الموقع قيد التحديث!

شخصيّة من بلادنا: الشيخ أبو مروان يوسف حمد عطالله

بقلم السيد توفيق حلبي
دالية الكرمل
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

الشيخ أبو مروان يوسف حمد عطالله صاحب البيت المفتوح والأيادي البيضاء والكلمة المسموعة، شيخ جليل من قرية يركا من مواليد عام 1932، وضع الصالح نصب عينيه، وربطته علاقات طيّبة ومتينة مع كافّة أبناء الطوائف المختلفة في البلاد. ساهم في إقامة السلطة المحليّة في قريته، وكان عضوًا ونائبًا للرئيس في يركا وصبّ جلّ اهتمامه على تطوير القرية وقضايا التعليم وخصوصًا ما يتعلّق بتعليم المرأة وإدخال المصانع للقرية. اِلتقيتهُ مؤخّرًا في منزله العامر واستمعت إلى حديثه الشيّق وإلى الإنجازات الّتي ساهم في تحقيقها من منطلق غيرته وحبّه لقريته ولطائفته ولدولته والّتي تدعو للفخر والاعتزاز.

في هذا المقال لن أستطيع التطرُّق لكلّ ما أنجزه الشيخ أبو مروان يوسف وسأتناول أبرزها علنًا نفيه بعض ما يستحقّ من ثناء واحترام وتقدير، ونتعلّم من شخصه الكريم ومن تجربته الطويلة. لقد وضع الشيخ يوسف كما أسلفنا الصالح العامّ نصب عينيه، حيث سيطر على المجتمع في قرية يركا في حينه نظام عائليّ وتميّزت إدارة أمور القرية بالعشوائيّة بعيدًا عن أيّ تخطيط. في مستهلّ مشواره ساهم في إقامة تنظيم للجنود المسرَّحين، بعد أن تمّ الحصول على تأييد عائلات القرية، والّذي حظي بقبول وباهتمام الدوائر الحكوميّة الّتي منحت له وللسلطة المحليّة الميزانيّات والإمكانيّات اللازمة لتسيير الأمور في يركا.

وانطلاقًا من محبّته للعلم والتعلُّم قام بتشجيع التعليم، وكان من بين الّذين اهتمّوا بتطوير الجهاز التعليميّ في يركا، وشجّع كذلك على الخروج للتعلُّم خارج القرية، ومن بين الخطوات الهامّة في هذا المضمار الّتي كان للشيخ يوسف، مع عدد من وجهاء يركا، دورًا هامَّا فيها، خصوصًا وأنّه كان آنذاك رئيسًا للجنة الآباء، إحضار عائلة واينر الأمريكيّة التي دعمت إقامة مدرسة ثانوية في القرية لا زالت تحمل اسمها، هذا فضلًا عن سعيه لإحضار كليّة “نهلال” إلى يركا لإعداد معلّمات درزيّات على مدار خمس سنوات قبل افتتاح كليّة غوردون في حيفا، وتبرّعه براتبه على مدار عاميْن ونصف العام لكلّ من أراد التعلُّم، بالإضافة إلى ذلك، قام في سنوات السبعين باستقبال واستضافة وفود باحثين من الخارج في منزله، وصلت لإسرائيل لأجراء الأبحاث العلميّة المتنوعة بشكل مستمرّ ومتعاقب.

فيما يتعلّق بتعليم المرأة كان الشيخ يوسف رائدًا في هذا المجال، حيث قام بتعليم بناته الخمس في فترة لم يُسمح بها بتعليم البنات، وقد تخرّجن من المعاهد العليا ويعملن في سلك التعليم، إحداهن تدير مدرسة ابتدائيّة في القرية، كما وقام مع عدد من الأهالي بمطالبة الرئيس الروحيّ للطائفة الدرزيّة في حينه سيّدنا الشيخ أمين طريف رضى الله عنه الذي جمعته به علاقات طيّبة وفريدة وصفها بالمقدّسة، بإلغاء الحرمان الدينيّ على الأمّهات اللواتي ذهبن بناتهن للتعلّم، جدير بالذكر أن ابنه الأصغر واثنين من أحفاده يعملون في سلك التعليم أيضًا. 

وبالإضافة إلى عضويّته في فترة الشيخ صالح خنيفس رحمه الله بلجنة الصلح التي عملت على فضّ النزاعات ورأب الصدع بين الأطراف المتنازعة، سعى الشيخ يوسف إلى ربط يركا بالمياه والكهرباء وإدخال أوّل مصنع للنسيج للقرية.

إن منزل الشيخ يوسف كان ولا يزال مفتوحًا بوجه القاصي والداني من كلّ أبناء الطوائف في البلاد، وممّا يُعرف عنه وعن أسرته الكريمة أنّها قامت في سنتي 1947 و1948 بمساعدة وباستضافة الجيران من المسلمين والمسيحيين من القرى المجاورة في يركا، وحالوا دون هجرتهم، وقد كان الشيخ يوسف يزوِّدهم بالمؤن ويلبّي احتياجاتهم الضروريّة رغم صغر سنّه آنذاك إلى أن عادوا إلى قراهم لاحقًا حيث لا تزال تربطه بهم علاقات طيّبة إلى يومنا هذا. اطال الله عمر الشيخ أبو مروان يوسف ومنحه الصحة والسعادة.

مقالات ذات صلة: