الموقع قيد التحديث!

المرحوم الشّيخ أبو مهدي فندي زهوة من بقعاثا

بقلم الشّيخ أبو رضا حسين حلبي
دالية الكرمل
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

الشّيخ أبو مهدي فندي زهوة شيخ جليل، ومعلّم منير، وركن من أركان الدّين، سلك مسلك التّوحيد والزّهد بالدّنيا منذ كان من أعلام التّوحيد في هضبة الجولان، حين ظهر على وجهه الإخلاص والتّقوى والطّهر وليًّا سادقًا محبًا مخلصًا وفيًّا تجلّت بشخصه الكريم جميع صفات التّوحيد.

وُلد الشّيخ أبو مهدي فندي زهوة في قرية مجدل شمس قبل تأسيس قرية بقعاثا سنة 1888، ثمّ انتقل بعد ذلك للعيش في قرية بقعاثا مع والديه وبعض عائلات بقعاثا، كانت عائلة فرحات أوّل من سكن بقعاثا، الّتي سُمّيت بهذا الاسم نسبة إلى بقعة ثلاث تلال.

تربّى الشّيخ أبو مهدي فندي زهوة على طلب الرّزق الحلال طوال حياته، وتعلّق بالأرض والعمل بها، من منطلق منبع ووصية الدّين “الحفاظ على الأرض والعرض والدّين”. رافق في حياته الشّيخ أبو محمد قاسم أبو عوّاد وكانا يقومان بالصّلاة في خلوة بقعاثا وإدارة شؤونها سويًّا. نال الشّيخ أبو مهدي ثقة سيّدنا الشّيخ أبو يوسف أمين طريف، الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة الّذي كان يزور قرية بقعاثا دائمًا، ويدعو لها بالتّوفيق والبركة وكان يقوم زيارة الشّيخ أبو مهدي دائمًا وبعض الأحيان المبيت في بيته المتواضع.

مع المرحوم فضيلة سيدنا الشيخ امين طريف (ر)

كان شخصيّة معروفة بالبلاد الدّرزية يزور معظم القرى منها دالية الكرمل حيث كان يزور المشايخ في حينه الشيخ أبو محمد حسين عزّام حلبي والشيخ أبو محمد علي الحلبي، والّتي أتذكّر   زيارته لهما دائمًا. وكانت تربطه علاقة أخويّة مع الشّيخ الجليل أبو يوسف صالح قضماني من يركا، وتبادل الزّيارات فيما بينهما دائمًا، وكانت أيضًا تربطه علاقات مع مشايخ لبنان أمثال الشّيخ أبو محمد جواد والشّيخ أبو صالح محمد العنداري. حيث إنّ الشّيخ أبو مهدي كان يتحلّى بصفة حفظ الإخوان من حيث نيّته وسدقه وإخلاصه ووفائه إلى أهل الدين والمشايخ الأفاضل.

 زار الشّيخ أبو مهدي خلوات البيّاضة العامرة الشّريفة سنة 1990ضمن وفد رفيع المستوى حيث استُقبلوا هناك بالتّرحاب والحفاوة من المشايخ الأفاضل الأجلّاء الّذين كان منهم الشّيخ الجليل أبو سلمان حسين دربيّة، والشّيخ أبو فندي جمال الدّين شجاع، شيخ مشايخ البيّاضة الشّريفة.

مع فضيلة الشيخ ابو يوسف صالح القضماني
مع فضيلة الشيخ أبو علي حسبن حلبي

لقد استغلّ الشّيخ أبو مهدي وجوده مع الوفد الكريم في لبنان وسافر إلى الشّوف برفقة الشّيخ أبي زين الدين والشّيخ أبي حسن سلمان أبو عرار والشّيح أبي بيان إسماعيل فرحات، على الرّغم من تحذير  وتنبيه المشايخ لهم لما يحمل هذا الأمر من مخاطر جمّة، ولكن هذه فرصة لا تعوّض بالنسبة لهم، استقلّوا سيّارة وسافروا إلى الشُوف ووصلوا إلى طريق مقفل بسبب وجود شاحنات وآليّات عسكريّة ثقيلة، لكنّ السّائق كان متمرِّسًا  وشجاعًا وعنده خبرة في الطّرقات البديلة، وكان عليهم استغلال كلّ دقيقة لأنّ رحلة الشّوف هذه حدُّها الأقصى 24 ساعة نظرًا لوجود أكابر وأفاضل المشايخ الّذين معهم من الوفد، وارتباط الوفد بموعد الغدّ في حاصبيا عند مشايخ آل قريشة. دخل السّائق طريقًا ترابيّة وعرة وقطعوا منطقة التّوقّف مسرعين حتّى وصلوا إلى مقام النّبيّ أيّوب (عليه السلام).  

لقد كانت شخصيّة الشّيخ مميّزة بتقلّده العمامة ذات طابع الزّهد والتّقشّف حتّى أنّه لم يكترث للتّزيّن وقد تحلّى بصفات ومزايا وخِلال عديدة منها الزّهد والتّقشُّف وعدم أخذ أيّ قيمة لنفسه والتّواضع فهذه صفات أهل الفضل في هذا الزّمان الصّعب قلّما نجد مثله. توفّي سنة 1/8/1995 أيّ عاش ما يقارب مئة وسبعة أعوام.

مع المرحوم الشيخ أبو محمد حسين حلبي

مقالات ذات صلة:

المرحوم ساهر إسماعيل

فُجعت وفوجئت قرية الرامة الجليلة والطائفة الدرزية وجميع سكان البلاد في منتصف الشهر الماضي بحادث قتل مساعد وزيرة التربية والتعليم،