الموقع قيد التحديث!

الخير

بقلم د. منير عطا الله
عن موسوعة العقل البشري وقدرات جسم الإنسان
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

قال أبو العلاء المعري:

الخَيْرُ يَفْعَلُهُ الكَريمُ بِطَبْعِهِ   وَإذا اللَّئيمُ سَخا فَذاكَ تَكَلف

عَلَيْكَ بِفِعْلِ الخَيْرِ لو لم يَكُنْ له منَ الفَضْلِ إلا حُسْنُهُ في المَسامِعِ

الخير (Goodness) هو خصلة بشرية مغروسة في جسم كل إنسان، وهي هداية ربانية، وهي أحد التعاليم السماوية التي تدعو إليها كل الديانات. والإنسان يولد مادة طاهرة تتكيّف حسب الظروف التي تأتي حولها وحسب التعاليم والتأثيرات التي يتلقّاها من صغره. وعندما يصل الإنسان إلى درجة البلوغ يستطيع بنفسه أن يقرّر ما هو الخير وما هو الشر، وذلك حسب التأثيرات والضغوطات والتوجيهات المسلطة عليه، وكذلك بناء على ثقافته وتديّنه وفلسفته في الحياة. فالإنسان مجبول على عمل الخير من صغره، لكن مع كبره ومواجهته للحياة يصطدم بأحداث وأعمال بعيدة كل البعد عمّا يتوقع وينتظر، فيدخل في صراع بين الاستمرار في عمل الخير أو الرد بالمثل في عمل بعض الشر، وهنا يكمن الامتحان الكبير لكل إنسان.

وورد في كتاب الدكتور جميل صليبا بعنوان “علم النفس” القول: “الخير هو أمر شخصي، وهو ليس في الأشياء نفسها، وإنما هو في النسبة التي بين الاشياء والانسان، فهو يتغيّر بتغيّر الأشخاص، ويختلف باختلاف العصور، ومعنى ذلك كله أن للقواعد الأخلاقية أسسا نفسية وأسسا اجتماعية وصِلة بالأشياء الخارجية.”

كتب الشيخ أبو مهند القمري عن الخير والشر قوله: “وجود الخير والشر في النفس البشرية أمر لا جدال فيه، ولكن قد تتوفّر للعبد من مقومات السوء ما يثير في نفسه كل نوازع الشر على اختلاف ألوانها؛ لدرجة تجعل العبد يظن أنه لا يوجد في نفسه خير أبدا. والعكس من ذلك صحيح، فقد يحاط العبد ببيئة صالحة، تزخر بألوان الخيرات والحث على الطاعات، ما يجعل العبد يظن في نفسه أنه من خواص عباد الله، وأنه لا يوجد في نفسه ولا حتى رائحة الشر. والصحيح أن النفس البشرية عالم مجهول الأعماق يحوي بداخله الكثير من المقومات الدفينة الباطنة ما يعجر العبد عن الإحاطة به علما، ومن العجيب أن هذه المقوّمات قد تكون كفيلة بأن تجعل العبد إماما في الصلاح، كما أنها كفيلة بأن تجعله إماما في الفجر والفساد عياذا بالله”.

وذكر في صحيفة النور عن الخير والشر القول:

“في داخل كل إنسان بذور للخير وأخرى للشر. أمّا بيئته ومجتمعه فهما اللذان يرسِّخانِ ويزهرانِ خصائلهما. الخيرُ معروفٌ بإيجابياته الكثيرة من محبةٍ ومساعدةٍ وألفةٍ وما شابه، أما الشرّ فهو أصلُ كلّ بليّةٍ وسبب كل ما نراهُ من عنفٍ في مجتمعنا اليوم. ولا يعني العنف بالضرورة أن يكون مقتصرا على القتل فقط، بل هو الأذى بأي شكل كان”.

وكتب في مقال نشر في جريدة “الجمهورية” القبطية:

“كن خيّرًا. وقس نفسك بكل مقاييس الكمال. واعرف نواحي النقص التي فيك. وجاهد لكي تنتصر عليها. فنحن مطالبون بأن نسير في طريق الكمال حسبما نستطيع. لأن النقص ليس خيرًا.

والخير ليس هو فقط أن تعمل الخير. بل بالأكثر أن تحب الخير الذي تعمله. فقد يوجد إنسان يفعل الخير مرغمًا دون أن يريده. أو أن يعمل الخير بدافع من الخوف. أو بسبب الرياء. لكي ينظره الناس. أو لكي يكسب مديحًا أو لكي يهرب من انتقاد الآخرين…!

وقد يوجد من يفعل الخير وهو متذمِّر ومتضايق، كمن يقول الصدق ونفسيته متعبة، ويود لو يكذب وينجو، أو من يتصدّق على فقير وهو ساخط وبوده ألا يدفع!

فهل نسمي كل ذلك خيرًا ؟

بل عمق الخير. هو محبة الخير الذي تفعله…”

وجاء في الموسوعة الحرة عن الخير: “الخير هو شيء أو حالة مرغوبة، ممتعة، أو ما يُعتبر من الناحية الأخلاقية أفضل من شيء آخر أو من حالة أخرى. والخير هو نقيض الشر أيضا. يُعرف الشيء الخيّر أو حالة الخير دائما بشكل نسبي لأشياء أو لحالات أخرى، وتعريفه هو دائما شخصي ذاتي متعلق بسياق الزمان والمكان والعلاقات بين البشر. مثلا: هناك من الناس من يعرّف الزواج على أنه خير، لكن هؤلاء الناس أنفسهم يعرّفون الزواج على أنه شر إذا كانت أعمار المتزوجين أقل من عُمر معين، أو إذا كان أحد المتزوّجين متزوجا من شخص آخر أثناء الزواج، أو إذا لم يُعقد حفل الزواج بالطريقة المفضّلة بالنسبة لهم”. n

مقالات ذات صلة: