الموقع قيد التحديث!

قرية المطلة الحدودية وسكانها الدروز في الماضي

بقلم الشيخ أبو نعيم نسيب بدر
حرفيش
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

المطلة قرية تقع على الحدود الإسرائيلية مع الجمهورية اللبنانية، كانت تابعة لثري مسيحي من صيدا من لبنان، وفي تلك الأثناء كان سكانها من المواطنين الدروز يعملون في الأرض أجيرين، وقد قام صاحبها هذا ببيعها، في أواخر القرن التاسع عشر، إلى البارون روتشلد، فتركها سكانها إثر ذلك بعد نضال طويل ومقاومة عنيفة، وسكنوا في مناطق درزية. 

  ترتفع المطلة عن سطح البحر525 متر وعلى مسافة مسيرة 48 كيلو متر من صفد وعلى بعد 5 كيلومترات من القرية اللبنانية كفر كلا والأمطار الهائلة تصل إلى ألف ملم في السنة ويمرّ وادي البريغيت (الدردارة) من شرقها.

وقد سكنت في المطلة عائلات درزية عديدة، وكان من   أكبر العائلات التي تواجدت فيها، آل أبو صالح الذين أتوا من قرية أبو سنان فلسطين، كما ذُكر في المراجع التاريخية، وسكنوا في المطلة. وكان هناك آل مراد، وعدد من آل رباح وآل مرعي( ابو عسلي) وآل حمزه، آل الحيوك، وسمرا، ومعروف وذياب، ذيب،  وهب ،آل يوسف، آل العمار وآخرون وذكر الكاتب الدكتور العلامة -محمد خليل الباشا- في كتابه معجم أعلام الدروز  ما يلي:

“آل الحجار كانت كنيتهم في السمقانية- بدر- وبعد اقتتالهم مع عائلة أبو هرموش (عقيل) توصل أحد أفراد تلك العائلة إلى تولي منصب كبير لدى تركيا، ثم تقرّب إليهم ودعا 24 شخصا من زعماء عائلة بدر، وعندما جلسوا لتناول الطعام، أوعز للجنود، فقتلوهم غدرا، فاضطرت باقي العائلة للنزوح إلى فلسطين، فعُرفوا بعائلة معدي ونظيف، وهم اليوم سكان قرية يركا، وفريق آخر توّجه إلى المطلة، وعُرفوا بعائلة الحجار لعملهم بقطع الحجارة، وآخرون بيت الصيفي، في إغميد وأم شتيتي (مشقيتي حاليا)، وآل رعد  في قرية ميمس وحاصبيا. وبعد أن ازداد اقتتالهم مع المتاولة، أجبرتهم تركيا بعد مقتل أبو ذياب علي الحجار للنزوح إلى الجبل، فقدموا إلى السويداء ثم إلى صلخد، وبعدها إلى الغارية، بحيث يوجد هنالك أقاربهم من آل الصفدي.  وكان محمد الأطرش وأبو ظاهر السعدي في شنيرة قد سعيا الى انتقال الحجارين الى شنيرة واستقروا فيها، ومنهم فرع (عسقول) بطول قامة جدهم، وفرع آخر أبو عرب، ونذكر لكم بأن الشلال في وادي العيون يسمى بشلال الحجار، لأنه قفزت الفرس من فوقه وهو راكب عليها، عندما طارده المتاولة، أما آل أبو صالح فقد نزحوا إلى مجدل شمس، وقسم منهم في بلدة العنات في سوريا، أما دار مرعي (ابو عسلة) وعائلة حمزة نزحوا الى بيت جن، ورباح ومراد عادوا الى حرفيش. ونضيف بأن الكاتب مسعد الخلد في كتابه (المطلة قرايا) ذكر هذه القصة، وكان قد هاجم الكاتب محسن الأمين، في كتابه (خطط جبل عامل)، الذي قال إن الدروز هم الذين باعوا المطلة، وهذا المغرض محسن الأمين أراد تشويه التاريخ المجيد للطائفة المعروفية، وعلى سبيل المثال، جاء في كتاب الأخبار الشهية عن عيال المرج عيونية والتميمية صفحة 61 ما يلي: كانت المطلة مأهولة بالدروز، يعملون لحساب أصحابها بيت رزق الله وهم من صيدا، وهم من الطائفة المسيحية، وبالذات جبور رزق الله، إذاً من باع المطلة؟ فباعوها الى البارون روتشلد وهو يهودي من أصل فرنسي. مرّ فيها الرحالة إدوارد روبنسن، وذكرها في كتابه يوميات في لبنان الجزء الاول، بقوله المطلة وإبل السقي هما أبعد قريتين درزيتين إلى الجنوب، من بين الدروز  الذين يسكنون حول جبل الشيخ في قضاء مرج عيون، وهي تقع على تلة على حدود المرج الذي يشق في جدول الدردارة مجرى له، وتشرف على حوض الحولة الكبير، ولا ننسى بأن كانت هنالك عائلات أخرى غير الذين ذُكروا، وسبب وجودهم في المطلة لأنهم لم يدفعوا ضرائب الأملاك للأتراك، سواء كانوا من لبنان او فلسطين، لأن البلدة مُلك رزق الله كما ذكرنا، وقد تأسست المطلة من بعد أن اشتراها بارون روتشيلد  من العائلة المذكورة سنة1898  وسكنها قادمون جدد يهود.  وجاء في موسوعة التوحيد الدرزية عن آل الحجار القول: عائلة معروفية لبنانية، تنتسب إلى آل بدر من سكان السمقانية في الشوف، كان بينهم وبين آل هرموش خلاف شديد، حيث هجم آل هرموش على آل حجار وقتلوا أكثر من عشرين شخصا، فاضطر كل من بقي من عائلة بدر أن ينزح عن القرية، فذهب بعضهم إلى فلسطين، وعُرفوا بآل معدي، وسكن بعضهم في اغميد وعُرفوا بآل الصيفي. ذهب قسم منهم إلى قرية المطلة وعُرفوا بآل الحجار، وفي سنة 1894 قُتل الشيخ أبو ذياب على الحجار شيخ قرية المطلة، فاتّهم بقتله أهل الخيام، وكاد أن يحدث اصطدام بين أهالي القريتين، فتدخل وجهاء البلاد وقضت الدولة بإبعاد آل الحجار، لكيلا يتكرر النزاع. وجُعلت هذه الحادثة تاريخا في المنطقة، فيقال “سنة الحجار” ذهب آل الحجار إلى جبل الدروز فنزلوا في السويداء ثم صلخد وبعدها في الغارية ثم انتقلوا إلى شنيري. وقد أتى آل بدر في حرفيش من مصر من بعد انتشار الدعوة.  وكانوا قبيلة كبيرة في مصر وانتشروا في دول الخليج واليمن والعراق وجزيرة الشام منها بلاد صفد لبنان وسوريا .

مقالات ذات صلة: