أول طبيبة درزيّة تخصّصت بأمراض القلب، وأول طبيبة عربيّة تخصّصت بمجال القسطرة
السيدة الطبيبة بتلة زيد فلاح فراج، هي من النساء الطلائعيات الدرزيّات، اللاتي تخصصن بمجال فريد من نوعه في الطب، إذ وصلت أن تكون أول طبيبة درزيّة تتخصّص بأمراض القلب، وكذلك أول طبيبة عربية تخصّصت بمجال القسطرة في البلاد.
وُلدت السيدة بتلة زيد فلاح فراج ونشأت وترعرعت في قرية كفر سميع في بيت مثقف، لوالدين يشجّعان التعليم والامتياز والتفوّق، ويدعمان تقدم المرأة وحثها وتحفيزها لتتبوّأ مناصب ومجالات جديدة لم تطرقها ولم تسبقها إليها أخرى.
تلقّت السيدة بتلة تعليمها في المدرسة الابتدائية في قرية كفر سميع، ثم تابعت مشوارها التعليمي بمدرسة ترشيحا الشاملة، حيث أنهت المرحلة الاعدادية والثانوية فيها. خلال هذه الفترة التحقت بمركز الموهوبين في مدينة كرمئيل لمدة أربع سنوات، وتلقت هناك تعليما إضافيا للمنهاج التعليمي.
بعد أن أنهت المرحلة الثانوية بامتياز وتفوّق وحصلت على شهادة بجروت كاملة، عملت وسعت جاهدة لتحصل على علامة عالية وكافية في امتحان البسيخومتري تؤهّلها للالتحاق في المعهد التطبيقي “التخنيون” في كلية الطب. بعد أن نالت لقب دكتور في الطب ابتدأت مسارها في العمل كطبيبة في مستشفى هداسا عين كارم حيث ابتدأت هناك فترة التدريب “ستاج” ومن بعدها شرعت بالتخصص في الأمراض الباطنية في قسم “الباطنية ب” بمستشفى هداسا عين كارم تحت إدارة وإشراف البروفسور درور مڤوراخ، ونالت خلال فترة التخصص على شهادة تفوّق من بين المتخصّصين. بعد أن أنهت فترة التخصّص في الأمراض الباطنية، تابعت وسعت نحو هدفها الأول وهو طب القلب، حيث باشرت التخصص في مستشفى هداسا عين كارم بإشراف مدير قسم القلب البروفسور حاييم لوتان الذي بات معلمها ومرشدها، انهت التخصّص بعد ثلاث سنوات. والآن ابتدأت في التخصص بمجال طب القلب التدخلي أو ما يسمى קרדיולוגיה התערבותית الذي يضم معالجة مشاكل القلب والأوعية الدمويّة عن طريق القسطرة.
بدأت ميولها نحو طب القلب منذ صغرها إذ تربّت وترعرعت عند عمّتها، هدية فلاح رحمها الله، التي كانت من أول أُجريتْ لها عملية زرع صمام اصطناعي في البلاد.
لم يكن مسارها التعليمي خالٍ من الصعوبات والمشاق، لكن بمساعدة ودعم وإيمان أمها فضيلة وأبيها زيد فلاح، وإخوتها وزوجها خالد فراج تغلّبت على كل الصعاب، والآن تصبو الطبيبة بتلة أن تصل إلى هدفها المنشود وتكمل مسارها التعليمي خارج البلاد، لتعود وتخدم أهلها وشعبها وكل المحتاجين. هنيئا لطائفتنا بأمثال السيدة بتلة وتهانينا القلبية لها بوصولها إلى هذا المستوى الرفيع، وأمنياتنا لها أن تحقق كل أمانيها وطموحاتها وذاتها، وأن يكون التوفيق والنجاح رفيقين لها في كل المجالات.
