الموقع قيد التحديث!

المرحوم الدكتور ذياب غانم

بقلم المرحوم الشيخ سميح ناطور
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

(1963-2020)

لم يستطع المحرر المسؤول لمجلة “العمامة” المرحوم الشيخ أبو وسام سميح ناطور في ليلته الأخيرة أن يخلد الى النوم رغم عناء يومه، بضع ساعات قبل رحيله، قبل ان يكتب وبتأثر كبير عن المرحومين الدكتور ذياب غانم ابن قرية المغار الجليلية والأستاذ فرح سليمان حلبي ابن قرية دالية الكرمل، ضمن تحضيراته لعدد جديد من مجلة “العمامة” كان من المقرر أن يصدر في الزيارة السنوية لمقام سيدنا سبلان عليه السلام في العاشر من أيلول 2020. وها نحن نضع في هذا العدد ما كتب المرحوم الشيخ سميح أمامكم:

فوجئت الطائفة الدرزية والأوساط الطبية وقرية المغار بخبر وفاة الطبيب المشهور الدكتور ذياب غانم خبير امراض القلب والمسؤول عن أمراض القلب في مستشفى طبريا، هذا الخبر الذي أذهل الجميع وجعل الكثيرين منهم يقفون غير مصدّقين أن هذا الإنسان الطيّب الدمث الأخلاق الخبير الضليع المتفوق في عمله، هذا الطبيب الذي عالج وأنقذ آلاف المرضى والذي أرشد عشرات الأطباء في إسعاف وإنقاذ ومعالجة ذوي أمراض القلب، هذا الإنسان يقضي نحبه في لحظة واحدة بالذات في الموضوع الذي تخصّص به وامتاز بعلاجه وتألق في البحث عنه يفارق أبناء أسرته فجأة بلا إنذار، بلا وداع، وبلا أي إشارة تنبئ أن حدثا كبيرا كهذا سوف يقع. ونشهد أن الذهول كان شديدا، والمفاجأة كانت قاسية وقلّما رأينا مشهدا كهذا. العديد ممّن عرف الدكتور وممن سمع عنه وقف مذهولا ومشدوها ومتألِّما لما حدث واستغرق لكل إنسان بضع دقائق حتى يستطيع ان يستوعب ما جرى. وليس هذا غريبا على المرحوم الدكتور ذياب، فقد كان في الدرجة الأولى إنسانا وكان رؤوفا شاعرا مع المرضى يتعامل معهم برفق وبلطف وبإنسانية وفي نفس الوقت يكسبهم الطمأنينة والثقة أنه خبير، ضليع متمكّن، ومتمرّن متمرّس بعمله يعرف بالضبط ماذا يحدث وماذا يجب ان يكون العلاج، وعلى هذا الأساس بعث الحياة في مئات المرضى الذين خرجوا بعد أن عالجهم واستأنفوا حياتهم وهم يعيشون بيننا الآن بقلوب سليمة. وكما قالت مديرة مستشفى بوريا: لو جمعنا المرضى الذين عالجهم واشفاهم الدكتور المرحوم ذياب لاضطررنا أن نستعمل مدرج ملعب كرة قدم يوجد اليوم مئات المرضى الذين يذكرون لمسات يدي الدكتور ذياب والذين لا ينسوا ابتسامة التشجيع التي كانوا يلاقونه منه ولا ينسوا كلماته اللطيفة ومعاملته الطيبة ويأسفون على رحيله المبكر فقد خسر الطب في إسرائيل أحد عمالقته وخسرت الطائفة الدرزية مثقفا علما ذا أهمية وشهرة عالمية وخسرت قرية المغار  ركنا أساسيا من أركانها، لكن الجميع يدعوا الله سبحانه وتعالى أن يتغمّده برحمته وأن يسكنه فسيح جنانه وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وأن يعوض الله في أبنائه وبناته أن يشقوا طريقهم ويصلوا إلى المرتبة التي وصل إليها.

مقالات ذات صلة:

اعتراف جاء متأخِّرا

كان كايد حسون درزيا خدم في جهاز المخابرات (شاي) وتمّ إرساله مع ابن عمّه أثناء حرب التحرير لمهمّة استخبارات عبر