الموقع قيد التحديث!

نشاطات طائفيّة – العدد 156

بقلم المجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى – قسم العلاقات العامّة
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

أمسية ثقافيّة توحيديّة لإشهار قصّة الأطفال الأولى بعنوان “ساكن حطين”

في سابقةٍ تربويّة توحيديّة، ومع قرب حلول موعد الزّيارة السّنويّة لمقام سيّدنا النّبيّ شعيب عليه السّلام، عُقدت مساء الجمعة الموافق 16.4.2021 في المقام الشّريف في حطّين، أمسية ثقافيّة توحيديّة حضرها المئات من أبناء الطّائفة ومثقّفيها، تمّ خلالها إشهار قصة الأطفال الأولى بعنوان “ساكن حطين”.

في هذا السّياق، قام فضيلة الشّيخ موفق طريف الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة بإطلاق توجيهاته في تكثيف مشاريع التّربية التّوحيديّة والتّثقيف الرّوحيّ للجيل الصّاعد من أبناء الطّائفة، وعليه تمّ القرار في المجلس الدينيّ الدّرزيّ الأعلى بإصدار سلسلة قصص لأدب الأطفال تحمل عنوان “أنا موحّد”، تهدفُ إلى تعريف الجيل الصّاعد بقصص الأنبياء والأولياء، وتسعى إلى غرس القيم والأخلاقيّات بأسلوب قصصيّ، مهنيّ وموضوعيّ، يتماشى مع احتياجات الأجيال المختلفة.

بناءً على ذلك، تمّ إسناد كتابة القصّة الأولى الّتي تقصّ قصّة النّبيّ شعيب عليه السّلام وزيارة مقامه الشّريف إلى مختصّي أدب الأطفال الدّكتور الشّيخ حسام خليل منصور والمربّية إيمان أبو فارس من عسفيا، في حين قامت الرّسّامة بثينة حلبي من دالية الكرمل برسم لوحات القصّة لتحاكي مضامين النّصّ بكلّ إبداع.

في مستهلّ الأمسيّة، تحدّث فضيلة الشّيخ موفق طريف عن فخره بهذا الإصدار المبارك الّذي تبنّى المجلس الدّينيّ تكاليف تحضيره وطباعته بشكلٍ تامّ، عارضًا رؤياه التّربويّة التّوحيديّة ضمن برامج عمل المجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى، وعلى رأسها مشروع التّربية التّوحيديّة الّذي جاوز عامه الثّاني عشر على التّوالي، ضامنًا لطلّاب الطّائفة على شتّى الأجيال فرصةً للقاء المشايخ في المقام الشّريف وفي المدارس وتلقّي المحاضرات الدّينيّة التّربويّة. كذلك فقد أكّد فضيلته على مدى أهميّة الإصدارات الّتي سترى النّور قريبًا عن المجلس الدّينيّ، مُشيرًا إلى قدرة هذه الإصدارات على حفظ وتمرير القيم والتّعاليم التّوحيديّة، ومؤكّدًا على دور المجلس الدّيني كمؤسّسة قامت لتخدم احتياجات الطّائفة وفقًا لمتطلّبات العصر وصونًا للهويّة. خلال كلمته، تطرّق فضيلته إلى مسألة دمج العولمة والحداثة في خدمة التّوعية الدّينيّة التّوحيديّة، مؤكّدًا أنّه تناقض مفتعَل وذا حجّة ضعيفة، إذ كان في استخدام الحداثة بطريقة حديثة خدمةً للأجيال الجديدة الّتي تغيّرت نظرتها إلى الثّوابت والعادات: “وهنا يجبُ أنْ ننوّه إلى خطأ من يظنُّ أنّ في ترجمة التّراثِ إلى لغة العصر خرقٌ فيه أو تقليلٌ من قيمته، بل هو في نظرنا واجبٌ ومطلبٌ أساسيّ، لنحافظ على هذه الشّعلة التّوحيديّةِ من الإنطفاء، ونقدّمَ عن مجتمعنا وتراثنا صورةً إيجابيّة، ونصل إلى أبنائنا وبناتنا من الجيل الصّاعد، الّذين صاروا ينظرون اليومَ إلى الأمور الّتي كنّا نراها مفهومة ضمنًا، بعين باحثةٍ ومشكّكة، تحتاجُ منّا تجديدًا في الخطاب والطّرحِ والجواب. لذا، آن الأوان إخواني لنجتمع على تاريخنا وسيرة أنبيائنا ونهج تراثنا. ونرشف من هذا النّبع الّذي فيها شفاء للظمأ، وعودةٌ إلى الأصول الّتي فيها نقوى وبها نعلو”.

أثناء الأمسية، ألقى كاتبا القصّة الشّيخ حسام منصور والمعلمة إيمان أبو فارس خطابين مؤثّرين تحدّثا فيهما عن موضوع أدب الأطفال ومدى الحاجة الماسّة إلى التّركيز عليه وصقله بالموادّ الرّوحانيّة الّتي تصقل شخصيّة الطّفل وتساهم في بلورة هويّته المستقبليّة. إضافةً إلى ذلك، تطرّق الكاتبان إلى سيرورة العمل على كتابة وتجهيز القصّة حتّى خروجها إلى النّور واصفين هذه التّجربة بالفريدة لما فيها من اجتماع بين الأدب المكتوب والرّسم التّشكيليّ في خدمة هذه المبادرة التّربويّة الفريدة، الّتي ستوحّد القصص المتداولة حول سيّدنا النّبي شعيب عليه السّلام، وتضمن نقلًا للقصة الدّقيقة المتعارف عليها. أمّا مركّز المفتّشين في لواء الشّمال الأستاذ جلال أسعد، فقد تحدّث بدوره عن بُعد النّظر الملموس في عمل المجلس الدّينيّ، مشيرًا إلى قيمة التّجديد الّذي يأتي به مثل هذا الإصدار إلى حقل التّربية التّوحيديّة والوصول إلى الطّلّاب من الصّفوق الدّنيا. تلاه في الحديث الأستاذ الشّيخ وائل معدّي مدير مدرسة النّور الابتدائيّة في يركا، الّذي تحدّث عن مدى أهميّة هذه القصص الّتي تروي قصص الأنبياء وتعاليمهم، مُثنيًا على دور المجلس الدّينيّ ومشروع التّوعية التّوحيديّة على تربية جيلٍ موحّد واعٍ يحترم تاريخه ويسعى للحفاظ عليه.

أمّا المداخلة الأدبيّة النّقديّة للكتاب فكانت من حصّة الأديبة خلود سلمان قاسم من الرّامة، الّتي أسهبت في قراءتها المهنيّة للقصّة، متحدّثةً عن الأساليب القصصيّة التّصويريّة الّتي انتهجها النصّ، إلى جانب قدرة الرّسومات على إيصال الفكرة إلى جمهور القرّاء.

بعد مباركة ألقاها رئيس مجلس عسفيا المحلّي السّيد بهيج منصور، أختتم اللّقاء مع مداخلةٍ أدبيّة توحيديّة، ألقاها مرشد التّوعية التّوحيديّة في المجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى الشّيخ أبو سليمان نور الدّين شمس، متطرّقًا إلى سيرة سيدنا شعيب عليه السّلام وقصصه المشهورة مع أبناء قومه.

تولّى عرافة الأمسية بمهنيّة ولباقة الأستاذ الصّحفيّ الكاتب فهيم أبو ركن، صاحب دار نشر “الحديث”.

يُشار أنّه خلال الأيّام القريبة، سيتولّى المجلس الدّينيّ مهمّة توزيع الكتاب مجّانًا على كافّة الطّلّاب من الصفوف الثّانية وحتّى الرّابعة في جميع مدارس القرى الدّرزيّة.

إقامة مدرسة دينيّة لأبناء وبنات الطّائفة الدّرزيّة بين قريتي جولس ويركا

بحضور رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو والرّئيس الرّوحي للطّائفة الدّرزيّة فضيلة الشّيخ موفق طريف ووزير المعارف يوآب غالانت ونائب الوزير فطين ملّا، تمّ الإعلان في تاريخ 12.3.2021عن إقامة مدرسة دينيّة لأبناء وبنات الطّائفة الدّرزيّة بين قريتي جولس ويركا. ويأتي هذا الإعلان الرّسميّ، بعد مساعٍ حثيثة كان قد بذلها فضيلة الشّيخ موفق طريف على مدار سنواتٍ طويلة من أجل تحصيل هذه الموافقة الرّسميّة.

ومن المتوقّع أن تستقبل المدرسة في المرحلة الأولى صفيّن من شعبة السّوابع، وصفّين آخرين من شعبة العواشر، وذلك حتى إتمام تشييد مبنى المدرسة، الّتي تعدّ لتكون مدرسةً شاملة تستقبل طلّابًا من الصّفّ السّابع وحتّى الثّاني عشر.

وبموجب التّخطيط، ستقوم المدرسة الجديدة بتدريس العلوم التّوحيديّة إضافةً إلى المواضيع العلميّة واللّغات والرّياضيّات، كما هو الحال في المدارس الرّسميّة التّابعة لوزارة المعارف.

إضافةً إلى ذلك، ستعمل المدرسة على توفير كلّ الوسائل وتخصيص كافّة المتطلّبات من أجل إيقاف ظاهرة تسرّب الفتيات المتديّنات من المدارس، وتوفير الظّروف الدّينيّة المناسبة لهنّ من أجل إنهاء الصّفّ الثّاني عشر، والحصول على شهادات البجروت الرّسميّة.

من جهته، عبّر فضيلته عن سعادته بتحقيق هذا الإنجاز التّاريخيّ المنقطع النّظير، وشكر كلّ من سعى لتحقيقه مخصًّا بالذّكر نائب الوزير فطين ملا الّذي عمل بشكلٍ جادّ في الأشهر الأخيرة على تحصيل هذا الاعتراف الرّسميّ، بالإضافة إلى السّيّد فارس طويل مدير قسم ترخيص المدارس في وزارة المعارف، والسّيّد فرج فرّاج مسؤول منطقة الشمال في قسم البناء والتطوير في وزارة المعارف على ما بذلوه من جهود عملاقة.

وقد وصف فضيلته هذا الإنجاز ببداية مرحلة مشرقة جديدة، ستتكلّل بعد ذلك بإقامة مدارس ابتدائية وفوق ابتدائيّة أخرى في الجليل الأعلى والجولان، لمنع وقوف أيّ عائق أمام الطّلّاب المحافظين والطّالبات المحافظات، وتمكينهم من الدّراسة في مدارس محافظة تراعي ظروفهم وتحترمها.

يبدو بارزًا من خلال نشاطات المجلس الدّينيّ الأعلى وتخطيطاته ما للتّربية والتّعليم من حيّز كبير في بناء الرؤيا وتحديد الأهداف السّنويّة والشّهرية. هذا الفكر الّذي أعلن عنه فضيلته في أكثر من موضع على أنّه “بناء الإنسان” الّذي اعتبره أجلّ أنواع البناء، إذ يسعى إلى صقل هويّة وإيمان الموحّد الدّرزيّ، ويضمن له مرافقةً حثيثةً على مرّ المراحل العمريّة المختلفة، تعرضُ أمامه جوانب إيمانيّة مختلفة، وتفتح أمامه الفرصة لطرح السّؤال على أهل العلم وأخذ المعلومة الدّينيّة الصّحيحة المبنيّةً على قوّة التفسير والبيان.

حرفيش: إطلاق اسم سيّدنا الشّيخ أمين طريف (ر) على شارع الخلوة والكشف عن تمثال حجريّ للمعلّم كمال جنبلاط

بحضور فضيلة الشّيخ موفّق طريف الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة ولفيف من المشايخ والوجهاء، عُقد مساء الاثنين الموافق 15.3.2021 اجتماعٌ احتفاليّ في قرية حرفيش، أُعلن فيه عن تسمية ساحة الخلوة والطّريق المؤدّية إليها باسم المرحوم سيّدنا الشّيخ أبي يوسف أمين طريف (ر)، وأزيل السّتار عن نصبٍ تذكاريّ حجريّ في مدخل القرية على صورة المعلّم الفيلسوف كمال جنبلاط من عمل الفنان التّشكيليّ حكمت خريس ابن قرية المغار.

وكان مجلس حرفيش المحلّيّ قد قرّر إطلاق هذه المبادرة تخليدًا وتقديرًا للمرحومين وبصمتهما الخاصّة في تاريخ أبناء الطّائفة، ورغبةً في ترسيخ دورهما وشخصيّتهما الّتي تمثّل نبراسًا للأجيال القادمة.

في خطاب مباركته، تحدّث فضيلة الشيخ أبو حسن موفق طريف عن شخصيّة سيّد الجزيرة وشيخ العشيرة سيدنا الشيخ امين طريف (ر) ودوره الدّينيّ التّاريخيّ، وتطرّق إلى دور المعلّم الكبير الفيلسوف كمال جنبلاط الفكريّ وإرثه الاجتماعيّ الطّائفيّ. وقد عبّر فضيلته عن أهميّة مبادرة التخليد هذه وتأثيرها على الأجيال الصّاعدة بما تحمله من بُعد تربويٍّ عميق، خصوصًا خلال هذه الأيّام الّتي تشهد تفكّكًّا للهويّة التّوحيديّة حدَّ الانطماس، وفتحًا لأبواب البيوت أمام عواصف التّغييرات والحداثة المزيّفة، الّتي عصفت بالآداب والقيم الّتي تربّى عليها أبناء الطائفة. وعليه، دعا فضيلته رجالات الدّين والدّنيا إلى تحمّل المسؤوليّة الطّائفيّة الجماعيّة، والعمل سويّةً على تثقيف الأجيال الشّابّة بالعادات والتّقاليد والميراث التّوحيديّ، وتعزيز انتسابهم بطائفةٍ عريقةٍ جليلةٍ لها أمجادٌ وتاريخ.

وقد أجمل فضيلته ما جميع بين هاتين الشّخصيّتين التّاريخيّتين في مستهلّ خطابة قائلًا: “في بيته المتواضع في جولس، نشأ جدّي المرحوم سيّدنا الشّيخ منذ نعومة أظفاره على الطّاعة والعبادة، بارزًا بالدّيانة بين أقرانه، مميّزًا بالسّلك القويم بين خلّانه، مخلصًا لله في السّر والعلانيّة، سخيّ الدّمعة، حنونَ القلب، ريّضَ النّفس، دقيق المعاملة، كثير الفكر، مواظبًا على الذّكر، ومكرّسًا حياته وجلّ وقته ونهاره من أجل مصلحة الطّائفة الدّرزيّة وخدمة أبنائها، مستقبلًا يوميًّا مئات النّاس الّذين قصدوه من كلّ مكان، من داخل البلاد وخارجها، يعترفون بفضله وتقواه، ويقبلون إليه ليلتقوا به ويطلبوا دعاه، فقد عُرف عن فضيلته أنّه لم يرفع للدّعاء يدًا إلّا وتمّ له التّحقيق، إثباتًا من الله تعالى لمنزلة حضرته ورجحان مسلكه الحقيق.  وهناك، في مختارة العزّ والكرم فوق جبال لبنان، ترعرع الفيلسوف الكبير المعلّم كمال بيك جنبلاط، شاحذًا فكرَهُ الثّاقب بما قرأه من الكتب ودرسه من تاريخ العلوم، وصارفًا جلّ همّه ووقته من أجل التّفكّر بأسرار وعجائب هذا الكون، مفكّرًا فدارسًا فكاتبًا، تاركًا بعده كتبًا جليلةَ المعارف تتمحور حول الفلسفة وعلم الفكر والإنسان، لا زالت حتّى يومنا هذا محطَّ اهتمامٍ أكاديميّ لدراساتٍ محليّةٍ وعالميّة. كلّ هذا إلى جانب ما بذله من دورٍ مشهودٍ في الحفاظ على الدّين والأرض والعرض، ذابًّا عن الوطن، مدافعًا عن أبناء الطّائفة، وفاتحًا أبواب دارته العامرة من أجل إنقاذ الملهوف وقضاء حوائج النّاس. وهو أيّها الأخوة، ذاتُ القاسم المشترك الّذي جمع بين هاتين الشّخصيّتين، ولخّص هاتين المسيرتين، اللّتين وإن اختلفت بهما المسارات، وتنوّعت بينهما المسالك، وبعدُت بينهما المسافات، ولكنّها إلى ذات القصد راجعة، وإلى نفس الوِجهة قاصدة”.

في نهاية حديثه، شكر فضيلته مجلس حرفيش المحليّ ورئيسه الشّيخ رفيق مرعي مثنيًا على هذه المبادرة والفكرة من أجل تخليد الشّخصيّات الدّينيّة والاجتماعيّة الدّرزيّة ذات البصمة والأثر.

يُذكر أنّه شارك في الاحتفال كلٌّ من قاضي محكمة الاستئناف الشّيخ عماد أبو ريش، نائب الوزير فطين ملا، عضو البرلمان السابق جابر عساقلة، رئيس منتدى السّلطات المحلّيّة الدّرزيّة ورئيس مجلس ساجور جبر حمّود، رئيس مجلس بيت جن راضي نجم، رئيس مجلس كسرى سميع ياسر غضبان، والهيئة الدّينيّة في قرية حرفيش إضافةً إلى عشرات الحضور من قرية حرفيش والمنطقة.

بيان إلى المصلّين والخلوات

بعد مضيّ ما يقارب العام ونصف على إغلاق بيوت العبادة جرّاء تفشّي وباء الكورونا، اجتمع القرار على إعادة فتح الخلوات من جديد، تماشيًا مع التّعليمات الّتي صدرت مؤخّرًا عن وزارة الصّحّة بشأن زيادة عدد المجتمعين في مكان مغلق. على الرّغم من هذه البشرى الّتي زفّها فضيلته إلى أبناء المجتمع الدّينيّ في القرى الدّرزيّة، فقد أكّد وناشد بضرورة الاستمرار في توخي الحذر كون الجائحة لا زالت تعيش بيننا، وعليها يتوجّب علينا أن نستمرّ في أخذ الحيطة تحسّبًا لكلّ طارئ وصونًا لسلامة المصّلين وخاصّة كبار السّنّ منهم. وقد جاء في البيان الرّسميّ ما يلي:

“بسم الله الرحمن الرحيم

بعونه تعالى ومشيئته، وفي أعقاب القرارات الصّادرة عن وزارة الصّحّة والجهات المختصّة نتيجةَ الانتشار الواسع لحملات التّطعيم ونجاحها في البلاد، وبعد التّشاور على إثرها مع سيّاس الخلوات من خلال الاجتماع الّذي عُقد قبل أيام في مقام سيّدنا الخضر عليه السّلام تقرّر ما يلي: 

  • 1.     تُفتح أبواب الخلوات وتعود الصّلوات ابتداءً من يوم الخميس القريب الموافق 8.4.2021
  • 2.     وفقًا لتعليمات وزارة الصّحة، يجوز دخول الخلوات للإخوان والأخوات الّذين تلقّوا التّطعيمَيْن.
  • 3.     يكون جلوس المصّلين في الخلوات مع الحفاظ على مسافة مترين بين كلّ مصلٍّ وآخر.
  • 4.     يكون دخول المصّلين إلى الخلوات مع كمّامة للأنف والفمّ.
  • 5.     يكون إلقاء التّحيّة والسّلام مقابلةً فقط، ويمنع تقبيل اليدين بين المصّلين حفاظًا على الصّحّة.
  • 6.     على كل من يشعر بمضاعفات صحّيّة أو مرضيّة، يُرجى عدم قدومه إلى الخلوة براءةً للذّمة والضّمير.
  • 7.     كما هو معلوم لديكم، فإننا وعلى الرّغم من كوننا نشهد في المدّة الأخيرة انفراجًا جزئيًّا في الحدّ من تفشّي أزمة الكورونا نتيجةً لحملة التّطعيمات، إلّا أنّنا لا زلنا نستذكر من فقدناهم من الإخوة والمشايخ جرّاء هذا الوباء المقيت الّذي لم يتمّ بعد القضاء عليه بالكلّيّة. لذلك، فأنّنا نعود ونؤكّد ونشدّد على ضرورة التّقيّد والالتزام بالتّعليمات والأوامر الصّادرة عن وزارة الصّحّة فيما يتعلّق بالشّارة الخضراء، ونحثّ على إجراء الفحوصات وتلقّي التّطعيمات، حفاظًا على السّلامة العامّة وتسريعًا لعودة الحياة الدّينيّة بمناسباتها وواجباتها كما كان في السّابق، بدءًا من استمرار افتتاح الخلوات الّتي انتظرناه طويلًا، وتسهيلًا لإقامة الزّيارات الدّينيّة مستقبلاً”.

باسم الهيئة الدّينيّة
أخوكم
موفق طريف
جولس، الثلاثاء الموافق 2021-4-6

عقد راية الصلح بين عائلتي عبد الله وبركات في قرية كسرى

بعون الله وتوفيقه، عُقدت صباح السّبت 13.3.2020 في قرية كسرى راية الصلح بين عائلتي عبد الله وبركات، إثر حادث القتل الّذي وقع أواخر حزيران من العام الماضي وراح ضحيّته الشّابّ نجيب ركاد فؤاد عبد الله.

وكانت لجنة الصّلح الّتي ترأّسها الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة فضيلة الشّيخ موفق طريف، وتضمّنت نائب الوزير فطين ملا ونائب رئيس البرلمان حمد عمار ولفيفًا من سيّاس خلوات ورؤساء المجالس، قد عملت وسعت في الأشهر الأخيرة من أجل إنجاز هذا الصلح بين العائلتين الّتي تربطهما علاقة القربى والعائليّة.

وفي معرض كلامه، أثنى فضيلته على موقف عائلة عبدالله وعلى روح التّسامح التي أبدوها، وأشاد بموقف آل بركات الّذين مثلوا للحقّ العشائريّ منذ وقوع الحادث الأليم وحتّى عقد راية الصّلح.

كذلك، توجّه فضيلته خلال خطابه إلى الجيل الصّاعد من أبناء الطّائفة مطالبًا إيّاهم بالابتعاد الكلّيّ عن شتّى أنواع العنف والمخدّرات والكحول، وناشدهم لسلك طريق العلم والتّقاليد المعروفيّة، منعًا لتدهور الرّوابط الاجتماعيّة الهامّة. إضافةً إلى ذلك، شكر فضيلته أعضاء لجنة الصّلح على الجهود الجبّارة الّتي قاموا ببذلها، وخصّص بالشّكر رئيس مجلس كسرى سميع السّيّد ياسر غضبان والمدير العامّ السّيّد مهدي نصر الدين على ما قدّموه من جهدٍ حثيث لاحتواء الحادث داخل القرية وتهدئة خواطر الطّرفين.

هذا، وقد تحدّث خلال مراسم الصّلح كلٌّ من نائب الوزير فطين ملا، نائب رئيس الكنيست حمد عمّار، ورئيس مجلس كسرى سميع السّيّد ياسر غضبان، فيما تحدّث نيابةً عن عائلة عبدلله الشّيخ أبو أمير نجيب عبدالله، ونيابةً عن عائلة بركات الأستاذ أبو علاء نجيب بركات. يُذكر أن مراسم الاجتماع أديرت بعرافة الأستاذ نزير رباح، مدير مدرسة الوجدان الشّاملة- مركز الجليل. 

وقد انتهت المراسم بتوقيع وثيقة الصّلح الّتي تُليت على مسامع الحضور من قبل مندوبين عن العائلات وأعضاء لجنة الصّلح.

معايدة فضيلة الشّيخ موفق طريف لأبناء الطّائفة الإسلاميّة لشهر رمضان المبارك

مع حلول ليالي الشّهر الفضيل أبرق فضيلة الرّئيس الرّوحيّ الشّيخ أبو حسن موفق طريف بتهنئة إلكترونيّة معبّرة مهنّئًا من خلالها أبناء المجتمع الإسلاميّ عامّةً بحلول شهر رمضان. بين سطور تهنئته، عبّر فضيلته عن مدى قلقه إزاء العنف المستشري في الشّوارع والبلدات العربيّة في المدّة الأخيرة وما يحصده هذا العنف من ضحايا وخاصّة في أواسط الشّباب. بناءً على ذلك، دعا إلى الالتفاف حول القيم الّتي تميّز رمضان بدءًا من فتح القلوب وتقبّل الغير وتبنّي الحوار البنّاء. إليكم نصّ التّهنئة:

“بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله ربّ العالمين حمدًا كثيرًا، والصّلاة والسّلامُ على رسوله المبعوثِ هاديًا ونذيرًا.

ها هو شهر رمضان المبارك يطلّ علينا حاملًا مع لياليه عبق البركة والطّاعة، ليذكّرنا بالواجب الإنسانيّ الأسمى في الاجتماع على طاولة المحبّة والالتفاف حول مواضع التّفاهم والتآخي والحوار المتحضّر البنّاء. 

إنّه شهر رمضان الّذي عمّ فيه الخيرُ والأمان، وظهرَ فيه الفضلُ وبان، وأُنزل فيه القرآن بمحضِ البلاغة والبيان، شفاءً للقلوب وبناءً للإنسان، ليظلّ على مرّ الدّهور علامةً دالّةً للمحبّة والتآخي وحبّ الغير، وترجمانًا متجدّدًا دالًّا على الفضائل والأخلاقيّات وفعلِ الخير.

لا أخفيكم أيّها الإخوة، أنّ رمضانَ يطلّ علينا هذا العامِ مشوبًا ببعض النّغص، اذ صرنا نصبحُ ونمسي على أخبارٍ لا تنتهي لحوادث العنف المشينة الّتي ضربت أمن بلادنا وشوارعنا، ورفعت رأسَ فتنتها في كلّ زاوية من زوايا قرانا، محتّمة علينا مشاهدة فصول دمويّة لشباب بتنا نودّعهم وهم لا يزالون في ريعان الشّباب.

تعالوا بنا أيّها الأخوة نجعل رمضان هذا العام فرصةً للتوقّف مع الذّات ومع الله، نعيد فيها النّظر إلى مرارة واقعنا ونجدّد معها النيّة للمضيّ قدمًا في رأب الصّدع وطرد ظاهرة العنف من مجتمعنا إلى غير رجعة. تعالوا لا نكتفي هذا العام بصيام الأجساد فقط، بل نعتمد معه صيامًا للقلوب عن التّباعد والضّغينة، وصونًا للنّفوس عن الأحقاد والمشاكل، ومنعًا للأيادي من رفع السّلاح بدلَ إلقاء السّلام.

إلى جانب ذلك، لا بدّ من التّذكير والتّأكيد على ضرورة الاستمرار بالتّقيّد والالتزام بكافّة التّعليمات الصّادرة عن وزارة الصّحّة، على الرّغم مما نشهده في المدّة الأخيرة من انفراج جزئيّ لأزمة الكورونا في البلاد، وذلك إكرامًا منّا لقيمة هذا الشّهر الفضيل، وصونًا للسّلامة العامّة الّتي هي مطلب دينيّ وإنسانيّ وأخلاقيّ.

اسمحوا لي في الختام أن أبارك بحلول شهر رمضان المبارك، سائلينَ الله تباركَ وتعالى أن يجعله شهرًا ميمونًا مباركًا تُقبل فيه الأعمال الصّالحات، ويُكتب فيه جزيل الأجر والثّواب. كما ونبتهل إليه تعالى أن يعود عيدُ الفطر علينا ونحنُ في صحّة وعافية وهدأة بال، لنشهد معًا عودة الأمان والسّلم والسّلام إلى بلادنا وبلاد العالم أجمع. آمين. صيامًا مقبولًا ورمضان كريم للجميع!”

معايدة فضيلة الشّيخ لأبناء الطّوائف المسيحيّة مع حلول عيد الفصح المجيد

بسم الله الرّحمن الرّحيم

إخواني أبناء الطّوائف المسيحيّة،

مع حلول عيد الفصح المجيد، نتقدّم إليكم جميعًا بأسمى آيات التّهاني والتّبريكات، مبتهلين إلى الله عزّ وجلّ أن تحلّ الأعياد المباركة كلّ عامٍ وأنتم في أتمّ الصّحّة والعافية وهدأة البال، لنستمرّ معًا في دفع عجلة المحبّة والتّآخي والتّقارب بين القلوب وبين الأديان والإنسان.

فصحًا مجيدًا وكلّ عام وأنتم بألف خير!

زيارة لتقديم التّهنئة لعضو الكنيست الدّكتور منصور عبّاس

قام الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة فضيلة الشّيخ أبو حسن موفق طريف ورئيس منتدى السّلطات المحلّيّة الدّرزيّة السّيّد جبر حمود ولفيف من شيوخ قرية المغار ومدينة شفاعمرو، بزيارة لتقديم التّهنئة إلى رئيس القائمة الموحّدة عضو الكنيست الدّكتور منصور عبّاس في قرية المغار، وأخرى لعضو الكنيست السّيّد مازن غنايم في مدينة سخنين.

وهنّأ فضيلةُ الشّيخ كلًّا من الدّكتور عبّاس والسيد غنايم على الإنجاز اللّافت في الانتخابات القطريّة، وعلى تكليفهم من قِبل الجماهير العربيّة في البلاد بتمثيل قضاياهم الملحّة الّتي تحتاجُ إلى التّعاون والعمل المشترك، وخصوصًا فيما يتعلّق بآفة العنف المستشري ومشاكل السّكن الّتي تواجه الجيل الصّاعد.

نيابةً عن منتدى السّلطات المحلّيّة الدّرزيّة، تحدّث السّيّد جبر حمّود مؤكّدًا أنّ تجربة السّيّد غنايم في الخدمة والعمل المحلّيّ، لا بدّ ستساهم في تحقيق إنجازات قطريّة للسّلطات المحلّيّة. إضافةً إلى ذلك، شدّد حمّود على الأمل المنبعث من نهج الدّكتور عبّاس، السّاعي إلى العمل المشترك من أجل خدمة كافّة المواطنين في البلاد.

يُشار الى أنّه قد شارك في الزيارة كلّ من رؤساء مجالس المغار المحامي فريد غانم، وبيت جن المحامي راضي نجم، وكسرى سميع السّيّد ياسر غضبان، والوزير السّابق صالح طريف.

من جهته، عبّر الدّكتور عبّاس عن شكره لفضيلة الشّيخ والوفد المرافق، مثمّنًا عاليًا هذه الزّيارة الّتي وصفها بالتّاريخيّة. كذلك، أكّد عبّاس أنّه يرى في نفسه ممثّلًا لكافّة أبناء الشّرائح الاجتماعيّة، مشيرًا إلى ما ورثه من بلده المغار متعدّد الطّوائف من الالتزام بالوحدة من أجل العمل لصالح كافّة المواطنين، وتقديم حلول لرؤساء السّلطات المحلّيّة على شتّى الأصعدة.

وأمّا السّيّد غنايم فقد شكر الوفد على زيارته التّبريكيّة، مؤكّدًا بأن علاقاته مع القرى المعروفيّة وممثّليها ستكون محور أعماله وفعّاليّاته المستقبليّة.

زيارة لتقديم واجب العزاء في مدينة عرّابة

قام الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة فضيلة الشّيخ أبو حسن موفّق طريف في الثاني والعشرين من الشهر الماضي برفقة السّيّد جبر حمود رئيس مجلس ساجور المحلّي ورئيس منتدى السّلطات المحلّيّة الدّرزيّة ووفد من أهالي قرية ساجور، بزيارة لتقديم واجب العزاء في مدينة عرّابة، وذلك في أعقاب وفاة الشّابّ أبي طارق زياد خطيب إثر تعرّضه بالقرب من كوكب أبو الهيجاء لحادث طرق أليم أودى بحياته، حيث كانت السّيّارة المشتركة في الحادث تابعة لسائق من قرية ساجور.

وقد كان في استقبال فضيلته مع الوفد المرافق كلّ من عائلة الفقيد وذويه، إضافةً إلى رئيس بلديّة عرابة السّيّد عمر نصار، وعضو الكنيست المحاميّ أسامة السّعديّ ولفيف من سكّان المنطقة والمعزّين.

خلال خطابه التأبينيّ، قدّم فضيلته التّعازي لأهل الفقيد وعائلته، متطرّقًا إلى العبرة من الموت وضعف الإنسان في دفع القضاء والقدر، ومذكّرًا على الرّغم من ذلك بضرورة العمل المشترك الحثيث والتّكاتف المخلص الدّائم من أجل التّصدّي لآفة حوادث الطّرق وما يترتّب عنها من نتائج وخيمة.

من جهته، عبّر السّيّد جبر حمّود عن ما يربط بين عرّابة وساجور من علاقات أخوّة وجيرة، مؤكّدًا أن تقديم العزاء هو خير برهان على صدق ومتانة هذه الرّوابط القويّة بين البلدين.

بدوره وفي كلمةٍ أخويّة مؤثّرة، شكر رئيس بلدية عرابة فضيلة الشّيخ مع الوفد المرافق، وأثنى على هذه اللّفتة الإنسانيّة الصّادقة الّتي تدلّ على عمق العلاقات بين أبناء المجتمع الواحد، وما فيها من تخفيف لألم الفراق على أبناء الفقيد وعموم أهالي البلدة.

في الختام، تطرّق عضو الكنيست ابن مدينة عرابة المحاميّ أسامة السّعديّ لخطورة آفة حوادث الطّرق الّتي تعصف في المجتمع العربيّ، وناشد الشّباب بأخذ الحيطة والحذر وتحمّل المسؤوليّة في القيادة واستعمال الطّريق، شاكرًا فضيلة الشّيخ وأعضاء الوفد على الأصالة المعروفيّة والمشاركة الاجتماعيّة الإنسانيّة هذه.

قرار بتحويل المأذونين الدّروز للعمل رسميًّا في المجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى

منذ تاريخ 01/03/2021، بدأ المأذونون الدّروز بالعمل رسميًّا في المجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى، بعد مزاولة عملهم خلال السّنوات الأخيرة تحت إطار قسم الطّوائف في وزارة الدّاخليّة. وقد تمّ اتّخاذ قرار العمل المباشر في المجلس الدّينيّ، بناءً على اتّفاق وتفاهم بين وزارتي الدّاخليّة والماليّة، والمجلس الدّيني والهستدروت، وبموجب هذا الاتفاق سيتمّ حفظ كافّة حقوق وشروط عمل المأذونين، كما هو متّبع في سلك موظّفي الدّولة. بناءً على ذلك، قام كافّة المأذونين بالتّوقيع على اتّفاقيّات عمل رسميّة في نطاق المجلس الدّينيّ.

يُذكر أن هذا القرار هو واحد من قرارات كثيرةٍ تأتي في نطاق إعادة هيكلة المبنى التّنظيميّ للمجلس الدّينيّ، حيث يقوم الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة فضيلة الشّيخ موفّق طريف بالعمل على مأسسة عمل المجلس الدّينيّ وتطوير كوادره المهنيّة، حرصًا على تأدية الخدمات الدّينيّة والاجتماعيّة الّلازمة لأبناء الطّائفة والخلوات والأماكن المقدّسة على أحسن وجه. من جهته، عبّر فضيلته عن سروره بعودة المأذونين إلى العمل في المجلس الدّينيّ الّذي يُعتبر المكان الطّبيعيّ لهم، إلى جانب سيّاس الخلوات.

وقد وعد فضيلته أن تتكلّل الفترة القريبة بعد الخروج المرجو من أزمة الكورونا، بتكثيف الجهود والطّاقات في شتّى مجالات الخدمات وعلى رأسها إرشاد وتوعية النّشء الصّاعد بالتّربية التّوحيديّة المطلوبة، إلى جانب تعزيز أواصر العلاقات والرّوابط الاجتماعيّة بين أبناء الطّائفة.

وزير الدّفاع ورئيس الحكومة البديل بيني غانتس في زيارة لفضيلة الشيخ

حلّ مؤخراً ضيفًا على دارة الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدرزيّة فضيلة الشّيخ أبي حسن موفّق طريف، وزير الدّفاع ورئيس الحكومة البديل بيني غانتس.

وقد جاءت هذه الزّيارة في إطار حثّ الجمهور على تلقّي التّطعيمات، وهدفت إلى اطلاع فضيلته على الإجراءات المستقبليّة المخطّطة للخروج من الأزمة وتيسير عودة الحياة إلى سابق عهدها في شتّى المجالات والمرافئ الحياتيّة.

أثناء اللّقاء، أكّد كلٍّ من فضيلة الشّيخ والوزير غانتس على ضرورة تلقّي كافّة الفئات العمريّة لجرعات التّطعيم، وأهميّة الاستمرار في اتّباع تعليمات وزارة الصّحّة فيما يتعلّق بسبل الوقاية، مؤكّدين أنّه الحلّ الأفضل والوحيد للخروج من ظلال هذه الجائحة. وقد تطرّق فضيلة الشّيخ خلال هذه الزّيارة إلى أزمة البناء والسّكن في القرى الدّرزيّة، معربًا عن قلقه إزاء ما يشهده الشّارع الدّرزيّ في الأسابيع الأخيرة من ارتفاع ملحوظ في وتيرة تشديد الرّقابة والتّنفيذ المؤسّساتيّ حول البناء غير المرخّص، في ظلّ جمودٍ ملحوظ فيما يتعلّق بتخطيط وتيسير الخرائط الهيكليّة.

في هذا السّياق، حذّر فضيلته بصريح العبارة وبشكل لا يقبل التأويل من استمرار سياسة التّضييق هذه، مشيرًا إلى كونها ستؤدّي في نهاية المطاف إلى انفجار وصدام وعواقب غير مرغوبة، داعيًا غانتس على إثرها للتّدخّل بشكل فوري وعرضها على جدول أعمال الحكومة، سعيًا إلى وقف كافّة الإجراءات ضدّ البناء غير المرخّص حتّى إنجاز العمل على الخرائط الهيكليّة، وترخيص كافّة البيوت المبنية في القرى الدّرزيّة.

بيانٌ لفضيلة الشيخ موفق طريف حول ذكرى تحرير الشّحّار وزيارة الحضريّة

“بسم الله الرّحمن الرّحيم

على أعتاب الرّابع عشر من شباط النّصر في كلّ عام، اعتادت الطّائفة الدّرزيّة على الاجتماع في رحاب مقام نبيّ الله شعيب عليه السّلام، مستظلّين تحت فيء علمنا ذي الألوان الخمسة، ومستذكرين تاريخًا عريقًا سطّرته الطّائفة على مدار أجيالٍ بتقديم التّضحيات والبطولات.

وأيّ بطولةٍ أعظم من ذكرى تحرير الشّحّار من أيادي الظّلمة والغدر، يوم أثبتت الطّائفة موقفها الواضح من الحفاظ على الدّين والأرض والعرض، مصرّحةً للغادي والرّائح أنّها لم تكن يومًا لتجور وتعتدي، بل لتدافع عن الحقّ والعدل وتنتصر.

إنّه الشّحّار الّذي صار رمزًا للشّجاعة والإباء، مصدّرًا للرأي المحلّيّ والعالميّ صورةً في أوج العُلا والتّميّز، لشيوخٍ خرجوا من خلواتهم للدّفاع عن قدسيّة الحياة، ونساءٍ شعّت وجوههنّ شرفًا وصمودًا من وراء النّقاب. يقبلون بكلّ بسالةٍ نحو مقام سيّدنا السّيّد الأمير عبدالله التّنوخيّ قدّس الله سرّه، رافضين لأيادي الظّلام أن تطال هامته أو أن تخفي إرث هذه الشّخصيّة الجليلة، الّتي رسمت بعلمها صراط الإيمان والنّور في حياة الموحّدين.

لم يكنُ ذكرى تحرير الشّحّار قصّة انتصار حربيّ فحسب، بل كان ولا يزال ذاكرةً جماعيّةً حافظت على ترابط أبناء الطّائفة ووحدتهم أينما كانوا وأينما سكنوا، مثبتةً ما تناقله المؤرّخون عن ممثول طبق النّحاس عند بني معروف، الّذين لا حدودَ تفرّقهم ولا جدران تحدّهم من التّمسّك بالهويّة التّوحيديّة العريقة، والوقوف إلى جانب إخوانهم من أجل تحصيل المطالب والحقوق.

كلّ هذا عبر تبنّي الوحدة نبراسًا ونهجًا، وترسيخ مفهوم “حفظ الإخوان” كقيمةٍ أخلاقيّة واجتماعيّة هامّة، كان لها الدّور الأكبر في الحفاظ على سلامة الطّائفة وأبنائها، وصونها من كلّ مكروه في وجه جميع المعتدين. وهي ذات الرّسالة الّتي نتوارثها جميعًا جيلًا بعد جيل، ونوصي بها القادمين من بعدنا، من أجل تعزيز الموقف الطّائفيّ الواحد الّذي لن تنجح أن تطاله أيادي القلاقل والفتن.

منذ أكثر من ثلاثين عامًا، تُحيي الطّائفة ذكرى تحرير الشّحار بالتّزامن مع الزّيارة الحضريّة، لتجتمع في هذا اللّقاء لذّة النّصر بالشّوق، مبتهلين لجمع الشّمل بين أبناء الطّائفة من بلادنا ومن سوريا ولبنان والأردن، وراجين أن يكتب الله لنا فرصةً لنلتقي مع الإخوة والأهل ونحيي الزّيارة معًا بعد طول بُعد وانقطاع.

إخواني وأخواتي، لا يخفى على أحد ما تمرّ به البشريّة في العام الأخير من معاناة مع أزمة الكورونا، الّتي ذكّرتنا نحنُ البشر بضرورة التّركيز على المشترك الجامع، رغم كلّ اختلاف في الآراء والتوجّهات والمبادئ. وهي نفس الرّسالة الّتي نستشفّها خلال كلّ عام من خلال هذه الزّيارة، الّتي تعلّمنا أنّ الحروب لم تكن يومًا محطّ أملٍ للنّاس أو لأبناء الشّعوب. رجاؤنا أن يعمّ الأمن والسّلام في أرجاء العالم أجمع، وأن نشهد ثورة تقدّميّة في عالم الإنسان، يزول فيها التّمييز وفقًا للدّين والعرق والسّياسة، وتتبنّى فيها الأمم حوارًا صادقًا ومفتوحًا يبدّل الحروب والقلاقل.

في النّهاية، لا بدّ من توجيه معايدةٍ صادقةٍ لعموم أبناء الطّائفة الدّرزيّة في كلّ مكان، مباركين حلول هذه الزّيارة الّتي نحييها هذا العام قلبًا، ومؤكّدين على التزامنا بالحفاظ عليها كإرثٍ تاريخيّ طائفيّ حتّى يوم القيامة.

نصرٌ بعد نصرٍ مبارك، على أمل تجديد مراسم الزّيارة واللّقاء خلال العام القادم.

أخوكم موفق طريف
الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة
رئيس المجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى
جولس، السّبت الموافق 13.2.2021″

مقالات ذات صلة: