الموقع قيد التحديث!

الثّورة ضد إبراهيم باشا في بلاد الشّام 1837 – 1838

بقلم الّسيّد مهنا ماضي كبيشي
جولس
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

تسلّم محمد علي باشا الحكم على مصر عام 1805، إلّا أن عظمتها تلك لم تستمرّ على حالها بسبب ضعف خلفائه وتفريطهم فيما حقّقه من تطويرات، فانهارت بالتّدريج إلى أن سقطت عام 1953 حين أُلْغِيَتْ الملكيّة وتمّ الإعلان عن تأسيس الجمهوريّة المصريّة.

 في خلال فترة حكمه استطاع أن ينهض بمصر عسكريًّا اجتماعيًّا واقتصاديًّا، ممّا جعل من مصر دولة ذات ثقل في تلك الفترة فأخذ ينظر إلى توسيع دولته نحو بلاد الشّام بدافع سببيْن: أوّلًا – سياسيًّا: لمنع هجومات من قِبل الدّولة العثمانيّة على مصر وذلك لإقامة دولة إسلامية قويّة في المستقبل، لتجنيد سكّانها لجيشه، وبسبب موقعها الاستراتيجيّ على طريق الحجّ إلى البيت الحرام. أمّا العامل الاقتصاديّ، فأراد استغلال موارد بلاد الشّام من الخشب والفحم الحجريّ والنّحاس والحديد الّتي كانت تفتقر إليها بلاد مصر، إضافة إلى أهميّتها الاقتصاديّة بسبب موقعها الجغرافّي وقربها إلى الأناضول وعلاقاتها التّجاريّة بأواسط آسيا حيث تمرّ قوافل التّجارة.   

في عام 1831 قاد إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا جيشه المؤلَّف من 30 ألف جنديّ يسانده الأسطول البحريّ المصريّ. وصل مدينة حيفا في فصل الخريف من تلك السّنة وسيطر عليها دون أي مقاومه تُذكر، بعدها حاصر مدينة عكا طالبًا من الأمير بشير الشهابيّ المساندة فانضمّ إليه مع مائة فارس. بعد احتلال فلسطين قام باحتلال مدن السّاحل اللبنانيّة والسّيطرة عليها سيطرة تامّة.

من بلاد فلسطين تقدّم جيش إبراهيم باشا نحو لبنان ليجد شعب لبنان قد انقسموا إلى فريقيْن – فريق مؤيِّد للجيش المصريّ وفريق معارض له. الفريق المعارض للحملة المصريّة وهم من معارضي بشير الشّهابيّ وضمّ بعض الأمراء الشّهابيين وبعض المشايخ من آل عماد وآل نكد والجنبلاطيين، فلم يُظهروا الطّاعة لمحمّد علي، بل حاولوا الانضمام لمعسكر الدّولة العثمانيّة بينما اضطر البعض للرّضوخ للحكم المصريّ الجديد. غادر الآخرون إلى دمشق وحمص وانضمّوا إلى والي حلب، وقد كان انتقام إبراهيم باشا منهم سريعًا: فقام بهدم منازلهم في قرى دير القمر وكفر نبرخ والمختارة.

بعد الاتّفاق في معاهدة كوتاهيا عام 1833 أقرّ السّلطان على ولاية محمّد علي باشا على بلاد الشّام رغم أنّه بقي من ناحية قانونيّة والي من ولاة الدّولة العثمانيّة يوجه إليه تقرير الولاية من قِبل السُّلطان كلّ سنة. وهكذا سيطر محمّد علي باشا على بلاد الشّام.

مع بداية حكمه بدت سياسة إبراهيم باشا محقّقة لأمال السّكّان، بعد تنظيمه لشؤون الإدارة بدأ يعمل على تطبيق القوانين بحزم ويحارب الرّشوة وينشر الأمن والأمان ويساوي بين الرّعايا. إلّا أنّه سرعان أن اتّخذ إجراءات متشابهة للسّياسة العسكريّة والاقتصاديّة الّتي نفّذها والده في مصر وبدت تلك السياسة عنوانًا للظّلم والاستبداد لتشعل الثّورات ضدّه في بلاد الشّام. من أهمّها:

–          فرض التّجنيد الإجبارّي- ممّا جعل البعض يقطعون السّبّابة من الكفّ اليمنى لإعفائهم من التّجنيد

–          جمع السّلاح من المواطنين – كي يؤمِّن شرّ قيام ثورات

–          فرض الضّرائب الباهظة أحيانًا عن الغائبين أو الأموات

–          أعمال العنف ضدّ السّكّان وخاصّةً طرد السّكّان من بيوتهم في المدن للاستيلاء عليها لتسكين الجنود

–          أعمال السُّخرة دون مقابل لأجل الحاكم

اندلعت نيران الثّورة بداية في جوار البحر الميِّت (قبائل من البدو) في فلسطين عام 1834 وانتقلت من مكان إلى آخر ولم تنته إلّا بانتهاء الحكم المصريّ لبلاد الشّام عام 1840.

في عام 1835 استطاع إبراهيم باشا من إخماد جميع الثّورات الّتي قامت ضدّه في بلاد الشّام، أرضخ جميع السّكّان بعد تجريدهم من السّلاح. إلّا أنّه استثنى بذلك سكّان جبل لبنان من رعايا حليفه الأمير بشير الثّاني الّذين ساندوه في حروبه ضدّ السّلطان. ولكنّ إبراهيم باشا لم يطمأن لحلفائه السّابقين وقرّر اتّخاذ خطوات حذر بعد سيطرته على بلاد الشّام. فقام بنزع السّلاح منهم ومن ثمّ تجنيدهم لجيشه لمدّة خمسة عشر عامًا. إلّا أنّ الدّروز لم يوافقوا على هذا العبء الثّقيل فاتّبع إبراهيم باشا سياسة التّفرقة بين اللبنانيين وزرع الفتنة الطّائفيّة. فبعد أن جرّد الدّروز من سلاحهم بمساعدة النّصارى أمر أيضًا بنزع السّلاح من النّصارى أنفسهم ممّا زاد السّكّان من حقد على إبراهيم ووالده محمد علي باشا. حلّ أزمة تجنيد الدّروز كانت عن طريق تجنيدهم كفرق مكوّنة فقط من الدروز، إخضاع الدّروز زادهم كرهًا لإبراهيم باشا ولسياسته.

وفي عام 1837 قام دروز جبل حوران بثورة شرسة وعنيفة فاقت جميع الثّورات الّتي أخمدها إبراهيم باشا حتّى ذلك الحين. تواجُد الدّروز في جبل حوران جعلهم في صراع دائم مع جيرانهم ومع القبائل التي كانت تمرّ في ديارهم، فاعتبروا مسألة تجريدهم من السّلاح مسألة تهدِّد كيانهم بين حياة أو موت! فقد كانوا في حالة حرب دائمة ممّا جعلهم محاربون ممتازون من الدّرجة الأولى لذلك اقتناء السلاح بالنسبة إليهم مسألة ضروريّة لمجابهة كلّ طارئ ولحماية أنفسهم. وعلى ما يبدو أن محمّد علي باشا وولده إبراهيم باشا لم يقرئا التّاريخ المعروفيّ ولم يحاولا تفهُّم الوضع المختلف (الاستراتيجيّ) في الجبل. طلب محمد علي بتجنيد 175 جنديّ درزيّ. سبب كهذا لم يكن كافيًا لاندلاع ثورة أو لإدخال جيشه إلى منطقة الجبل. فقد كان الجبل ملجأ للفارّين من التّجنيد، وللثّائرين ضدّ الحكومة، وللهاربين من ثقل الضّرائب وللنّازحين من مناطق الثّورة في فلسطين. فلذلك أراد محمد علي وإبراهيم باشا إخضاع الجبل تحت سيطرتهم. بعد فشل المفاوضات بين ممثِّل إبراهيم باشا وممثِّل الدّروز الشّيخ يحيى حمدان الّذي شعر بالإهانة ليعود إلى الجبل غاضبّا. فلجأ الثّوّار إلى اللجاة بعد اتّحادهم مع عرب السّلوط. أرسل إليهم حاكم دمشق شريف باشا 400 جنديّ بقيادة علي آغا البصيلي إلى قرية الثّعلة وهناك حاولوا أيضًا المفاوضات دون نتيجة، فدارت المعركة ليُقتل معظم جنود فرسان الهوّارة ومن بينهم متسلِّم منطقة حوران، ومن بين الدّروز قُتل أحد زعمائهم: إبراهيم الأطرش. خاف إبراهيم باشا حاكم دمشق من مغبّة الأمر فقرّر ارسال حملة جديدة مجهّزة بالمدافع، بلغ عدد أفرادها 8 آلاف جنديّ بقيادة قائد الجيش محمّد باشا. في المعركة قرب قرية بصرى الحرير خسر الدّروز هناك وتراجعوا إلى منطقة اللجاة. فظنّ محمد باشا أنّ انسحاب الدّروز هو الدّليل على هزيمتهم، فتتبّع آثارهم ولحق بهم إلى اللجاة ليلقى حتفه هناك مع معظم جنوده و14 ضابطًا. هرب مَن استطاع الهروب وأُسِر الآخرون ليغنم الدّروز بقدر كبير من السّلاح لتزداد معنويّاتهم وفرحهم بالانتصار، فقد كان هذا الانتصار الثاّني على جيوش إبراهيم باشا.

شاعت أخبار الهزيمة في جميع بلاد الشّام حتّى إبراهيم باشا، فقرّر التّصدّي للثّورة الدّرزيّة بنفسه. إلّا أنّه لم يستطع ترك منطقة انطاكية الّتي كان يتواجد فيها خشيةً من هجوم عثمانيّ مفاجئ، فطلب من والده محمّد علي إرسال وزير الحربيّة أحمد منيكلي باشا لقيادة الحملة إلى الجبل بالإضافة الى القوّات من حلب وأنطاكية وحمص. في عام 1838 تقدّم المنيكلي على رأس قوّة عسكريّة وانضمّ إلى حاكم دمشق شريف باشا ليبلغ عدد الجنود للحملة الجديدة نحو 20 ألف جنديّ مقاتل فيما كان عدد الدّروز قليلًا جدًّا – ما يقارب ألفا مقاتل. تقدّم الجيش المصريّ إلى منطقة الجبل، وأخذ المقاتلون الدّروز باستدراجهم نحو منطقة اللجاة حسب خطّة عسكريّة رغم قلّة عددهم. هاجمت قوات إبراهيم باشا معاقل الدّروز ثلاث مرّات دون أن تحدث أيّ تقدّم بعد صدّها من قِبل الثّوّار الدّروز. في نهاية المطاف انقضّ المقاتلون الدّروز على جيش إبراهيم باشا ليُلحقوا به الخسائر في الأرواح تُقدَّر ب 5000 قتيل وجريح، من بين الجرحى كان وزير الحرب المنيكلي ومن القتلى بعض كبار قادة الجيش، ومن صفوف الثّوّار الدّروز ما يقارب 300 قتيل، إضافة إلى ذلك حصل الدّروز المقاتلون على كمّيات كبيرة من ذخيرة وسلاح ومؤن لتمكِّنهم الصّمود لمدّة طويلة. الخسائر والهزيمة التي تكبّدها جيش إبراهيم باشا شجّعت سكاّن بلاد الشّام على القيام بثورات مناهضة لحكم المصريين على بلاد الشّام ولا سيّما وادي التيم في لبنان. اندلعت الثّورة في وادي التّيم بقيادة شبلي العريان، إلّا أنّه بعد معارك بطوليّة لبني معروف الّذين وقفوا صامدين أمام الجيش المصريّ في راشيا وحاصبيا وبعض القرى، اضطُرّ شبلي إلى النّزوح والانضمام إلى الثّوّار الدّروز في الجبل الأشمّ.

كانت الهزائم المتتالية لجيش إبراهيم باشا التي أوقعها الدّروز له تخفّض من معنويّات عناصر جيشه ممّا أجبره على اتّخاذ خطّة جديدة لإخضاع الثّوّار الدّروز فقرّر الهجوم على الجبل في فصل الصيف حيث تتقلّص موارد المياه في منطقة الثوّار (اللجاة) وذلك يمكنه من محاصرتهم حتّى الاستسلام من العطش.

أرسل محمد علي باشا إلى بلاد الشام جيش ألبانيّ مؤلَّف من 4 ألاف مقاتل، والضابط مصطفى باشا وصل إلى الشّام معه 7 آلاف جندي، واستقدم إبراهيم باشا قوّات أخرى من انحاء بلاد الشام ليصل عدد الجنود إلى أكثر من عشرين ألف. بعد وصوله إلى منطقة حوران باشر بتنفيذ خطّته فاستولى على موارد المياه، إلّا أنّ ذلك لم يكن سهلًا لأنّه واجه مقاومة عنيفة وقتالًا شرسًا عند كلّ مورد مياه، أدّت هذه المقاومة إلى خسارة كثيرة في الأرواح. أعنف المعارك كانت في موقعة “داما” التي أجبر جيش إبراهيم باشا إلى التّراجع إلى خارج اللجاة. ليس فقط أنّهم لم يستطيعوا السّيطرة على مصدر المياه، إلّا أنّهم طُردوا منها بعد خسارتهم عدد كبير من القتلى والجرحى. استمرّت هذه المعركة لفترة طويلة من الزّمن ممّا اضطرّ بعض الثّوّار على فتح جبهة جديدة في وادي التيم في لبنان للتّخفيف من وطأة الحصار على دروز الجبل بعد المعاناة من قلّة المياه. قام الثّوّار في وادي التّيم لنجدة إخوتهم في الجبل (حسب مبدأ حفظ الإخوان) ليعلن إبراهيم باشا الحرب على سكّان وادي التيم، فبطشه زادهم قوّة وشراسة في الدّفاع عن أنفسهم، عرضهم وأرضهم.

ترك شبلي العريان رجال الثّورة في اللجاة وتوجّه الى قرية مجدل شمس برفقة 200 مقاتل، إلّا أنّه سرعان أن خرج منها متّجهًا إلى بلدته راشيا في لبنان، وهناك هاجم مقرّ الحكومة لحظة وصوله عند الفجر وقتل الحاكم انتقامًا للأخوة في الجبل. بعد ذلك انضمّ إليه مقاتلين شجعان من أبناء طائفته ليواجه في وادي التّيم خلال الليل ألف جندي من جنود إبراهيم باشا مزوّدون بالمدفعيّة، فدحرهم وألحق بهم خسائر – استولى الثّوّار على المدافع التي أحاطت براشيا وقتلوا جنودها ولم ينجُ منهم إلّا القليل، أمّا الجنود الآخرون طوردوا إلى البقاع حتّى تمّ الفتك بهم. الخطّة غير الإنسانيّة التي اتّخذها إبراهيم باشا لقهر الثّوّار عطشا أثارت حميّة إخوانهم في حاصبيّا والشّوف فأنضمّ الكثير من المقاتلين الدّروز إلى شبلي العريان من أجل نجدة إخوانهم. التقى الثّوّار والجيش بالقرب من قرية عيحا وهناك دارت معركة أخرى بينهم، فأحاط الثّوّار الجيش المصريّ وأجبروهم على ترك المنطقة واللجوء إلى وادي بكا، وهناك جرى قتال عنيف بين الفريقيْن حتّى كاد ان ينسحب جيش إبراهيم باشا إلّا أنّهم تلقّوا الأوامر بعدم الانسحاب والقيام بالهجوم المعاكس. استمرّ القتال حتّى نفذت الذّخيرة من الثّوّار، لكنّهم رفضوا الاستسلام وهاجموا الجيش بالسّلاح الأبيض وكان يقودهم الشيخ ناصر الدين عماد الّذي استُشهد متأثّرًا بجروحه، أمّا الطّرف الآخر بقيادة الشّيخ حسن جنبلاط قرّر شقّ طريق الانسحاب لمقاتليه المحاصَرين دون ذخيرة.

 قُتل في هذه المعركة الكثير من الثّوّار الدّروز ورغم ذلك لم يرفعوا الرّاية البيضاء. اعتُبرت هذه المعركة نموذجًا للبسالة والبطولة الدّرزيّة في ساحة المعركة فرغم قلّة عددهم واجهوا جيشًا فاقهم عددًا، عتادًا وتدريبًا.

لجأ شبلي العريان مع قوّاته المتبقّيّة إلى موقع قرب جبل الشيخ يُدعا “جنعم”. وهناك وقعت المعركة الأولى بين الثّوار الدّروز وبين قوات الأمير خليل الشّهابي فهزمهم الدّروز شرّ هزيمة وأجبروهم على الانسحاب إلى غرب حاصبياّ بعد مقتل معظم قوّاتهم، وكذلك المعركة الثاّنية ضدّ النابلسيين- عادوا من حيث أتوا يزيدهم ثقلًا حاملين قتلاهم. أمّا المعركة الثّالثة بين الثّوّار والجيش بقيادة إبراهيم باشا ومصطفى باشا في قرية شبعا، لم يستطيع الثّوّار من صدّهم لقلّة عددهم، ودخل إبراهيم باشا القرية منتصرًا بعد عراك دام كلّ الليل. وأرسل مرسالًا إلى الدّروز يطالب بهم تسليم سلاحهم، وفي اليوم التّالي بعث الدّروز وفدًا يرأسهم الشّيخ حسن البيطار ليعرض لإبراهيم باشا: تسليم السّلاح مقابل العفو عنهم، فأستجاب لطلبهم وسمح لجميع الثّوّار العودة لقراهم. إلّا أنّ شبلي العريان أبا أن يستسلم لإبراهيم باشا الّذي رأى باستسلامه أمرًا غاية الأهمّية لإعادة الاستقرار في وادي التيم. وبعد ملاحقات استمرّت أيّامًا عديدة قرّر شبلي العريان الاستسلام عن طريق الأمير مسعود الشّهابي، فعفا عنه وعامله بكلّ احترام وتقدير وأبقى معه سلاحه، بل وعيّنه قائد فرقة في جيشه.

العفو عن شبلي العريان ودروز وادي التّيم والمعاملة الحسنة لدروز لبنان، شجّع الثّوّار في حوران التّوقف عن الثّورة بعد حوار مع ممثِّلين عن إبراهيم باشا ومنهم الشيخ حسن البيطار، فذهب وفد عن دروز حوران إلى حاكم بلاد الشّام شريف باشا يحملون 700 بندقيّة من بندقيّاتهم وألفين ممّا غنموه خلال الحرب ضدّ الجيش المصريّ. فتمّ الإعفاء عنهم، ومقابل الاستسلام سمح لهم إبراهيم باشا بحمل السّلاح وتعهّد لهم بعدم تجنيدهم، والحفاظ على حرّيّتهم وحقوقهم في الشّام.

انتصر الدّروز رغم قلّتهم ورغم خسائرهم، فانتصارهم السّياسّي هذا نتيجة طبيعيّة لأتّباعهم مبدأ “حفظ الإخوان”، لمساندتهم بعضهم ووقوفهم واحد جنب الآخر في وجه قوّات إبراهيم باشا. انتهت بذلك ثورة الدّروز في حوران ووادي التيم الّتي دامت 9 أشهر متتالية. وبعد مرور أشهر قليلة، ترك إبراهيم باشا بلاد الشام خاسرًا عددًا كبيرًا من جنوده – عدد خسائره يفوق عدد الرّجال الذي أراد تجنيدهم من الدروز.

فتغنّى شاعر الثّورة الشّيخ أبوعلي الحنّاوي في قصيدة مفتخِرًا:

“وأفخر نسب في الأرض تلقى نسبا       متجنّبين العار َالمعيار

ترى جدنا النعمان خلفه سما لخم      ومناّ حماة الدّين والأنصار” v


المصادر:

سليمان أبو عز الدين- إبراهيم باشا في سوريا

اسد رستم- بشير بين السلطان والعزيز 

عبد الرحمن زكي – التاريخ الحربي لعصر محمد علي الكبير

عباس أبو صالح- أبحاث في التاريخ السياسي والاجتماعي للموحدين الدروز.

مقالات ذات صلة: