الموقع قيد التحديث!

تمهيد

Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

لقد وقع حدث كبير، في أواخر عام 2006 في أوساط رجال الدين في الطائفة الدرزية، أدّى إلى حدوث موجات انفعال واهتمام  عند عدد كبير من مشايخ الدين في الطائفة في كل مكان، وكان هذا الحدث هو عملية تكرّم فضيلة الشيخ أبو محمد جواد ولي الدين، بتتويج شيخين فاضلين بالعمامة المكورة. وكل مؤمن من أبناء الطائفة الدرزية، وكل مثقف، وكل مطّلع، يقدّر أهمية هذا الحدث في تاريخ الطائفة، وفي أجواء العبادة والتدين بين رجال الدين. فقد أصبحت العمامة المكوّرة رمزاً وشعاراً ووساماً يكسِب الشخص الذي يتعمّم بها منزلة خاصّة، ومكانة رفيعة، ومقاما ساميا في صفوف رجال الدين. ومن المعروف أن رجال الدين الدروز، وخاصة الأجاويد منهم، يبتعدون عن مظاهر الجاه والظهور والنشر الزائد لأعمالهم ومواقفهم،وينتبه المجتمع الدرزي لأعمالهم فقط عند رحيلهم، لذلك رحلت عنا في الأجيال الماضية، شخصيات توحيدية عريقة، أسدت خدمات كبيرة للمجتمع، وقامت بنشاطات ومبادرات تستحق الذكر والتقدير، لكنها لم تحظَ بالاهتمام الكافي والنشر الملائم، وظلت تقريبا في طي النسيان. وكان من بين تلك الشخصيات التوحيدية العريقة، مجموعة من أكابر الأجاويد، ومن أصحاب العمائم المكورة، لم ينتبه إليها أحد، لذلك بادرنا إلى إصدار هذا الكتاب، ليتحدّث عن شخصيات وأعمال المشايخ الذين وضعوا بصمات كبيرة في تاريخنا المذهبي في الحقبة الأخيرة من حياتهم، كي نستنير بأعمالهم، ونهتدي بتصرّفاتهم، ونحاول أن نقلدهم، لننشئ مجتمعاً أفضل.

لقد حاولنا أن نحصل على أكبر قدر من المعلومات عن كل شخص، لكننا وبسبب الظروف، لم نستطع أن نحيط بكامل التفاصيل عن كل شخصية من الشخصيات المذكورة، ونحن نقرّ بعجزنا هذا، ونأمل من قرائنا الكرام، أن يوافونا مشكورين، بمعلومات إضافية عن شخصيات الكتاب، إن توفّرت لديهم، وجزاهم الله خيراً على ذلك.

يسعدنا أن نشكر فضيلة الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، الذي زوّدنا بنصائحه وإرشاداته وكذلك المشايخ الذين وافونا بمعلومات وصور عن حياة شخصيات الكتاب وهم: الشيخ أبو علي حسين سليم حلبي من دالية الكرمل، والشيخ أبو حسن علم الدين أبو صالح من مجدل شمس، والشيخ أبو زين الدين حلبي من مجدل شمس، والشيخ أبو صالح وهيب نصر الدين من دالية الكرمل، والشيخ أبو غالب حاتم حلبي من دالية الكرمل، والشيخ أبو حمزة توفيق سلامة من يركا، والشيخ أبو صالح عارف نصر الدين من دالية الكرمل، والشيخ أبو سلمان فؤاد سويد من البقيعة، والشيخ أبو يوسف سامي علي من البقيعة، والشيخ نادر خير من أبو سنان، وجميع المشايخ وإخوان الدين الذين استشرناهم. فقد بذلوا جميعهم كل قدراتهم، من أجل تزويدنا بالمعلومات الصحيحة. فإن نجحنا، فإن ذلك بفضلهم وبدعمهم، وإن حصل أي تقصير، فهو على مسؤوليتنا فقط .

سميح ناطور                منير عطاللة

العمامة

مقالات ذات صلة:

رحيل البروفيسور قيس فرو

ودّعت قرى الكرمل والطائفة الدرزية وأسرة التربية والتعليم الأكاديمي في البلاد المرحوم البروفيسور الأستاذ أبو غسان قيس فرو (1944-2019) الذي

المجتمع الدرزيّ

لقد حافظ الدروز، المجتمع الصغير جدًّا، على ذاتيّتهم وسط تغيّرات واضطرابات متكرّرة جرت من حولهم منذ نشأتهم قبل ألف سنة