الموقع قيد التحديث!

نساء رائدات: السيدة سوسن ناطور – حسون

بقلم السيدة سهام ناطور (عيسمي)
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

مديرة قسم العلاقات الاقتصادية في الشرق الأوسط في مكتب وزارة الخارجية

ولدت السيدة سوسن في السادس عشر من أغسطس عام 1979، في قرية دالية الكرمل، في بيت يدعم التعليم والثقافة، ويحثّ على التفوّق والتألّق والامتياز.  كانت مميّزة وذات حضور لا يمكن التغاضي عنه منذ صغرها، وكان الذكاء يطلّ من عينيها اللوزيتين، ويميّزها حب المعرفة، لم تكن تقبل الأمور كما هي، بل تسأل وتقرأ وتناقش، وتبدي وعيا يتعدّى جيلها الصغير. كبرت لتصبح طالبة متفوّقة، كان طموحها وفضولها يدفعانها إلى أعلى درجات التحصيل. لم ترض بأقلّ من الامتياز، وحافظت على مستواها هذا حتى بعد أن انتقلت للدراسة في المدرسة الإيطالية – الكرمليت في حيفا. اعتبرت سوسن الدراسة الجامعية استمرارية بديهية لنجاحاتها المدرسية.

درست المحاماة وتخرّجت من كلية الحقوق، لتصبح في العام 2002 محامية يافعة، ذات طاقات كبيرة ومع هدف راقٍ وهو مساعدة المظلومين في أطر العمل المختلفة. عملت لمدة خمس سنوات في وزارة الاقتصاد، ونُسبت لها نجاحات في قضايا محوريّة أدّت إلى تحسين أوضاع العمال، وحماية حقوقهم. لكنها لم تكتفِ بذلك، فهي خلال مسارها مع رفيق عمرها راني، قرّرت دراسة اللقب الثاني في الحقوق في جامعة حيفا وتخرّجت منه عام 2007 بامتياز وهي تحمل بداخلها ثمرة أغلى من الألقاب كلها وهو ابنها عنان.

قرّرت الاندماج في السلك الدبلوماسي عام 2010 لتكون بذلك المرأة الدرزية الأولى التي تنخرط في هذا المجال. كان هذا من أكثر القرارات الجريئة والطلائعية، فقد انتقلت مع عائلتها الصغيرة إلى القدس لمدة سنة لتحصل على التأهيل لهذا العمل، وأنجبت في هذه السنة طفلها الثاني مع كل التحديات والصعوبات لوالديْن طموحيْن مع طفليْن صغار يعيشون في بلد ليست بلدهم ويتعاملون مع دراسة وعمل جديديْن.

انتقلت العائلة عام 2011 إلى مدينة صوفيا، وكانت هذه تجربة فريدة من نوعها. عمل راني وسوسن في مكاتب السفارة الإسرائيلية في بلغاريا، ومكثت العائلة مدة أربع سنوات في العاصمة. شغلت سوسن خلالها منصب نائبة السفير الإسرائيلي. في غضون هذه الفترة عملت بشكل دؤوب على توطيد العلاقات الدولية بين بلغاريا وإسرائيل، وكان تخصّصها في مجال الحقوق عاملا مهمًّا في عملها هذا. وقد نالت في هذه الفترة شهادات تقدير كثيرة منها شهادة رئيس منظمة الجالية اليهودية لجهودها لمقاومة اللاسامية، شهادة تقدير من المدعي العام البلغاري لدورها في تعزيز التعاون القانوني بين هيئات الادعاء، شهادة رئيس الصليب الأحمر البلغاري على دورها في الحملة الإنسانية “القلب الدافئ” التي أشرفت عليها السفارة وحركة الصليب الأحمر، وشهادة رئيسة بلدية صوفيا. أدارت خلال بعثتها في صوفيا، غرفة الطوارئ في السفارة، بعد حدوث العمل الإرهابي في مدينة برغاس، الذي ذهب ضحيته خمسة مواطنين إسرائيليين ومواطن بلغاري.

بعد عودتهم إلى البلاد، عملت كمستشارة قانونية في وزارة الخارجية، قسم القانون الدبلوماسي والمدني. شمل دورها هذا تقديم الاستشارات لأقسام الوزارة والبعثات الإسرائيلية حول العالم، أعدّت ملفّات آراء قانونية، وشاركت في لجنة المناقصات في الوزارة.

في العام 2016 قرّرت العائلة السفر إلى اليونان ونالت هناك منصب نائبة السفيرة الإسرائيلية، فعالجت قضايا دبلوماسية وإنسانية مركّبة، ووضعت نصب أعينها توطيد العلاقات السياسية والاستراتيجية على مستوى العلاقات الثنائية الدولية، كما في إطار العلاقات الثلاثيّة مع اليونان وقبرص. ساهمت كذلك بتشجيع الفن، الاقتصاد، العلم والثقافة إلى جانب مشاريع خُصّصت لمدّ يد العون الإنساني في أزمات مختلفة، بما يضمن مساعدة اللاجئين في اليونان. خلال البعثة في أثينا، حصلت على شهادتي امتياز من وزارة الخارجية على عملها وكذلك نالت تقدير الجالية اليهودية في اليونان على جهودها بالإضافة الى تقدير مؤسسات أخرى محلية وحكومية.  تعمل اليوم في مكتب وزارة الخارجية في القدس كمديرة قسم العلاقات الاقتصادية في الشرق الأوسط. يجدر التنويه أنها أول امرأة درزية تشغل منصب إداري من هذا النوع، وهي تعمل لترسيخ وتطوير العلاقات الاقتصادية ضمن اتفاقيّات السلام الإسرائيلية مع مصر، الأردن ومع الفلسطينيين. كذلك تعمل على تنمية وتثبيت العلاقات الاقتصادية والتجارية، الثنائية والإقليمية، ضمن الاتفاقيات الإبراهيمية مع دول الخليج والمغرب.

مقالات ذات صلة: