الموقع قيد التحديث!

نساء رائدات: المهندسة دعاء عصام علي- نفاع

amama
بقلم السيدة سهام ناطور (عيسمي)
دالية الكرمل
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

طالبة للّقب الثالث في موضوع الهندسة الكهربائية والطب في معهد العلوم التطبيقية – التخنيون

السيّدة دعاء عصام علي- نفاع، هي خير مثال على النساء الرائدات الطموحات والناشطات اللواتي يعرفن ويدركن أهمية التوفيق بين الحياة الأسرية والتعليمية والاجتماعية، وُلدت السيدة دعاء وترعرعت في قرية البقيعة في عائلة داعمة للعلم والتقدّم ومكوّنة من أختيْن وأخويْن، ومتزوّجة من السيد حسين نفاع من قرية بيت جن، وهي أم لولديْن، ريما ووسام. 

تعلّمت في القرية حتّى المرحلة الثانوية، ومن ثم التحقت بالتعليم الجامعي في معهد العلوم التطبيقيّة – التخنيون في مدينة حيفا، حيث تعلّمتْ موضوع الطبّ المخبريّ، وفور إنهاء تعليم اللقب الأوّل انخرطت في سوق العمل حيث عملت في مستشفيي بني تسيون والكرمل في مدينة حيفا، مدة 6 أعوام تقريبًا.

 بعد ولادة الابنة الغالية ريما، تاقت نفسها لمتابعة تعليميها الجامعيّ، للحصول على اللقب الثاني، فاختارت موضوع علم “الوراثة”، من قِبل جامعة حيفا وجامعة تل أبيب بإرشاد البروفيسور فؤاد فارس. وقد تطرّقت من خلال بحثها هذا إلى مشاكل وراثيّة لدى أبناء الطائفة الدرزية، ورغم أنها كانت في نفس الوقت تعمل أيضًا في معهد الوراثة في مستشفى الكرمل، إلا أنها أنهت دراسة اللقب الثاني بتفوّق.

      لم تتوقف السيدة دعاء عند هذا الحد من التحصيل العلمي حيث كانت دائمًا وما زالت طموحة توّاقة لارتقاء أعلى الدرجات في تحصيل المزيد من العلم والثقافة، خصوصًا في مجال الأبحاث الطبيّة، وقد قرّرت أن تعود للالتحاق بالجامعة مرّة أخرى للحصول على اللقب الثالث الدكتوراه.

     وفعلاً عادت لكراسي الدراسة في معهد العلوم التطبيقية – التخنيون واختارت موضوع الهندسة البيو طبّيّة بإشراف البروفيسور رامز دانيال للحصول على اللقب الثالث. وقد أصبحت الآن في بداية السنة الثالثة من اللقب الثالث، وهي تعمل في مختبر متعدِّد المجالات يجمع بين الهندسة الكهربائيّة والطبّ وتبحث في مجال السرطان والوراثة معًا.

    شاركت السيدة دعاء مؤخّرًا في مؤتمر كبير في مجال بحثها في الولايات المتحدة في ولاية كاليفورنيا في مدينة سان فرانسيسكو، للاطِّلاع على آخر المستجدّات في هذا المجال “مجال السرطان والوراثة”، وقد ضمّ المؤتمر باحثين من جميع أرجاء العالم، خصوصًا، وأنه أُقيم بعد سنتين من الانقطاع والامتناع عن اللقاءات الفعليّة بسبب تفشي جائحة الكورونا، وإن شاء الله، سوف تشارك في الأشهر القادمة في عدّة مؤتمرات في أوروبا أيضًا في هذا المجال حيث تولي السيدة دعاء هذا الشأن أهمية كبرى نظراً للمعلومات القيّمة والفوائد الجمة التي تنطوي عليها مثل هذه المؤتمرات.

    وبفضل الحثّ والدعم المستمرّ، والتشجيع الدائم من قِبل الزوج والأولاد والأهل والمحيط، زاد طموحها وشغفها أكثر وأكثر لتحقيق ما تصبو اليه من إنجازات على كافة الصعد.

السيدة دعاء ناشطة في عدّة لجان وروابط للطلاب الجامعيين لدعمهم ومساعدتهم على الصعيد الشخصي والأكاديمي، وتنصح وتشجِّع وتحثّ جميع الشابات والشباب على مواصلة تعليمهم الجامعي في كل مجال يريدونه، وعلى عدم الاستسلام لأي ظرف مهما كان، لأنهم موجودون في زمن متوفّر فيه كل شيء تقريبًا.

وكأُم تتوجّه السيدة دعاء لجميع الأُمّهات وتقول: “إنّه لا شيء مستحيل حتى مع ظروفها كزوجة وأم، بل بالعكس تماما هذا الشيء حثّها وشجّعها دائما على مواصلة مشوارها لأبعد الحدود”.

أسرة “العمامة” تشمخ وتفخر وتعتز بأمثال السيدة دعاء، وتتمنّى لها النجاح والتألُّق والامتياز في تعليمها، وأن تحقق ذاتها وطموحاتها، وتصل إلى أعلى درجات الرقيّ والتقدّم، وأن تُوفَّق في متابعة مشوارها التعليمي، وتجتازه بخطى ثابتة، ومعنويّات عالية، وأن تكون دائمًا قدوة ومثالا للنساء الطموحات المجتهدات الفاضلات.

مقالات ذات صلة: