الموقع قيد التحديث!

الأوجه الاجتماعية والنفسية لظاهرة النطق والإيمان بالتقمص عند الدروز

بقلم مها شحادة ناطور – دالية الكرمل
طالبة دكتوراة في جامعة حيفا تبحث ظاهرة النطق وجوانبها الاجتماعية والشخصية عند الدروز
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

“الله يبعث له ام حنونه وبي شفوق”[1]

الكلمات أعلاه عبارة عن دعاء يقال في المآتم والأجور لدى الدروز، هدفه تخفيف وقع الموت على أبناء العائلة الثكلى ومنحهم بعض الأمل والقدرة لتمني الخير للفقيد. يطوي هذا الدعاء بين ثناياه ركائز الإيمان بالتقمص: من يموت يولد من جديد بشكل بشري (وليس على شكل كائنات أخرى كما هو متداول في ثقافات ومعتقدات مختلفة في العالم) والمولود يتبع في حياته الجديدة لعائله وأهل مختلفين. ترافق الإيمان بالتقمص ظاهرة شائعة لدى الدروز تدعى “نطق”. النطق بمفهومه الاجتماعي والثقافي يتخطّى الحدود اللغوية للكلمة ويعني – التذكر والحديث عن الحياة السابقة. الإنسان الذي يمرّ بتجربة النطق بمقدوره، في بعض الحالات، التعرف على عائلته السابقة والتواصل معها.

المقال الحالي سيتطرق إلى تأثير الإيمان بالتقمص وظاهرة النطق على أبناء الطائفة الدرزية من خلال عرض الجوانب الاجتماعية والنفسية والتركيز على القيمة العلاجية التي تكمن بهذا الإيمان. المقال لا يناقش فكرة إمكانية وجود او عدم وجود ظاهرة النطق إنما يتعامل معها من منطلق كونها ظاهرة مهمة، رائجة وتشكّل جزء أساسيّا من الحوار والنقاش في المجتمع الدرزي. الجزء الأول عبارة عن عرض مختصر للإيمان بالتقمص وتعريف ظاهرة النطق، الجزء الثاني يتداول الأوجه الاجتماعية وتأثيرها على الفرد والمجتمع والجزء الأخير يشير الى الجوانب النفسية والعلاجية للتقمص والنطق.

الإيمان بالتقمص وظاهرة النطق عند الدروز: 

يؤمن الدروز بالتقمص ويعتقدون أن الله خلق الأرواح بعدد ثابت لا يزيد ولا ينقص، ثم ارْتَدَتْ هذه الأرواح أثوابا بشرية تُزال وتُستبدل ساعة الموت. وِفقًا لهذا الاعتقاد، يتواجد في كل إنسان عنصر ماديّ وعنصر روحيّ. عند الموت، يفنى الجسم المادي وتنتقل الروح فورا إلى جسد بشري جديد. يتميز هذا الانتقال بالحفاظ على الجنس فيولد الرجل ذكرا والامرأة أُنثى. تبقى الروح في الجسد مدة حياة تختلف في أطوالها تسمى دورة، ورغم ان كل البشر يمرّون بهذه الدورات، يؤمن الموحدون أنهم يولدون من جديد داخل الطائفة، مما يضيف الى شعورهم بالانتماء الديني. يعتقد الدروز أن التقمص يوفّر للمرء فرصة اختبار مواقف مختلفة في الحياة، مما يعزّز الإيمان بالعدل الإلهي والشعور بالمساواة والقرب بين أفراد المجتمع (لطرح موسّع عن عقيدة التقمص انظر لدى الباشا, 1999؛ الذبياني, 1967؛ طليع ,1980).

“النُّطق” – بالعربية وفي سياق الإيمان بالتقمص يملك معنى خاص ويشير إلى التذكر  والحديث عن الحياة السابقة. وفقا للدروز، يبدأ النطق عادة في مرحلة الطفولة وغالبا ما يحدث نتيجة لموت مأساوي او مفاجئ. الطفل الذي يمرّ بتجربة النطق يذكر أسماء أو أحداث لا تنتمي لبيئته الحالية. قد يعاني أحيانا من خوف او ضائقة نفسية لا تفسير لهما، وقد يبدي مواهب استثنائية، تصرفات أو اشكالا من اللعب لا تتوافق مع سنّه التطوري. تختلف ردود فعل العائلات لظاهرة النطق: في حين يشجّع البعض الطفل على التعبير عن قصّته، يفضل الآخرون إسكات القصة لأسباب مختلفة. الأطفال الذين يمرون بتجربة النطق بإمكانهم أحيانا التعرف على هويتهم والتواصل مع أهلهم وأبناء عائلتهم من الحياة السابقة. يجدر بالذكر أن بعض حالات النطق قد تظهر بمرحلة متقدمة من العمر، وليس فقط بمرحلة الطفولة. أضف الى ذلك ان الموت الفجائي لا يميّز جميع قصص النطق حيث هنالك أيضا قصص تروي أحداث موت طبيعي أو موت بجيل متقدم من العمر. أثارت ظاهرة النطق فضول باحثين محليين وعالميين ودُرست من جوانب مختلفة، أدناه إشارة الى بعض هذه الأبحاث ونتائجها. 

الأوجه الاجتماعية للإيمان بالتقمص وظاهرة النُّطق:

يتفق الباحثون على الأهمية الاجتماعية الكامنة بالتقمص والنطق وعلى دورهم في بلورة الهوية الدينية الدرزية. فرج (פרג’, 2006) تطرق الى تأثير الايمان على الحياة اليومية وذكر عدة مجالات منها: المشاركة البارزة في الأفراح والأتراح، الدعم والمساعدة التي يقدمها الدرزي للآخر من حيث مبدأ حفظ الإخوان، والتوقّع من الأُم الثكلى ان تتقبّل الفراق كون المتوفى وُلد لحياة وعائلة جديدة بينما على الأم التي وَلدت ان تتذكّر حزن وألم الأم الثكلى. تؤكِّد الأمثلة التي ذكرها فرج على أهمية هذا الإيمان وكونه جزء من حوار مستمر يصيغ من خلاله أبناء الطائفة المفاهيم الاجتماعية والدينية التي تميّز الدروز. يشير حلبي وهورنشيك (Halabi & Horenczyk, 2019) الى كون التقمص والنطق جزء أساسيا في الهوية الدرزية. قام الباحثان بمقابلات مع شباب دروز  وتوصّلا الى نتيجة ان التقمص يشكّل مركّبا أساسيّا يتخطى حدود زمنية او مدنية ويخلق شعور ا بالانتماء بين الدروز من حيث كونهم يولدون كدروز  وبالتالي احتمال كونهم إخوة وأخوات او بكلمات اوبينهايمر: “We are born in each other’s houses” (Oppenheimer, 1980). 

دراسات بهذا الصدد في سوريا ولبنان عرضت نتائج مشابهه. كاسترينو ولايتون (Kastrinou & Layton, 2016) قاما بدراسة انثروبولوجية هدفها المقارنة بين الدروز في سوريا وبين أبناء مجموعة Anangu في استراليا. من خلال هذه المقارنة أكد الباحثان على أهمية الإيمان بالتقمص وكونه حوارا تناقَش من خلاله أوجه اجتماعية وسياسية. هذا النوع من الحوار يدعم ادّعاء الأقليات بانها كانت موجودة دائما وستعود دوما مما يعزز فكرة كيانهم الأبدي. تداولت بينت (Bennett, 2006) أهمية التقمص وظاهرة النطق لتوطيد الروابط الاجتماعية بين الدروز في سوريا وتطوير علاقات جديدة ما كانت لتحدث لولا قصص النطق. طرح ليتلوود (Littlewood, 2001) أوجها مشابهة وأخرى، سنذكر لاحقا، حول تعامل دروز لبنان مع النطق وأهميته بعد الحرب الأهلية في لبنان.

إضافة الى النقاش الاجتماعي اهتم نيجست (Nigst, 2017) بالجانب الشخصي وبقضية الانتماء المزدوَج التي قد تظهر نتيجة النطق والتعرف على العائلة السابقة. تبعا لنيجست، ان الشخص الذي ينطق يحمل، الى مدى معين، قصتيْن وهويتيْن مختلفتيْن. قد يتضمن هذا الوضع تحدّيات وصعوبات للناطق ولعائلته الحالية من بينها القلق الذي ممكن ان يساور الأهل حول فقدان ابنهم او رغبته بالانتماء مجددا لعائلته السابقة. طرح نيجست أوجه مختلفة لهذه القضية وتأثيرها على تعامل الدروز مع النطق حيث هنالك أهل يتقبلون إمكانية التعرف على العائلة من الحياة الماضية في حين قد يحاول البعض إسكات القصة او الإصغاء إليها بين جدران المنزل وحسب دون التواصل مع العائلة السابقة. اختلاف ردود الفعل هذه يؤدي الى أشكال متنوعة من تطور قصة النطق والحيزّ الذي تشغله في حياة الناطق.

ما ذُكر حتى الآن عبارة عن لمحة سريعة حول الدور الاجتماعي للتقمص والنطق هدفها الإشارة إلى عمق هذا الإيمان وأهميته للدروز. الجزء التالي يهدف الى التركيز على الجوانب النفسية والعلاجية لهذا اللإيمان.

الجوانب النفسية والعلاجية للإيمان بالتقمص وظاهرة النطق:

الايمان بالتقمص يمزج بين الحياة والموت وعلى الرغم من غموض الموت فان النطق يترجمه الى لغة يومية، مألوفة ومتداولة تساعد الدروز على تقبّل فكرة الموت والتعامل معه كحدث طبيعي، محتّم ولكنه ليس مطلقا، لأن الحياة تتجدد لحظة الموت مما يجعله أقل رهبة وإبهاما. النطق بهذا المعنى هو تجسيد لفكرة التقمص وقصص النطق المتناقلة بين أبناء الطائفة هي أمثلة ملموسة لهذا الإيمان، ترسِّخه وتؤكّد استمرارية تناقله بين الأجيال. من بين التأثيرات النفسية لهذا الإيمان، ناقشت فلاح (פלאח, 2001) قضية الخوف من الموت الشخصي حيث يعتبر الايمان بالتقمص ركيزة من ركائز الديانة الدرزية وبالرغم من سرّيّة الديانة وإغلاق أبوابها أمام الدروز العلمانيين، فإن الإيمان بالتقمص مألوف ويُنقل من الأهل الى أولادهم كجزء من التربية التقليدية. فلاح توصّلت إلى نتائج عديدة منها أنه كلما ازداد الإيمان في التقمص قلّ الخوف من الموت بمعنى الخوف من المجهول. بالنسبة للدروز هنالك شرعية تامة لفكرة التقمص التي تحظى بتأكيد لوجودها من خلال قصص النطق. هذه القصص تساعد الفرد على تخيّل حيثيات الحياة ما بعد الموت وبالتالي تخفف وطأة المجهول. التعامل مع الموت وتقبله كان موضوع دراسة ليتلوود (Littlewood, 2001) بعد الحرب الأهلية في لبنان وقد تناول أهمية الإيمان بالتقمص وقصص النطق على التعامل مع الموت ووصف تأثيرهم الإيجابي على عائلة الفقيد. زومر، كلاين-سيلع وأور-كوهين (Somer, Klein-Sela & Or-Chen, 2011) قاموا بمقارنة عائلات ثكلى درزية ويهودية لشباب لاقوا مصرعهم خلال الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي ووجدوا أن الأهل في المجموعتين عبّروا عن الحزن والشوق والألم لكن الأهالي الدروز أبدوا تقبل أكبر للفقدان من خلال إيمانهم بالتقمص وبحتمية القضاء والقدر وعانوا من شعور أقلّ بالغضب والإحساس بالذنب مقارنة بالأهل اليهود. هذه النتائج تشدد على أهمية الدين، الإيمان والعوامل الثقافية على التعامل مع الموت وتؤكّد على وجوب دراسة محلية لمفاهيم الحداد التي تختلف جدًا لدى الدروز عن المفاهيم الغربية في علم النفس.

للتقمص والنطق تأثير يتخطّى قضية الموت ونرى وقعه في التعامل مع ظروف مختلفة في الحياة. ذكر ناطور وحسون (Natour & Hasson, 2001) أهمية هذا الإيمان وتأثيره على الفرد والمجتمع، فإن الشخص الذي يؤمن بالتقمص يشعر بداخله أن الموت لا يشكّل نهاية وجوده إنما هو فرصة ليولد بجسد جديد. يرافق هذا الاعتقاد شعور بالأمل، القوة والاستمرارية التي بإمكانها ان تمدّ المرء بالشجاعة اللازمة للتعامل مع صعوبات اقتصادية، صحية او نفسية. عرض الكاتبان أمثلة لتوضيح هذه الفكرة منها الشجاعة التي يتحلّى بها الشباب الدروز  وقت الحرب وعدم خوفهم من الموت، قدرة الدروز على الصمود رغم كونهم أقلية مضطهدة في فترات تاريخية سابقة والشعور بالمساواة بين أبناء الطائفة، فإن الشخص الذي يتبوّأ منصبا عاليا، يعرف أنه قد يولد في الحياة التالية لعائلة فقيرة والفقير يملك الشعور بالأمل وبأن مصيره قد يتغيّر في الحياة المقبلة. يقوّي هذا الإيمان الشعور بالقرب بين العائلات في الطائفة. حلبي-الشيخ (חלבי- אלשיך, 2012) قامت بمقابلة أمهات درزيات لأولاد مع توحُّد ووجدت ان جميعهن ذكرن موضوع التقمص ودوره في حالة أولادهن. لدى البعض ساعدت فكرة التقمص على تقبّل التوحّد من ناحية اجتماعية حيث ينظر الى هذا التفسير بصورة إيجابية. بالإضافة إلى ذلك، تبيّن أن الإيمان بالتقمص أراح الأمهات وجعلهن أكثر تقبلا لحالة اولادهن. دويري (Dwairy, 2006) اهتم بالجوانب النفسية والاجتماعية لظاهرة النطق. بدراسته تحدث جزء من المشتركين عن ضائقة نفسية زالت بعد النطق. تفسير دويري لهذا التحسن هو ان البحث عن قصة الحياة السابقة قد يدخل ترتيب جديد الى حياة الطفل، أسرته الحالية والعائلة من الحياة السابقة. الطفل الذي ينطق ويتواصل مع اهله السابقين يتلقى اهتمام وتفهم خاص من محيطه، والديه يشعرون بارتياح نتيجة تحسنّه ويحظون بالاهتمام والتقدير الاجتماعي بينما يخفّف هذا اللقاء حزن العائلة الثكلى ويمدّها بالإدراك ان روح ابنهم المفقود لا تزال تعيش.

الصعوبات التي قد ترافق النطق طرحت أيضا في وظيفة عرايدي (עראידה, 2015) التي قابلت أمهات لأولاد مع قصص نطق ووجدت صعوبات عديدة شكّلت تحدي للأهل وللأطر التربوية التي تعاملت بصور مختلفة مع هذه الصعوبات. منهم من امتنع عن التعامل مع النطق ومنهم من أبدى استعدادا على التفهم ودعم الأهل والولد في التعايش مع الصعوبات التي قد ترافق النطق. الأمهات تحدثن عن صعوبات مختلفة من بينها صعوبات نفسية او سلوكية، مخاوف وتوتُّر، كوابيس، انطوائية، شوق للعائلة السابقة ورغبة باللقاء معها. تفسير هذه الصوبات بالنسبة للأهل كان من خلال النطق ونسب ظواهر مختلفة لدى الطفل لتجارب من الحياة السابقة. عرايدي تحدثت عن أهمية تطوير طرق علاجية مناسبة التي تأخذ بعين الاعتبار ظاهرة النطق وترى بها ظاهرة نفسية-ثقافية مهمة لها تأثيرات كبيرة على من يمر بها.

فكرة اقتراح النطق كتفسير لصعوبات او ظواهر مختلفة لا تقتصر على الدروز وحسب بل ممكن ان نجدها في حضارات ومجموعات مختلفة في العالم. إضافة الى ذلك، طرحت فكرة النطق بمفهوم التذكر والحديث عن حياة سابقة على يد باحثين من مجال علم النفس، من بينهم يجدر ذكر ستيفنسون وهارلدسون. لقد قام ستيفنسون ورفاقه (Stevenson, 1990) بجمع 2500 قصة لأشخاص تحدثوا عن حياة سابقة وحاول تقصي مدى تطابق التفاصيل التي ذكرت مع قصة الحياة السابقة إضافة الى محاولته فهم العوامل النفسية مثل المخاوف التي قد يعاني منها من يمر بهذه التجربة. هارلدسون (Haraldsson, 2003) أيضا اهتم بتقييم الوضع النفسي لأولاد تذكروا حياتهم السابقة وناقش من خلالهم نظريات علمية مختلفة. إحدى دراساته تمّت في لبنان (Haraldsson & Abu-Izzedin, 2012) وكان هدفها متابعة مدى استمرارية ذكريات الحياة السابقة بعد البلوغ وماهية تأثيرها على الشخص الذي يمر بهذه التجربة. من نتائج البحث اتّضح ان غالبية المشتركين تذكّروا بعض من ذكريات الماضي وقلّة منهم نسوا ذلك كليّا. واحد وعشرون من أصل 28 كانوا على يقين ان ذكرياتهم هي استمرارية لذكريات الحياة السابقة التي ظهرت في طفولتهم. لم تكن هناك مؤشرات أن لهذه الذكريات تأثير سلبي والمشاركون أجمعهم كانوا فعالين وأداروا حياة عادية. حاول ستيفنسون (Stevenson, 2000) وهارلدسون (Haraldsson, 2012) من خلال أبحاثهم مناقشة ظواهر نفسية مختلفة وطرح فكرة التقمص كتفسير شرعي في مجال علم النفس. طرحهم هذا ليس شائعا، خصوصا في أُطر دراسة علم النفس التي تصدر بغالبيتها من الغرب وتعتمد على الفكر الغربي الذي قد يجد صعوبة في تقبل فكرة التقمص والتعامل معها (Peres, 2012). الصعوبة في تقبل فكر مختلف عن المفاهيم الغربية لا تقتصر على فكرة التقمص إنما تظهر بشكل عام عند محاولة الدمج بين جوانب دينية وروحانية وبين النظريات الغربية في علم النفس (Pargament & Saunders, 2007). التقمص والنطق، كما ذُكر حتى الآن، لهما تأثير كبير على الفرد والمجتمع الدرزي وهناك حاجة ماسة لتطوير حوار يأخذ بعين الاعتبار اهميتهم هذه خاصة في مجال التربية وعلم النفس. حوار كهذا يساعدنا على ان نفهم بشكل أعمق وبدقّة أكبر التحدّيات الكامنة في ظاهرة النطق وقيمته العلاجية لأبناء الطائفة. هدف هذا المقال هو التأكيد على أهمية التقمص والنطق بالنسبة للدروز، ليس فقط من ناحية دينية إنما كونهما واقع ومنظار يرى الدروز من خلاله العالم ويفسّرون ظواهر وأحداث مختلفة. هذا الإيمان يساعد الدروز في بحثهم عن معنى وتفسير لظروف مختلفة ويمكّنهم على تقبّلها والتعامل معها. وربما كانت كلمات أبي المغيث الحسين بن الحلاّج التالية تعبّر عن الحكمة من وراء هذا الايمان:

إنني شيخ كبير … في علو الدارجات

ثم إني صرت طفلا … في حجور المرضعات

ساكنا في لحد قبر … في أراض سبخات

ولدت امي اباها … ان ذا من عجباتي  .


قائمة المراجع:

  • الباشا محمد خليل. (1999). التقمص واسرار الحياة والموت في ضوء النص والعلم والاختبار. لبنان: نوفل.
  • الذبياني. (1967). التقمص. لبنان: مطابع بيبلوس.
  • طليع امين. (1980). التقمص. بيروت- باريس: منشورات عويدات.
  • חלבי- אלשיך, מ’ (2012). קבלה, התמודדות ותפיסת העתיד של הילד הלוקה באוטיזם בעיני אימהות מהמגזר הדרוזי. עבודת גמר לקבלת תואר מוסמך, הפקולטה לחינוך, אוניברסיטת חיפה.
  • עראידה, נ’ (2015). דרכי התמודדות של מערכת החינוך עם ילדים דרוזים שחווים תופעת “אלנטק”- זיכרון גלגול קודם. עבודת גמר סמינריונית מוגשת כחלק מהחובות לתואר M.ED, מכללת אורנים, החוג לחינוך והוראה של תלמידים בהדרה.  
  • פלאח, א. (2001). אמונה בגלגול נשמות, דתיות ופחד מפני מוות אישי. עבודת גמר לקבלת תואר מוסמך, החוג לפסיכולוגיה, אוניברסיטת חיפה.
  • פרג’, ר’ (2006). גלגול נשמות: ניתוח מעמיק של נושא גלגול הנשמות בתרבויות ובדתות השונות, תוך מתן דגש על מקרי מבחן בקהילה הדרוזית. מעלות תרשיחא: א.ר.ח ספרים ומחשבים. 
  • Bennett, A. (2006). Reincarnation, sect unity, and identity among the Druze. Ethnology, 45(2), 87.
  • Dwairy, M. (2006). The psychosocial function of reincarnation among Druze in Israel. Culture, medicine and psychiatry, 30(1), 29-53.
  • Halabi, R., & Horenczyk, G. (2019). Reincarnation beliefs among Israeli Druze and the construction of a hard-primordial identity. Death studies, 1-10.
  • Haraldsson, E. (2003). Children who speak of past‐life experiences: Is there a psychological explanation?. Psychology and Psychotherapy: Theory, Research and Practice, 76, 55-67.
  • Haraldsson, E. (2012). Cases of the reincarnation type and the mind–brain relationship. In Exploring Frontiers of the Mind-Brain Relationship (pp. 215-231). Springer New York.
  • Haraldsson, E., & Abu-Izzedin, M. (2012). Persistence of “Past-Life” Memories in Adults Who, in Their Childhood, Claimed Memories of a Past Life. The Journal of nervous and mental disease, 200(11), 985-989.
  • Kastrinou, M., & Layton, R. (2016). The politics of reincarnation, time and sovereignty: A comparative anthropological exploration of the Syrian Druze and the Australian Anangu. World Anthropologies in Practice: Situated Perspectives, Global Knowledge, 52, 151.
  • Littlewood, R. (2001). Social institutions and psychological explanations: Druze reincarnation as a therapeutic resource. Psychology and Psychotherapy: Theory, Research and Practice, 74(2), 213-222.
  • Natour, S., & Hasson, A. (2001). The Druze. Israel: Asia Publications.
  • Nigst, L. (2017). “Being One and Two and Druze.”. International forum on Audio-Visual research.‏
  • Oppenheimer, Jonathan WS. ““We are born in each others’ houses”: communal and patrilineal ideologies in Druze Village religion and social structure.” American Ethnologist 7, no. 4 (1980): 621-636.
  • Peres, J. F. (2012). Should psychotherapy consider reincarnation?. The Journal of nervous and mental disease, 200(2), 174-179.
  • Somer, E., Klein-Sela, C., & Or-Chen, K. (2011). Beliefs in reincarnation and the power of fate and their association with emotional outcomes among bereaved parents of fallen soldiers. Journal of Loss and Trauma, 16(5), 459-475.‏
  • Stevenson, I. (1990). Phobias in children who claim to remember previous lives. Journal of Scientific Exploration, 4, 243-254.
  • Stevenson, I. (2000). The phenomenon of claimed memories of previous lives: Possible interpretations and importance. Medical Hypotheses, 54(4), 652-659.
  • Pargament, K. I., & Saunders, S. M. (2007). Introduction to the special issue on spirituality and psychotherapy. Journal of Clinical Psychology, 63(10), 903-907.

[1] المقال الحالي نص بصيغة المذكر لكنه موجه للإناث والذكور على حد سواء.

مقالات ذات صلة: