور وانتشار وبث دعوة التوحيد بشكلها التاريخي الذي عرفت به.

وألقى قاضي المحكمة الدينية الدرزية الشيخ كمال قبلان بمحاضرة عن فترة دعوة التوحيد وانتشارها.

خلال اليوم الدراسي أسمعت مداخلة صوتية مسجلة للشيخ سامي ابي المنى والتي أعدت خصيصا لهذا اليوم.

وتخلل اليوم الدراسي مواعظ وأشعار ألقاها الشيخ عائد قويقس والشيخ جميل زويهد والشيخ صالح نصرالدين.

يذكر أنه حضر اليوم الدراسي وشارك به قضاة المحاكم الدينية الدرزية وأعضاء المجلس الديني الدرزي الأعلى والمأذونين الدروز وعشرات المشايخ من مختلف القرى والبلدات.

وانتهى اليوم الدراسي بمحاضرة ألقاها الأستاذ الشيخ صالح خطيب عن المحطات الهامة التي واجهت الموحدين الدروز منذ القرن الحادي عشر وحتى يومنا هذا.

تلخيص محاضرة قدّمها الفقير لله صالح عقل خطيب في اليوم الدراسي الذي أقيم في مقام النبي شعيب ص بمناسبة مرور 1000 سنة للدعوة بعنوان: محطّات في تاريخ الموحدين الدّروز منذ اقفال باب الدعوة إلى بداية القرن ال- 20  (1914- 1043م)

شملت المحاضرة مقدّمة عن إشكاليّات عمليّة التأريخ عامّة وإشكاليّة التأريخ للطائفة الدرزيّة خاصّة. سريّة المذهب وقِلّة المصادر التاريخيّة الموضوعيّة المكتوبة كوّنت ضبابًا على الحقائق التاريخيّة الدرزيّة. لذلك كثرت الآراء وتعدّدت النتائج. رغم ذلك استطاع بعض الباحثين رسم صورة لهذه الفترة تعطي فكرة مقبولة عن المحطات الرئيسيّة في تاريخ الدروز خلال ألف سنة خلت. تم تقسيم المحاضرة إلى فترات رئيسيّة:

1.        من إقفال باب الدعوة إلى نهاية الدولة الفاطميّة: فترة الملاحقات والمحن وصراع البقاء.

2.        ما بين حكم الصليبيين والفتح العثماني عام 1516م. : في ظل الحملات الصليبيّة تطلّع الموحدون إلى بلورة كيان سياسي فأقاموا منطقة حكم ذاتيّ يحكمها أمراؤهم الأرسلانيّون والبحتريّون، بعد ذلك ظهر عنصر جديد تولّى الزعامة وهم التنوخيّون.

3.        الإمارة التنوخيّة: وهم قبائل عربيّة نبطيّة كانت تقطن في جنوب سوريا والأردنّ وغرب العراق وشمال الجزيرة العربيّة، وصلت إلى بيروت والمنطقة شرقها بأمر من الخليفة العبّاسيّ أبو جعفر المنصور وبرزت منها عائلتان: آل أرسلان وآل بحتر وقد دخلوا في دعوة التوحيد وبرز منهم الأمير السيّد (ق). 4.                المرحلة العثمانيّة (1516 – 1918): وامتازت بانتهاء حكم البحتريين وبداية حكم آل معن وبرز منهم الأمير فخر الدين المعني الثاني (1590 – 1634) وفي ذات الفترة برز الشيخ الفاضل (ر). بعد موت فخر الدين بدأ عصر الانحطاط السياسيّ للدروز والذي شهد لاحقًا الانقسام بين «القيسيّة واليمنيّة» وفيما بعد بدأ حكم الشهابيين وحصلت في الجليل الأسفل مذبحة سلّامة (1698م.) بعد ذلك حصل شقاق درزي داخليّ – قيس ويمن-  انتهي بمعركة عين دارة (1711م.) والتي أدّت إلى هجرة اليمنيين إلى حوران. أما القيسيّين حصل بينهم صراع داخلي بين الحزب اليزبكي والجنبلاطي ممّا أدى إلى ضعف القوى الدرزية وارتفاع شأن الموارنة. وفي أعقاب حملة ابراهيم باشا المصري على بلاد الشام، دبَّ الخلاف بين الدروز والموارنة ووجدوا أنفسهم في مواجهة القوى المصرية وحلفائهم الموارنة. تدخّلت الدول الأوروبيّة في الشأن اللبناني فانحاز الدروز إلى بريطانيا والموارنة إلى فرنسا. اندلعت مواجهات بين الدروز والموارنة استمرّت 20 سنة أدّت إلى تقسيم لبنان إلى قائمقاميّة شماليّة مسيحيّة وقائمقاميّة جنوبيّة درزيّة. استمرّ عهد القائمقاميّة منذ عام 1843 حتى عام 1861م. بعد انتهاء الفتنة الطائفيّة عام 1860 تحوّل لبنان إلى عهد المتصرّفيّة. (المتصرّف يكون عثمانيًّا مسيحيًّا كاثوليكيًّا يُعيّنه الباب العالي) هذا النظام أدى إلى إضعاف زعماء الدروز فضعُفت مكانتهم السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة، ممّا أدّى إلى هجرة عدّة آلاف من الدروز من جميع مناطق لبنان إلى حوران وانضمامهم إلى من هاجر بأعقاب معركة عين دارة وفيما بعد بأعقاب الغزو المصري. في نهاية القرن التاسع عشر، نحو عام 1900 كان عدد دروز الجبل ما يقارب 25000 نسمة. استطاع الدروز الحصول على حكم ذاتي في الجبل وأقنعوا الدولة العثمانيّة بشقّ الطرق وإقامة المدارس. اتّسمت العلاقات بين الدروز والأتراك بالهدوء حتى عام 1889 حين تمرّد الفلاحون ضد الشيوخ (الحركة الشعبيّة) فقمع الأتراك هذا التمرّد فتلته مناوشات بين البدو والدروز. عدم رضوخ الدروز لحكم الأتراك وازدياد وتيرة الأحداث مع جيرانهم من الأكراد والشركس والبدو، حدا بالأتراك أن يتدخّلوا عسكريًّا ضدّهم، ففي عام 1897 استسلم الكثير من الدروز للأتراك عدا حوالي 6000 شخص لجأوا إلى منطقة الصفا وكان بينهم الفتى سلطان الأطرش. عام 1900 أصدر السلطان العثماني عفوه عن الدروز في حوران وأمر بإعادة المنفيّين منهم وأطلق سراح المساجين. من بين العائدين من المنفى شبلي الأطرش الذي حكم الجبل حتى عام 1905 وخلِفه يحيى الأطرش من عام 1905 حتى عام 1914 حين بدأت الحرب العالميّة الأولى.

مقالات ذات صلة:

لقب بني معروف

أُعطي هذا اللقب للدروز وهم يطربون له عند سماعه، واختلف فيه الباحثون، فمنم مَن يعتبره اشتقاقًا لغويًّا من المعروف، بمعنى