الموقع قيد التحديث!

التطورات الأخيرة تثبت أن دعم الدروز للدولة عام 1948 كان خطوة ناجحة، صحيحة وذات بعد تاريخي كبير

بقلم عضو الكنيست السابق امل نصر الدين
رئيس مؤسسة الشهيد الدرزي والكلية قبل العسكرية
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

بعد مرور أكثر من سبعة عقود، على قيام دولة إسرائيل، وبعد أن ربطت الطائفة الدرزية مصيرها بمصير الدولة، أثبتت الطائفة الدرزية طوال هذه الفترة، وحتى قبل ذلك، أنها طائفة مخلصة، معطاءة، صادقة، ملتزمة بتعهداتها، ورأت أن دولة إسرائيل هي دولتها، بالرغم من أنها دولة يهودية، إلا أنها، وبناء على تعهدات زعماء إسرائيل، أن الدولة ستظل دائما وأبدا دولة ديموقراطية، تحافظ على حقوق وسلامة المواطنين، كل المواطنين، الذين يهتمون بالمحافظة على الدولة وعلى سلامتها.

 ومن هذا المنطلق، سعى قادة وزعماء الطائفة الدرزية قبل قيام الدولة، بالارتباط والعمل لتحقيق إقامة دولة ديمقراطية، يعيش فيها جميع المواطنين بمساواة وهدوء، بعد أن يقدّموا كافة الواجبات المتطلبة منهم. وكان في الاجتماع الذي عُقد بين وجهاء الطائفة الدرزية، عام 1948، وبين الرئيس إسحاق بن تسفي، والزعيم أبا حوشي، والقائد موشيه ديان، والقائد يغئال ألون وغيرهم، حيث تمّ الاتفاق على التعاون والائتلاف بين الطائفة الدرزية والدولة، بدون أن يؤثّر ذلك، على صبغة الدولة، كونها دولة يهودية، تجمع شتات الشعب اليهودي بعد الكارثة.

 وقد قام قادة الثورة العربية الفلسطينية في المناطق التي يتواجد فيها الدروز، بقتل وذبح وإهانة عدد كبير من الزعماء والمواطنين الدروز. وفي وقت كان مقام النبي شعيب عليه السلام، تابعا للطائفة الدرزية منذ الدعوة، بتثبيت وإقرار من السلطان صلاح الدين الأيوبي، فطن المجلس الإسلامي الأعلى في الثلاثينات، أن يستولي على المقام، وقام فضيلة الشيخ أمين طريف، بتقديم شكوى في المحكمة في طبريا، وتوجّه زعماء الطائفة الدرزية إلى عطوفة سلطان باشا الأطرش، وإلى الأمير مجيد أرسلان، وإلى كمال بك جنبلاط، أن يتدّخلوا ليردعوا العصابات والفصائل العربية من مهاجمة القرى الدرزية. لكن ذلك لم يتوقّف، فقد كان اي شيخ درزي يتردد في زيارة المدينة القريبة لسكناه، وهو لابس العمامة، خوفا من التعدي عليه. وكانت هناك عوامل وأسباب اخرى جعلت الحياة لأبناء الطائفة الدرزية قاسية جدا في البلاد، ممّن ادّعوا طوال الوقت أنهم إخوان وأقارب وشركاء. لكن ذلك لم يجدِ فالمواطن الدرزي يحلم كل حياته، أن يعيش بهدوء، وان يقوم بواجباته الدينية بحرية، وأن يحافظ على سلامة بيته وبناته وعائلته. وفي الاتصالات الأولية التي جرت بين الزعماء اليهود في البلاد، وبين مندوبين عن الطائفة الدرزية، تعهّد هؤلاء بمساواة ابناء الطائفة الدرزية مع جميع المواطنين، بما في ذلك المواطنين العرب. وعندما وقعت حرب 1948 واستجاب المواطنون العرب في البلاد لنداءات الزعماء العرب بأن يرحلوا كي تستطيع الجيوش العربية ان تسحق الكيان الصهيوني، حسب تعبيرهم، كان أبناء الطائفة الدرزية في البلاد واقعيين، يتمسكون بأرضهم، ولم يبرحوها، وفضّلوا الموت على ترك الأرض.

وقد قام بعد عام ،1948 زعماء الطائفة الدرزية بالتوسط وإعادة عشرات آلاف اللاجئين العرب إلى بيوتهم، وإلى قراهم، كما ان عشرات الآلاف من المهجّرين العرب مكثوا خلال أشهر في القرى الدرزية، وقام الدروز بإيوائهم وتقديم كل مساعدة لهم، وتزويدهم بكل ما يحتاجون بالرغم من أن ظروفهم الاقتصادية قاسية وصعبة لكنهم تقاسموا معهم بئر الماء ومحصول القمح وأسكنوهم في غرفة الضيوف، وحافظوا على كرامتهم، حتى وجد هؤلاء حلا لهم.

هؤلاء ابناء الطائفة الدرزية، هم هم، يحافظون على العرض، ويفتحون بيوتهم، ولا يفعلون أي شيء منكر، خاصة مع من وجد الحماية لديهم.

وفي هذه الأيام نشاهد إشارات من بعض الدول العربية المركزية والهامة تريد أن تبني علاقات مع دولة إسرائيل، ومن بينها المملكة العربية السعودية، والامارات العربية، وقطر ،وعمان وغيرها، ونحن طبعا نرحب بأي مبادرة سلام وتعاون من قبل أي دولة عربية مع إسرائيل، مثلما رحبنا في حينه بالسلام مع جمهورية مصر العربية، ومع المملكة الأردنية الهاشمية، لأن كل هذه المصالحات، تثبت للعالم، وللشعوب العربية، وللدروز أنفسهم، أن الخطوة الجريئة التي قام بها دروز إسرائيل عام 1948 بالبقاء في بيوتهم وأراضيهم، ودعم دولة إسرائيل، كانت خطوة ناجحة، صحيحة وذات بعد تاريخي كبير.

مقالات ذات صلة: