الموقع قيد التحديث!

اعتراف جاء متأخِّرا

بقلم المرحوم الدكتور شمعون أفيفي
مقال مترجم عن العبرية نُشر في مجلة مباط بتاريخ حزيران 2011 الناطقة بلسان (ملام) مركز حفظ تراث الاستخبارات
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

كان كايد حسون درزيا خدم في جهاز المخابرات (شاي) وتمّ إرساله مع ابن عمّه أثناء حرب التحرير لمهمّة استخبارات عبر خطوط العدو. وقد تم القبض عليهم اثناء قيامهم في مهمة في شمالي السامرة وقُدّموا للمحاكمة وحُكم على كايد بالإعدام وتم تنفيذ الحكم. جعلت روايته هذه مؤخّرا لجنة التخليد في مركز حفظ تراث الاستخبارات أن تعترف به شهيدا تابعا لهيئة الاستخبارات وله الحق أن يتم تخليده في المركز.

تنضمّ إلى حائط الذكرى الواقع في مركز شهداء هيئة الاستخبارات، لأسفنا الشديد، أسماء جديدة طوال الوقت. وتشير السماء إلى استشهاد شباب وإلى كآبة حديثة وإلى عائلات تنضمّ إلى أسرة الثكل لكن اسما واحدا حُفر على الجدار كان شاذا فإن الذين تعرّفوا عليه من بين أولئك الذين ما زالوا على قيد الحياة من بين الجمهور الذي قدّم له التقدير في احتفال كشف الستار عن الاسم كانوا بالغين في العمر كما أن تاريخ استشهاد المرحوم كان قبل 62 سنة – كايد حسون. ووراء الاسم قصة خارقة غير مألوفة.

لقد أعلن يوم الجمعة الموافق الرابع عشر من شهر أيار عام 1948 دافيد بن غوريون رئيس الحكومة المؤقّتة في ساعات بعد الظهر عن تأسيس دولة إسرائيل وبعد ثمان ساعات فقط وفي فجر اليوم الخامس عشر من أيار داهمت جيوش خمس دول عربية أرض إسرائيل. كان هذه مرحلة مصيرية هدّدت أمن ووجود الدولة الفتية التي هوجمت من قِبل جيوش منتظمة ضمّت جيوشا مدرَّبة وفيها كتائب مشاة، مدرّعات، مدافع، سلاح جو والسلاح البحري. وقامت كتائب من الجيش العراقي بالاستيلاء على مشروع الكهرباء في منطقة نهرايم على نهر الأردن، لكنها لم تستطع أن تتقدّم أكثر بعد ان صُدّت في كيبوتس جيشر وكوكب الهوى لكن قافلة من هذا الجيش استطاعت اختراق السامرة ودخلت على مركز البلاد واحتلت يوما واحدا مستوطنة جيئوليم.

كان ذلك قبل تأسيس جيش الدفاع الإسرائيلي بأسبوعيْن[1]، وكانت مصلحة الاستخبارات بحاجة ماسّة لمعلومات عن الجيش العراقي، تنظمه، وحداته، سلاحه، نشاطه، ومهماته وغير ذلك. ومن أجل هذا اتخذت المصلحة عدّة إجراءات ومنها إرسال متطوعين دروز إلى رحاب منطقة السامرة.

قُبض عليهم بعد معركة وتبادل نيران

كايد حسون[2] درزي من دالية الكرمل، من مواليد عام 1919 خدم في مصلحة استخبارات التابعة لمنظمة الهاغانا، استجاب لتوجّهات غيورا زايد، مؤسس فرقة المتطوعين الدروز في جيش الدفاع الإسرائيلي وجدعان عماشة[3]  من رجال المخابرات القُدم في منظمة “شاي”، استجاب لهما أن يكون نشيطا في مجابهة الأعداء وتمّ إرسال كايد مع ابن عمه سعيد حسون، من مواليد 1915 وهو كذلك من دالية الكرمل لجمع معلومات عن الجيش العراقي في شمالي السامرة. قام قريبهما، فايز حسون[4]  بتسليمهما مصروفا כאיד נמר חסון ז"ל قدره عشر جنيهات فلسطينية وقام بنقلهما في الليل بواسطة سيارة جيب إلى مشارف وادي عارة وهما مزوّدان بسلاحهما الشخصي ومن هناك استمرا مشيا على الأقدام حتى وصلا قرية عارة حيث أقيمت قيادة للقوات العراقية المرسلة Text Box: المرحوم كايد حسونإلى فلسطين.  وقد تمّ اكتشافهما فجرا من قِبل جنود عراقيين فأطلقت عليهم نيران مكثفة وقاما بالرد بإطلاق النار حتى نفذت ذخيرتهما واضطرا إلى الاستسلام. وقد جُرح كايد برجله في هذه المعركة. وتم تسليم كايد وسعيد للجيش الأردني وأودعا في سجن جنين وظلوا هناك لمدة أربعة أشهر وحاول الأردنيون التأكد من علاقتهما مع اليهود فارسلا إلى دالية الكرمل لاجئ اسمه محمد المفلح تسلل من نابلس إلى الكرمل ولاقى مأوى عند محمد المحمود في دالية الكرمل وحصل منه على معلومات عن علاقة الاثنين مع اليهود وقام بإيصالها للأردن وقد قُدِّم كايد وسعيد للمحاكمة في محكمة عسكرية في نابلس بتهمة التجسس لصالح إسرائيل. اعترف سعيد بالتهمة وأنكر كايد ذلك حُكم على كليهما بالإعدام ونقلا إلى السجن في نابلس بواسطة فرقة جنود أردنية وتم إذلالهما وتحقيرهما في الشارع الرئيسي في نابلس وهما مقيّديْن بأرجلهما وأيديهما لابسيْن ثيابا حمراء إشارة للمحكوم عليهم بالإعدام. ووضعا في السجن في زنزانة وفي ظروف قاسية جدا.

وفي بداية شهر تشرين ثاني عام 1948 أعلن راديو رام الله عن قرار الحكم بالإعدام الذي فُرض على كليهما وقام فايز حسون بإعلام نائب قائد كتيبة (أ) في فرقة 123 في لواء حيفا والذي كان القائد العسكري في دالية الكرمل وعندما علم السكان في القرية عن الحكم هاجت الخواطر وثار السكان الدروز وهدّدوا كرد فعل معاقبة 300 لاجئ مسلم من قرى الكرمل تم إيواءهم في دالية الكرمل. اجتمع المسلمون في دالية الكرمل فيما بينهم وقرروا إرسال مذكرة للسلطات الأردنية في نابلس تفيد أنه لا توجد أي علاقة بين المحكوم عليهما بالإعدام وبين إسرائيل. وحذروا من أن تنفيذ حكم الإعدام سوف يؤدي إلى القضاء على 300 مسلم يسكنون دالية الكرمل ويعيشون بعلاقات حسنة مع جيرانهم الدروز وتوجّه وفد من المسلمين في القرية إلى نائب قائد الكتيبة في دالية الكرمل وطلبوا منه أن يسمح للشيخ اسعد فحماوي (من مواليد 1881، لاجئ من قرية أم الزينات قام بمنحه ملجأ السيد نجم حسون في دالية الكرمل) وكذلك الشيخ داوود أبو الهيجا من عين حوض أن ينقلوا الرسالة إلى نابلس وأن يتحدثوا هناك مع المسئولين كي يعفوا عن الشخصين وذلك من اجل منع أي مسّ أو ضرر بالمسلمين في دالية الكرمل. وبما أن الأمر لم يكن من صلاحية النائب توجّه إلى جدعان عماشة المسئول عن العملاء المحليين وعاد هذا إليه بقرار من ضابط المخابرات اللوائي في حيفا الذي قرّر السماح بإيصال الرسالة المذكورة إلى نابلس، فقام جدعان عماشة بنقل الشيخيْن المسلميْن إلى معبر اللاجون (مفرق مجيدو اليوم) ومن هناك استمروا في طريقهم إلى نابلس والمذكرة معهما.

وفي نهاية الأمر خفّفت السلطات الأردنية من الحكم على سعيد حسون وحوّلته إلى السجن المؤبد أما كايد حسون فلم يحالفه الحظ ولم يحظّ بتخفيف وفي التاسع عشر من شهر آذار عام 1949 تم نقله إلى الساحة المركزية في مدينة نابلس وهناك تم إعدامه شنقا أمام الجمهور وظلّت جثته معلّقة لمدة ثلاثة أيام ثم دُفن في نابلس.

الاعتراف به كشهيد من قِبل جيش الدفاع الإسرائيلي

عندما سمع بن غوريون بالقصة أمر أن يتعاملوا مع عائلة كايد حسون كأنه مواطن يهودي وان يقدّموا لزوجته تعويضا ماليا، وعن هذا الأمر كتب بن غوريون في يومياته بتاريخ 14 تشرين أول عام 1949: “يا شاؤول[5]، أرسل درزي للمثلث، قُبض عليه وأُعدم. زوجته تطلب المساعدة “هي من دالية الكرمل” قلت إنه يجب التعامل مع العائلة كأنها عائلة يهودية وعليه يجب منح الأرملة مبلغ لا يقل عن 300 ليرة فلسطينية وهذا القرار أنهى معاملة غير مجدية استمرت عدة أشهر وتمّ بناء على أمر من بنيامين جبلي (رئيس قسم الاستخبارات) في الرابع والعشرين من شهر تشرين اول 1949 سلّم دافيد كارون (قائد فرقة ضباط الاستخبارات اللوائية[6]) للأرملة 400 ليرة فلسطينية بحضور غيورا زايد ووجهاء القرية. وانهالت التحيات من قِبل الدروز والمدح لدولة إسرائيل ولجيش الدفاع الإسرائيلي اللذين لا يظلما ارملة ويهتمان بتربية وتنشئة الأيتام. لكن معالجة العملية الرسمية للاعتراف بكايد كشهيد جيش الدفاع الإسرائيلي استمر سنوات طويلة وانتهى فقط عام 1980 فوُضع له نصب تذكاري في المقبرة العسكرية في عسفيا بحضور جمهور غفير.

أما سعيد فقد بدأ بتطبيق حكم المؤبد في السجن لكن الأقدار أنقذته من الاستمرار في عذابه عندما اغتيل الملك عبد الله في العشرين من شهر تموز عام 1951 تم اغتيال الملك عبد الله أثناء صلاته في المسجد الأقصى بالقدس بيدي مجرم فلسطيني اسمه مصطفى شكري. وفي الغد أي بتاريخ 21 تموز تم تتويج الأمير طلال بن عبد الله ملكا على الأردن وإكراما لهذا التتويج أعلن الأسرة المالكة أمر عفو عن 150 سجينا في سجن نابلس وتم نقل سعيد إلى إسرائيل حيث تم استقباله هناك في قريته استقبال المنتصرين وتم الاعتراف به كجندي مسرح في جيش الدفاع الإسرائيلي فقط بعد 17 سنة بعد أن أعيد للبلاد وبعد أن قام بنضال قضائي مستمر. واليوم سعيد حسون هو ابن 96 ويعيش في قريته دالية الكرمل.

تخليد في مركز حفظ تراث الاستخبارات

تم الاعتراف بكايد شهيدا في جيش الدفاع الإسرائيلي واعتبرته سلطات الجيش بعد موته من رجال المخابرات فتم نقل معالجة موضوع عائلته بواسطة قسم الاستخبارات وقيادة الاستخبارات العسكرية وقام قائد وحدة الاستخبارات بتسليم أرملة المرحوم المنحة المالية التي كانت تستحقها. لكن لم يتوفر في ذلك الوقت ولا أي مصدر يمكن ان يعالج موضوع تخليده مركز حفظ تراث الاستخبارات. وفي الآونة الأخيرة حصلت تطورات في الموضوع بعد أن قمتُ بعرض ونشر قصّة المهمّة الاستخبارية وبطلها كايد حسون أمام لجنة التخليد في (ملام) مركز حفظ تراث الاستخبارات ففي الثالث من شهر أيار عام 2011 قبلت اللجنة التوصية بالاعتراف به شهيدا في هيئة الاستخبارات ويحق له ان يكون مخلّدا في موقع التخليد الرسمي في موقع المخابرات في منطقة جليلوت شمالي تل ابيب وفي الحادي عشر من شهر أيار 2011 اجتمعت كممثل مركز حفظ تراث الاستخبارات. مع أفراد عائلة كايد حسون في دالية الكرمل لأبشّرهم بالقرار ولأحصل على موافقتهم أن يتم تخليده في الوقع. وكان بين الحاضرين إنسان فاجأني بقصّته وهو نجيب فارس من قرية الرامة الذي تحدّث عن حمدة (أرملة كايد) كزوجته الأولى وعن حميدة كزوجته الثانية واعتبر فايزة (ابنة كايد) أنها من ذريته وقد اعتبره الجميع كمن كان في تقمّصه[7] الأول وقام نجيب حسب طلبي بأن حدّثني عن قصته قائلا: “انفصل والداه عندما كان صبيا بالطلاق ونشأ عند جدته في قرية الرامة تزوجت أمه من درزي من عائلة خنيفس من مدينة شفا عمرو وانتقلت للسكن هناك وكانت جدته تأخذه أحيانا لزيارة أمه في شفا عمرو وفي أحد الأيام وعندما كان عمره 3-4 سنوات التقى في بيت أمه برجل غريب كان صديقا لزوج أمه تمسّك نجيب برجل الغريب ولم يرضَ أن يتركه وقال: إن هذا ابن عمه وأكثر من ذكر اسم حمدة فواز وفايزة. وكان هذا الغريب هو سعيد حسون ابن عم كايد وفي البداية استهزأ الحاضرون بنجيب ولكن عندما كبر صرح بمعلومات إضافية اقنعت الموجودين أبناء عائلة كايد وسعيد أن روح كايد تقمّصت في جسم نجيب. وقد وُلد نجيب وهو لا يحسن النطق ويتلعثم. والتلعثم حسب قوله هي دليل لعملية الخنق التي شهدها عندما أعدم في تقمّصه السابق. وكان يخاف من الحبال ومن الظلام في الليل. وقد عمل سائقا في شركة إيجد وتم السماح له بعدم استعمال ربطة عنق التي كانت في نظره شبيهة بحبل المشنقة وما زال نجيب حتى اليوم جزءا من عائلة حسون وقام أبناء عائلة حسون بمساعدته على الزواج وهو شريك في كافة أفراحهم وأتراحهم ومن البديهي أن يشترك مع أبناء العائلة في الاحتفال عن كشف اسم كايد على حائط الذكرى في موقع التخليد الرسمي لشهداء هيئة الاستخبارات في جليلوت.


[1] تأسس جيش الدفاع الإسرائيلي في 31/أيار 1984

[2] وُلد كايد حسون عام 1919 في القرية الدرزية دالية الكرمل لوالديه نمر ونايفة حسون. كان الابن الوحيد الذكر لوالديه وكان له أربع أخوات. اشتغل في شبابه مع أبناء عائلته في الزراعة وعندما بلغ سن الثامنة عشر تجند في سلك شرطة الانتداب البريطاني، وأُلقيت عليه مهمّة شرطي متجوّل في منطقة الكرايوت في ميناء حيفا والتقى بعمله هذا مع يهود وتعرّف عليهم، عندما بلغ العشرين اقترن بحمدة ورُزق بثلاثة أولاد (ابن سمي فواز وابنتان فوازة وفايزة) تجنّد في منظمة الهاغانا وخدم في مصلحة الاستخبارات (شاي) التابعة للمنظمة.

[3]   جدعان عماشة، جاء من جبل الدروز إلى عسفيا عام 1937 وتجنّد في منظمة الهاغانا كي يقوم بنشاط ضد العصابات العربية التي قامت بأعمال تخريب في الكرمل ومن أجل حماية المواطنين الدروز منها وانتقل بسرعة لمصحة الاستخبارات (شاي) واستُخدم في نطاق تعاون بين شاي والاستخبارات البريطانية في عملية التنقيب عن أفراد العصابات واعتقالها. قام تهريب سلاح من سوريا لإسرائيل لمنظمة الهاغانا. تمّ توظيفه من قِبل منظمة “شاي” في وظيفة السائق الخاص لقائد حيفا العربي يونس نفّاع وقام بجمع المعلومات للمسئول عنه غيورا زايد. كان الساعد الأيمن لغيورا زايد بتشغيل رجال مخابرات دروز.

[4] بدأ فايز حسون نشاطه في منظمة الهاغانا مع بداية قلاقل 1936 جمع معلومات عن العصابات العربية التي كانت ناشطة في منطقة الكرمل وسلّمها لأمستر وأبا حوشي وخلال الثورة العربية تم نقله للعمل في الاستخبارات البريطانية شبيها بعمل جدعان عماشة (أنظر ملاحظة رقم 3) وكان جزءا من خلية مكوّنة من ثلاثة أشخاص دروز بقيادة جول أمستر وأُرسلت هذه الخلية إلى بيروت عام 1939 لاغتيال مفتي القدس الحاج أمين الحسيني الذي هرب إلى هناك، لكن الخلية فشلت في مهمتها.

[5] شاؤول آفي غور، عُين في شهر أيلول 1949 في وظيفة مساعد وزير الدفاع، وخدم في هذا المنصب حتى تشرين ثاني عان 1950 ويبدو أن أفي غور أرسل تقريرا لبن غوريون عن الحدث وقام بن غوريون بتوجيه التعليمات المناسبة له.

[6]   دُعي ضباط الاستخبارات اللوائيون كذلك باسم ضباط لوظائف خاصة وكانوا تابعين لوحدة استخبارات عسكرية دُعيت الدائرة الخاصة (استخبارات) وكان رئيسها دافيد كارون وقد أُطلق على هذه الوحدة بعد ذلك اسم استخبارات 10 وحدة رقم 154

[7]   إن الاعتقاد بالتقمص هو مبدا أساسي في الديانة الدرزية حيث يؤمن الدروز أن روح درزي متوفى تدخل جسم طفل يولد الآن. يساهم هذا الاعتقاد في تكتل أبناء الطائفة تقرب القلوب بين عائلات وتخفف من منازعات بينهم. يُسمى هذا المبدأ في اللغة العربية تناسخ أو تقمص ويتم التعبير عنه بلبس قميص أي أن جسم الإنسان هو فقط وعاء للروح التي تغيّر هذا القميص عندما يبلى أي عندما يموت الإنسان.

مقالات ذات صلة:

الديانة الهرمسية

تُعدّ الديانة الهرمسيّة أوّل ديانة فلسفيّة في تاريخ الثقافة الإنسانيّة المتعارف عليها، تعود جذورها إلى عهد الطوفان وهناك اعتقاد أنّ

اعتراف جاء متأخِّرا

كان كايد حسون درزيا خدم في جهاز المخابرات (شاي) وتمّ إرساله مع ابن عمّه أثناء حرب التحرير لمهمّة استخبارات عبر