الموقع قيد التحديث!

المرحوم المحامي منير عزام

بقلم الشيخ أبو رضا حسين حلبي
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

غيب الموت عنّا في الرابع من شهر كانون ثاني المحامي منير عزام ابن قرية أبو سنان عن عمر ناهز الرابعَة والخمسين عاما، بعد أن عانى في الفترة الأخيرة من مرض عضال لم يمهله كثيرا، وقد عُرف المرحوم بأخلاقه الدمثة وعلاقاته الحسنة وبروزه في مهنة المحاماة التي برع فيها وكان يزاولها خاصة في منطقة القدس. وبعث لمجلة “العمامة” السيد هاني عزام بما يلي عن سيرة المرحوم: لقد نشأَ وترعرع المرحوم طيب الذكر منير بمسقط رأسه أبو سنان، وتقلّدتْ والدتُه مقاليدَ تربيته ومَهمّةَ تعليمه بعد رحيل أبيه إلى ربّه، وفقيدنا مازال في ريعانِ صباه، فأرضعتْهُ بعد لبنِها عصارةَ الأخلاقِ والتربية. تدرّج في تعلّمه-كعادة أقرانه في القرية- فتلقى علومه الأولى بابتدائية القرية، ثم تخرّج من ثانوية الإخوة” يركا”. وتحصّل على اللّقب الأوّلِ في علم البيولوجيا على دفعته، ولم يكتفِ بعلم دون غيره، إذ كان شغوفاً بإرث الأنبياء، ما دفعه للنّهل من علم الحقوق، فالتحق بالمعهد العالي بالبلاد للحقوق، طالباً معرفةَ دقائقِ وجلائلِ القوانينِ خدمةً منه للدفاع عن حقوق أبناء شعبه، فكان من أعظم من عرفته الناحية في المحاماة والدفاع عن حقوق المظلومين، وإيماناً منه بهذا أسّس مكتباً من أكبر مكاتب المحاماة في القدس. ومن مناقبه، رحمه الله، على سبيل المثال لا الحصر؛ شهرتُه بالعمل الدّؤوب، عنوانه في ذلك قول الله تعالى: “وقل اعملوا فسيرى الله عملَكم ورسولُه والمؤمنون”. كما ألهمَه الله تعالى إلى أنبلِ الأخلاق؛ خُلُقِ الأنبياء والرسل والصالحين خُلُقِ الكرم والجود، فكان في عطائه ريحاً مُرسلة، لا تعلمُ شمالُه ما أنفقتْ يمينُه، يعطي البعيدَ قبل القريب. فاستطاع لمّ شملِ مجتمعه على اختلاف فئاته وتنوّع أطيافه وشرائحه، فكانَ مَدرَسةً قائمةً بذاتِها تحتاج إلى دراسة وتحليل ليكون قدوةً لغيره، فما أحوج مجتمعاتنا لهكذا نماذج .
لقد كان، رحمه الله، أباً حانياً عطوفاً على الجميع، منزله منزلهم، ومكتبه مكتبهم، حزنهم حزنه. وفرحهم فرحُه، جيبُه جيبُهم، وكفُّه كفُّهم، يعطي بلا عدّ، ويجود بلا مقابل. ومما حفظناه على أجدادنا مقولتهم المعبرة جدا: “الطيّبون تتنازعهم الآخرة والدنيا، فكما تحبهم الدنيا تحبهم الآخرة، لكن الغلبة لما قدّره الله تعالى”، وهذا ما كان مع الفقيد أبي عديّ منير إذ اصطفى الله روحَه إلى عالَمه الأبديّ، وجنابِه الطاهر الزكيّ، يوم الرابع من يناير كانون الثاني من سنة ألفين وواحدٍ وعشرين (04\01\2021). وبالرغم من فراق جسده – بإذن الله تعالى – إلا أنه باقٍ معنا بروحه الطاهرة، وبالأقمار البنين الثلاث (عدي/ ليام ورولان)، وشمس الشموس ابنته (ريمان)، ومنبع الأقمار وشمسهم (ملكه طربيه عزام) زوجة المخلص الملُهم، عن عمر أربعٍ وخمسينَ سنةً، رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته. 

مقالات ذات صلة: