الموقع قيد التحديث!

الشيخ أبو سعيد أمين أبو غنام أطال الله عمره

Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

(ولد عام 1915)

شيخ جليل يعيش اليوم في جبال الشوف في لبنان حظي في أواخر عام 2006 بأيادي الفاضل الشيخ أبو محمد جواد ولي الدين يتوّجه بالعمامة المكولسة اعترافاً بفضله وتقديراً لسلوكه وأعماله ومناقبه واعتباراً بمكانته الدينية السامية في صفوف أصحاب التقوى والفضيلة رجال الدين الموحدين الدروز الذين يعيشون في مواطن الدروز المختلفة اليوم. وقد كان يوم تتويج الشيخ أبو سعيد مع الشيخ أبو يوسف أمين يوماً مشرقاً مشعّاً مبهجاً في أجواء الطائفة الدرزية المجيدة حيث أن جمرة التوحيد زادت توهّجاً ولمعاناً لتنير درب الأجيال الصاعدة من الطائفة الدرزية العريقة في كل مكان.

ولد فضيلة الشيخ أبو سعيد أمين يوسف أبو غنّام في قرية عرمون في شهر آب من عام 1915 وقد تربّى وكبر في منف أسرة دينية متوسطة الحال. فحصل على بعض التعليم الأولي ودرس أصول الكتابة والقراءة لكنه اندمج في حياة الأسرة وفي الظروف القاسية التي عاشتها البلاد بين الحربين العالمتين وتحت الانتداب الفرنسي شديد الوطأة. لكن الشيخ أبو سعيد اتّجهَ إلى المذهب الحنيف ووضع كل ثقله واهتمامه في التعاليم الدينية فنشأ مع مجموعة من إخوانه في ذلك الوقت نشأة دينية عارمة وبرزوا كعصبة من الإخوان تهتم بالأسس والمبادئ والتعاليم وتدعو الناس إلى الخير وإلى إتّباع المسلك الشريف، كل ذلك في وقت دبّ فيه الضعف والوهن في صفوف الطائفة وظهرت الحاجّة الماسّة لعمل شيء ما من أجل توحيد الصفوف وتنقية الأجواء وإرجاع أبناء الطائفة إلى الحظيرة المعروفية . وقد كان سند هذه الجماعة ومعلمها ومرشدها وراعيها فضيلة الشيخ التقي الديّان المرحوم الشيخ أبو حسين محمود فرج الذي أصبح لهم الهادي والمعلم والدليل فكان نعم المرشد المفيد وكانوا نعم الطالب المكمل المستفيد.

وقد برز مع الوقت الشيخ أبو سعيد بالحلم والتقوى والورع وكان يروّض نفسه على مزاولة الأعمال الخيرية وتلاوة آيات الذكر وعمل كل ما فيه مصلحة الطائفة والإخوان فأصبح مضرباً للأمثال في البلاد برجاحة عقله وسداد رأيه واتساع حلمه واكتسب ثقة مشايخ الدين عامّة ورضى ودعم الشيخ أبو حسين محمود فرج. وقد كرّمه شيخنا الغالي بتلبيسه العباءة البيضاء المقلمة ليصبح من أعيان البلاد. وقد تركّز الشيخ أبو سعيد في الجهد والزهد والقراءة والحفظ والمطالعة في بيته فكانت خلوته في منزله وكان هذا البيت محجّاً ومزاراً ومقصداً لرجال الدين من كل حدب وصوب يأتون للاجتماع بالشيخ أبي سعيد والتعبّد وإيّاه والقيام بالفروض والواجبات.
وقد اقترن الشيخ أبو سعيد بسيدة فاضلة وهي كريمة الشيخ المرحوم أبو سليم حسين العنداري وأخت الشيخ أبو يوسف سليم العنداري من العبّادية رحمهم الله وكان في ذلك الوقت عديلاً للفاضل الشيخ الراحل أبو محمد علي الحلبي من عرمون الذي كان قريباً ورفيقاً وزميلاً وصديقاً في درب التقوى والفضل. وقد شاءت الظروف أن تعود الزوجة الفاضلة إلى ربها وأن تتوفى بعد حين فاقترن فضيلة الشيخ أبو سعيد بالست الفاضلة سهيلة الفطايري.

في عام 1991 دعا الشيخ أبو سعيد إلى تشييد خلوة في عرمون وتمّ بعونه تعالى إنجاز هذا المشروع فأحدث فيها الشيخ نهضة دينية واسعة وأصبحت مع الوقت محجّة للشيوخ والشباب التائبين تعجّ بالمستجيبين والمريدين. ولم يبرح الشيخ منزله وخلوته إلا مرّة واحدة استجاب فيها لإصرار المرحوم الشيخ أبو حسين إبراهيم أبو حمدان من ميمس والمرحوم الشيخ أبو علي مهنا حسّان من حاصبيا شيخي البياضة الشريفة في تلك الأيام على القدوم للمحل الأزهر الشريف للبياضة للتعبد والتشاور والبركة فذهب الشيخ ومكث أسبوعاً فقط نزولاً عند خاطرهم وعاد حالا.

وقد ذُكر عن فضيلة الشيخ أنه :” أخذ الكثير من السلوكيات والمعاملات كالورع والتدقيق والحلم والتريّث عن سيدنا الشيخ أبو حسين محمود فرج معلمه وسلك مسلكه في عدة أمور حسّاسة منها تركه للسياسة وحتى السياسة الدينية وابتعاده عن كل هذه الأمور. وكذلك من جهة العمل بالنوايا، فإذا نوى على عمل أو مسعى خير فينطلق إليه ويسعى جاهداً في تنفيذيته الشريفة بغير توانٍ، كل هذا على خطة معلمه وأستاذه سيدنا الشيخ الذي لم يزل يعتبره المثال الأرقى والقدوة لأسمى، فكثيراً ما نراه يحدّث عن سيدنا الشيخ ويستشهد به وبأفعاله وسيرته مع الإطراء والإعجاب الكبيرين لشخصية سيدنا الشيخ التي كان يجلّها كثيراً وكان شيخنا في غالب الأحيان إذا زاره سيدنا الشيخ أو ضاف في قريته يرافقه إلى أطراف القرية لوداعه هناك تقديراً لشخصه الطاهر. ومرّت الأيام وتتالت السنون وبقي شيخنا متمسّكاً بكثير من المواقف والعادات الدينية الشريفة التي ورثها عن الشيوخ الأقدمين ولم تزدها السنون إلا تواضعاً وديناً ووقاراً. فكانت له مهابة خاصة عند الجميع بالرغم من البسمة الدائمة التي تعلو محيّاه. وقد بذل الشيخ كل ما بوسعه بتطبيق الأوامر والنواهي على منهاج شرح السيد الأمير (ق) وكان حريصاً على تطبيقه بإصرار وعزيمة كبيرين، وعمل جاهداً لحفظ الإخوان وجمع الشمل ونبذ الخلافات الدينية حتى أصبح مقصداً يقف الجميع عند خاطره.

مقالات ذات صلة: