الموقع قيد التحديث!

المرحوم أبو سليمان فرح حلبي

بقلم المرحوم الشيخ سميح ناطور
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

لم يستطع المحرر المسؤول لمجلة “العمامة” المرحوم الشيخ أبو وسام سميح ناطور في ليلته الأخيرة أن يخلد الى النوم رغم عناء يومه، بضع ساعات قبل رحيله، قبل ان يكتب وبتأثر كبير عن المرحومين الدكتور ذياب غانم ابن قرية المغار الجليلية والأستاذ فرح سليمان حلبي ابن قرية دالية الكرمل، ضمن تحضيراته لعدد جديد من مجلة “العمامة” كان من المقرر أن يصدر في الزيارة السنوية لمقام سيدنا سبلان عليه السلام في العاشر من أيلول 2020. وها نحن نضع في هذا العدد ما كتب المرحوم الشيخ سميح أمامكم:

(1962-2020)

تأسف عدد كبير من معارف المرحوم الأستاذ أبو سليمان فرح حلبي عندما علموا أنه أصيب بفايروس الكورونا وأنه نُقل الى المستشفى للعلاج المكثف، وكان الجميع يأمل أن يجتاز هذه المرحلة وان يشفى وان يعود لمزاولة عمله ونشاطه كما تعوّدنا عليه حتى الآن. لكن الاقدار كانت غير ما يتمناه الجميع ولهذا وقع خبر وفاة المرحوم وقع الصاعقة على سكان دالية الكرمل وعلى معارف وأصدقاء المرحوم وعلى أبناء الطائفة الدرزية والجمهور العام. لقد تميّز المرحوم بالحركة والطموح والعمل الجاد والإخلاص في العمل والمواظبة والمثابرة والاجتهاد والصدق في المعاملة وكذلك بعلاقاته الجماهيرية مع معارفه وأهل بلده ومع الذين يعمل معهم فكان إنسانا متواضعا كريما، خلوقا يعرف الاصول والواجب، ويتعامل مع الكبير والصغير بتقدير وباحترام ويهتم بشؤون الغير ويحب المساعدة وتقديم العون، غيّورا على شؤون قريته وطائفته ومجتمعه وقد نشأ كأحد أوائل المثقفين في قرية دالية الكرمل والطائفة الدرزية امتاز في دراسته الابتدائية والثانوية والتحق بالجامعة وعمل بالتدريس سنوات طويلة، وكان نعم المعلم، فقد كان ضليعا بالمادة، وكان له حضور، وكان يعتبر جميع الطلاب أصدقاء له وكانت له مبادرات كثيرة لرفع شأن التربية والتعليم في القرية، وقد عمل فترة طويلة مديرا لدائرة التربية والتعليم في المجلس المحلي في دالية الكرمل واشتغل مع عدد من الرؤساء وكان إنسانا مهنيا يرى أن واجبه الأول والأخير هو في رفع مستوى التربية والتعليم وقد ساهم في إصلاح وتطوير وتحسين البنية التحتية في المدارس وبساتين الاطفال والمؤسسات التربوية والثقافية في دالية الكرمل، وكان كل همّه ان يتقدّم الطلاب وأن يتألّقوا في دروسهم وان يكملوا دراستهم الجامعية، وفي الفترة التي عمل فيها في المجلس ازداد عدد الطلاب الجامعيين في القرية عدة اضعاف. وكان كإنسان صحيح الجسم ريّض العقل يحب الرياضة وخاصة كرة القدم وكان من مشجّعي الفرق المحلية في دالية الكرمل فكان يغطّي اخبارها في دار الإذاعة الإسرائيلية وكان صوته يصدح كثيرا مشجعا وواصفا للمباريات الحماسية التي جرت في القرية، ومن هذا المنطلق قُبل أن يكون مديرا للبرامج في دار الإذاعة الإسرائيلية استحدث برامج عديدة وكان له بصمات وتأثير للوصول إلى الأفضل والحسن ولإمتاع المستمع الإسرائيلي ببرامج ثقافية أدبية اجتماعية فنية هادفة وقد تركنا ورحل وهو في أوج عطائه. رحمه الله.  

مقالات ذات صلة: