الموقع قيد التحديث!

المرحوم الشيخ أبو محمد نجيب حمزة

Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

ينحدر من أسرة درزية عريقة، تعود بجذورها إلى قحطان من عرب الجنوب، وكان فيها فقهاء وعلماء. جاءت كبقية الأسر الدرزية من حلب إلى لبنان، وسكنت في مناطق مختلفة، وبرز منها الزعيم فؤاد بك حمزة (1901-1952) وزير الشؤون الخارجية السابق في المملكة العربية السعودية، ومستشار الملك عبد العزيز الخاص، وتوفيق بك حمزة (1913-1993) سفير السعودية السابق في تركيا ، والمفكر الاقتصادي عمر فؤاد حمزة، والدكتور نايف حمزة مدير المستشفى الحكومي في حيفا، وولداه الدكتور نديم نايف حمزة، وخالد نايف حمزة.
واشتهر أبناء عائلة حمزة في جبل الدروز، في الثورة ضد الفرنسيين عام 1925، فقد كان أبناء العائلة حملة بيرق رساس، وقد قُتل منهم خمسة إخوة بعد أن تناوبوا حمل العلم في معركة واحدة.

ولد ونشأ في قرية خريبة المتن، لأسرة متدينة لها جذور ومواقف في الأمور الدينية والاجتماعية. عاش ونشأ بين صفوف رجال الدين، وقد عُرف بمواقفه الشريفة، وأعماله الحسنة، وتصرفاته الرائدة، فقد كان وجيهاً في البلاد محترماً طبعاً بين رجال الدين، وكانت له سطوة على جميع أفراد المجتمع، فكان مرهوب الجانب، كامل الاعتبار، لا يقول إلا الحق، وقد سكن في أواخر أيامه في جبل الدروز، وتوفي هناك، وجرت له جنازة كبيرة، حضرها آلاف المشايخ والمشيعين من كل حدب وصوب.
وقد حدثنا عن الشيخ أبو محمد ، الشيخ أبو صالح وهيب وأضاف لنا نبذة عن أخيه الكبير قائلا:” كان أخوه الشيخ أبو يوسف أمين أبو حمزة شيخا زاهداً عابداً متصوفاً، لم يتزوج، ولم يقتن له بيتا، ولم يكن له مسكنا ثابتا، وذلك زهدا منه في هذه الدنيا الفانية، وكان لا يملك إلا طقما واحدا من اللباس، يلبسه طوال الأسبوع، ويقوم بغسله يوم الخميس. وكان من شدة تقوته، يعتبر وليا صالحاً، فكان يزور المجالس الدينية في القرى المختلفة في لبنان وجبل الدروز، ويحيي السهرات، ويشترك مع الإخوان في الصلوات الدينية، وكان الجميع يعرف مدى زهده وتقشفه وعزوفه عن هذه الدنيا، وكان الكثيرون من مشايخ ووجهاء وأعيان البلاد، يتصدقون عليه بأموالهم كي يتباركوا، بأن الشيخ أبو يوسف أمين أصاب أموالهم واستعملها، لكن الشيخ كان يأبى أن يستعملها لنفسه، بل كان يتصدق بها على الفقراء والمساكين. ويُروى عنه أنه كان مرة زائرا في خلوة قرية عرمان في جبل الدروز، وجاء أحد المشايخ ووضع في يده صرة ليضعها في جيبه، أمسك الصرة ووضعها في جيبه ولم يفتحها، ولم يعرف ما بها، حتى عندما هجع للنوم. وفي الصباح مرّ شيخ فقير من القرية بالخلوة، وكان الشيخ أبو يوسف يقظا يتعبد ويصلي، فسلّم الشيخ الفقير على المشايخ الحاضرين، ومنهم الشيخ أبو يوسف، مدّ الشيخ أبو يوسف يده إلى جيبه، تناول الصرة ومنحها للشيخ. عاد الشيخ الفقير إلى بيته، فتح الصرة وذُهل إذ وجد بها إحدى عشرة ليرة ذهبية، وكانت هذه تعتبر ثروة طائلة في تلك الأيام. عاد الشيخ الفقير إلى الشيخ أبو يوسف في التو قائلا له: لقد أخطأت معي أيها الشيخ وناولتني كل ثروتك، وهذه ثروة كبيرة لا استحقها. أجابه الشيخ” لا لم أخطئ أبداً فقد أعطوني هذه الصرة لأعطيها لصاحب النصيب، ولم أفتحها، ولم أعرف ما بها، وهي من حقك، وهنيئا عليك ذلك، أطعم بها أولادك، وأمّن مأكلك ومشربك، وتصدّق إن اقتدرت”.

مقالات ذات صلة: