الموقع قيد التحديث!

رثاء السّتّ الفاضلة أمّ أسعد اشتياق قضماني أبو يوسف

بقلم الأستاذ الشّيخ يوسف أبو يوسف
يركا
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

شقيقة فضيلة الشّيخ أبي يوسف صالح قضماني

بسم الله الرّحمٰن الرّحيم، ولا حول ولا طول الّا بالله العليّ العظيم، والحمد لله رب العالمين، فاطر السّماوات والأراضين، وبارئ كلّ الكائنات والمخلوقين. امّا بعدُ؛

يقول أحد الشّعراء في حال ابن آدم وغفلته في هٰذه الدنيا:

لكل شيءٍ إذا ما تمَّ    نقصان                 فلا   يُغرّ بطيب العيش   إنسانُ

هي َ الأمورُ كما شاهدتها دولٌ                  مَنْ   سرَّهُ   زمنٌ   ساءتهُ     ازمانُ

وهٰذه الدارُ لا تبقي على أحدٍ                  ولا   يدومُ على   حالٍ   لها   شانُ

أينَ ما حازهُ قارونُ من ذهبٍ                  وأينَ    عادٌ    وشدّادٌ    وقحطانُ

أتى على الكلِّ أمرٌ لا مردَّ    له                  حتّى قضوا فكأنّ القومَ ما كانوا

يا غافلاً ولهُ في الدّهرِ موعظةٌ               إن كنت في سِنَةٍ فالدّهرُ يقظانُ

بالرّضا والتّسليم لمشيئة الواحد الدّيّان، وبالحمد والشّكر لصفيّه، صاحب المنزلة والشأن، تقبّلنا نبأ وفاة امرأة العمّ الطّاهرة الفاضلة، التّقيّة النّقيّة الدّيّانة، السّتّ أم أسعد اشتياق محمد قضماني أبو يوسف، عن عمرٍ ناهز السّابعة والثّمانينَ حولاً، قضتهُ في عمل الخير والبرّ والتّقوى، كيف لا وقد نهلت مبادئ التّوحيد منذُ نعومة أظفارها في بيت والدها طيّب الذّكر، المرحوم الشّيخ أبي قاسم محمد قضماني، وتابعت مسيرة حياتها النّاصعة المشرّفة في بيت عمّنا المرحوم الشّيخ أبي أحمد أسعد أبو يوسف، والّذي عُرِف بأمانتهِ وبدقّتهِ المتناهية في التّمييز بينَ الحلال والمشبوه والحرام، ومع شريك حياتها العمّ المرحوم الشّيخ أبي أسعد أحمد أبو يوسف، صاحب البيت المفتوح، حيثُ كانت ساعدهُ الأيمن في كلِ شاردةٍ وواردةٍ. والفقيدةُ أيها القُرّاء الكرام، سليلة الأتقياء الأطهار، من دوحةٍ توحيديّةٍ ما شاب سماءها غُبار، تفرّعت فروعها في سائر الأقطار، فأنجبت شيوخاً أفاضلِ أخيار. وحسبها شرفاً أنّها شقيقةُ شيخنا، شيخ العصر، الشيخ الجليل ذي القدْر الرّفيع والحِلم الوسيع الشّيخ أبي يوسف صالح القضماني، أطال الله تعالى في أيّامه، لننعُم بلطيف أنسه وبفيض إِنعامه.

ولقد كانت المرحومةُ تتحلّى بسامي الخِلال وبحميد الخِصال، فقد كانت سادقة اللّسان، عفيفةَ الجنان، نقيّةَ السّريّرة، سليمةَ النّيّة، كريمةً مضيافة، بشوشةً حييّة، تطأطئُ رأسها حين تمشي في الشارع، لا ترفعُ بصرها إلّا فيما ندرَ، فقد جلّلها الحياءُ في هدوءٍ ووداعةٍ، وجمّلها الوقارُ في قنوتٍ وقناعةٍ، أدّت فروضها الدّيّنية على أكمل وجهٍ، وقد ظلّت بكامل وعيها وعقلها النّورانيّ حتى الرّمق الأخير من حياتها. أحبّت كلَّ ذويها وجيرانها وسائر النّاس، فأحبها الجميع لدماثة أخلاقها وجلال هيبتها. فهنيئاً لكِ يا شمعةَ توحيدٍ ضاءَ نورها في فناء الدار حتى ذابت، لتعود إلينا ذكرى طيّبة، وطوبى لكِ أيتها الراحلة عن هٰذه الدّار الفانية، والباقية في قلوبنا وللأبد، على ما حظيتِ به من ثقة إخوان الدّين، ومن حسن خاتمةٍ يكلّلُ حياةً مفعمةً بفعل الخير وبالتمسك بأهداب الفضيلة. عزاؤنا بسيرتها الحميدة وبذكراها العطرة من بعد مماتها، بالأبناء البررة وبالبنات المصونات، وجميعهم عملوا ما بوسعهم لخدمة وإطاعة المرحومة أيام واجهت وضعها الصّحيّ الصّعب في أواخر سنين حياتها، بالصّبر والأيمان وبالرّضى والتّسليم لمشيئة الحاكم المنّان. للفقيدة الرحمة ولكم ولنا من بعدها طول البقاء وإنّا لله وإنا اليه لراجعون.. v

مقالات ذات صلة: