الموقع قيد التحديث!

وادي أورن – من أشهر أودية الكرمل

بقلم د. جبر أبو ركن
عسفيا
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

وادي اورن (נחל אורן) يتكون من عدة اقسام. له اهمية كبيرة في تاريخ الدروز في الكرمل منذ القرن الثامن عشر وحتى ايامنا هذه.  يجري باتجاه جنوب شرق -شمال غرب من اعالي الكرمل ويصب في البحر المتوسط جنوب حيفا بالقرب من بلدة عثليث على بُعد 15 كم تقريبا. بدايته في منطقة زُحلُق شرق عسفيا حيث يجري في سهل “زتون” عسفيا ويُعرف باسم وادي المسيل وبعدها يجري في وادي المقتلة نسبة لسهل المقتلة ويلتقي هناك بوادي ابو عبد الله ووادي عش غراب من جهة عسفيا. وكذلك يتحد به وادي الفش الذي يجري في منطقة وادي الفش في دالية الكرمل حتى منطقة المدورة والمقتلة. ومن هناك يستمر بالجريان حتى باب الهوى، حيث المكان ضيق وتهب منه الرياح القادمة من البحر غربا وتعرف بنسيم البحر. وبعدها يجري في سهل الزرَّاعة ويعرف بوادي الزراعة وبقربه خربة الزراعة، قرية زراعية سكنها الدروز سابقا وما زالت اراضيها مسجلة أملاكا لاهل عسفيا مثل اراضي المقتلة. يوجد هناك نبع الزراعة ومقام الست خضرة رضي الله عنها (مكان مقدس للدروز) وفي سهل الزراعة يتحد به وادي الحايك ووادي القصب حيث تكثر اشجار القطلب ذات الفروع الحمراء الجميلة. ويستمر جريانه في أسفل منحدرات قرية الشلالة الدرزية القديمة. حيث عين الشلالة. وسمي بوادي الشلالة. ويتابع جريانه جنوب كيبوتس بيت اورن ويعرف بوادي فلاح حتى مصبه في البحر. وادي اورن كمعظم أودية البلاد تُعرف بأودية كاذبة، لأنها تجري فقط في موسمي الشتاء والربيع بعد سقوط الأمطار. تنتشر في حوض الوادي وجوانبه أشجار ونبات مناخ البحر المتوسط، وأهمها السنديان والسريس والبُطم والخروب والقطلب والقندول. وكذلك أشجار الصنوبر البري. وتقع معظم مساحته ضمن محميات طبيعية في متنزه الكرمل (بارك الكرمل- פארק הכרמל) الذي أُعلن عنه في سنة 1971 بعد إقرار قانون متنزه الكرمل في الكنيست. وكذلك إقراره في الأمم المتحدة سنة 1995، كمنطقة بيوسفيرا عالمية ويجب المحافظة عليها طبيعيا بدون مستوطنات جديدة ولا صناعات ملوثة للبيئة.

وشبّت في الماضي حرائق عديدة في منطقة الوادي والجبال المحيطة به وفي الكرمل، حيث كان Nخرها في شهر ديسمبر 2010. ومن بين أسبابها جمرات النارجيلة في العشب اليابس، والمناخ الجاف حينها والرياح الشرقية في تلك الأيام وعدم وصول قوات الإطفاء في الوقت في بداية الحريق وأشجار الصنوبر وهي غير ملائمة لمناخ وجغرافية المنطقة حيث زُرعت في سنوات الخمسين والستين من القرن الماضي، وتساعد على الالتهاب والاشتعال السريع. وبعد الحريقة تقرر عدم زراعة الصنوبر في البلاد والمحافظة على الأشجار والنباتات الطبيعية بدون تدخل الإنسان في الطبيعة.

مزار الست خضرة (ر) في وادي اورن

لقد أقيمت قرى زراعية درزية منذ القرن الثامن عشر على أنقاض خرب قديمة العهد على منحدرات الجبل وبجوانب الوادي. وترك السكان السهول المحصورة في الوادي للزراعة كمصدر رزق هام جدا وأساسي. حيث انتشرت في الماضي كروم اشجار الفواكه المتنوعة، والخضار والحبوب وخاصة القمح والشعير والعدس والحمص وغيرها كثير. من الجدير ذكره بان الطريق القديمة بين عسفيا ودالية الكرمل كانت تمر في سهل المقتلة ومن هناك الى نبع عين العلق بجانب مقام سيدنا ابو عبد الله وبعدها الى غرب عسفيا وحيفا. ويشتهر هذا الوادي ومنطقته بظواهر طبيعية جغرافية وجيولوجية وميزات خاصة به. وكذلك بتاريخ وآثار الإنسان القديم. حيث اكتشفت في مغاوره في القسم الغربي القريب من البحر عظام الإنسان القديم ما قبل التاريخ والتي يعود تاريخها الى 220 ألف سنة (مئتين وعشرين ألف سنه) من نوع الانسان النياندرتالي، الذي يعتبر من أجداد الانسان المعاصر. كما هو الحال في وادي المُغر الواقع جنوبا من وادي فلاح – اورن. وهو موقع ذو شهرة عالمية حيث أعلنت عنه منظمة اليونسكو للأمم المتحدة أثرا وإرثا تاريخيا عالميا ويجب المحافظة عليه.

مقالات ذات صلة:

قصّة قصيرة: أُمّنيَةٌ صَغيرةٌ

“أحيانًا تَقْتُلنَا مشاعرٌ لا أسْمَاء لها” للوَهْلَة الْأُولَى حينما أَقّبَلتْ نحوي تِلك الْمرْأَة المُسنّة، بلباسها القرويّ الْبَسِيط، وفستانها الكُحليّ الفضفاض