الموقع قيد التحديث!

عين البلد – عين عسفيا

بقلم د. جبر أبو ركن
عسفيا
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

نبع ماء بجانب عسفيا، يقع في الجهة الشماليّة- الشرقيّة للبلدة شمال الحارة القديمة، واليوم بمحاذاة حارة العين أحد الأحياء في البلدة. عين البلد هي نبع ماء طبيعي، تجري مياهه خلال كل أيام السنة، لا تنقطع أبدًا، يقع النبع في أعالي وادي شومري (نسبة لنبتة الشومر) – بالعبرية وادي ياجور (نسبة لكيبوتس ياجور)، في نهاية الوادي في سهل حيفا-نيشر (خليج حيفا). نبع عين البلد هو نبع طبقيّ – من حيث الجيولوجيا وطبقات الأرض والصخور. تجري المياه على طبقة صخور دولوميتيّة صلبة من المنبع الى بركة تجميع المياه. بداية النبع في مغارة كاراستيه، حيث تجري المياه في قناة داخل خندق قديم، مبني من صخور صلبة، منذ العصور القديمة، على طول ستين مترا من المنبع حتّى البركة. يتمكّن الإنسان من دخول الخندق والمشي في قسمه العلوي حتى مغارة المنبع. حسب الأبحاث الأثرية- الأركيولوجيّة التي اُجريت في منطقة عين البلد، يعود تاريخ استيطان الإنسان في هذا المكان إلى عصور قديمة قبل حوالي 3200-4000 سنه. وقد اكتُشفت أدوات وبقايا أثريّة قديمة كالفخار، وأدوات حجريّة استعملها الإنسان في حينه في مغارة النبع ومنطقة عين البلد.

مصدر المياه هو أحد الأسباب الرئيسيّة في تاريخ نشوء وازدهار الاستيطان البشري، وإقامة أنواع الاستيطان من قرى وبلدات مختلفة على مرّ التاريخ، أُقيمت البلدات قديمًا بجانب مصدر مياه: نبع، بحيرة، نهر، على منحدرات الجبل أو على القمم، من ناحية أمنيّة من جهة، ومن ناحية اقتصاديّة – زراعيّة استغلال السهول للإنتاج الزراعي والمحاصيل من جهة أخرى، وهكذا كانت الحالة في استيطان الدروز في الكرمل منذ العهد المعني قبل حوالي 400 عاما، من القرن السابع عشر وحتّى العصر الحاضر، لذلك تعتبر عين البلد-عسفيا- من العوامل الرئيسيّة لإنشاء وإقامة البيوت الأولى والحارة القديمة في عسفيا في مكانها الحالي. وما زالت البيوت القديمة ومعظم الأراضي المحيطة بعين البلد وخاصّة في مجرى الوادي لاستغلال المياه بسهولة وبدون مجهود كبير لنقلها إلى أعلى، تتبع وبملكية المستوطنين الدروز الأوائل الذين قدموا من لبنان مثل: وهب، عزام، أبو ركن، زاهر، شروف، سابا، أبو فارس، أبو سعدى، كيوف، منصور، صقر، علو، أبو الزلف، مرزوق، فرو، شخيدم، وغيرهم من الذين هاجروا وانتقلوا إلى عسفيا في فترات لاحقة من القرى والخرب الدرزيّة القديمة أو من الجليل أو الجولان، أو من سوريا ولبنان.

حتى سنة 1960، كان نبع عين البلد المصدر الرئيسي للمياه في عسفيا، بالإضافة إلى الآبار لتجميع مياه الأمطار بجانب البيوت، منذ تلك السنة بدأت مرحلة تراجع وإهمال عين البلد، بسبب الاستغناء عنها، لربط البيوت بشبكة المياه القطريّة في الدولة، ولزيادة الحاجة للمياه بسبب زيادة السكان. وتختلف كمية المياه المتدفقة من عين البلد حسب فصول السنة، في الشتاء والربيع بعد الأمطار، تصل كمية المياه في نهاية فصل الشتاء الى 4-5 ليترا في الثانية الواحدة. وفي الصيف تقل إلى ما بين نصف ليتر – ليتر واحد. وقد زوَّدت عين البلد المياه لسكان عسفيا للشرب وحاجات المنزل ولري الأراضي الزراعيّة والكروم والمزارع المحيطة بها، ولقطعان المواشي، وللسباحة للأولاد، ولغسل الفرش والسجاد على مسطح صخري واسع بمحاذاة البركة والنبع. أُقيمت خلال السنوات السابقة مشاريع لصيانة وترميم النبع والبركة وجوارها بمساهمة وزارة السياحة والبيئة والسلطة المحليّة ومتطوعين من البلدة وخارجها.

يجدر الذكر أن بعض الينابيع القريبة من عسفيا وبعضها ما زال جاريًا بالمياه حتّى ايامنا هذه والمنتشرة في الكرمل، منها:

  • عين العلق بجانب مقام سيدنا أبو عبد الله (ع).
  • عين الحايك في وادي الحايك في الجهة الغربيّة جنوب قمة الكرمل-القبوعة الدرزيّة.
  • عين البيضا في الحي الغربي التي اكتسبت اسمها بسبب وجود الصخور الكلسيّة والتربة الكلسيّة البيضاء حولها.
  • عين الجُوَر في الحي الغربي جنوب بيت بني معروف،
  • عين الزرَّاعة رأس النبع – (“عين ألون” بالعبريّة) في مجرى وادي الزرَّاعة -الشلالة- اسم مزارع وقرى درزيه قديمة في الكرمل، الى الغرب من عسفيا ودالية الكرمل،
  • عين ام الشُقف – غرب دالية الكرمل.

يذكر انه توجد في منطقة وضواحي عين البلد مسارات للرياضة والسياحة والاستجمام، وملعب كرة القدم ومحميّات طبيعيّة منها أحراش الكرمل ووادي الشومريّة والخربة الشماليّة والخربة الشرقيّة، على السفح والمنحدرات الشماليّة لجبل الكرمل، حيث تطل شمالا على الجليل وسهل حيفا وعكا والناقورة امتدادا شرقا وشمالا الى جبل الشيخ والجولان وجبال جنوب لبنان.

مقالات ذات صلة: