الموقع قيد التحديث!

شعر:  السّيد الأمير قدّس الله سرّه

بقلم فضيلة الشّيخ أبو علي سليمان أبو ذياب
لبنان
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

جمالُ الدّين سيّدُنا الأميرُ وعبدُ اللهِ والعَلَمُ الشّهيرُ
أجلُّ نجائبِ البيتِ التّنوخي ورافِعُ رايةَ الحقِّ الجديرُ
وريثُ الفضلِ عن أهلِ المعالي وصدرُ معارفِ الحكمِ الكبيرُ
بدا في غيبةِ الأنوارِ نورًا بهِ أهلُ الهِدايةِ تَستنيرُ
نذيرُ قيامةٍ وبشيرُ سعدٍ تبارَكَ مطلعًا ذاكَ البشيرُ
فجاءتْهُ العنايةُ في بلوغٍ فلبّى صوتَها وهو البرورُ
فهبّ إلى السّعادةِ يرتجيها يطلبُ بابَها مِمَّن يُنيرُ
فتىً غضًّا كبير القلبِ شَهمًا لهُ شأنٌ لدى المولى خطيرُ
فسار على البلادِ صغيرَ سِنٍّ وشرّفَ أرضَها ذاك النّذِرُ
وأقلقَهُ فَسادُ الحالِ فيها وضُعْفُ الدّينِ والخَللُ الكبيرُ
فقامَ مُحذِّرًا يهدي وينهى جِبْلةُ طبعِهِ الصّافي تَثورُ
وغارَ على الدّيانةِ غيرَ نُبْلٍ فدينُ اللهِ حقٌّ لا يبورُ
فأزعجَ صوتُهُ أسماعَ قومٍ بهِم كِبرٌ ونقصٌ أو نفورُ
فبانَ عن الدِّيارِ إلى دمشقٍ وفي القلبِ التّقي حزنٌ مريرُ
فأضحى في دمشقَ الشّامِ عيْنًا منَ العُلماءِ شهرتُهُ تطيرُ
وأيّدهُ العليُّ بِعلمٍ حقٍّ وأبراهُ كما تبدو البُدورُ
فَهابتْهُ الوُلاةُ وعظّمُوهُ كأنّهُ بينهم مَلِكٌ أميرُ
وأشرقَ نورُ بُرهانِ التّنوخي وحجّةُ حقِّهِ الأقوى تَنورُ
فصفّقتِ الشّامُ لهُ ابتهاجًا فَمولانا الكريمُ له النّصيرُ
فأحناهُ التّواضُعُ مِثلَ غُصنٍ به ثَمرٌ وخيراتٌ تمورُ
فحنّ إلى بلادٍ أنْجَبَتْهُ وهيَّجَ قلبُهُ شوقٌ يفورُ
فأرسلَ نحوَها أوفى كِتابٍ لهُ قام المشايخُ والحضورُ
وحلّوا في دمشقَ وأحضروهُ إلى هذي البلادِ لها يُديرُ
بها جلسَ المُكَرَّمُ في خُشُوعٍ على عرْشِ السِّيادةِ لا يجورُ
فأعلى قَدرَهُ الباري تعالى وقدّسَ سرَّهُ المولى الغفورُ
فأعلَتْهُ البلادُ وكرّمَتْهُ وسادتُها الكرامةُ والسُّرورُ
وصارَ الآمِرُ النّاهي لديْها لَهُ الأحكامُ والصَّوتُ الجهيرُ
فأرضى النّاسَ وابتهجوا ابتِهاجًا بشخصٍ سرّهُ الصّافي كبيرُ
فبانَ الخيرُ في أعلى محلٍّ وباتَ السِّرُّ في سِفلٍ يغورُ
وأشرقتِ البلادُ وطاب فيها معاشٌ استقرَّبها السّريرُ
وأعدقَ ماؤها وجرَت عيونٌ على الأنحاءِ سَلْسالًا تفورُ
بِهِ زخَرتْ شُروحاتُ التّنوخي وبحرُ علومِهِ الصّافي الغزيرُ
فإنّ العصرَ كالمسؤولِ عنْهُ مُنيرُ الوجهِ معتزٌّ فَخورُ
جمالُ الدّينِ عزَّزهُ اعتزازًا حقيقيًّا به تزهو العصورُ
وقد كانَ الأميرُ على ارتفاعٍ لدى باريه سرّهُ والضَّميرُ
مجدًا في العُلى يَرْقى يُرَقّي دؤوبًا لا يُهدِّئهُ الفُتورُ
صَبورًا في البَلى شَهمًا وقورًا رَضِيًّا صانهُ الرَّبُّ القديرُ
تحمّلَ شِدّةَ البلوى وأعطى مِثالًا في الرَضى وهو الصّبورُ
أوانَ وفاةِ نجلِهِ في زفافٍ ومَقتله وفرحتُهُ تدورُ
وعبدُ الخالقِ النّجلُ المكنّى بِسيفِ الدّينِ ميّزهُ البصيرُ
فريدًا كان في التّقوى أنيسًا لوالِدِهِ لهُ قلبٌ طَهورُ
فجاءتْهُ المنيّة في شَبابٍ وأرختْ بِسترِ ظُلمتها الكدورُ
وثارت فرحةُ المحبوبِ حُزنًا فشدّ الغُمُّ واشتدّ البصيرُ
وضجَّ النّاسُ مُبدين اعتراضًا كأنّ الموقفَ البادي نُشورُ
فقامَ جمالُ دينِ الله يدعُو إلى ربّ العبادِ ويَستخيرُ
وينهى النّاسَ عن كلِّ اعتراضٍ فهُم كالطّير مَسجونٌ أسيرُ
فقد كان الأميرُ لواءَ حقٍّ وبحرًا تلتقي فيه النُّهورُ
وشمسًا ضوءُها الزّاهي جليلٌ على البلدانِ إحسانًا تُنيرُ
وكنزًا فيه أصناف اللآلئ تشِعُّ كأنّها نارٌ ونورُ
ورُكنًا في جوانِبِهِ استراحتْ قُلوبُ النّاسِ ناظِرُها قريرُ
وتمّتْ نعمةُ الباري عليْنا بِعلمِ الحقِّ إذ شرَحَ الأميرُ
وفوْقَ ضريحِهِ ارتفعتْ قِبابٌ فيها حُزنٌ لرائيها كثيرُ
وقام مقامُ من عَرَفَ المعالي وحجرةُ مَن له السَّعدُ الوفيرُ
تقدّسَ سرُّهُ وسنا لواه وفي الفردوسِ مَسكنُهُ يسيرُ
رضى المولى الكريمِ لهُ دوامًا قدر الإجلالِ منّانٌ خبيرُ
له رضوانُ هادي الخَلقِ جودًا فهادي الخلقِ حنَانٌ بصيرُ
على الهادي صلاةُ الله تُتْرى صلاةُ الحقِّ تأييدٌ غزيرُ
وللباري تعالى كلُّ حمدٍ تَبارَكَ ربّنا الأعلى المُجيرُ

مقالات ذات صلة:

الأعياد في ظل الكورونا

تعوّدنا خلال عشرات السنوات، أن نرى الأمور، وأن نتفحّص الأحداث، وأن نحلم أحيانا بوقائع أجمل وبتطورات أنفع، وتأملنا من الوصول