الموقع قيد التحديث!

شخصية تاريخية: الشيخ يوسف الغضبان

بقلم المرحوم الشيخ سميح ناطور
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

هو من كبار شيوخ الدين في بلادنا، عاش في القرن الثامن عشر الميلادي وكان من تلاميذ سيدنا الشيخ علي الفارس (ر) ومرافقا له وُلد في قرية يركا ويعود بنسبه إلى آل سلامة، وقد عُرف كشيخ جليل ورع، ذاع صيته في البلاد وأصبح الكثيرون ينقلون عنه الفضائل والمآثر الحميدة، وكان ضليعا بالأمور الدينية، يعلّم الطلاب ويلقّنهم أصول الدين، وقد برز بتقواه وتديّنه، ومسلكه القويم، مما أثار بعض الحُسّاد الذين لم يرتدعوا، فحاكوا له مؤامرة وألصقوا به تهمة باطلة، فأغروا بعض التلاميذ بالمال، كي يوجّهوا تهمة مشينة للشيخ يوسف. وأخذت الألسن تتداول التهمة فاستدعاه المشايخ للمجلس وشهد التلاميذ عليه لكنه احتسب التهمة التي رُمي بها لوجه الله ولم يدافع عن نفسه مما اضطر المشايخ في المجلس الحُكم عليه بالبُعد سبع سنوات. فتوجّه على البرية واستمر في عبادته ومسلكه الدقيق متوسلا إلى الله سبحانه وتعالى أن يخرجه من المصيبة التي أُلصقت به وفي هذه الأثناء قصده الرجل المارك الذي سبّب له هذه المصيبة فرآه يتلو الذكر الحكين وقام باستفزاز الشيخ يوسف إلا أنه لم يردّ عليه وسكت مسلِّما أمره إلى مولاه راضيا بحكمه وقضاه فركله هذا الرجل وعاد إلى منزله وما أن وصل إلى البيت حتى أصيب بفالج شديد فسألته زوجته: ماذا فعلتَ يا رجل؟ أخبرها فقالت: أما يكفيك ما اتهمته به وما زلت تلاحقه؟ وذهبت إلى المشايخ وأخبرتهم بما حصل مع زوجها طالبة أن يلمس كبير المشايخ ويرقي جسده فاستجاب.

مرّت عدة سنوات على الشيخ وفي هذه الفترة كبر التلاميذ واستيقظت ضمائرهم فلاموا أنفسهم وتحدّثوا فيما بينهم كيف ألصقوا هذه التهمة والشيخ براء وصدف مرور مشايخ أثناء حوارهم سمعوا ما دار بينهم فتعجّب هؤلاء من صبر الشيخ الجليل واقتربوا من الأولاد وطلبوا منهم الحضور إلى خلوة البلد ليشهدوا شهادة الحق ويعترفوا بالحقيقة. وقاموا بذلك وحضروا المجلس وبرّأوا الشيخ يوسف من التهمة وطلبوا الصفح والاعتذار فتوجّه المشايخ إلى الشيخ يوسف حيث كان معتزلا وكرّموه واعترفوا بمنزلته وقدّروا صبره وحكمته. وعاش بعد ذلك فترة قصيرة وتوفي في مقتبل العمر ودُفن في مدفن خاص وبنيت فوق المدفن قبّة بيضوية الشكل ونبتت بجانبه شجرة خروب وأصبحت تغطي عشرات الأمتار وما زال ضريحه يزار للتبرك حتى اليوم.

مقالات ذات صلة:

نساء رائدات: الدكتورة ختام حسين

أوّل امرأة درزيّة تتبوّأ منصب نائبة مدير مستشفى إختيرت لإيقاد شعلة استقلال في مراسم عيد الاستقلال الخامس والسبعين لدولة إسرائيل