بلدة درزية يقطنها ما يربو عن 10 الاف نسمة، تقع في محافظة السويداء في سوريا في منطقة جميلة مليئة بالأشجار والاحراش، تكسوها الثلوج في الشتاء وترتفع عن مستوى سطح البحر حوالي 1070 متراً ويعود تاريخها الى العهد النبطي في القرن الأول قبل الميلاد، وقد حملت اسم “آتيلا” خلال العصرين النبطي والروماني الذي يعني باليونانية الاعفاء من الضرائب والتكاليف. وأطلق عليها الكنعانيون اسم “عتيل” ويقصد به الموقع الحصين القوي.
وتعتبر بلدة “عتيل” التي تتميز بمعالمها الأثرية الهامة والغنية ويعتاش سكانها على التجارة والزراعة، من أقدم البلدات التي شهدت الحضارة وساهمت في تطورها في هذه المنطقة حيت انتقل التجار في العصر الروماني من هذه البلدة الى فرنسا وقاموا بتأسيس مكاتب تجارية تولّت مهمة تبادل البضائع بين المناطق الأوروبية التي خضعت في حينه للإمبراطورية الرومانية وبلاد الشام. ساهم أبناء هذه البلدة التي بلغ في العام 1980 عدد سكانها 3083 نسمة، في صمود جبل الدروز خلال الثورة السورية الكبرى ضد المستعمر الفرنسي التي لعب فيها الدروز بقيادة الزعيم سلطان باشا الأطرش دوراً هاماً ومحورياً، وقد سقط 12 محارباً من أبنائها خلال المعارك. وهي اليوم بلدة عامرة بالمؤسسات والبيوت الجميلة والمصالح التجارية والسياحية النشطة وتشتهر بزراعة الزيتون والعنب والتين.
وتشكل بلدة “عتيل” امتداداً لحضارة المنطقة في محافظة السويداء الغنية جداً بالمعالم الاثرية حيث تغطي الاثار جميع مدن وقرى وبلدات هذه المحافظة بشكل واسع وكبير، وتنتشر في بلدة “عتيل” الاثار الرومانية واليونانية المتمثلة بالمنازل والمباني الدينية والمعابد ومن أشهرها المعبد الشمالي الذي شيّده الامبراطور الروماني كاراكلا بين عامي 211 و212 ميلادية، المكرس للإله “تياندريوس” الإله الطيب وإله الطقس، والمعبد الجنوبي الذي بُني في عهد انطونيوس بيوس في العام 151/152 ميلادي وما زالت أعمدة بوابته باقية وكذلك أجزاء مبلطة منه امام مصلى الذي يقوم فوق مصطبة عالية، ويتميز هذان المعبدان بالنقوش الجميلة البديعة المعبرة. كما وأكتشف في بلدة “عتيل” الأثرية مسجد بُني من حجارة مزخرفة ومنحوتة لم يُعثر على وثيقة تثبت تاريخ بنائه بشكل دقيق، هذا إضافة الى العديد من المنازل الأثرية التي تعود الى عصور مختلفة وتنتشر في مختلف أرجاء البلدة القديمة وتتميز بفنها المعماري الخاص والجميل، وكتابات ونقوش فوق جدران ومكتوبات مختلفة.
