الموقع قيد التحديث!

نساء رائدات: الدكتورة ياسمين منصور عدوان

بقلم السيدة سهام ناطور (عيسمي)
دالية الكرمل
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

أخصّائيّة تطوريّة للّغة، الاتّصال والنّطق وباحثة في مجال اكتساب اللغة والتّنوّر اللغويّ لدى الأطفال
حاصلة على لقب الدّكتوراه من جامعة حيفا

السيّدة ياسمين نزيه منصور -عدوان وُلدت في قرية دالية الكرمل لعائلة متديّنة محافظة تدعم التعليم الدينيّ   والدنيويّ. 

تعلّمت في المدرسة الابتدائية “ج” (اَفاق) دالية الكرمل، ومن ثمّ انتقلت لإتمام تعليمها الإعداديّ والثانويّ في مدرسة “חוגים” في مدينة حيفا. 

أحبّت الدكتورة ياسمين القراءة والمطالعة منذ الصغر، وكذلك البحث والتعمُّق في مواضيع مختلفة، حيث كانت لها تجارب إيجابيّة في وظائف بحثيّة من خلال المدرسة، واستمتعت كثيرًا بالبحث عن مصادر مختلفة في مكتبة حيفا العامّة ومكتبة الجامعة، وبعد أن أنهت هذه المرحلة بنجاح باهر انتقلت للدراسة في جامعة حيفا وأنهت تعليم الّلقب الأوّل في قسم التّربية الخاصّة وعلم الاجتماع والحضارات بتفوّق، ثم تابعت تعليمها للقب الثاني مباشرة في قسم اضطرابات التّواصل واضطرابات الّلغة والإدراك الذّهني في الكليّة لعلوم الرّفاة والصّحة في جامعة حيفا. أنهت اللقب الثاني الذي كان بمثابة تحقيق هدف رئيس ي بالنّسبة لها، هدف وضعته نصب أعينها منذ بدأت الدّراسة في جامعة حيفا.

بدأ الفكر البحثيّ يثير اهتمامها أكثر فأكثر، ومن هنا كان دربها للقب الثّالث قريبًا وواضحًا جدًّا.  أرادت الدكتورة ياسمين التّعمّق بتقييم المهارات الّلغويّة في الجيل المبكّر لدى الطّلاب العرب وعلاقتها باكتساب القراءة. فتركّز مجهودها على تطوير هذا الموضوع لمدّة خمس سنوات في إطار بحث طوليّ في مركز إدموند ج. سفرا لبحوث الدّماغ في العُسر التّعليميّ في جامعة حيفا بإشراف بروفيسور أسيد خطيب. من خلال هذا البحث تقول السيدة ياسمين: ” قمنا بمراقبة عيّنة تحتوي على 1160 طالبًا عربيًّا من منطقة الشّمال من الوسط العربيّ، الدّرزيّ والبدويّ.  أشّرت نتائج البحث على علاقة وطيدة بين تطوّر الّلغة في الجيل المبكّر (قبل الدّخول إلى المدرسة) ومهارات القراءة في الصّف الأوّل.  كما تبيّن من النّتائج أنّ هناك 12% من طلّاب المسار العامّ في المرحلة التّمهيديّة عانوا من صعوبات في مهارات الّلغة المختلفة (المورفولوجيا، الوعي الصّوتيّ، دلالة الّلغة، والنّحو)، حيث اتّضح أيضًا أنّ 63% منهم لم يتمكّنوا من اكتساب القراءة بشكل سليم في الصّف الأوّل. وبعبارة أخرى يمكن القول إنّ فقط الأقليّة من هذه المجموعة قد طوّرت مهارات قراءة جيّدة في هذه المرحلة”. 

وتضيف الدكتورة   ياسمين: “إنّ هذه النّتائج تؤشّر على أهميّة تقييم المهارات الّلغويّة من جيل مبكّر جدًّا من قِبل الطّواقم التّربويّة والعلاجيّة وبناء خطط عمل لتقليص الفجوات قبل بدء ممارسة القراءة في المدرسة.  هناك أهميّة كبيرة لدمج أخصّائيات الّلغة، الاتّصال والنّطق في مسار التّعليم العامّ، بالإضافة لعملهنّ في مسار التّربية الخاصّة وتعزيز عملهنّ الرّوتيني المشترك مع الطّواقم التّربويّة.  إن المداخلات المهنيّة لإرشاد الأهل لتعزيز المهارات الّلغويّة لدى أطفالهم من خلال نشاطات يوميّة ستساهم هي أيضًا في تقليص الفجوات وتقوية البنية الأساسيّة لاكتساب القراءة والكتابة في مراحل متقدّمة”.

 تؤمن الدكتورة ياسمين بأن أبحاث أخرى في هذا المجال ستعود بالفائدة لدفع العلم إلى الأمام ورفع مستوى التّعليم في هذا الحقل أيضًا.  ولرفع المستوى التّعليميّ علينا أن ندعم بصورة مكثّفة ونوعيّة الطّلاب الّذين يعانون من صعوبات في اكتساب مهارات الّلغة ومهارات تطوريّة أخرى.   

الدكتورة ياسمين، وقبل أن تنهي هذه المشاركة تشكر كل من دعمها في مسارها الأكاديميّ، وتخصّ بالذكر الأهل والأقارب الّذين تجنّدوا فردًا فردًا وبكلّ معنى كلمة الدّعم والتّشجيع لإتاحة الفرصة لتكريس غالبيّة وقتها للبحث.  وهي تودّ من هذا المنبر تشجيع كافّة الفتيات، النّساء والأمّهات خوض مسيرتهنّ الأكاديميّة وعدم التّنازل عن طموحاتهنّ في مجالات البحث المختلفة، وتقول لهن: “الدّرب طويلة وليست سهلة، ولكن تذكّرنَ في وسط هذه التّحدّيات تختبئ الفرص، وفي نهاية المطاف تعود نتائج الأبحاث بالفائدة لأبناء وبنات مجتمعنا”. أسرة “العمامة” تشدّ على يديّ الدكتورة ياسمين وتبارك لها مشوارها التعليميّ، وتتمنّى لها دوام التميّز والتألّق والتوفيق والنجاح وإلى
الأمام.

مقالات ذات صلة: