الموقع قيد التحديث!

مقام ووقف نبيّ الله سبلان عليه السلام

بقلم الشيخ سلمان يوسف غانم – حرفيش
من كتابه: مقام ووقف نبيّ الله سبلان عليه السلام
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

أصدر الشيخ سلمان يوسف غانم من قرية حرفيش كتيّبًا بعنوان مقام ووقف النبي سبلان (ع) يحتوي على 30 صفحة من الحجم المتوسط صمّمته هالة صقر غانم.

 جاء في مقدّمة الكتيّب أنّ النبي سبلان (ع) هو أحد الأنبياء المكرّمين في مذهب التوحيد، وله مكانة خاصّة في نفوس الموحّدين الدروز، ومقامه على قمّة جبل سبلان بالقرب من قرية حرفيش، وترتفع قمّة الجبل 750 م فوق سطح البحر. والزيارة العموميّة الجامعة والمهيبة كلّ عام في العاشر من أيلول، وكان التضارب والآراء المختلفة حول هويّة هذا النبي الكريم، دافعًا لي لأقوم ببحث بسيط علّني أستطيع توضيح وإضافة معلومات تثري مجتمعنا، وتزيد وتوثّق الوقائع والأحداث.  تحوي الدراسة في الفصل الأوّل نبذة عن الزيارة والاعتراف بها وعن ملكيّة المقام والجبل والصعوبات التي مرّ بها آباؤنا وأجدادنا حتّى وصلنا إلى هذا النعيم الذي نشعر به عند زيارتنا للمقام الشريف.

والفصل الثاني عن تاريخ النبيّ الكريم عليه السلام وبعض القصص التاريخيّة. اِستندتُ على وثائق من كتاب أعيان الإسلام عن خدمة المقام وسكّان قرية سبلان القدامى. حاولت أن أذكر كلّ مَن كانت له مساهمة في تثبيت الوقف للطائفة الدرزيّة، وإن كنت قد نسيت أحدًا فيكون سهوًا وأرجو الاعتذار.

إنّ ما وصل إلينا من معلومات عن النبيّ الكريم قليل جدًّا خاصّة وهو مجهول الهويّة لم يرد ذكره بهذا الاسم لا في مصادر الدين ولا في كتب الأدب والتاريخ. وما وصل إلينا عبارة عن اجتهادات لجمع ما قيل على ألسنة الشيوخ والعامّة، ولذا نلاحظ عدّة آراء حول هذه الشخصيّة المحترمة والله أعلم ونورد هذه الآراء فيما يلي:

أوّلًا: يفسر القاموس كلمة “سبلان“، الشيخ الطويل النحيف ذو اللحية الطويلة (الكاهن)، ومن هذه التسمية يُعتقد بأنّه كان أحد دعاة الدعوة التوحيديّة الفاطميّة والتي تاريخها قبل صلاح الدين الأيّوبيّ بقليل 1017 م – 1021 م وقد تخفّى فدعاه الناس سبلان أي الكاهن وسكن قمّة هذا الجبل في المغارة مدّة من الزمن ثمّ رحل ولا أحد يعلم لأيّ مكان وبقيت ذكراه هنا وقدسيّة المغارة من قدسيّة النبي الكريم وصلواته فيها. وأمّا إخفاء اسمه فهذا ممكنًا خاصّة وأنّ دُعاة الدعوة الفاطميّة كانوا ملاحَقين بعد عصر الحاكم بأمر الله في مصر. ومن المعروف أنّه في بكّة في سوريا مقام يحمل اسم مقام النبي سبلان (ع) وبه ضريح ولربّما سيّدنا النبي سبلان (ع) انتقل من حرفيش إلى هناك.

ثانيًا: يُحكى أنّ النبي سبلان (ع) كان صارمًا في أحكامه ويُحكى أنّ مَن يحلف في مقامه يمينًا كاذبًا يلقى جزاءه حالًا وبموعد قريب من القَسم. ويُعتقد أنّ اسم النبيّ الكريم كان “سابا” وعندما اقترب موعد رحيله أخذ يخفِّف في أحكامه فقال الناس: “سابا لان “مع التحريف “سبلان”.

ثالثًا: يعتقد البعض أنّ الاسم سبلان جاء من اسم زبولون وهو أحد أولاد سيدنا يعقوب (ع). وهذا الاعتقاد بعيد وذلك لأنّ سبط زبولون اِستوطن في مرج زبولون بين عكا وحيفا ولم تكن المنطقة هنا تحت سيطرته.

مراحل بناء المقام:

  • 1956م تمّ شقّ الشارع العامّ من حرفيش لمقام النبي سبلان (ع) 
  • 1977 م تمّ تعبيد الشارع العامّ من حرفيش لمقام النبي سبلان (ع)
  • القبو الأوّل من بناء صلاح الدين الأيّوبيّ ويُعتقد أنّه حوالي سنة 1178م.
  • في الخمسينات من القرن ال 20 عام 1955 م أُضيف الى البناء غرفة واسعة كخلوة للصلاة وغرف صغيرة للزوّار
  • في الستينات من القرن ال 20 عام 1961 م أُضيف إلى المقام طابق ثانٍ يتألّف من أربع غرف وإيوان بينهم للزوّار.
  • في عام 1971 م أُضيفت إلى المقام بناية منفصلة عبارة عن عدّة غرف من طابقين ومطابخ لراحة الزوار.
  • في الثمانيات من القرن ال 20 تمّ توسيع الساحة العامّة حول المقام وبناء حدائق جميلة.
  • في عام 2004 بني بناء جديد واسع ليكون قاعة للنذور مع بئر ماء.
  • في عام 2005 تمّ ترميم وتحسين المقام وكسوته بإلصاق الحجر اليابس على المبنى بكامله. وكان المبادر لها وكيل الوقف الشيخ أبو كمال محمد علي محمد الفارس (ر) والقيّم الشيخ أبو نبيه قاسم سليم قاسم بدر من مواليد سنة 1968 م أطال الله عمره. والتبرُّع السخيّ من السيد أبي سعيد منهال حمود من قرية يركا لهم الأجر والثواب.
  • 1969 م تمّ إيصال مشروع الكهرباء للمقام.
  • 1979 م تمّ إيصال مشروع المياه للمقام، للمقام بئر ماء كبيرة تُجمع فيها مياه الأمطار وهي المصدر لمياه الشرب حتّى إيصال مشروع المياه إليه.

تمّت المشاريع العمرانيّة في المقام بمبادرة لجنة انتُخبت في حرفيش برئاسة المرحوم الشيخ علي محمد الفارس 1904- 1981 م رحمه الله الذي أشغل منصب سايس خلوة قرية حرفيش ووكيل وقفها وأضيفت إليه مهمّة وكالة وقف النبي سبلان (ع) وبعد وفاته رحمه الله تسلّم منصبه اِبنه الشيخ أبو كمال محمد علي محمد الفارس 1928-2009 م رحمه الله. الذي أشغل منصب عضو المجلس الدينيّ الدرزيّ الأعلى أيضًا مع تأسيسه عام 1993م برئاسة الشيخ أبو حسن موفق طريف أطال الله عمره من جولس حفيد سيّدنا الشيخ أبو يوسف أمين طريف (ر) والشيخ موفق طريف هو الرئيس الروحيّ للطائفة الدرزيّة ورئيس المجلس الدينيّ الدرزيّ الأعلى ورئيس محكمة الاستئناف الدينيّة الدرزيّة. وبعد وفاة الشيخ محمد فارس رحمه الله تسلّم منصبه ابنه الشيخ أبو علي مهنا محمد علي محمد الفارس من مواليد سنة 1960 م أطال الله عمره. واليوم هو سايس الخلوة ورئيس اللجنة الدينيّة والوقف في خلوة القرية وعضو المجلس الدينيّ الدرزيّ الأعلى ورئيس لجنة وقف النبي سبلان(ع) وهو وكيل الوقف وأمين الصندوق. بالإضافة إلى الوظائف المدنيّة العالية التي أشغلها ويشغلها مدير مدرسة ابتدائيّة جماهيريّة في حرفيش، مدير مدرسة العلوم والتكنولوجيا في يركا لأبناء الطائفة الدرزيّة، مفتّش مركز. مدير المعارف الدرزيّة. مفتّش قطريّ عام لموضوع الرياضيات في وزارة المعارف. واليوم نائب مدير عام وزارة المعارف.

سُرد في آخر الكتيب 4 قصص تتحدّث عن بركات وفضائل النبي المبارك نورد منها ما يلي:

1- يُحكى أن النبي سبلان (ع) كان يقتني قطيعًا من الماعز يرعى في الجبل وأحيانًا كان يتركه وحده ليصلّي في المغارة، ويُحكى بأنّ أفعى ضخمة كانت تراقب القطيع وتحوّل اتجاهه وتُعيده إلى المغارة فضُرب المثل بعنزات سيّدنا سبلان(ع) تسرح وتروح لوحدها لأنّ الأفعى لم تظهر على أحد وبقي السرّ مخفيًّا مدّة طويلة حتّى بان الأمر.

2- إنّ المصدر الرئيسيّ للمياه لسكان حرفيش عين المزاريب جنوبيّ القرية، ويُحكى أنّ السكّان كانوا يقومون بأعمالهم التي تحتاج إلى الماء على الوديان القريبة من العين وأيضًا بقرب العين. وكان السكّان يغسلون ملابسهم هناك وينشرونها حتّى تجفّ ويعودون في المساء، وكانوا أيضًا يسلقون البليلة هناك وينشرون البليلة على البلاط، ويحكى أنّه في إحدى المرّات عاد السكاّن للقرية قائلين، نحن بحمايتك يا بطل سبلان. وفي الليل جاء حرامي ليسرق فملأ عديلة وحملها وسار بها، ولكنّه اِختلط عليه الحال وأخذ يلفّ ويدور ولم يعرف الطريق للخروج من منطقة العين، وبقي هكذا حتّى الصباح، فوصل أصحاب البليلة، ورأوه وقبضوا عليه، وهذا زاد من إيمانهم بقدرة النبي سبلان(ع) وحمايته وإجارته لجيرانه…

أسرة العمامة تبارك للشيخ الكاتب وتهنِّئه على هذا الإنجاز.  

مقالات ذات صلة:

شعر: النبيُّ الخُضر (ع)

قصيدة القيت عام 2014رحيم لمناسبة الذكرى السنوية لزيارة مقام سيِّدنا الخضر (ع) في كفرياسيف – الجليل حّيُّوا النبيَّ الخُضرَ، حَيُّوا