الموقع قيد التحديث!

عندما تباركت قرية حرفيش بمرور سيدنا الشيخ علي فارس (ع) فيها

بقلم الشيخ أبو نعيم نسيب بدر
حرفيش
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

لقد حبى الله سبحانه وتعالى قرية حرفيش بمكانة جغرافية هامة، أكسبتها مكانة تاريخية أكثر أهمية، وهي وجودها في الزاوية الشمالية الشرقية من بلادنا، وكونها أكثر القرى قربا من حدود سوريا ولبنان، وبذلك جعلها معبرا وممرّا لكل من يأتي من سوريا ولبنان إلى بلادنا، ولكل من يخرج من بلادنا إلى إخواننا الدروز في لبنان وفي سوريا، وهكذا مرّ عدد كبير من الزعماء والمشايخ الأفاضل والشخصيات المعروفة في طريقهم من وإلى بلادنا بقرية حرفيش، وذلك حتى منتصف القرن العشرين، حيث بدأ استعمال السيارات، وتغيّرت الطرق، إما عن طريق رأس الناقورة أو عن طريق مدينة طبريا أو طرق أخرى. أما الطريق التقليدي الذي انتُهج قبل هذا التاريخ، فقد كان يستعمل كطريق للخيول والدواب، بحيث كان يُعتبر أقصر الطرق لمن يرغب أن يصل مباشرة إلى الشام وإلى وادي التيم من بلادنا. وكان من بين الذين سلكوا هذا الطريق فضيلة سيدنا الشيخ علي فارس (ر) الذي قام عدة مرّات بزيارة خلوات البيّاضة العامرة، كما أنه حلّ بمدينة دمشق وتعلّم فيها. وورد في سيرة حياته أنه كان يمرّ في قرية حرفيش، وقد كان أهالي القرية الكرام يستضيفونه ويرحّبون به، ويعتزّون بوجوده، وقد اتّخذ له صديقا، فضيلة الشيخ التقي الديان علي بدر الذي كان يرحّب بقدومه ويرافقه أحيانا إلى البياضة الزاهرة، فيلتقيا هناك بأقطاب الدين والمشايخ الأفاضل. وأكثر زيارة مشهورة عُرف عنها لفضيلة الشيخ إلى البياضة، هي حينما حصل إشكال مع فضيلته في قرية جولس، وهو ينشد في ساعات الفجر الباكرة، إحدى قصائده الرائعة، فترك القرية صباحا، دون أن يعلم آل طريف، الذين قاموا برعايته، واستضافوه، وفتحوا له الخلوة، واهتموا بكل شؤونه، وكانوا معتادين ان يسافر.

وجاء في كتاب د. سامي مكارم بعنوان “الشيخ علي فارس(ر)” القول: “غادر الشيخ إلى البياضة … لكنه كان هذه المرّة مكسور الخاطر محبط الرجاء، ويمرّ في طريقه بالشيخ مصطفى بدر (ورد خطأ في الكتب اسم الشيخ مصطفى بدر. الشيخ مصطفى ولد عام 1720 ويُعتقد ان هذه الزيارة كانت عام 1740 ففضيلة الشيخ علي فارس توفي عام 1753 أي أن الشيخ مصطفى كان ما زال في ريعان شبابه، والحقيقة هي ان الشيخ الذي استقبله هو الشيخ علي بدر، الذي كانت له منزلة دينية كبيرة، وكان في سن مناسبة لفضيلته. وفي كلا الحالتين الحقيقة التاريخية هي أنه مر بقرية حرفيش، فاصطحبه الشيخ علي إلى البياضة واستشمّ الشيخ أن سيدنا الشيخ عليا، مكدّر الخاطر على آل طريف، ويستفسره عن الخبر ويعلمه الشيخ علي بما كان. وقد وصل الشيخان الكريمان إلى البياضة واستُقبلا بالترحيب والإكرام، فغادر الشيخ علي بدر البياضة مسرعا، متوجها إلى جولس، وأخبر آل طريف بالأمر، وقد وقع عليهم خبر استياء سيدنا الشيخ علي وقع الصاعقة، فغادروا حالا إلى البياضة وسألوه صفو خاطره، وطلبوا رضاه ومسامحته، فطيّب الشيخ خاطرهم وقبل اعتذارهم.”. وورد نفس الكلام، في كتاب المرحوم الشيخ عبد الله طريف، بعنوان “سيرة سيدنا الشيخ أمين طريف وسيدنا المرحوم الشيخ علي فارس” وهو كذلك يذكر خطأ، أن الشيخ الذي رافقه إلى البياضة هو الشيخ مصطفى بدر.  هذا وقد سكن فضيلة سيدنا الشيخ أمين طريف في حاصبيا في منزل للمرحوم الشيخ سلمان بدر من حاصبيا.  

مقالات ذات صلة: